الخميس، 26 يوليو 2012


Mohamed Houbaida, Le Maroc végétarien, 15e-18e siècle. Histoire et biologie, Préface de Abdelahad Sebti,
Editions Wallada, Casablanca, 2008, 160 p.
*****
ملخص بقلم المؤلف
يتحدث هذا الكتاب عن تاريخ الأغذية النباتية في المغرب قبل الاستعمار. وما يتضح من خلال هذه الدراسة، التي جمعت في مقاربتها بين التاريخ والبيولوجيا، أن المغاربة كانوا يقتاتون بشكل أساسي من الحبوب والخضر والفواكه وزيوت الزتون والأركَان. أما اللحم فكان استهلاكه ناذرا، لأنه كان مادة احتفالية، مرتبطة بالأعياد والحفلات العائلية
ولذلك فقد خلصت هذه الدراسة إلى أن النظام الغذائي التقليدي في مدن المغرب وقراه، وفي جباله وواحاته، قبل دخول البنيات الصناعية التي أحدثها المستعمر عند مطلع القرن العشرين، كان نظاما فِيجِيتَرِزْمِيَّا (végétarisme). لكن هذه الفيجيترزمية كانت عفوية وطبيعية، بعيدة عن أي تصور فكري أو طبي أو إيكولوجي. ولذلك فإن ما يفسر هذا الأمر بالدرجة الأولى هو الوسط البيئي ومستوى العيش المرتبط باقتصاد القلة والقحوط والمجاعات
إن ما يحتفظ به القارئ من الكتاب هو هذا التلاقي بين نظرة المؤرخ ونظرة البيولوجي في ميدان التغذية، من حيث أهمية الأطعمة النباتية، الفقيرة اجتماعيا لكن الغنية غذائيا، التي كان يستهلكها معظم السكان في المغرب، ودورها في الحفاظ على كيانهم البيوكميائي والوظيفي على مدى التاريخ. واليوم ونحن نعلم أن الذهنيات الحيوانية تتسبب في مشاكل صحية كثيرة، وأن النباتات قد أصبحت ذات قيمة غذائية كبيرة بفضل ما ينصح به الأطباء، فإنه من الممكن مراجعة مقاييسنا الغذائية التقليدية، ورؤية الأمور ليس من باب الخصاص أو الرخاء، وإنما من زاوية الفيزيولوجية البشرية
يتكون الكتاب من خمسة فصول. يتناول الفصل الأول البنيات الزراعية التي تحكمت في الإنتاج النباتي، من حيث الإمكانيات، وأيضا الإكراهات الاجتماعية والجبائية، وكميات إنتاج الحبوب وأساليب الادخار. أما الفصل الثاني فقد خصص للاستهلاك الغذائي العادي المكون من الحبوب والقطاني بشكل رئيسي، التي كان يأكلها الناس في شكل خبر أو عصيدة أو كسكس أو حساء. هذا بالإضافة إلى الفواكه التي كانت تشكل إلى جانب خبز الشعير طبقا أساسيا بالنسبة للكثير من السكان في البوادي والمدن على السواء. ويهتم الفصل الثالث بأزمات الغذاء المتمثلة في القحوط والمجاعات. ويجد فيه القارئ مختلف النباتات التي كان يلجأ إليها الجياع، والتي كانت ترجع بهم إلى نمط ما قبل التاريخ القائم على الالتقاط والعيش من ثمار البرية. والجدير بالإشارة أن هذه المجاعات كانت تدفع الناس إلى اكتشاف نباتات جديدة، كالخرشف والبسباس على سبيل المثال، إذ تحولت عبر آليات الإخضاع للتقاليد المطبخية المعتادة إلى قوت عادي وأصبحت بالتالي جزءً لا يتجزأ من الطعام اليومي. أما الفصل الرابع فيركز على هذه الأطعمة جميعها، المعتادة وغير المعتادة، من حيث قيمتها الغذائية ووظيفتها البيولوجي ويشكل هذا الفصل الحلقة المركزية في الكتاب، لأنه يناقش العلائق الموجودة بين التاريخ والبيولوجيا من حيث التناول والرؤية. وأخيرا، يتناول الفصل الخامس تراتبيات المائدة، لأن الأغذية ليست فقط ضرورة بيولوجية، ولكن أيضا أداة لإعادة إنتاج تراتبية الفئات الاجتماعية، وهوياتها الثقافية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق