الأحد، 29 يوليو 2012

كتاب تاريخ القرآن - للمستشرق الألماني ثيودور نولدكه



أهم وأوسع ما صَدَرَ في القرن العشرين من كتبٍ باللغة الألمانية تتناول القرآنَ بأسره بالبحث. نواةُ هذا الكتاب هو كتاب المستشرق الكبير ثيودور نولدِكِه (1836–1930)، الذي أصدَرَه في العام 1860، بالعنوان نفسه، وعالج فيه مسألةَ نشوء نصِّ القرآن وجَمْعِه وروايته. كما ناقش في هذا الإطار مسألةَ التسلسل التاريخي للسور واقترح ترتيبًا لها يختلف عن ترتيبها بحسب زمن نزولها، كما هو معهود في الإسلام.

كان نولدِكِه قد بحث الركيزة التي اعتمد عليها فريدرِش شفالي في إعادة صياغته للجزء الأول من الكتاب الحالي في العام 1909، وذلك بطلبٍ من نولدِكِه نفسه الذي منعه تقدمُ السنِّ به من القيام بهذه المهمة، فاكتفى بكتابة مقدمة لهذا الجزء في حلَّته الجديدة. وفاة شفالي في العام 1919 حالت دون أن يعاين صدورَ الجزء الثاني الذي يتناول جَمْعَ القرآن، وكان قد أعدَّه للطبع؛ فأضاف أوغوست فيشر بعض التصحيحات عليه وأصدَرَه بعد وفاته. أما الجزء الثالث الذي كانت مهمةُ إنجازه قد انتقلتْ إلى غوتهلف برغشترسرن، فأكمله تلميذه أوتو بريتسل في مطلع العام 1937، بسبب وفاة أستاذه قبل ذلك بأربع سنوات.ثلاثة أجيال من علماء الدراسات القرآنية الألمان تعاقبوا، إذن، على هذا الأثر، حتى أبصر النور؛ وهو يضم ما توصلوا إليه من نتائج في هذا المجال خلال نيف وسبعة عقود.
وقد أثار صدور هذا الكتاب الضخم المؤلف من 841 صفحة الكثير من الاحتجاجات عندما طلبت إحدى المرجعيات الدينية في لبنان من الجهات المختصة منع تداول الكتاب وسحبه من المكتبات لأنه يطعن بالقرآن الكريم وبالنبي وبأمهات المؤمنين وهذا الكتاب ممنوع في اغلب الدول العربية والإسلامية  .
   
إلى استاذي المحترم محمد الغرايب


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق