السبت، 28 يوليو 2012

موجز أخبار الأدارسة من خلال كتاب
"الدرر البهية"
لإدريس العلوي الفضيلي

فيما يجب على كل من له قدرة على الذب عن هذه النسبة النبوية حتى لا يتسور عليها أهل الدعاوي الإفكية.
 قال الإمام قاضي أبو عبد الله بن السكاك في كتابه نصح الملوك يجب الإفراط في البحث مخافة أن يدخل في نسبهم من ليس منه وقال أبو الربيع العلمي في السر الظاهر ووجوب صيانة هذا الشرف من طرف أولي الأمر فيما اعتبر بن السكاك أن الذوذ عن النسب الشريف من الكليات الخمس.
وقال أبو العباس أحمد السوسي البوسعيدي يجب ضبط النسب حتى لا ينتسب إليه أحد إلا بحق.
وقال أغلظ العلامة أبو علي الحسن بن علي السوسي فيمن انتسب إلى غير أبيه.
فهؤلاء العلماء كانوا يعتنون بحفظ نور نبيهم وضبط أولاد سيدهم كما أنهم كانوا يدونون الأحكام الشرعية ويستند إلى علمهم في ثبوت النسب أو نفيه وأن النقابة هي المكلفة بصيانة ذوي الأنساب الشريفة كما نجد من الحقوق التي تلزمه حفظ أنسابهم من داخل فيها. ليس منها أو خارج عنها وهو منها.
ومن الشروط التي ينبغي توفرها في النقيب :
العلم بالأنساب – ذا سياسة ودين ورع محبا للنسب النبوي، مقتصدا في الأمور وإذا لم يكن متصفا بهذه الصفات الحميدة فإنه يسهل على الأطماع فيهتك حظ الإجماع، وتعم البلوى في السير. ويصبح سهل المنال. من طرف ذوي الجاه بجاههم ويتوسل إليه ذو اليسار بمالهم، فيتم تعطيل الأحكام. ويتعذر بذلك القيام بالمصالح ويصيبهم الخسران.
ومن الألطاف الخفية والأسرار الجلية أن الله تعالى لم يزل حافظا لهذا النسب الكريم. فكم تصدت لخدمته من رجال في الحال وفي غابر الأجيال.
كما يجب على الشرفاء أن لا يعدلوا عن أهل بيته وهذا ما ورد في الصحيحين وأبي داوود والترمذي والنسائي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من ادعى إلى غير أبيه أو انتهى إلى غير مواليه، فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. ولا يقبل منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا.
كما روى الإمام أحمد وابن ماجة من ادعى إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام.
وفي حديث آخر، ملعون من دخل في جنبنا بغير نسب. وملعون من خرج من جنبنا بغير سبب من حفظه حفظ عليه.
وقال صلى الله عليه وسلم : "أيما رجل ادعى إلى غير أبيه فقد كفر" كما اعتبر القاضي أبو عبد الله بن السكاك الخروج عن النسب بغير سبب والدخول بغير نسب معصية سائر المعاصي.


I-التعريف بكتاب الدرر البهية :
يعد كتاب الدرر البهية والجواهر النبوي لمؤلفه إدريس العلوي الفضيلي من أهم المصادر التاريخية التي ألفت حول علم النسب الشريف في العصر الوسيط. وقد طبع طبعة حجرية خالية من التاريخ حققها المؤلف إلا أنه يمكن تحديد تاريخ تقريبي بقرب وفاة المؤلف. بالإضافة إلى نسخة عصرية في مطبعة فضالة سنة 1339هـ/1999م. وتمت مراجعته ومقابلته من طرف الأستاذين احمد بن المهدي العلوي ومصطفى بن أحمد العلوي، ويقع في جزئين : الجزء الأول وعدد صفحاته 325 والجزء الثاني وعدد صفحاته 362. وأصدر سنة 1999م تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة محمد السادس نصره الله.
وقد قسمه مؤلفه رحمه الله إلى مقدمة وثلاثة محاور وخاتمة.
فالمقدمة : يتناول مضمونها من ولاه الله أمر هذه الأمة من المسلمين وما يجب عليه الذب على هذا النسب الشريف والتوقير والاعتناء والاحترام والتكريم لذويه.
المحور الأول : أهمية علم النسب الشريف وما حباه الله به من الكرامة.
المحور الثاني : يتناول فيها ذرية الحسن القادم وهم العلويون نسبة إلى علي الملقب بالشريف دفين سجلماسة وختمه بتحقيق نسب الأشراف السعديين.

المحور الثالث : ذكر بقية الأشراف من الحسنيين في عموم المغرب نذكر بالأخص أهل فاس.
الخاتمة : اهتم بوصف البيوتات الفاسية الذين هم من أهل العلم والصلاح والاستقامة ونخص بالذكر العلماء الذين عاصروا المؤلف كما لم يخل كتابه رحمه الله من ذكر كثير من البيوتات العريقة الأصيلة من أهل فاس ومراكش ومكناس كما ذكر كثير من البلاد والقبائل والحصون والمدن والقلاع ومعاقل العلم الصالحين والمؤسسات الخيرية والمدارس والمساجد كالقرويين وجامع بن يوسف. ولم يغفل الفوائد العلمية والنكت الأدبية والمساجلات بين أقطاب العلم والفتاوي والمقطعات والبديهيات الفكرية والإخوانيات وبعض المنافرات وحديث وتفسير الأصول.([1])
يلاحظ أن الكتاب عبارة عن دائرة معارف وتناسق بديع من الصور البلاغية وشهد على ذلك أحد معاصريه الأعلام أبو عبد الله مالك أحمد المامون البلغيثي العلوي الذي قال ما نصه :
اهتم بحفظ هذه النسبة الطاهرة في هذا العصر ذو الخلق الأندى والخلق الأسنى أبو العلاء مولانا إدريس بن أحمد العلوي الحسني فأتى بكتابه المرقوم بالدرر البهية والجواهر النبوية في الفروع الحسنية والحسينية وأصاب بقلمه عين الهدف كمرادف من نسب وحرر.([2])
يعتمد في تحقيق الانتساب ويقصد ادعاء أشرف الأنساب، وإنه لعلامة غراء يرجى به لمؤلفه الاتحاف حتى يحاط كتابه بالعناية لن فيه من المميزات والمعان والفضائل الكثير نذكرها في هذه الأبيات :
كتاب يزدري بالسحر حقا***وسمت به زمانك وهو غفـل
معان تزدهي  الآفاق منها***يشيب لها به زمانك وهو غفل
فقد انتشرت أسراره لتميز أنساب الأعلام إذا كان جامعا للمقاصد والوسائل وانساقت لديه أذهان الكرام وظهر ظهور الغزالة بعد طول الغيم والسحاب. فما هو إلا حديقة تجلت بأنواع الأنوار فلا يطمع في ذبولها حسود، أو خريدة تجلت بخد أحمر تحت أحداق سود ووصفه في مطلع هذا البيت :
الله اكبر بان الحق واتضحا***والمدعي كذبا قد بان وافتضح([3])

خلاصة القول :
إن كتاب الدرر البهية والجواهر النبوية فقد أثنى عليه الكثير نظرا لدقته والموضوع الذي يتناوله وهو النسب وهو موضوع ظل بحق مثار بحث وتقصي من لدن علماء الأنساب نظرا لما للنسب من افتخار بالمجد وعراقة الأسرة الشريفة وهذا الكتاب يكتسب راهنية في وقتنا الحاضر فلا يستغني عليه الباحث في علم الأنساب والأسر الشريفة لبلاد المغرب.

II-ملخص أخبار دولة الأدارسة من خلال كتاب الدرر البهية :
1-نسب الإمام عبد الله إدريس رضي الله عنه :
هو الإمام القائم بالمغرب الأقصى إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، كان رضي الله عنه من اعلم العلماء وأنبل النبلاء الذي افتخرت بطلعته محياه المغارب واستنارت بشريف نوره السبل والمذاهب، فهو الفرع الكريم الطاهر والعلم الشهير الظاهر، ونظرا لاهتمامه بنشر المبادئ الدينية والشريعة الإسلامية السمحاء، فقد طلع في المعاني بدره، وعلا في سما المجالي شأنه، إذ ظهر في البروج العوالي فخره واعتزازه، فذاع صيته وتواتر حديثه وانتشر علمه في جميع أنحاء البلدان المغاربية.
كما أن أخاه الإمام محمد النفس الزكية المتصف بخصال حميدة ونفس طيبة بايعه أهل الحجاز. وذلك في إمارة الخليفة المهدي العباسي. ولما ظهر الظلم والجور في رجال الدولة العباسية، وضعفت قوة الأمير أبو جعفر المنصور والإمام محمد، فانكسرت وتدهورت جيوش هذا الأخير. وانعزلت وابتعدت عنه إخوانه وفروعه، ورغم ذلك تمت مبايعته من طرف عدد كبير من أهل إفريقية. إلا أنه لم يعمر طويلا، حيث استشهد سنة 149هـ وتوفي بقرب المدينة المنورة ودفن بجوار جده الشفيع محمد صلى الله عليه وسلم. ونظرا لهذه الظروف المضطربة والمقلقة جعلت الإمام إدريس يفر إلى المغرب ويستقر به ولما مكث هو وأهله ونفوذه في جميع أنحاء الأقطار المغربية ثم خلفهم إخوانهم أبناء النفس الزكية ملوك الشرفاء السجلماسية.
وبعد ما قتل الحسين بن علي بفخ سنة 169هـ، فرد الإمام إدريس ومعه المولى راشد لينجو بنفسه ودخل مدينة وليلي وذلك في عزة ربيع الأول وقيل سنة 170هـ وقيل أيضا سنة 172هـ حيث آمن واطمأن عن نفسه من الأعداء. وكان وقت ذلك عبد المجيد أميرا لها الذي تبين له أن الإمام إدريس من صرحاء آل البيت الكرام ومن أطيب خلق الله وأعظمها لإخلاصه في عمله وتفانيه فيه. تنازل له عن الإمارة هو وإخوانه على السمع والطاعة، وبعد زمن قصير قدمت إليه قبائل أوربة وزناتة ومكناسة وزواغة واغمارة وغيرهم، وبايعوه على القيام بأمرهم وصلواتهم وغزوهم وأحكامهم. وكانت قبيلة أوربة في ذلك الوقت أعظم قبائل المغرب وأكثرها عددا وأشدها قوة وبأسا وأحدها شوكة. فقويت أموره وتمكن سلطانه ففتح الإمام إدريس ووفدت إليه الوفود من سائر البلدان فاستقام أمره بالمغرب ففتح الإمام إدريس شالة ثم تادلة التي جعلها حصنا له ومرتعا لجيشه. وهذا كله في زمن الرشيد العباسي. ولما علم هذا الأخير أن الإمام إدريس من ذرية الحسن بن علي رحبه الناس وميلهم إليه، فازداد خوفه منه ففكر في قتله بأية وسيلة إذ أدى به الأمر إلى أن يوجه من شيعته من يقتله. فأرسل إليه سليمان بن جرير نظرا لما يتصف به من شجاعة ومكر ودهاء. ووعده بمنحه الرفعة والمنزلة العالية وأعطاه أموالا وتحفا وجهزه بما يحتاج إليه. فتوجه إلى بلاد المغرب لتنفيذ حيلته الماكرة. ولما دخل على الإمام إدريس عبر له عن حسن نيته وانه من أهله إذ ينتمي إلى شيعة آل البيت. فأنس به وكان يذكر فضائلهم وعظيم بركتهم ويقيم الدلائل على إمامته.
ويأتي بالحجج البينة والبراهين القاطعة وبأحاديث تعجبه مما جعله قادرا ومتمكنا في معاملاته الطيبة مع الإمام إدريس حتى ارتاح واطمأن له. فقدم له قارورة مسمومة على أساس أنها عطر طيب وبعد أن شمها الإمام حتى لفظ أنفاسه فمات رحمه الله ودفن بمدينة وليلي سنة 177هـ.
وأثناء هذه الفترة العصيبة اجتمع رؤساء البربر وأعيانهم على اختيار المولى راشد مؤقتا حتى تضع زوجة الإمام إدريس حملها فلما وضعت السيدة كنزة مولودها، حيث استقر رأي المولى راشد وأعيانه أن يكون الإمام إدريس الأزهر بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعنهم. وذلك يوم الجمعة سابع ربيع الأول سنة 177هـ. فنشأ نشأة حسنة في كفالة المولى راشد فحظه القرآن وعلمه السنة والفقه والحديث والشعر والأمثال والسياسة وأنواع الشجاعة إلى أن بلغ السنة الحادية عشرة فتمت مبايعته من قبل قبائل البربر وغيرهم بمدينة وليلي سنة 188هـ([4])

2-فصل خطبة إدريس الثاني :
ولما صعد الإمام إدريس الثاني على المنبر بدأ خطبته بالحمد لله والاستعانة به والاستغفار به والتوكل عليه، وبالشهادة أن لا إله إلا الله. وأن محمدا عبده ورسوله. يهدف بخطبته هاته إلى إقامة الحق وإبطال الظلم ودعا الناس إلى بيعة وحظهم على التمسك بطاعته فاستقام أمر المغرب. وأصلح أحواله واستقرت ظروفه فعظم شأنه ووفدت عليه الوفود من سائر الأقطار المغرب والجزيرة الأندلسية وقويت جنوده وأتباعه.([5])

3-بناء مدينة فاس :
وبعدما استقرت الأوضاع وتم بيعه أميرا لها فكر في بناء مدينة تكون له دار ومقر أبنائه وحصنا لجيوشه. فاستقر رأيه في بناء مدينة فاس سنة 192هـ. وظل بها إلى أن وافته المنية سنة 213 فدفن بمسجده بمدينة فاس التي جعلها دار علم وخير.
فكان الإمام إدريس الثاني إماما عالما متصوفا زاهيا، فصيح الكلام عظيم الشأن ولا يبخل على الناس في تقديمه النصح والإرشاد فقد كمل الله فيه من محاسن الشيم ما صار به شمسا على علم رضي الله عنه.
وكان متميزا بجاهه وأعتابه. فكرس حياته في تحقيق سعادة الآخرين وهذا ما نلمسه ونجده في هذه الأبيات التالية :
إلى متى أنت في ضيق وفي ألـم****وآل حالك بعــد ذا إلى العــدم
تمضي الليالي ودمع العين منسكب****من الأسى والحشا والقلب في حزم
أفنيت عمرك في هم وفي  نكــد****وفي عناء وفي حزن ونــدم([6])

4-ذكر أبنائه رضي الله عنه وعنهم :
لقد خلف الإمام إدريس الأزهر بن الإمام إدريس الأكبر بضعة عشر ذكرا والمشتهر منهم اثنتا عشر وهم : القاسم، وأبو عبد الله محمد الخليفة وعيسى، وعمر وأحمد، وعبد الله، وداوود ويحيى وجعفر وحمزة وعلي وإدريس سمي اسم أبيه وجده. وزاد البعض الحسن والحسين. وزاد البعض الآخر عمران.
وأما من له شهرة في الأقطار المغربية من هذه الفروع الشريفة النسب ثمانية وهم بنو القاسم وبنو الإمام محمد، وبنو عيسى، وبنو عمر، وبنو احمد، وبنو عبد الله، بنو داوود، وبنو يحيى وقد تفرع من هذه الفروع الكريمة فروع كثيرة وشعوب عديدة في أقطار متباينة وللمزيد من الاستفادة والتوضيح فإننا سنعمل على إعطاء نظرة موجزة عن كل فرع وذلك في إطار الفروع التالية : ([7])

5-ذكر الفرع الأول من فروع القطب الأكبر مولانا إدريس الثاني :
ونجد في مقدمتهم القاسم بن الإمام إدريس رضي الله عنه من بين خيار أهل البيت وكرمائهم، يرجع له الفضل في جمع أشتات المعالي، فمنحه أخوه الإمام محمد الولاية عن مدينة طنجة وسبتة وجميع بلاد المصامدة، إلا أن أخاه عمر قام فحاربه فانتهت الحرب بهزيمة المولى قاسم، حيث تفرقت جيوشه وتمزقت جموعه. وإزاء هذه الحالة المتدهورة لجأ إلى منطقة تسمى بتهدارت حيث بنى رباطا واتخذه معبدا له في الدنيا وبقي هناك يتعبد إلى أن انتقل إلى جوار ربه، ودفن هناك فأصبح مكان دفنه مشهورا يزوره الناس من جميع الأقطار.
وخلف رضي الله عنه فرعين مباركين هما : أبو عبد الله محمد ويحيى.
ولتوضيح ذلك فإننا نتكلم عن كل منهما بشيء من التفصيل وهكذا سنبدأ بالفرع الثاني المتمثل في يحيى :
فقد تفرع عن يحيى الجوطيين الذين استقروا في كل من مكناس وفاس ومراكش فالسادة الجوطيين ذاعت أخبارهم في الأقطار المغاربية وحازوا من مفاخر الشيم أعلاها، وتولوا المناصب العليا، فهم بذلك أصبحوا أهل المجد والشرف وصرحاء النسب وكبراء الحسب ويكفي أن نذكر بعض خصالهم المتميزة :
ولد قاسم ليحيى الجوطــي****ذي شرف بالمصطفى منوطى
وهو الذي يعرف بالعــدام****وقيل ذلك ابن ابنه الإمـــام
وشرفهم كالدر جاء في نسق****كالصبح أو  كالقمر إذا اتسـق
وقيل في السادة الجوطيين أيضا ما نلمسه في هذه الأبيات :
يحيى هو الجوطي له كل نام***ابن محمد بن يحيى العـدام
وذا هو ابن القاسم بن إدريس***عن ابن خلدون بغير تلبيس
وهؤلاء الجوطيون من بني القاسم بن إدريس من قرية عظيمة على نهر سبو والتي تسمى الآن أولاد عمران وهم بذلك يتقاسمون في الشهرة مع الأدارسة العلميين كبني القطب أبي محمد مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه. وبني إخوانه وأعمامه وغيرهم فاستوطنوا فاس ورحل بعضهم إلى مكناس.
ويرجع الفضل في نشأتهم إلى جدهم أبو عبد الله محمد بن علي بن حمود بن يحيى بن إبراهيم بن يحيى بن محمد بن يحيى بن القاسم بن الإمام إدريس الأزهر. وكان له ثلاثة أولاد وهم : عبد الله، وعبد الواحد ومحمد. فمن عبد الواحد الشبيهيون والطاهريون، والغالبيون والفرجيون. ومن بني عبد الله الشرفاء العمرانيون ومن بني محمد الشرفاء الطالبيون.
وهكذا نجد فروع الجوطيين سبعة سنذكرهم على الترتيب التالي:([8])
6-الفرع الأول من الشعبة الأولى الشبيهيون :
فالشبيهيون هم من أولياء الله الصالحين، ومن العلماء النابغين. فالعلامة أحمد الشبيه رضي الله عنه كان من الأولياء المخلصين لكونه له منزلة شامخة في الولاية، وخبرة متميزة في العلوم. وقد لقب بالشبيه نظرا لوجود علامة جده، وهي الخاتم بين كتفيه، وقد توفي هذا المبارك الصالح 943هـ ودفن بمكناس ونظرا لسمو مكانته وشهرته فقد تم الافتخار به حيث قيل فيه :
ثم الإمام أحمد الشبيـه****وهو الإمام العارف النبيه
كانوا به الشبه بالرسول****بخاتم في وصفها المنقول
ونجد أن بيت هؤلاء الأشراف هو بيت كبير، ويتصفون بالأخلاق الطيبة والمكارم الحميدة والفضائل الحسنة تاركين الرذائل يتبعون مناهج وطرق الصالحين لأنهم فطروا على محاسن الشيم والجود والكرم.
ويوجد فيهم النقابة قديما وأول من يوليها منهم نقيب الأشراف وجوهر الأصداف ذو السر الطاهر والقدر العالي الباهر عبد القادر بن محمد بن عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن الولي الكبير أحمد الشبيه وكان ممن يعتمد عليه في معظم الأمور وحسن السيرة ولاه السلطان المولى الرشيد العلوي خطة النقابة، فما زال يتصف بالخصال الحميدة إلى أن توفي سنة 1099هـ.
ويعود الفضل في نشأة هذه الشعبة إلى أربعة فروع : ثلاثة من الإخوة عبد القادر النقيب المذكور في الترجمة قبله يليه محمد العربي وعبد الواحد أبناء عبد الله بن محمد بن عبد القادر بن عبد الواحد بن أحمد الشبيه الجد الجامع.
والفرع الرابع من أبناء الطاهر والطيب ومحمد أبناء الحسن بن أحمد بن محمد بن المولى احمد الشبيه، فهؤلاء كانوا يقطنون أولا بمكناس ثم انتقل جلهم إلى دار جدهم إلى الزاوية الزرهونية.
وللمزيد من الإيضاح والفهم فإننا نخصص فرعا لكل واحد منهم.
الفرع الأول : أبناء عبد القادر النقيب وهم بموضعين بالحضرة المكناسية والزاوية الزرهونية. فمن أهل الزاوية الفقيه والعلامة الفضيل بن الفقيه العلامة، خطيب الضريح الإدريسي الشريف. وعلم ذلك السيد الفاطمي بن محمد بن عبد القادر النقيب تولى خطابة ذلك الضريح الشريف والتدريس بمسجده الجامع ولا زال بصفة الحياة. وله أنجال كرام وهم الفقيه الفاطمي، والطلبة محمد والماحي وعثمان وعبد الصمد.
ومنهم شقيقه الفقيه أحمد إمام الضريح الإدريسي وله أنجال بررة وهم : الفقيه محمد وعلي وسليمان وللأول عبد العزيز وللثاني إسماعيل وولد أخيهما إدريس وعبد الملك ومنهم الإخوة الفضيل ومحمد وأحمد. والمختار أبناء هشام بن الطيب بن محمد بن محمد بن عبد القادر النقيب. أما الفضيل فله ولدان هاشم وعبد الكريم. ولمحمد محمد أيضا وعبد الرحمان ولعبد الرحمان هذا الحسن. وأما أحمد ثالث الإخوة فله ولد واحد وهو محمد. وأما المختار رابع الإخوة فله الكامل، وأما ولد أخيهم محمد بن محمد بن الحسن فله إدريس. ومنهم ولد أخيهم وهو الطيب بن الحبيب بن الطيب بن هاشم المذكور ومنهم الأخوان الطالب الأجل محمد والعربي ولدا النقيب أحمد بن السعيد بن محمد بن الطيب بن عبد القادر النقيب، فللأول الماحي، وللثاني أحمد وعبد الوهاب وعبد القادر ومنهم ولدا أخيهما النقيب المختار وهما نقيبا هذا العصر الطالب مشيش ومحمد ومنهم الشريفان يوسف وراشد ويوجد سكنى هؤلاء الأربعة بدرب العطارين من مكناس.
ومنهم عبد السلام بن السعيد المذكور، وابنا أخيه الطيب وهما عبد الرحمان والعلمي ولعبد الرحمان ولدان هما الطيب ومحمد.
ومنهم الطالب الأديب محمد بن إدريس بن إدريس بن إدريس ثلاث مرات بن محمد بن الطيب المذكور.
ومنهم الإخوة الثلاثة بناصر، والطالب. والحسن أبناء الطاهر بن إدريس الثاني.
ومنهم الشريف إدريس بن الكامل بن إدريس الثاني.
ومنهم الإخوة الطالب الفضيل، والسعيدي ولدا سيدي محمد بن الفضيل بن محمد بن الطيب المذكور.
ومنهم الشريف الأمجد إدريس بن الموهوب بن الرضى بن الهاشمي بن عبد الرحمان بن عبد القادر النقيب وأولاده الطالب العربي والوافي والموهوب وللوافي عبد السلام وللموهوب سيدي محمد.
ومنهم ولدا أخيه وهما الفقيه الموهوب وعبد الرحمان ولعبد الرحمان هذا محمد وعلي.
ومنهم الشريف الطالب عبد الله بن حمزة بن عبد الله بن عبد الرحمان المذكور وولده الشريف الأنجد وله إدريس وعلي والطاهر وأحمد وحمزة([9]).


[1] - إدريس العلوي الفضيلي، الدرر البهية والجواهر النبوية، ج 1، ص 19.
[2] - نفس المصدر السابق، ص 20.
[3] - إدريس العلوي الفضيلي، الدرر البهية والجواهر النبوية، ج 1، ص 21-22.
[4] - إدريس العلوي الفضيلي، الدرر البهية والجواهر النبوية، الجزء الثاني، ص 5 - 10.
[5] - نفس المصدر السابق، ص 10.
[6] - نفس المصدر السابق، ص 11-13.
[7] - نفسه، ص 14.
[8] -نفس المصدر السابق، ص 14-17.
[9] - نفس المصدر السابق، ص 17-21.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق