يوسف بن
تاشفين 400-500هـ /1009- 1106م[1]
يوسف
بن تاشفين بن إبراهيم بن تورفيت بن وارتقطين بن منصور بن مصالة بن أمية بن واتلمي
بن تامليت الحميري من قبيلة لمتونة الصنهاجية و أمه بنت عم أبيه فاطمة بنت سير بن
يحيى بن وجاج بن وارتقطين. كانت قبيلته تسكن المنطقة الممتدة من وادي نون إلى رأس
موغادور إلى مدينة ازكي شرقا، و كانت المناطق الشمالية مقرا لبني و ارتنطق حول
المدينة المذكورة فلا بد أن يكون يوسف قد ولد في تلك المنطقة و قد عرفت قبيلته
بالسيادة و بسطت سيطرتها على صنهاجة، و استطاعت الاحتفاظ بالرئاسة منذ أن جعلها فيها
الإمام ابن ياسين بعد وفاة الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي، لذلك فإن المنزلة
الاجتماعية التي ترعرع في ظلها هذا الأمير بدت مظاهرها واضحة في سلوكه و على حد
قول أشباخ خلق للزعامة[2].
ملك
له شرف العلي من حمير و
إن اتهموا صنهاجة فهم هم[3]
كان
يوسف أسمر اللون نقيه معتدل القامة نحيف الجسم خفيف العارضين رقيق الصوت أكحل
العينين أقنا الأنف، له وفرة تبلغ شحمة الأذن، مقرون الحاجبين أجعد الشعر[4].
كان
يجمع بين جمال الطلعة و جمال الجسم و بين أبدع المواهب. كان بطلا شجاعا نجدا حاذقا
جوادا كريما زاهدا في زينة الدنيا عادلا متورعا متقشفا- لباسه الصوف طعامه خبز
الشعير و لحوم الإبل و ألبانها[5]،
يأكل من عمل يده عزيز النفس كثير الخوف من الله[6].
كانت
تسكن جسده نفس معتدلة و عاطفة و قادة فكر نافذ، واتته الأحداث فشحذت مواهبه، و
احتك بمستويات حضارية تتراوح بين أهل الصحراء و أهل الأندلس، فكان له تقييم صادق
لكل منهما، و خاض حروبا لا عهد له ببعضها فبرهن عن حسن تفهم و ابتكار، و كانت
شهامته و شغفه بالحرب يصبغان عليه خلال الفروسية، و احتقاره لمظاهر الترف تكسبه
محبة شعبه و تقوي في نفوسهم عواطف التوقير و الشرف[7].
كان حليما يحب الصفح عن الذنوب مهما كبرت ما عدا الذين يرتكبون الخيانة بحق الدين
فلا مجال للعفو عنهم.
يوسف
بن تاشفين رجل صحراوي يتصف بعادات الصحراء و تقاليدها، ذو تفكير أصيل يمثل رجولة
لا تزال في تقاليدها قائمة في بعض أجيالنا الأصيلة المحافظة.
تلقى
يوسف العلوم في طفولته من أفواه المحدثين و الوعاظ، إذ أن المدارس كانت نادرة في
الصحراء، و لم يتعمق في العلوم الدينية، لأن المسائل المعقدة كانت من مهام
الفقهاء. ففي بلد صحراوي حيث الحياة صعبة لم يكن أفناء السنين في اكتساب القراءة و
الكتابة أمرا ذا بال و لو تم ذلك- و هذا نادر جدا- لما كان له مجال واسع في الحياة
اليومية، و قد تلقى ثقافة شعبية زاولها حتى أضحت لديه أثرا عاديا عمل على تنقيتها
بما كان يسمع من العلماء و الفقهاء، و من البديهي أن يكون يوسف قد نال نصيبا من
ثورة ابن ياسين الثقافية و يمكننا القول بأن يوسف قد عاش متعلما سواء في قلب الصحراء
في بداية حياته[8]
و إبان دعوة ابن ياسين و كذلك و هو يخوض معارك الجهاد، لقد كان متعلما في الحدود
التي نجدها لدى الساسة و رجال الحرب في ذلك الوقت.
لم
تؤثر قساوة الصحراء و خشونتها على إحساس يوسف فقد كان مرهف الشعور يتعشق الجمال
أينما وجد و يختار نساءه من الجميلات، و أولى زوجاته زينب بنت إسحاق النفزاوية و
هي من أسرة كانت تعمل بالتجارة اقترن بها يوسف بن علي بن عبد الرحمان بن وطاس شيخ
وريكة، و بعده تزوجها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي أمير غمات. و بعد مقتله تزوجها
الأمير أبو بكر بن عمر و بقيت عنده ثلاثة أشهر[9].
و لما عزم على السفر إلى الصحراء، و قال لها: أنت امرأة جميلة بضة لا طاقة لك على
حرارة الصحراء، و إني مطلقك فإذا انقضت مدتك فانكحي ابن عمي يوسف بن تاشفين[10].
و قد اقترن بها يوسف بعد تمام مدتها. كانت زينب بنت إسحاق مشهورة بالجمال و
الرئاسة[11]
بارعة الحسن حازمة لبيبة ذات عقل رصين و رأي سديد و معرفة بإدارة الأمور، فكانت
القائمة بملك زوجها الأمير يوسف و المدبرة لأمره حتى وفاتها عام 464هـ/ 1081م[12]
و بعد وفاة زينب تزوج الأمير يوسف من سيدة أندلسية تدعى قمر و لا تذكر كتب التاريخ
عنها شيئا و الظاهر أن سيرة زينب طغت على نساء يوسف، و يقال أنها أنجبت الأمير علي
ولي العهد و أمير الأندلس و المغرب بعد والده.
و
اقترن يوسف بسيدة تدعى عائشة أنجبت الأمير محمد الذي نسب إليها فسار يدعى محمد بن
عائشة.
ورزق
يوسف عددا من الأولاد بكرهم تميم الذي توفي غداة معركة الزلاقة و كان واليا على
سبتة و علي خليفته من بعده، و إبراهيم، و محمد الذي كان أحد القادة البارزين في
جيش والده، و يشير ابن عذاري إلى ولادة ابن له من زينب النفزاوية سماه الفضل.
أما
بناته فهما كونة و رقية-.
مرحلة
قيادة الجيش المرابطي 448-452هـ/ 1056-1060م
في
هذه المرحلة لم يكن يوسف أميرا بل كان مجرد قائد عسكري يعمل تحت امرأة ابن عمه
الأمير أبي بكر بن عمر، لم يكن يوسف يملك السلطة بل ينفذ تعليمات غيره من الأمراء،
و لكنها كانت مرحلة غنية بالتجارب شحذت ذهنه و أهلته للمرحلة التالية، فكأنها كانت
ممارسة للسلطة و الاطلاع على خفاياها دون تحمل المسؤولية، استطاع بعدها تسلم
الإمارة و القيام بالأعباء الملقاة عليها بكل همة و نشاط دون تردد وقاد المرابطين
إلى النصر في ميادين الكفاح.
تألق
نجم يوسف في معركة الواحات 448هـ /1056م التي خاضها، فقد كان قائدا بمقدمة جيش
المهاجم، و بعد فتح مدينة سجلماسة[13]
عينه الأمير أبو بكر واليا عليها فاظهر مهارة إدارية في تنظيمها. ثم غزا بلاد جزولة
و فتح ماسة ثم سار إلى تارودنت قاعدة بلاد السوس و فتحها، و كان بها طائفة من
الشيعة البجليين نسبة على مؤسسها علي بن عبد الله البجلي، و قتل المرابطون أولئك
الشيعة و تحول من بقي منهم على قيد الحياة إلى السنة.
ثم
جاء دور اغمات[14].
كانت مدينة مزدهرة حضاريا إذ كانت إحدى مراكز النصرانية القديمة و مقرا للبربر
المتهودين. كان يحكمها الأمير لقوط بن يوسف بن علي المغراوي.
تلقى
يوسف التعليمات من الأمير أبي بكر بمهاجمتها. و لما رأى أميرها أن لا جدوى من
المقاومة فر منها إلى تادلة و التجأ إلى بني يفرن. و دخل المرابطون المدينة449هـ/
1057م[15]
ثم هاجم يوسف تادلا و فتحها و قتل من بها من بني يفرن و ظفر بلقوط المغراوي و قتله.
و قد تزوج الأمير أبي بكر بزوجته زينب بنت إسحاق. ثم سار المرابطون نحو مدينة
تامسنا لجهاد برغواطة. و كانت هذه القبيلة تدين بمذهب ينافي تعاليم الإسلام أسسه
رجل يهودي يدعى صالح بن طريف البرناطي نسبة إلى حصن برناط من أعمال شذونة بالأندلس[16]
كان أمير برغواطة أبا حفص بن عبد الله بن أبي غفير بن محمد بن معاذ بن اليسع بن
صالح بن طريف[17].
نشبت المعارك بين الفريقين، أصيب خلالها الإمام ابن ياسين بجراح بالغة توفي على
أثرها في 24 جمادى الأولى 451هـ/1059م و دفن في مكان يعرف بكريفلة على مقربة من
تامسنا، و ما زال مزاره قائما حتى الآن[18]
اختار
المرابطون لرئاستهم بعد استشهادهم إمامهم ابن ياسين الأمير أبا بكر بن عمر اللمتوني[19]،
فكان أول عمل قام به بعد دفن الإمام متابعة الجهاد ضد برغواطة حتى عادت إلى
الإسلام الصحيح[20].
عاد
الأمير أبو بكر إلى أغمات و أقام بها حتى صفر 452هـ/1060م ثم غادرها إلى بلاد
فازاز و مكناسة و بعدها إلى مدينة لواتة التي خر بها و كانت لبني يفرن و قتل بها
خلقا كثيرا في ربيع الثاني 452هـ/1060م ثم عاد إلى أغمات.
كان
استشهاد الإمام عبد الله بن ياسين البداية الأولى في دفع يوسف إلى رئاسة الدولة
الناشئة، إذ أن الإمام كان يمسك بالسلطتين الدينية و الزمنية- مع وجود الأمير-. و
بعد وفاته أخذت وضعية المرابطين تستلزم حلا لمشكلة ازدواج السلطة، فمع تغلب جانب
الإمارة في عهد الإمام ابن ياسين، بدأت الدولة تعرف تحولا إلى الطابع السياسي، ثم
أخذت تجتاز ظروفا تتطلب رجالا من طراز يوسف بن تاشفين...
مرحلة
نيابة يوسف على المغرب 452-454هـ/1060-1062م
بعد
أن ابتعد المرابطون عن موطنهم الأول، فرضت الظروف الجديدة عليهم بأن يكون للصحراء
جندها و للحضر جنده، إنها فكرة اقتضت العمل بها أخبار ترامت من أرض الأصول لأرومة
المرابطين تشير إلى اختلال أمر الصحراء[21]،
إلى اختلاف جدالة و لمتونة[22]،
و هما مجمع أجناد الدولة، و هو خلاف كان بإمكانه تشتيت شمل المرابطين و العودة بهم
إلى ديار، فتنعكس آثاره على البلاد المفتوحة- و هذا ما نبه إلى خطورته الإمام ابن
ياسين في وصيته- و كذلك إلى تحرك السودان ضدهم. فاختار أبو بكر حلا لهذه المشكلة و
خص نفسه بالمجال الحصراوي و ترك الشمال لابن عمه يوسف بن تاشفين، فأنابه[23]
عنه و أمره بمتابعة الجهاد بعد أن ترك له ثلث الجيش المرابطي[24]
و
باستلام يوسف الأمر في المغرب، نجد قيادة جديدة لا تختلف عن القديمة إنما هي
استمرار لها و استيحاء من مصدر واحد مشترك. كان يوسف أفتح أفقا لجو الحضر من
الأمير أبي بكر المتمسك بالصحراء و مع ذلك فقد كان قائدا من نمط صحراوي كامل مالكي
شديد التدين و التقشف كان ملكا أشبه بالأولياء يتوخى أن يكون زخرفه في عمله لا في
مأكله و ملبسه.
سار
القائد يوسف لتحقيق المهمة التي ندبه إليها الأمير أبو بكر، و لما وصل إلى وادي
ملوية استعرض جيشه و قد بلغ أربعين ألفا فقسمه إلى أربعة أقسام[25]
و اختارت لكل قسم قائدين من أشهر القادة و هم سير بن أبي بكر اللمتوني و محمد بن
تميم الجدالي و عمر بن سليمان المسوفي و مدرك التلكاني[26]،
و عقد لكل منهم على خمسة آلاف و بعث بهم إلى أنحاء المغرب، و تولى بنفسه قيادة
بقية الجيش.
زحف
يوسف نحو المغرب فتغلب على أكثر مناطقه، فقد هزم مغراوة و زناتة و بني يفرن و هرعت
سائر القبائل إلى الاستسلام و الطاعة. و خلال مدة لا تتجاوز بضعة أشهر بسط يوسف
سلطانة على المغرب الأوسط و الجنوبي، و عاد إلى أغمات عام 454هـ/1062م و اقترن
بزينب النفزاوية[27]
و بدأ بإنشاء مراكش.
و
في هذه الأثناء استقام أمر الصحراء و قضى الأمير أبو بكر بن عمر على الخلاف و دفن
الفتنة في مهدها و أصلح شؤون السكان، ترامت إليه أخبار ابن عمه يوسف و ما فتح الله
على يده من البلاد، و عاد ليعزله و يولي غيره[28]
ونزل خارج أغمات.
شعر
يوسف بدقة الموقف و حرجه، إذ لا يمكنه أن يتمرد على إمامه و أميره الشرعي أبي بكر
لأنه شديد التدين، و كذلك لا يمكنه أن يتخلى بسهولة عما في يده من الملك. و هنا
برز دور زوجة زينب بن إسحاق، فقد شاورها في الأمر، و كان رأيها[29]
أن يظهر له الغلظة و كأنه مساو له و مقاوم و أن يلاطفه بالهدايا و الأموال و الخلع
و الثياب لأن ذلك مستطرف في الصحراء القاحلة و مرغوب فيه. و في هذه الأثناء تسارع
أصحاب الأمير أبي بكر للسلام على يوسف الذي استغل هذه البادرة و أحس بالزعامة،
فاستقبلهم بالترحاب وأغدق عليهم الأموال و الهدايا الفاخرة فكسب ودهم و استمالهم[30]،
و بذلك قوى مركزه بالتقرب من جنود ابن عمه، و أعلن تمرده عند أول مقابلة بينهما،
فتلقى يوسف ابن عمه الأمير أبي بكر بمظاهر السلطنة و سلم عليه راكبا و لم يترجل
كعادته يحيط به حرسه الخاص[31]
و جيشه الجرار مما أدخل الرعب في قلب الأمير أبي بكر خاصة عندما جاءه جواب يوسف
بأنه يستعين بهذه القوات على من يخالفه، و مع ذلك لم يشأ يوسف أن يقطع الصلة نهائيا
مع ابن عمه الأمير أبي بكر إذ قدم إليه هدية ثمينة جدا[32]
قبلها الأمير شاكرا بعد أن أدرك أن يوسف لن يتخلى له عن الأمر بسهولة و إذا حدث
صراع بينهما فإن الدولة الناشئة ستنتهي قبل أن تبصر النور، فجمع الأمير أبو بكر
أشياخ المرابطين من لمتونة و أعيان الدولة، و الكتاب و الشهود و أشهدهم على نفسه
بالتخلي ليوسف عن الإمارة،[33]وقد
علل الأمير أبو بكر هذا التنازل لابن عمه يوسف لدينه و فضله و شجاعته و حزمه و
نجدته و عدله وورعه و سداد رأيه و يمن نقيبته[34]،
و أوصاه الوصية التالية:يا يوسف إني قد وليتك هذا الأمر و إني مسئول عنه فاتقي
الله في المسلمين واعتقني و اعتق نفسك من النار و لا يضيع من أمور رعيتك شيئا فإنك
مسئول عنهم، و الله تعالى يصلحك و يمدك ويوفقك للعمل الصالح و العدل في رعيتك و هو
خليفتي عليك و عليهم[35]،و
انصرف الأمير أبو بكر بعد ذلك إلى الصحراء و بقي يجاهد الكفار حتى استشهد عام
480هـ/1087م.[36]
مرحلة
الإمارة 454-500هـ/1062-1106م.
فتح
المغرب الأقصى الشمالي454-477 /1062-1084م
بعد
أن تنازل الأمير أبو بكر بن عمر ليوسف عن الإمارة، و اطمأن يوسف أن لا منافس له من
الوجهة الشرعية إذ أصبح أمير المرابطين بلا منازع، اتجه نحو المغرب الشمالي
لانتزاعه من أيدي الزناتيين، مستخدما أسلوب التقري[37]
العمليات
العسكرية
كان هدف يوسف القضاء على زناتة و استخلاص الحكم
منها، و في هذه الأثناء و صله طلب استنجاد به من صاحب مكناسة مهدي الكزنائي[38]
على عدوه معنصر المغراوي صاحب فاس[39].
و طلب النجدة هذا من صاحب مكناسة أكسبه وجاهة لأنه وقع على دعوة و استغاثة و أتاح
له الخطوة الحاسمة للاستيلاء على المغرب. لبى الأمير يوسف الطلب لأنه يتلاءم مع
رغبته و يظهره منقذا لسكان المغرب من الزناتيين. هاجم القلعة فازاز و كانت لمهد بن
تولي اليحفشي[40]
فقضى عليه، ثم تابع سيره لمساعدة الكزنائي، فاعترضته قبائل زواغة و لماية و صدينة
و لوامة و مغيلة و مديونة و بهلولة[41]
و غيرهم في عدد كثير، و كانت له معهم حربا شديدة انهزموا فيها و تحصنوا بمدينة
صدينة، فحاصرها يوسف و دخلها بالسيف و هدم أسوارها و قتل فيها ما يزيد على أربعة
آلاف رجل ثم خربها، و ارتحل عنها إلى فاس عاصمة المغرب[42]
و
هنا بدأ الصراع بين فرع زناتة الذي يحكم فاس و بين الأمير يوسف، و كان بصورة نجدة
لصاحب مكناسة.
كان
أمير فاس معنصر بن المعز المغراوي يعتمد على الحاجب سكوت الرغواطي صاحب طنجة و
سبتة كما كان يعتمد على فروع مغراوية في تازا و نكور.
جرت
حرب فاس بخطة الكر و الفر التي اتبعها معنصر بينما استخدم يوسف أسلوب التقري. هزم
يوسف جيش فاس الذي فر نحو الشرق، فاستولى على أحوازها و ظفر بعاملها بكار بن
إبراهيم و قتله[43].
ثم توجه نحو مدينة صفروا و دخلها عنوة و قتل حكامه أولاد مسعود المغراوي، و رجع
بعد ذلك إلى حصار مدينة فاس حتى دخلها صلحا عام 455هـ/1063م.
بعد
فرار معنصر منها الذي استبسل في المقاومة. و هذا هو الفتح الأول[44]،
و هو فتح ضعيف لأنه مشروط، و هو يختلف عن فتح القوة، ففتح الصلح يتضمن بنودا لصالح
البلد المفتوح تحد من تصرفات الفاتح بينما يخلو فتح العنوة منها.
أقام
يوسف في فاس عدة أيام، و عين عليها واليا من لمتونة، إذ أخذ بعين الاعتبار في
المراكز المهمة أقاربه مما يدل على أن وطنية الصحراوي قبلية. ثم ترك المدينة إلى
بلاد غمارة و استولى على حصونها و قلاعها.
اغتنم معنصر فرصة خروج يوسف[45]
وكر على فاس و دخلها و قتل عاملها المرابطي و لاقت كرته نجاحا و هدد فتوحات يوسف
في المغرب الشمالي.
على
أثر سقوط فاس طلب يوسف من حليفه مهدي الكزنائي أن يتجهز لقتال مغراوة خرج مهدي من
مدينة عوسجة[46]
و اتجه نحو فاس، خاف معنصر من أن يتقوى المرابطون عليه إذا وصل إليه حليفهم
الكزنائي، فاعترض سبيله و دار بينهما قتال شديد قتل فيه الكزنائي و تفرق جيشه[47]،
عندئذ بعث أهل مكناسة إلى يوسف يستصرخونه و يستغيثون به ضد معنصر و أعطوه بلادهم و
بذلوا له الطاعة[48]
و لكن فرحة معنصر بالنصر لم تدم طويلا، إذ تدارك الأمر يوسف و أرسل جيشا إلى فاس
فحاصرها حتى ضاق الأمر بأهلها. و عندما رأى معنصر أن الحرب طارت و الأقوات انعدمت
جمع جيشا من مغراوة و بني يفرن[49]
و برز للقتال طالبا إحدى الشهادتين النصر أو الموت، فكانت الدائرة عليه[50]
و قتل كذلك ابنه تميم[51]،
فالتفت زناتة حول بيت أبي العافية و قام بالأمر محمد بن عبد الرحمان بن إبراهيم بن
موسى بن أبي العافية[52]،
الذي جمع قبائل زناتة و خرج لقتال المرابطين و هزمهم في معركة وادي صفير[53]
و قتل عددا من فرسانهم و استسلم الكثيرون.
في
هذه الأثناء كان يوسف يحاصر قلعة فازاز[54]،
فعمل على معالجة الأمور بسرعة خاصة و إنها الهزيمة الثانية التي تصيب المرابطين في
مواجهة عسكرية زناتة. ترك قسما من جيشه يحاصر القلعة و بعث بالآخر إلى فاس، و سار
هو نحو بني مراس، و قتل أميرهم يعلي بن يوسف[55]
ثم سار إلى بلاد قندلاوة و فتح جميع تلك الجهات ثم سار إلى ورغة و فتحها عام
458هـ/ 1065م و تابع الحرب حتى تم له فتح جميع البلاد من الريف إلى طنجة عام
460هـ/ 1067م[56].
بعد
أن تم ليوسف فتح البلاد المحيطة بفاس نزل عليها عام 462هـم1069م بجيش بلغ مئة ألف
جندي و ضرب عليها الحصار حتى دخلها عنوة بالسيف دون قيد أو شرط[57]
محدثا فيها مجزرة رهيبة، فقد قتل من كان بها من مغراوة و بني يفرن و سائر زناتة
حتى امتلأت الأسواق بالقتلى، إذ قتل في جامعي القروويين و الأندلس ما يزيد على
الثلاثة آلاف رجل دفنوا في الأخاديد و المدافن الجماعية. و كان دخوله المدينة نهار
الخميس 2 جمادى الآخرة 462هـ/1069م.
ثم
نظم المدينة من جديد فأمر بهدم الأسوار التي تفصل بين العدوتين[58]
و جعلها مصرا واحدا و من ثم أدار عليها الأسوار، و أمر ببنيان المساجد في أنحائها،
ثم اتجه إلى تنظيمها المدني، فأعاد تخطيطها و بني الحمامات و الفنادق و أصلح
الأسواق[59]
و أقام يوسف فيها حتى سفر 463هـ/ 1070م خرج إلى بلاد ملوية و فتحها و استولى على
حصون وطاط من بلاد طنجة[60].
لقب الإمارة
في هذه الأثناء استدعى يوسف أمراء المغرب و شيوخ
القبائل من زناتة و مصمودة و غمارة لمبايعته، فبايعوه بالإمارة[61]،
فكساهم و أغدق عليهم الأموال و أكثر لهم العطاء، ثم خرج يحيطون به للطواف على
المغرب و تفقد أحوال الرعية[62]
مصلحا أمورها رادا الناس عن غواياتهم ناظرا في سيرة ولاته و عماله، و كان يوسف
يقصد من وراء ذلك إضفاء صفة الشرعية على فتوحاته وغن زعماء المغرب يؤيدونه و
يعترفون بزعامته التي أقامها بعبقريته الفذة و بتخطيطه العسكري الناجح، و يشعر
الناس كذلك إنه ليس مجرد فاتح من الصحراء بل منظم لأمور دولة ساهر على مصلحة
رعيتها من اضطهاد الولاة، و بالتالي هذا الجول و الطواف- بصحبة أمراء المغرب و
حكامه السابقين الذين قاوموه طويلا و بذل جهودا جبارة حتى أخضعهم- يبعث الرهبة في
نفوس الذين لم يخضعوا حتى ذلك الوقت.
بعد
تلك الجولة المغربية تابع الأمير يوسف عملياته العسكرية، فغزوا المنة[63]عام
465هـ/1072م من بلاد طنجة و فتح جبل علودان، و في العام 467هـ/1074م استولى على
جبال غياثة و بني مكود و بني رهينة من أحواز تازا و جعلها حدا فاصلا بينه و بين
زناتة الهاربة إلى الشرق، و أجلى عن المغرب كل من ظن فيه أنه من أهل العصيان،
فأصبح خالصا له مرتاحا إلى طاعته[64]مطمئنا
إلى خلوده إلى السكينة و الهدوء غير تواق للثورة عليه.
و
هكذا أصبحت منطقة تازا ثغرا منيعا بينه و بين زناتة[65]،
و لذلك يعتبر ذلك العام 467هـ/1074م فاصلا في تاريخ الدولة المرابطية، إذ بسط يوسف
نفوذه على سائر المغرب الأقصى و الشمالي باستثناء طنجة و سبتة.
كانت
سبتة و طنجة من أملاك الحموديين العلويين[66]الذين
بسطوا سيطرتهم على جنوب الأندلس اكثر من ثلث قرن محرم 446هـ407هـ/تموز 1016-
1055م، و قد استنابوا عليهما من وثقوا بهم من الصقالبة.
وظل
الأمر كذلك إلى أن استقل بهما الحاجب سكوت البرغواطي[67]
و إطاعته قبائل غمارة، و طالت فترة حكمه حتى قيام دولة المرابطين، و بعد أن أخضع
الأمير يوسف سائر المغرب و أصبحت حدوده مجاورة لإمارة الحاجب سكوت طلبا منه الأمير
يوسف الموالة و المظاهرة على أعداء المرابطين، و كاد الحاجب يقبل بالعرض لولا أن
ثناه ابنه عن عزمه [68]،
عند ذلك وجه الأمير يوسف اهتمامه لإسقاط الحاجب و الاستيلاء على أملاكه، فجهز جيشا
من اثني عشر ألف فارس مرابطي و عشرين ألفا من سائر القبائل[69]
و أسند قيادته إلى صالح بن عمران عن 470هـ/ 1880م و أمره بمهاجمة طنجة، و عندما
اقترب المرابطون منها برز إليهم الحاجب سكوت على رأس جيشه و هو شيخ يناهز التسعين،
و قال ( و الله لا يسمع أهل سبتة طبول اللمتوني و أنا حي أبدا)[70].
و كان معه ابنه ضياء الدولة يحيى. و جرت المعركة في وادي منى من أحواز طنجة[71]
قتل فيها الحاجب و انهزم جيشه و التجأ ابنه يحيى إلى سبتة و اعتصم بها، و دخل
المرابطون مدينة طنجة و كتب القائد ابن عمر أن الفتح إلى الأمير يوسف.
بعد
فتح طنجة استأنف الأمير يوسف توسعه نحو الشرق لمطاردة زناتة التي لجأت إلى تلمسان،
و كان الفتح نحو الشرق قد توقف منذ العام 467هـ/1074م،إذ أن يوسف كان مطمئنا إلى
تلك الناحية من الحدود بعد تحصين ثغر تازا.
كان
تطاع يوسف إلى الشرق يهدف إلى القضاء نهائيا على أية مقاومة تهدد دولة المرابطين
في المستقبل. و لعل أحداثا وقعت من قبل الزناتيين الفارين و هددت الأمن المرابطي
في تلك المنطقة، خاصة و إن كثيرا منهم قد هجروا مناطقهم في فاس و غيرها من مناطق
المغرب و التجئوا إلى القسم الأصلي يحرك فيهم روح المقاومة للعودة، و هذا أمر
طبيعي و ربما دفعهم ذلك إلى التجمع استعدادا لتلك العودة[72].
بدأ
يوسف عملياته العسكرية باتجاه الشرق نحو تلمسان، و كانت بمثابة الهجوم الوقائي ضد
عدوان مرتقب و كان يحكم المدينة الأمير العباس بن بحتي من ولد يعلي بن محمد بن
الخير المغراوي[73].
أرسل يوسف قائده مزدلي لغزوها [74]
في عشرين ألفا و استطاع الجيش المرابطي هزيمة جيش تلمسان و أسر قائده معلي بن يعلي
المغراوي الذي قتل على الفور، و ضرب تجمع زناتة ثم عاد الجيش المرابطي إلى مراكش[75]
و الظاهر أن عملية تلمسان لم تكن تهدف إلى الفتح و التمركز في المدينة بل كانت
لضرب الزناتيين الفارين مما يدل على عودة مزدلي المبكرة دون أن يثبت أقدام
المرابطين في تلك المنطقة.
بعد
عملية تلمسان اتجه الأمير يوسف نحو الريف، كان يحكمه بيت العافية، وكان قد تركه و
لم يأخذ منه إلا منطقة تازا و ما جوارها. فغزاه عام 473هـ/1079م وفتح أكرسيف و
مليلة[76]
و سائر أنحاء المغرب، و ضرب مدينة تكرور و لم تعمر بعد ذلك و كان الدافع إلى ذلك
حتى لا تتخذها زناتة حصنا لمقاومة المرابطين، و هكذا اندثرت المدينة التي عاشت أربعة قرون.
بعد الاستيلاء على الريف جاء دور تلمسان، فقد
حان الوقت للقضاء نهائيا على زناتة تلمسان و إخضاعها إذ أن الصراع معها بلغ مرحلة
حاسمة لم يعد من الممكن البقاء للفريقين متجاورين و لا بد لأحدهما أن يزول من الوجود،
سار يوسف نحوها وفي طريقه فتح وجدة و بلاد بني يرناسن وما والاها[77]
عام 474هـ/1080م. ثم وصل إلى عاصمة المغرب الأوسط و ضرب عليها الحصار حتى استسلمت
فقتل أميرها العباس بن يعلي و ولى عليها محمد بن تنيغمر و صارت ثغرا للملكة بدل
ثغر تازا بعد أن كانت حصنا للعدو، و اتخذ بالقرب منها مدينة بمثابة الحصن الأمامي
لحماية المرابطين في عاصمة زناتة. و سميت المدينة باسم تاقررت، و كان محلها مكان
معسكر الأمير يوسف[78].
ثم تتبع زناتة شرقا فاستولى على وهران و تنس وجبال وانشريش و وادي الشلف حتى دخل
مدينة الجزائر[79]
و توقف عند حدود مملكة بجاية التي يحكمها بنو حماد من صنهاجة و قد آثر انسباءه
الحماديين على الزناتيين المعادين له.
و
بنى يوسف في مدينة الجزائر جامعا لا يزال إلى اليوم و يعرف بالجامع الكبير، و
التشابه واضح بينه و بين جامع تاقررت و هو دليل على اهتمام المرابطين بالمنشآت
الدينية[80].
بعد
أن اطمأن الأمير يوسف إلى حدود الشرقية و قضى على آخر جيوب المقاومة الزناتية عاد
إلى مراكش عام 475هـ/1081م، و هو يفتخر بأنه حمل لواء المرابطين منذ انطلاقهم من
الرباط منذ ثلاثين سنة و قادهم إلى النصر و حقق وحده المغرب بعد أن عجز عن تحقيقها
قادة الفتح الأوائل و كذلك قبلهم الرومان و الوندال و نعم المغرب لأول مرة بوحدته
السياسية.
وفي
العام 476هـ/ 1083م وجه الأمير يوسف ابنه المعز في جيش إلى سبتة لفتحها إذ كانت
المدينة الوحيدة التي لم تخضع له، كان يحكمها بعد وفاة الحاجب سكوت ابنه ضياء
الدولة يحيى، فحاصرها المعز برا و بحرا و دارت معركة بحرية[81]
كانت سجالا بين الفريقين إلى أن أرسل المعتمد سفينة ضخمة رجحت كفة المعركة لصالح
المرابطين و انهزم ضياء الدولة و حاول الفرار في البحر و لكن المرابطين طاردوه
فدخل إلى دار تعرف بدار تنوير في المدينة و هناك ألقي القبض عليه و أرسل إلى المعز
الذي قتله و كتب بالفتح إلى والده و ذلك في ربيع الآخر477هـ/1084م.[82]
[1] - ابن عذاري : البيان المغرب ج 4 ص 46- الحلل ص
13- روض القرطاس ص 87- نخب تاريخية ص 30
جذوة الاقتباس ج 2 ص 545
[2] - الأندلس في عهد المرابطين و الموحدين ص 65.
[3] - وفيات الأعيان ج 7 ص130-
نخب تاريخية ص 31 و البيت للكاتب أبي محمد بن حامد- جذوة الاقتباس ج 2ص 545.
[4] - بن أبي زرع: روض القرطاس ص 87- جذوة الاقتباس
ج2 ص545- شذرات الذهب ص 412.
[5] - روض القرطاس ص87- الحلل
ص59- الأندلس في عهد المرابطين و الموحدين ص66- جذوة الاقتباس ج2 ص545
[6] - الحلل ص 59- الاستقصا ج1
ص121.
[7] - روض القرطاس ص87.
[8]- لم تخل الصحراء من فقهاء
محليين، فالفقيه الصحراوي الجوهر بن سكن قاد المؤامرة ضد الإمام ابن ياسين.
[9]- روض القرطاس ص 85- الاستقصا ج1 ص103.
[10]- روض القرطاس ص76 – العبر ج6 ص 183 الاستقصا ج1 ص105- دائرة معارف
القرن العشرين. مادة لثم ص321 – البستاني: دائرة المعارف: مادة أبو يعقوب ص237
البيان المغرب ج4 ص221
[11]- الاستقصا ج1 ص103 – العبر
ج6 ص183.
[12] - روض القرطاس ص86 – العبر
ج 6 ص184.
[13]- اختط مدينة سجلماسة يزيد بن الأسود من موالي العرب، و قيل مدرار
بن عبد الله و كان من أهل الحديث، القلقشندى: صبح الأعشى ج5 ص163.
[14]- البيان المغرب ج4 ص15 – المغرب الكبير ص697- تقويم البلدان لأبي
الفدا تحت اسم أغمات ص135.
اغمات مدينتان سهليتان أغمات إيلان و أغمات
وريكة و الأولى لا يسكنها غريب. المغرب ص153.
[15]- الاستقصا ج1 ص 103 – دائرة معارف القرن العشرين مادة لثم ص 321.
[16]- روض القرطاس ص83.
[17] - محمد عبد الله عنان، دولة الإسلام في الأندلس-
دول الطوائف ص295.
[18]- روض القرطاس ص85- الحلل
ص 12- البيان المغرب ج4 ص16. أعمال الأعلام تحقيق د. عبادي ص230- المغرب الكبير
697 يشير أن الوفاة كانت 450هـ و قد أوصى ابن ياسين المرابطين و هو على فراش الموت
بالوصية التالية: يا معشر المرابطين أنا ميت في يومي هذا و أنتم في بلاد أعدائكم
فإياكم أن تخنثوا فتفشلوا و تذهب ريحكم. كونوا إلفة على الحق و إخوانا في الله و
إياكم و المخالفة و التحاسد على الدنيا و إني ذاهب عنكم فانظروا من ترضونه لأمركم
يقود جيوشكم: أعمال الأعلام ص 230.
[19] - يذكر ابن خلدون أن المرابطين اختاروا خلفا
لابن ياسين سليمان بن صروا: العبر ج6 ص182 و يسميه د. سالم سليمان بن عروا الذي
توفي في العام نفسه 450 و لم يخلفه إمام آخر: المغرب الكبير697.
[20] - روض القرطاس ص85.
[21] - روض القرطاس ص85- الحلل
ص12- العبر ج6 ص184 – أعمال الأعلام 230- أشباخ: الأندلس في عهد المرابطين و
الموحدين ص65 – المغرب الكبير 697.
[22] - يشير ابن خلدون إلى أن
الخلافة في الصحراء وقع بين مسوفة و لمتونة. العبر ج6 ص184.
[23] - الحلل ص13.
[24] - الاستقصا ج1 ص106 –
الحلل ص13- يشير ابن عذاري أن قسمة الجيش كانت مناصفة: البيان المغرب ج4 ص21.
[25] - روض القرطاس ص89 –
الاستقصا ج1 ص106 – أعمال الأعلام: ص234.
[26] - راعي يوسف في توزيع
القواد الوضع القبلي فكان القادة من لمتونة و مسوفة و جدالة. و قد ورد اسم مزدالي
بدل مدرك أعمال الأعلام ص 234.
[27] - البيان المغرب ج 4 ص22.
[28] - البيان المغرب ج 4 ص24-
روض القرطاس ص86.
[29] - البيان المغرب ج4 ص23 –
روض القرطاس ص 86- دائرة معارف القرن العشرين مادة لثم ص 321.
[30] - البيان المغرب ج 4 ص24.
[31] - شكل يوسف حرسا خاصا
اختارهم حسب اللياقة البدنية و الكفاءة القتالية.(يبحث موضوع الحرس مع موضوع الجيش فيما بعد)
[32] - الهدية التي قدمها يوسف
الى الأمير أبي بكر مؤلفة من 25ألف دينار ذهب و 70 فرسا منها 25 مجهزة بمفاخر
الجهازات و 70 سيفا محلاة و 20 من الأشابر المذهبة و 150من البغال الذكور و الإناث
و 20 جارية أبكارا و جملة من الخدم و 200 من البقر و 500 رأس من الغنم و 1000 ربع
دقيق درمق و 12000 خبزة و 700 مد شعير عدا عن المسك و العنبر: البيان المغرب ص 26-
الحلل ص17.
[33] - روض القرطاس ص86- الحلل
ص13 – الاستقصا ج1 ص105. دائرة معارف القرن العشرين مادة لثم ص 328- البستاني:
دائرة المعارف ص 237 مادة: أبو يعقوب.
Ency. Uni.t.1
p.782.
[34] - روض القرطاس ص:86.
[35] - روض القرطاس ص86-
الاستقصا ج 1ص106.
[36] - المغرب ص166
[37] - ابن خلدون: العبر ج6
ص184- الاستقصا ج1ص106- و يعرف الدكتور محمد شعيرة في كتابه: المرابطون تاريخهم
السياسي ص88 التقري:واستخدم يوسف التقري و هو توجيه الجيوش الى بلاد معينة للقتال
مع جيوشها في معارك فاصلة لا لحصار المدن. و بهذه الطريقة تجهد البلاد المعادية، و
في أثناء ذلك قد تصالحها بعض الحصون.
[38] - الاستقصا ج1 ص 108.
[39] - عينه على فاس ابن عمه
الفتوح بن دوناس بن حمامة و تنازل له عنها. و بايعته قبائل مغراوة بفاس و أحوازها
عام 455هـ 1063م. المغرب الكبير ص699.
[40] - بنو يحفش بطن من زناتة.
[41] - روض القرطاس ص89.
[42]- بنى مدينة فاس الإمام
إدريس بن إدريس عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ع) عام 192هـ/808م. روض
القرطاس ص14-15.
[43]- روض القرطاس ص90 – و
العبر ج 6 ص185.
[44]- روض القرطاس ص90 – و
العبر ج 6 ص185
[45]- روض القرطاس ص90 –
الاستقصاج1 ص108.
[46]- روض القرطاس 90- الاستقصا
ص108.
[47]- العبر ج6 ص 185.
[48]- العبر ج6 ص185- روض
القرطاس ص90- الاستقصا ص109.
[49]- روض القرطاس ص90.
[50]- العبر ج6 ص185.
[51]- روض القرطاس ص90-
الاستقصا ج1 ص109.
[52]- الاستقصا ج1 ص109.
[53]- الاستقصا ج1 ص109 – العبر
ج6 ص185 و يسميه ابن خلدون وادي سيمير.
[54] - العبر ج6 ص185.
[55]- روض القرطاس ص90 –
الاستقصا ج1 ص109- المغرب الكبير ص 699.
[56]- المغرب الكبير ص699-
الاستقصا ج1 ص109 – العبر ج6 ص185 – روض القرطاس ص90.
[57] - روض القرطاس ص91-
الاستقصا ج1 ص109 - البيان المغرب ج4 ص28.
[58]- كانت مدينة فاس تتألف من
عدوتين: عدوة الأندلسيين تأسست عام 192هـ و عدوة القرويين عام 193- المغرب ص115.
[59]- روض القرطاس ص91.
[60]- روض القرطاس ص91 – العبر
ج6 ص 185.
[61] - روض القرطاس ص91-
العبرج6ص 185.
[62] - روض القرطاسص91.
[63] - العبر ج 6 ص1850.
[64] - العبر ج6 ص185- روض
القرطاس ص91.
[65] - د. محمد عبد الهادي
شعيرة: المرابطون تاريخهم السياسي ص93.
[66] - يرجع نسب الحموديين إلى
إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن بن علي بن أبي طالب(ع). و لعب علي بن حمود
بن ميمون ... بن إدريس دورا في الاستيلاء على قرطبة من يد سليمان الخليفة الأموي و
ما لبث أن خلعه في محرم 407هـ/أول تموز 1016 ودعا الى نفسه بالبيعة و قتل سليمان و
تلقب بالناصر لدين الله.
[67] - اشترى عبد الشيخ حدادا و
هو من موالي بني حمود سكوت من برغواطة فنسب إليها ثم صار إلى علي بنحمود أول خليفة
علوي في الأندلس روض القرطاس ص92 و يسميه سقره- الاستقصا ج1 ص111.
[68]- الاستقصا ج1 ص111.
[69]- الاستقصاج1 ص111- روض
القرطاس ص91- العبر ج6 ص185.
[70]- الاستقصاج1 ص111- روض
القرطاس ص 92.
[71] - الاستقصاج1 ص111- روض
القرطاس ص 92- العبر ج6 ص185 و يحدد المكان في احواز طنجة.
[72] - د. محمد شعيرة:
المرابطون: تاريخهم السياسي ص 95.
[73] -الاستقصا ج 1 ص110- ابن
خلدون: العبر ج 6 ص186- البيان المغرب ج 4 ص29.
[74] - الاستقصا ج1ص110- العبر
ج6 ص186- البيان المغرب ج4 ص29 – روض القرطاس ص92.
[75] -الاستقصا 110- روض
القرطاس92- العبر 186- البيان المغرب ص 29- ابن الخطيب:لحلل ص:20
[76] يشير ابن عذاري في البيان
المغرب ج 4 ص30 الى هزيمة يوسف في اكرسيف على يد القاسم بن أبي العافية بينما بقية
المصادر تشير إلى النصر العبر ج6 ص186- روض القرطاس ص92- الاستقصا ج1 ص110.
[77] -الاستقصا ج1 ص110- روض
القرطاس ص92- اليستاني: دائرة النعارف مادة أبو يعقوب ص238.
[78]- الاستقصا ج1 ص110 –العبر
ج6 ص186- روض القرطاس و يشير فقط إلى فتح تلمسان ص92.البستاني ص238.
[79] - الاستقصا ج1 ص110- العبر
ج6 ص186 – روض القرطاس ص92 دائرة
المعارف238.
[80]- د. محمد شعيرة: المرابطون
تاريخهم السياسي ص97
[81] - وردت تفاصيل المعركة
البحرية بين ابن الحاجب و المرابطين في كتاب الدكتور عبد العزيز سالم: المغرب
الكبير ص 716 نقلا عن الذخيرة : لما قدم أسطول المرابطين في سنة 1083م486 هـ
لمحاصرةسبتة من البحر لقيه المعز بن سكوت ببقية من أسطول طالما أوسع البلاد شرا و
ملأ قلوب أهلها ذعرا، فكان لأول ذلك اليوم ظهر على أسطول المرابطين حتى أخذ منه
قطعة جليلة المقدار ظاهرة الحمل و الاسفار... و غضب أمير المسلمين إحدى غضباته
فكانت اياها و نفرت المنايا على سبتة و تقدمت تلك السفينة فأطلت على أسوارها و
رفعت صوتها ببوارها و أفضت بدولة صاحب سبتة الى سوء قرارها.
[82] - الاستقصا ج 1 ص111.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق