الخميس، 28 فبراير 2013


ابن أبي زرع

كتاب الأنيس المطرب بروض القرطاس ف أخبار ملوك المغرب

الخبر عن ظهور الدولة المرابطة اللمتونية وقيامها بالقبلة والمغرب وبلاد الأندلس
وذكر ملوكهم ومدة أيامهم إلى انقضائها وذهابها
ذكر محمد بن الحسن بن أحمد ابن يعقوب الهمداني صاحب كتاب الإكليل في الدولة الحميرية أن لمتونة فخذ من صنهاجة، وصنهاجة فخذ من ولد عبد الشمس بن وائل بن حمير، وأن الملك إفريقش بن وائل بن حمير لما ملك حمير خرج غازياً نحو بلاد المغرب وأرض إفريقية. فلما توغل بالمغرب بنا مدينة إفريقية، وهي مشتقة من اسمه، وخلف بها من قبائل حمير وزعمائها صنهاجة ليردوا البربر عن شاكلتهم ويأخذوا خراجهم ويدبروا أمرهم.
وروى أبو عبيدة عن ابن الكلبي أن إفريقش لما نقل البربر عن الشام ومصر إلى المغرب وبنا مدينة إفريقية وأنزل البربر منازلهم من المغرب ترك فيهم قبيلتين من دهاته وهما صنهاجة وكتامة، فهما في البربر إلى اليوم.
وقال الزبير بن بكان إن صنهاج أبو صنهاجة هو صنهاج بن حمير بن سبأ ولد حمير من سبأ لصلبه.
وقال أبو فارس عبد العزيز الملزوزي الشاعر في ارجوزته في التاريخ المسمى بنظم السلوك في الأنبياء والخلفاء والملوك:
مرابطون أصلهم من حميرقد بعدت أنسابهم عن مُضر
وأن صنهاج أبوه حميروهو ابنه لصلبه لا العنصر
أكرم به من نسب صريحفقلته لا تخفه بالتصريح
وعدلهم وفضلهم مشهوروخجدهم وسعدهم مذكور
وقيل صنهاجة فخذ من هوارة، وهوارة فخذ من حمير يمانيون من ولد الحصوري بن وائل بن حمير. وإنما سموا هوارة لأن أباهم المشهور لما أجال في البلاد ووقع بالمغرب بقبلة القيروان من بلاد إفريقية قال: لقد تهورنا في البلاد فسموا هوارة بذكل والله أعلم.
وتقسم صنهاجة على سبعين قبيلة، منهم لمتونة وجدالة ومسوفة ولمطة ومسراتة وتلكاتة ومداسة وبنو وارث وبنو مشلير وبنو دخير وبنو زياد وبنو موسى وبنو لماس وبنو فشتال، وفي كل فرقة وقبيلة بطون وأفخاذ وقبائل أكثر من أن تحصى. وهذه القبائل كلها صحراويون بلادهم في القبلة مسيرة سبعة أشهر طولاً ومسيرة أربعة أشهر عرضاً من نول لمطة إلى قبلة إفريقية وقبلة القيروان من بلاد إفريقية، وهي ما بين بلاد البربر وبلاد السودان.
وهو قوم لا يعرفون حرثاً ولا ثماراً، وإنما أموالهم الأنعام وعيشهم من اللحم واللبن، يقوم أحدهم عمره فلا يألك خبزاً إلا إن يمر ببلادهم التجار فيتحفونهم بالخبز. والدقيق وأكثرهم على السنة والجماعة يجاهدون السودان.
وكان أول ملك منهم بالصحراء تَيَولوثان بن تيكلان الصنهاجي اللمتوني ملك بلاد الصحراء بأسرها. ودان له بها أزيد من ملوك السودان كلهم يودون إليه الجزية. وكان عمله مسيرة ثلاثة أشهر في مثلها كلها عامرة. وكان يركب في مائة ألف نجيب. وكان في أيام الإمام عبد الرحمان القائم بالأدلس، ودامت أيامه وطال عمره نحواً من ثمانين سنة إلى أن توفي في سنة اثنتين وعشرين ومائتين.
فولى بعده حفيده الأكبر بن بطين بن تيولوثان المذكور. فقام بأمر صنحاجة إلى أن توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين فكانت أيامه خمساً وستين سنة.
فولي بعده ولده تبيم بن الأثر فقام ملكاً على قبائل صنهاجة إلى سنة ست وثلاث مائة، فقامت عليه أشياخ قبائل صنهاجة فقتلوه. فافترق أمرهم فلم يجتمعوا على أحد بعده. فاختافت كلمتهم وتفرقت أهواؤهم مدة من مائة وعشرين سنة، إلى أن قام فيهم الأمير أبو عبد الله محمد بن تيفات المعروف بتارسنا اللمتوني. فاجتمعوا عليه وقدموه على أنفسهم. وكان من أهل الدين والفضل والصلاح والحج والجهاد فأقام أميراً على صنهاجة مدة من ثلاثة أعوام إلى أن استشهد في غزوة له بموضع يقال له بقارة، وهم قبائل من السودان يسكنون مقربة من مدينة تاتكلاسين غرباً منها. كانوا على دين اليهودية، ومدينة تاتكلاسين يسكنها قبيلة من صنهاجة يعرفون ببني وارث، وهم قوم صالحون على السنة والجماعة أسلموا على يد عقبة بن نافع الفهري أيام فتح المغرب، وهم يجاهدون السودان الذين هم على غير الإسلام.
فلما توفي الأمير أبو عبد الله بن تيفات اللمتوني ولى أمر صنهاجة بعده صهره يحيى بن إبراهيم الجدالي.
الخبر عن دولة الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي وقيامه بأمر صنهاجة
ولي الأمير يحيى بن إبراهيم الجدالي بعد وفاة محمد بن ترسنا اللمتوني، وجدالة ولمتونة إخوة يجتمعون في أب واحد وهم يسكنون آخر بلاد الإسلام ويحاربون السودان. ويليهم من جهة المغرب البحرُ المحيط. فأقام الأمير يحيى بن إبراهيم على رئاسة صنهاجة وحروبهم مع أعدائهم إلى سنة سبع وعشرين وأربع مائة.
فاستخلف ولده إبراهيم بن يحيى على رئاسة صنهاجة وحروبهم مع أعدائهم. واتحل إلى المشرق برسم حج بيت الله الحرام وزيارة قبر النبي عليه السلام، فوصل فقضى حجه وزيارته، وقفل إلى بلاده. فمر في طريقه بمدينة القيروان، فلقي بها الفقيه الصالح أبا عمران موسى ابن أبي حاج الفاسي، كان قد رحل من مدينة فاس فاستوطن القيروان يأخذ عن أبي الحسن القابسي، ثم رحل إلى بغداد فحضر بها مجلس الفقيه القاضي أبي بكر الطيب فأخذ عنه علماً كثيراً، ثم عاد إلى القيروان فلم يزل بها حتى توفي رحمه الله لثلاث عشرة ليلة خلت من شهر رمضان المعظم سنة ثلاثين وأربع مائة.
فلما وصل يحيى بن إبراهيم الجدالي إلى القيروان ألقى بها أبا عمران الفاسي يدرس العلم فجلس إليه وسمع منه. فرآه أبو عمران محباً في الخير فأعجبه حاله فسأله عن اسمه ونسبه وبلده. وأخبره بذلك وأعلمه بسعة بلاده نما فليه من الخلق. فقال له ومن ينتحلون من المذاهب. فقال له إنهم قوم غلب عليهم الجهل وليس لهم كثير علم. فاختبره الفقيه وسأله عن موجوبات دينه، ولم يجده يعرف من دينه شيئاً ولا يحفظه لا من الكتاب ولا من السنة، إلا أنه حريص على التعلم صحيح النية والعقيدة واليقين، جاهل بما يصلح دينه. فقال له ما يمنعك من تعليم العلم؟ فقال له يا سيدي إن أهل بلادنا قوم عمهم الجهل ليس فيهم من يقرأ القرآن وهم مع ذلك يحبون الخير ويرغبون فيه ويسارعون إليه لم يجدوا من يقرئهم القرآن ويدرسهم العلم ويفقههم في دينهم ويدعوهم إلى العلم بالكتاب والسنة ويعلمهم شرائع الإسلام ويبين سنن النبي عليه السلام، فلو أبغيت الثواب من الله تعالى في تعليمهم الخير لبعثت معي إلى بلدنا بعض طلبتك وتلاميذك فيقرئهم القرآن ويفقههم في الدين، فينتفعون به ويسمعون له ويطيعون، فيكون لك في ذلك الأجر العظيم والثواب الجسيم عند الله تعالى، إذ تكون سبباً لهدايتهم.
فندب الشيخ الفقيه أبو عمران تلاميذه إلى ذلك. فامتنعوا منه وأشفقوا من دخول الصحراء، ولم يجبه منهم أحد ممن يرضاه الشيخ. فلما يئس منهم، قال له: إني أعرف ببلاد نفيس من أرض المصامدة فقيهاً حادقاً تقياً ورعاً، لقيني هنا وأخذ عني علماً كثيراً وعرفت ذلك منه، اسمه وجاج بن زلوا اللمطي من أهل السوس الأقصى، وهو الآن يتعبد ويدرس العلم ويدعوا الناس إلى الخير في رباطة هنالك، وله تلاميذ جملة يقرؤون عليه العلم. أكتب له كتاباً لينظر في تلاميذه من يبعثه معك، فسر إليه فعنده تجد ما تريد. فكتب إليه الفقيه أبو عمران كتاباً فيه: سلام عليك ورحمة الله تعالى أما بعد إذا وصلك حامل كتابي هذا هو يحيى بن إبراهيم الجدالي فابعث معه إلى بلده من تثق بدينه وورعه وكثرة علمه وسياسة ليعلمهم القرآن وشرائع الإسلام ويفقههم في دينهم، ولك وله في ذلك الثواب والأجر العظيم، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً. والسلام.
فسار يحيى بن إبراهيم الجدالي بكتاب أبي عمران حتى وصل الفقيه وجاج بمدينة نفيس. فسلم عليه ودفع إليه الكتاب، وذلك في شهر رجب الفرد سنة ثلاثين وأربع مائة. فقرأ الفقيه وجاج الكتاب، ثم جمع تلاميذه فقرأه عليهم ونبدهم [نبأهم؟] لما أمر به الشيخ أبو عمران الفاسي، فانتدب لذلك رجل منهم جزولي النسب يعرف بعبد الله بن ياسين الجزولي، وكان من حداق الطلبة الأذكياء النبهاء النبلاء، من أهل الدين والفضل والتقي والفقه والأدب والسياسة مشارك في العلوم. فخرج مع يحيى بن إبراهيم حتى وصل إلى بلاد جدالة. فتلقاه قبائل جدالة ولمتونة بالسرور وفرحوا به غاية وبالغوا في إكرامه وبره.
الخبر عن دخول الفقيه عبد الله بن ياسين الجزولي ببلاد صنهاجة
وقيامه بها مع لمتونة والمرابطين من قبائل صنهاجة
هو عبد الله بن ياسين ابن مكوك بن سير علي بن ياسين الجزولي. لما وصل مع يحيى ابن إبراهيم إلى بلاد صنهاجة ونزل بساحتهم، ورأى المنظرات ظاهرة فيهم شائعة عندهم، ووجد الرجل منهم تتروج ست نسوة وسبع نسوة وعشرة وما شاء فأنكر ذلك عليهم ونهاهم عنه، وقال لهم: ليس هذا من السنة، وإنما سنة الإسلام أن يجمع الرجل بين أربع نسوة حرائر فقط وله سعة فيما شاء من ملك اليمين. فجعل يعلمهم الدين ويبين لهم الشرائع والسنة يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.
فلما رأوه شدد في ترك ما هم عليه من المنكرات، تبرؤوا منه وهجروه ونفروه وثقل ذلك عليهم. ومع ذلك فإنه وجد أكثرهم لا يصلون وليس عندهم من الإسلام إلا الشهدتين، وقد غلب عليهم الجهم. فلما رأى عبد الله بن ياسين إعراضهم عنه واتباعهم أهواءهم أراد الرحيل عنهم إلى بلاد السودان الذين دخلوا في الإسلام، إذ كان الإسلام بها قد ظهر. فلم يتركه يحيى بن إبراهيم الجدالي، وقال له: إني لا أتركك تنصرف وإنما أتيت بك لأنتفع بعلمك في خاصة نفسي وديني، وما علي ممن ضل من قومي، ولاكن يا سيدي هل لك في رأي أشير به عليك إن كنت تريد الآخرة؟ قال وما هو؟ قال إن هاهنا في بلدنا جزيرة في البحر دخلنا إليها على أقدامنا، وإذا ملأ دخلنا في الزوارق، وفيها الحلال المحض الذي لا تشك فيه من الشجر البرية وصيد البر والبحر من أصناف الطير والوحش والحوت، فندخل إليها فنعيش فيها بالحلال ونعبد الله حتى نموت.
فقال له عبد الله بن ياسين: هذا أحسن، فهلم بنا ندخلها على اسم الله تعالى. فدخلاها ودخل معهما سبعة نفر من جدالة. فابتنا بها رابطة وأقام بها مع أصحابه يعبدون الله تعالى مدة من ثلاثة أشهر. فتسامع الناس بخبرهم وأنهم يطلبون الجنة والنجاة من النار. فكثر الوراد عليهم والتوابون. فأخذ عبد الله بن ياسين يقرئهم القرآن ويستميلهم إلى الخير ويرغبهم في ثواب الله تعالى ويحذرهم أليم عذابه حتى تمكن حبه في قلوبهم، فلم تمر عليه حتى اجتمع عليه من تلاميذه نحو ألف رجل من أشراف صنهاجة، فسماهم المرابطين للزومهم رابطته.
وأخذ يعلمهم الكتاب والسنة والوضوء والصلاة والزكاة وما فرض الله عليهم من ذلك. فلما تفقهوا في ذلك وكثروا، أقام فيهم خطيباً فوعظهم وشوقهم إلى الجنة وخوفهم النار، وأمرهم بتقوى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخبرهم بما في ذلك كم ثواب الله تعالى وعظيم الأجر. ثم دعاهم إلى جهاد من خالفهم من قبائل صنهاجة. وقال لهم: معشر المرابطين إنكم جمع كثير وأنتم وجوه قبائلكم ورؤساء عشائركم، وقد أصلحكم الله تعالى وهداكم إلى صراطه المستقيم، فوجب عليكم أن تشكروا نعمته عليكم وتأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتجاهدون في سبيل الله حق جهاده. فقالوا له: أيها الشيخ المبارك مُرنا بما شئت، تجدنا سامعين لك مطيعين، ولو أمرتنا بقتل آبائنا لفعلنا. فقال لهم: اخرجوا على بركة الله تعالى، وانذروا قومكم وخوفوهم عقاب الله وأبلغوهم حجته، فإن تابوا وأنابوا ورجعوا إلى الحق وأقلعوا مما هم عليه، فخلوا سبيلهم. وإن أبوا عن ذلك وتمادوا في غيهم ولجوا في طغيانهم، استغثنا بالله تعالى عليهم وجاهدناهم حتى يحكم الله بيننا، وهو خير الحاكمين.
فسار كل رجل منهم إلى قومه وعشيرته، فوعظهم وأنذرهم ودعاهم إلى الإقلاع عما هم بسبيله. فلم يكن منهم من يقبل ولا يرجع. فخرج إليهم عبد الله بن ياسين فجمع أشياخ القبائل ورؤسائهم، وقرأ عليهم حجة الله ودعاهم إلى التوبة وخوفهم عقاب الله، فأقام ينذرهم سبعة أيام، وهم و في كل ذلك لا يلتفتون إلى قوله ولا يزدادون إلا فساداً. فلما يئس منهم قال لأصحابه: قد أبلغنا الحجة وأنذرنا، وقد وجب علينا الآن جهادهم، فاغزوهم على بركة الله تعالى.
فبدأ أولاً بقائل جدالة فغزاهم في ثلاثة آلاف رجل من المرابطين، فاهزموا بين يديه، فقتل منهم خلقاً كثيراً، وأسلم الباقون إسلاماً جديداً، وحسنت حالتهم وأدوا ما يلزمهم من جميع ما فرض عليهم، وذلك في شهر صفر سنة أربع وثلاثين وأربع مائة.
ثم سار إلى قبائل لمتونة، فنزل بهم وقاتلهم حتى ظهر عليهم وأذعنوا إلى الطاعة وتابوا وبايعوه على إقامة الكتاب والسنة.
ثم سار إلى قبائل مسوفة، فغزاهم حتى أذعنوا له وبايعوه على بايعته قبائل لمتونة وجدالة. فلما رأى ذلك قبائل صنهاجة فتسارعوا إلى التوبة وإلى مبايعته وأقروا له بالسمع والطاعة.
فكان كل من أقبل إليه تائباً منهم ظهره بأن يضربه مائة سوط، ثم يعلمه القرآن وشرائع الإسلام، ويأمرهم بالصلاة والزكاة وإخراج العشر، وجعل لذلك بيت مال يجمعها فيه، وأخذ يركب منه الجيوش ويشتري السلاح ويغزو القبائل حتى ملك جميع بلاد الصحراء، واستولى على قائلها، وجمع أسلاب المقتولين في تلك الغزوات، وجعلها فيها للمرابطين، وبعث بمال عظيم مما اجتمع عنده من الزكاة والإعشار والإخماس إلى طلبة بلاد المصامدة وقضاتها، فاشتهر أمرهم في جميع بلاد الصحراء وبلاد القبلة وبلاد المصامدة وسائر المغرب، وإنه قام رجل بجدالة يدعوا إلى الله وإلى الطريق المستقيم ويحكم بما أنزل الله، وأنه متواضع زاهد في الدنيا، وانتشر ذلك عنه في بلاد السودان.
وتوفي يحيى بن إبراهيم الجدالي. فأراد عبد الله بن ياسين أن يقدم غيره في موضعه ليقوم بحروبهم، وكان أكثر قبائل صنهاجة طائعة لله تعالى وديناً وصلاحاً لمتونة. فكان عبد الله بن ياسين يكرمهم ويشرفهم على قبائل صنهاجة، وذلك لما أراد الله تعالى من ظهور أمرهم وتملكهم على المغرب والأندلس. فجمع عند الله بن ياسين برؤساء القبائل من صنهاجة فقدم عليهم يحيى بن عمر اللمتوني وأمره على سائرهم، وعبد الله بن ياسين هو الأمير على الحقيقة، لأنه هو الذي يأمر وينهى ويعطي ويأخذ، فكان الأمير يتولى النظر في أمور حروبهم، وعبد الله بن ياسين ينظر في دياناتهم وأحكامهم وياخذ زكاتهم وإعشارهم.
الخبر عن الأمير يحيى بن عمر بن تلاكاكين الصنهاجي اللمتوني
لما قدم عبد الله بن ياسين يحيى بن عمر اللمتوني المرابط، وكان من أهل الدين المتين والفضل والورع وازهد في الدنيا والصلا لأمره بالجهاد، وكان يحيى شديد الانقياد لعبد الله بن ياسين كثير الطاعة له فيما يأمره به وينهاه عنه. فمن حسن طاعته له إنه لما قال له يوماً وجب عليك أدبٌ، قال فيماذا يا سيدي؟ قال له: لا أعرفك به حتى أخذه منك. فكشف من بشرته فضربه عشرين شوطاً، ثم قال له: إنما ضربتك لأنك باشرت القتال وأمضيت الحرب بنفسك، وذلك خطأ منك، فإن الأمير لا يقاتل وإنما يقف يحرض الناس ويقوي نفوسهم، فإن حياة الأمير حياة عسكره وموته فناء جيوشه. فاستولى الأمير يحيى على جميع بلاد الصحراء وغزا بلاد السودان ففتح كثيراً منها.
فلما كان في سنة سبع وأربعين وأربع مائة جمعوا فقهاء سجلماسة وفقهاء درعة وصلحاؤهم فكتبوا إلى الفقيه عبد الله بن ياسين وإلى الأمير يحيى بن عمر وأشياخ المرابطين كتاباً يرغبون منهم الوصول إلى بلادهم ليطهروها مما هي فيه من المنكرات وشدة العسف والجور، وعرفوهم بما هم فيه بها أهل العلم والدين وسائر المسلمين من الذل والصغار والجور مع أميرهم مسعود بن وانودين الزناتي المغراوي. فلما وصل الكتاب لعبد الله بن ياسين جمع رؤساء المرابطين وقرأ عليهم الكتاب وشاورهم في الأمر. فقالوا له: أيها الشيخ الفقيه، هذا مما يلزمنا ويلزمك، فسر بنا على بركة الله تعالى. فأمرهم بالجهاد، وخرج بهم في الموفي عشرين لصفر سنة سبع وأربعين وأربع مائة في جيش عظيم من المرابطين. فسار حتى وصل بلاد درعة، فوجد بها عامل أمير سجلماسة، فأخرجه عنها. ووجد بها خمسين ألف ناقة كانت في مراعيها لصاحب سجلماسة مسعود المغراوي، فعلم الأمير مسعود بذلك، فجمع جيوشه وخرج نحوهم. فالتقى الجمعان، فكانت بينهم حروب عظيمة. ثم منح الله تعالى المرابطين فيها النصر على مغراوة، فقتل مسعود بن وانودين المغرواوي وأكثر جيوشه وفر الباقون. فأخذعبد الله بن ياسين أموالهم ودوابهم وأسلحتهم مع الإبل الذي أخذ في درعة. فأخرج منه خمس جميعه ففرقه لفقهاء سجلماسة ودرعة وصلحائهم، وقسم الباقي على المرابطين، وارتحل من فوره حتى دخل مدينة سجلماسة. فقتل بها من وجد فيها من مغراوة، وأقام بها حتى هدنها وأصلح أحوالها وغير ما وجد فيها [من] المنكرات، وقطع المزامير، وأحرق الديار التي كانت لها بيع الخمر، وأزال المكوس، وأسقط المغارم المخزنية، وترك ما أوجب تركه الكتاب والسنة. فقدم عليها عاملاً من لمتونة، وانصرف إلى الصحراء.
وتوفي الأمير أبو زكرياء يحيى بن عمر في جهاد كان له هنالك ببلاد السودان. فقدم الفقيه عبد الله بن ياسي في مكانه أخاه أبا بكر بن عمر اللمتوني، وذلك في شهر محرم سنة ثمان وأربعين وأربع مائة.
الخبر عن دولة الأمير أبي بكر بن عمر اللمتوني المرابط
لما توفي يحيى بن عمر قدم عبد الله بن ياسين عوضاً منه أخاه أبا بكر بن عمر وقلده أمر الحرب. فندب المرابطين إلى غزو بلاد المصامدة وبلاد السوس، فخرج إليها في جيوش عظيمة، وذلك في شهر ربيع الثاني من سنة ثمان وأربعين وأربع مائة. وكان الأمير أبو بكر رجلاً صالحاً متورعاً، فجعل على مقدمته ابن عمه يوسف بن تاشفين اللمتوني. ثم سار حتى وصل بلاد السوس فغزا بلاد جزولة، وفتح مدينة ماسة ومدينة تارودانت وجميع بلاد السوس.
وكانت بتارودانت قوم من الروافض يقال لهم البجيلة منسوبين إلى علي بن عبد الله المبجلي الرافضي، كان قدم إلى السوس في حين قام عبيد الله الشيعي بإفريقية، فأشاع هنالك مذهبه. فتوارثوه بعده جيلاً بعد جيل وقرنا بعد قرن، لا يرون الحق إلا ما في أيديهم. فقاتلهم الأمير أبو بكر وعبد الله بن ياسين حتى فتح مدينتهم عنوة، وقتل بها من الروافض خلق كثير، فرجع من بقي منهم إلى السنة. وأخذ أموال من قتل منهم فجعلها فيئاً للمرابطين. وأظهر الله المرابطين وعلا كلمتهم.
ففتح معاقل بلاد السوس، وأطاعتهم جميع قبائلها، فأخرج عبد الله بن ياسين عماله على نواحيها وأمرهم بإقامة العدل وإظهار السنة فيها وأخذ الزكاة والعشر، وأسقط ما سوى ذلك من المغارم المحدثة.
وارتحل إلى بلاد المصامدة. ففتح جبال درن وفتح أيضاً بلاد رودة وفتح مدينة شفشاوة بالسيف. ثم فتح نفيس وسائر بلاد جدميوة. وأتته قبائل رجراجة وحاحة فبايعوه. وارتحل إلى مدينة أغمات، وبها يومئذ أميرها لقوط بن يوسف بن علي المغراوي. فنزل عليها وضيق عليه بالحصار، وقاتله أشد القتال. فلما رأى لقوط ما لا طاقة له به أسلمها له وفر عنها ليلاً هو وجميع حشمه إلى ناحية تادلا، فنزل في حماء بني يفرون أرباباها. ودخل المرابطون مدينة أغمات في سنة تسع وأربعين وأربع مائة. فأقام عبد الله بن ياسين بمدينة أغمات نحو الشهرين حتى استراح الماربطون. ثم خرج بهم إلى غزو تادلا، ففتحها وقتل من وجد بها من بني يفرون من ملوكها، وظفر بلفوط المغراوي فقتله. ثم سار إلى بلد تامسنا، ففتحها. فأخبر أن بساحلها قبائل برغواطة في عدد عظيم وأنهم مجوس كفار.
الخبر عن عزو عبد الله بن ياسين مجوس برغواطة
وذكر مذهبهم السخيف وديانتهم الخسيسة
لما وصل عبد الله بن ياسين إلى بلاد تامسنا، أُخبر أن بساحلها قبائل برغواطة في أمم لا تحصى، وأنهم مجوس أهل ضلال وكفر. وأخبر بديانتهم الخبيثة التي تمسكوا بها، وقيل له إن برغواطة قبائل كثيرة، وليس لهم أب واحد ولا أم واحدة، وإنما هم أخلاط من قبائل شتى من البربر اجتمعوا إلى صالح بن طريف القائم بتامسنا حين ادعى النبوة في أيام هشام بن عبد الملك بن مروان. وكان أصله لعنه الله من برناط حصن من عمل شدونة من بلاد الأندلس، فكان يقال من تبعه ودخل في ديانته برناطي، فعربته العرب وقالوا برغوطي، فسموا برغواطة.
وكان صالح بن طريف الذي ادعى فيهم رجلاً خبيثاً يهودي الأصل من ولد شمعون بن يقعوب عليه السلام نشأ من بلاد الأندلس، ثم رحل إلى المشرق فقرأ على عبيد الله المعتزلي القدري، واشتغل بالسحر فجمع منه فنوناً كثيرة، وقدم المغرب فنزل بلاد تامسنا، فوجد بها قبائل من البربر جهالاً، فأظهر لهم الإسلام والزهد والورع، فأخذ بعقولهم واستمالهم بسحره ولسانه وأراهم من نوارجه وتمويهاته، فاستهواهم بذلك. وأقروا بفضله واعترفوا بولايته فقدموه على أنفسهم، وصدروا عن رأيه في جميع أمورهم، ووقفوا عند أمره ونهيه، فادعا النبوة وتسمى بصالح المؤمنين، وقال لهم: أنا صالح المؤمنين الذي ذكره الله في كتابه العزيز الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم. وشرع لهم الديانة التي أخذوها عنه، وذلك في سنة خمس وعشرين ومائة.
وكان الضلال الذي شرع لهم يقرون بنبوته، وإنهم يصومون شهر رجب ويأكلون شهر رمضان. وفرض عليهم عشر صلوات خمساً بلليل وخمساً بالنهار، وأن الأضحية واجبة على كل مسلم في الحادي والعشرين من المحرم، وشرع لهم في الوضوء غسل السرة والخاصرتين، وصلاتهم إيماء لا سجود فيها، ويسجدون في آخر ركعة خمس سجدات. ويقولون عند الطعام والشراب باسم ياكس، وزعم أن تفسيره بسم الله. وأمرهم أن يخرجوا العشر من جميع الثمار. وأباح لهم أن يتزوج الرجل من النساء ما شاء، ولا يتزوج من بنات عمه، ويطلقون ويرجعون ألف مرة في اليوم، فلا تحرم عليهم المرأة بشيء من ذلك. وأمرهم بقتل السارق حيث وجد، وزعم أنه لا يطهره من ذنبه إلا السيف. وأمرهم بالدية من البقر، وحرم عليهم رأس كل حيوان والدجاجة مكروه أكله. وقد وقتهم في الأوقات الديكة، وحرم عليهم ذبحها وأكلها، ومن ذبح ديكاً وأكله أعتق رقبة. وأمرهم أن يلحسوا بُزاق ولاتهم تبركاً، فكان يبصق في أكفهم فيلحسونه تبركاً به ويحملونه إلى مرضائهم فيستشفون به.
ووضع لهم قرآناً يقرؤونه في صلواته ويتلونه في مساجدهم، وزعم أنه أنزل عليه وأنه وحي من الله تعالى إليه، ومن شك في شيء من ذلك منهم فهو كافر. والقرآن الذي شرع لهم ثمانين سورة سماها لهم بأسماء النبيين، منها سورة آدم وسورة نوح وسررة أيوب وسورة موسى وسورة هارون وسورة الأسباط وسورة فرعون وسورة بني إسرائيل وسورة الديك وسورة الخجر وسورة الجراد وسورة الجبل وسورة هاروت وماروت وسورة إبليس وسورة الحشر وسورة غرائب الدنيا. وفيها العلم العظيم عندهم، وأمرهم ألا غسل من جنابة إلا من الحرام.
وقد ذكرنا أخبار برغواطة وملوكهم مستوفية في كتابنا الكبير المسى بزهرة البستان في أخبار الزمان وذكر الموجود مما وقع في الوجود . قال المؤلف عفا الله عنه: فلما سمع عبد الله بن ياسين بحال برغواطة وما هم عليه من الضلالة، راى أن الواجب تقديم جهادهم على غيرهم، فسار إلى غزوهم في جيوش المرابطين، والأمير على برغواطة يومئذ أبو حفص بن عبد الله بن أبي عبيد محمد بن بقلد بن اليسع بن صالح بن طريف البرغواطي المتنبئ. فكانت بينه وبين عبد الله بن ياسين حروب عظيمة وملاحم شديدة، مات فيها من الفريقين خلق كثير. فاستشهد فيها عبد الله بن ياسين الجزولي مهدي المرابطين ورئيسهم. ثقل بالجراح في الحرب وحمل إلى معسكره وبه رمق.
فجمع أشياخ المرابطين ورؤساؤهم، فقال لهم: يا معشر المرابطين إنكم في بلاد أعدائكم، وإني ميت في يومي هذا لا محالة. فإياكم أن تجبنوا فتفشلوا فتذهب ريحكم، وكونوا ألفة وأعواناً على الحق وإخواناً في ذات الله تعالى، وإياكم والمخالقة والتحاسد على طلب الرئاسة، فإن الله يؤتي ملكه من يشاء ويستخلف في أرضه من أحب من عباده. وإني قد ذهبت عنكم فانظروا من تقدموه منكم يقوم بأمركم ويقود جيوشكم ويغزوا عدوكم ويقسم بينكم فيئكم ويأخذ زكاتكم وإعشاركم. فأف[ا]ق رأيهم على تقديم أمير الحرب أبي بكر بن عمر اللمتوني، فقدمه عبد الله بن ياسين عليهم لاتفاق من جميع اأشياخ صنهاجة واجتماع منهم على ذلك. وتوفي عبد الله بن ياسين في عشاء يومه ذلك وذلك يوم الأحد الرابع والعشرين الجمادي الأولى سنة إحدى وخمسين وأربع مائة. ودفن بموضع يعرف بكريفلة بتامسنا، وبنا على قبره مسجداً.
وكان عبد الله بن ياسين شديد الورع في المطعم والمشرب، فكان بطول إقامته فيهم لم يأكل شيئاً من لحمانهم ولا شرب من ألبانهم، فإن أموالهم كانت غير مطيبة لشدة جهلهم، فكان يتعيش من لحوم الصيد. وكان مع ذلك كثير النكاح يتزوج في كل شهر عدداً من النساء وبطلقهن، ولا يسمع بامرأة جميلة إلا خطبها، ولا يجاوز في مهرها أربعة مثاقيل. وكان يأخذ الثلث من الأموال المختلطة ويرى أن ذلك يحلل باقيها وذلك شذوذ من الفعل.
ومما يذكر من فضله وصلاحه ومن بركاته التي شاهدها الناس أن المرابطين خرجوا معه في بعض غزواته للسودان فنفدوا الماء حتى أشرفوا على التلف. فقام عبد الله بن ياسين وتيمم فصلى ركعتين ودعا الله تعالى، وآمن المرابطون على دعائه. فلما فرغ من الدعاء قال لهم: احفروا تحت مصلاي هذا. فحفروا فوجدوا الماء على مقدار شبر من الأرض. فشربوا منه واستقوا وملؤوا أوعيتهم بماء عذب بارد.
ومن بركاته أنه نزل منزلاً بركة كثيرة الضفادع لا يقدر أحد أن يستقر حوله لكثرة نقيقها وصياحها. فوقف عليه عبد الله بن ياسين حداها فسكنت الضفادع ولم يسمع لها نقيق. فلما تباعد عنها عادت.
ولم يزل صائماً من يوم دخل بلادهم إلى أن توفي رحمه الله. ومن حسن سياسة فيهم أنه أقام فيهم السنة والجماعة في المدة القليلة، وحكم عليهم أن من فاتته الصلاة في الجماعة ضربه عشرين سوطاً، ومن فاتته ركعة ضربه خمسة أسواط.
الخبر عن دولة الأمير أبي بكر بن عمر الصنهاجي اللمتوني
هو الأمير أبو بكر بن عمر بن تلاكاكين بن واياقطين اللمتوني المحمدي، أمه حرة جدالية اسمها صفية. لما قدمه عبد الله بن ياسين، بايعته قبائل المرابطين من صنهاجة وغيرهم، فتمت له البيعة. كان أول فعله أن أخذ في دفن عبد الله بن ياسين. فلما فرغ من دفنه عبّأ جيوشه وقصد إلى قتال برغواطة مصمماً في حربه متوكلاً على الله تعالى في جميع أموره. فاستأصل برغواطة حتى فروا بين يديه، وهو في أثرهم يقتل ويسبي حتى اثخن فيهم، وتفرقت برغواطة في الشعارى وأدعنوا له بالطاعة وأسلموا إسلاماً جديداً. ولم يبق لديانتهم الخسيسة أثر إلى اليوم. وجمع أمواله وغنائمهم وقسمها بين المرابطين، ورجع إلى مدينة أغمات فأقام بها إلى شهر صفر سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة.
فخرج بجيوشه إلى بلاد المغرب في أمم لا تحصى من صنهاجة وجزولة والمصامدة ففتح بلاد فازاز وجبالها وسائر بلاد زناتة وفتح مدائن مكناسة، وارتحل عنها إلى مدينة لنواتة فحاصرها حتى دخلها بالسيف، وقتل بها خلقاً كثيراً من بني يفرون. وكان دخوله إياها وتخريبها في آخر يوم شهر ربيع الآخر سنة اثنتين وخمسين وأربع مائة. فلم تعمر بعدها إلى اليوم.
فلما فرغ من فتح لواتة ارتحل إلى مدينة أغمات. وكان قد تزوج بها امرأة اسمها زينب بنت إسحاق الهواري رجل من التجار أصله من القيروان. وكانت امرأة حازمة لبيبة ذات رأي وعقل وجزالة ومعرفة بالأمور حتى كان يقال لها ساحرة. فأق[ا]م الأمير أبو بكر معها بأغمات من ثلاثة أشهر إلى أن قدم عليه رسول من بلاد القبلة فأخبره باختلال الصحراء. وكان الأمير أبو بكر رجلاً صالحاً كثير الورع، فلم يستحل قتال المسلمين وسفك دماءهم. فعزم على السير إلى الصحراء ليصلح أحوالها ويقيم فيها يجاهد الكفار من السودان. فلما عزم إلى الخروج للصحراء طلق زوجته زينب وقال لها عند فراقه لها: يا زينب إنك ذات حسن وجمال فائق وإني سائر إلى الصحراء برسم الجهاد لعل أرزق الشهادة والفوز بالأجر الوافر، وأنت امرأة غليظة لا طاقة لك على بلاد الصحراء، وأنا مطلقك. فإذا تمت عدتك فزوجي ابن عمي يوسف بن تاشفين، فهو خليفتي على بلاد المغرب. فطلقها.
ثم ارتحل عن أغمات وأخذ على بلاد تدلا حتى خرج إلى سجلماسة، فدخلها وأقام بها أياماً حتى أصلح أحوالها. فلما أراد السفر منها دعا ابن عمه يوسف بن تاشفين فعقده على المغرب، وفوض إليه أمره، وأمره بالرجوع إلى قتل من به من مغراوة وبني يفرون وقبائل البربر وزناتة. واتفق على تقديمه أشياخ المرابطين لما يعلموا من دينه وفضله وشجاعته وحزمه ونجدته وعدله وورعه وسداد رأيه ويمن نقيبته. فرجع يوسف بن تاشفين إلى المغرب بنصف جيش المرابطين، وارتحل الأمير أبو بكر بن عمر بالنصف الثاني إلى الصحراء وذلك في شهر ذي قعدة من سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة.
فتزوج يوسف بن تاشفين زينب المذكورة فكانت القائمة بملكه والمدبرة لأمره والفاتحة بحسن سياستها أكثر بلاد المغرب إلى أن توفيت في سنة أربع ستين وأرع مائة. وسار الأمير أبو بكر إلى الصحراء فهدنها وسكن أحموالها. وجمع جيوشاً كثيرة وخرج إلى غزو بلاد السودان، فجاهدهم حتى فتح بلادهم مسيرة ثلاثة أشهر. وغلب أيضاً يوسف بن تاشفين على أكثر بلاد المغرب واستوثق أمره به.
فلما سمع الأمير أبو بكر بضخامة ملك يوسف بن تاشفين وما فتح الله عليه من بلاد المغرب أقبل إليه من الصحراء ليعزله ويولي غيره. فأحس يوسف بن تاشفين بذلك، فشاور زوجته في ذلك الأمر. فقالت له: يا يوسف إن ابن عمك رجل متورع في سفك الدماء فإذا لقيته فقصر عما كان يعهده منك من الأدب والتواضع وأظهرله غلظة حتى كأنك مساوياً له ومقاوم، ولاطفه مع ذلك بالهدية والأموال والخلع والثياب والطعام والطرف. واستكثر من ذلك، فإنه ببلاد الصحراء وكل شيء عندهم من هنا مستطرف. فلما قرب الأمير أبو بكر بن عمر من عمل يوسف خرج إليه فتلقاه في الطريق، فسلم عليه وهو راكب سلاماً مختصراً ولم ينزل له. فنظر الأمير أبو بكر كثرة جيوشه، فقال له: يا يوسف ما تصنع بهذه الجيوش كلها؟ قال له: أستعين بها على من خالفني. فارتاب أبو بكر من سلامه عليه راكباً ومن جوابه، ونظر إلى ألف بعير موقرة قد أقبلت، قال: ما هذا الإبل الموقرة؟ قال أيها الأمير إني جئتك بكل ما معي من مال وثياب وشيء من الطعام والأدام لتستعين به على الصحراء. فازداد تعرفاً من حاله وعلم أنه لا يتخلا له عن الأمر. فقال له: يا ابن عمي، انزل أوصيك. فنزل يوسف ونزل الأمير أبو بكر، ففرش لهما فرش فقعدا عليه. فقال له: يا يوسف إني قد وليتك هذا الأمر وإني مسؤول عنها فتق الله في المسلمين واعتقني واعتق نفسك ولا يضيع من أمور رعيتك شيئاً، فإنك مسؤول عنهم والله تعالى يصلحك ويمدك ويوفقك للعمل الصالح والعدل في رعيتك، وهو خليفتي عليك وعليهم.
ثم ودعه وانصرف إلى الصحراء. فأقام بها مدة يجاهد الكفرة من السودان إلى أن استشهد رحمه الله في بعض غزواته، رمي بسهم مسموم فمات رحمه الله، وذلك في شهر شعبان المكرم سنة ثمانين وأربع مائة بعد أن استقام له أمر بلاد الصحراء إلى جبال الذهب من بلاد السودان، وخلص الأمر ليوسف بن تشفين من بعده.



العنوان: الأدب العربي في المغرب الاقصى
المؤلف: محمد بن العباس القباج
المحقق:
الناشر: بيروت :دار الكتب العلمية 2005
الوصف: 1 مج.(222ص).;24 سم.
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا


العنوان: توشيح الديباج وحلية الابتهاج
المؤلف: محمد بن يحيى بن عمر القرافي
المحقق: د. علي عمر
الناشر: مكتبة الثقافة الدينية ، القاهرة ، ط 1 ، 1425 هـ / 2004 م
الوصف: 1 مج.(310ص).;24 سم.
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا


العنوان: فواصل الجمان في أنباء وزراء وكتاب الزمان
المؤلف: محمد غريط
المحقق:
الناشر: المطبعة الجديدة فاس 1346هـ/ 1927م
الوصف: 1 مج.(326ص).;24 سم.
رمز الوثيقة:
التحميل: من هنا


العنوان: ذيل وفيات الأعيان المسمى درة الحجال في أسماء الرجال
المؤلف: أحمد بن محمد المكناسي الشهير بابن القاضي
المحقق: محمد الأحمدي أبو النور
الناشر: تونس :المكتبة العتيقة القاهرة :دار التراث ,1971
الوصف: 3مج. (309-349-560ص. ) ;24 سم
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا

العنوان: خريدة القصر وجريدة العصر - شعراء الشام ، ومصر ، والمغرب والأندلس .
المؤلف: عماد الدين الأصفهاني الكاتب
المحقق: د/ شكرى فيصل ( الشام ) ، أحمد أمين إحسان عباس ، شوقى ضيف ( مصر ) محمد المرزوقي - محمد العروسي المطوي ( المغرب والأندلس ) .
الناشر: مجمع اللغة العربية بدمشق 1955- 1968 م . ( الشام ) ، دار الكتب المصرية 2005 م مصورة عن نشرة 1951 م ( مصر ) الدار التونسية للنشر - 1986م ( المغرب والأندلس ) .
الوصف: عدد المجلدات: 9
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا


العنوان: حياة الوزان الفاسي وآثاره ويحتوي على نبذة من جغرافية المغرب وتاريخه في القرن العاشر
المؤلف: محمد المهدي الحجوي
المحقق: الدارالبيضاء :المطبعة الإقتصادية, 1354- 1935
الوصف: 104 ص. :خرائط ;25 سم.
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا


عناوين كتب الجغرافية الحضرية بمكتبة ال سعود بالدار البيضاء


الملتقى الفكري لمدينة آسفي (02 ؛ 1989 ؛ آسفي، المغرب)
آسفي : دراسات جغرافية واجتماعية : أعمال الملتقى الفكري الثاني لمدينة آسفي من 26 إلى 29 مايو 1989 / [المنظم من طرف] كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط [و]المجلس البلدي لمدينة آسفي . - الرباط : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, إيداع 1990 . - 77 ص. ؛ 25 سم
82 / 1 . 05 . 91 كتاب أطلس مدينة أكادير الكبرى
[وضع وتصميم محمد بن عطو، إبراهيم أرفلا، حسن بن حليمة...وآخرون] ؛ [إعداد] جامعة ابن زهر، كلية الآداب والعلوم الإنسانية، شعبة الجغرافيا، أكادير . - أكادير : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000-2004 . - 1 مج. ([10] لوحات) ؛ 43 سم
6 / 0 . 004 . 91
نادر كتاب أعداد المجلة أطلس مراكش : نشرة دورية تعنى بالبحث والتوثيق والنشر حول مدينة مراكش والأحواز / المدير : أحمد بلاوي
مراكش : المجلة
وضعية المجموعة : ع. 1 (1993) --> ع. 2 (1994)
رقم الترتيب : U2 . 2547 مجلة صواب، ماجدة
إعادة هيكلة السكن غير القانوني بمدينة فاس : الحصيلة والآفاق / ماجدة صواب
في المجال الجغرافي والمجتمع المغربي = Espace géographique et société marocaine . - ع. 7 (2002) . - ص. 81ـ96 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : F3 . 739 الناوي، أحمد
آليات التوسع الحضري بمدينة القنيطرة : مشاكل التهيئة الحضرية بين الأمس واليوم وآفاق المستقبل / الأستاذ أحمد الناوي
في أعمال الأيام الدراسية "القنيطرة في أفق سنة 2000"، 19، 20 و 21 نونبر 1993 / المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة ؛ جامعة ابن طفيل
القنيطرة : البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع, إيداع 1995 . - ص. 45-59 ؛ 30 سم
17 / 0 . 043 . 91 مساهمة الناوي، أحمد
آليات التوسع الحضري بمدينة طنجة / أحمد الناوي
في طنجة : المجال والاقتصاد والمجتمع : [أعمال] الملتقى العلمي الثالث المنعقد أيام 21-22 و 23 أكتوبر 1992 / كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط ؛ تنسيق محمد الرفاص
طنجة : مدرسة الملك فهد العليا للترجمة, 1993 . - ص. 9-20 ؛ 24 سم
5 / 0 . 05 . 91 مساهمة العلمي، الطائع
المحافظة على التراث الحضاري في الأحياء السكنية القديمة : أشغال المؤتمر الرابع لوزراء الإسكان والتعمير العرب المنعقد في الرباط في الفترة ما بين 11 و 13 يونيه 1979 . - الرباط : وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني, 1979. - 7 مج. ؛ 31 سم
7 : إنقاذ مدينة مراكش / الطائع العلمي. - الرباط : وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني, 1979. - 6 ص.
31 / 1 . 043 . 91 كتاب حكم، مريم
الأحياء السكنية الهامشية الجنوبية الغربية لمدينة الرباط / مريم حكم . - 180 ص. : غلاف مص.، خرائط ؛ 28 سم
أطروحة : رسالة السلك الثالث : الجغرافيا : الرباط : [-198؟]
14 / 1 . 043 . 91 أطروحة الإدريسي، عمر
التجربة الحضرية بالأقاليم الجنوبية المغربية وآليات توجيه نموها : حالة مدينة العيون / عمر الإدريسي
في مجالات مغاربية = Espaces maghrébins . - ع. 3-4 (2003) . - ص. 97-106 مقالة
رقم الترتيب : U1 . 2483 امدافعي، محمد
التحولات المجالية ودور المؤسسة الجماعية في تدبير المجال : حالة ضاحية مدينة الدار البيضاء / امدافعي محمد ؛ إشراف محمد الرفاص . - بني ملال : كلية الآداب والعلوم الإنسانية . - 461 ص. ؛ 29 سم
أطروحة : دكتوراه الدولة : الجغرافيا : بني ملال، كلية الآداب والعلوم الإنسانية : 2002
107 / 1 . 043 . 91 أطروحة المنوني، محمد
التخطيط المعماري لمدينة مكناس عبر أربعة عصور / محمد المنوني
في الثقافة المغربية . - ع. 7 (1972) . - ص. 21-56 ؛ 23 سم مقالة
رقم الترتيب : C2 . 304 المهاشي، عبد المجيد
التطهير السائل و الصلب بمدينة القنيطرة / السيد عبد المجيد المهاشي
في أعمال الأيام الدراسية "القنيطرة في أفق سنة 2000"، 19، 20 و 21 نونبر 1993 / المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة ؛ جامعة ابن طفيل
القنيطرة : البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع, إيداع 1995 . - ص. 141-145 ؛ 30 سم
17 / 0 . 043 . 91 مساهمة التطور الطوبوغرافي لمدينة تطاون، 542-1223، 1148-1808
في تطاون : مجلة تعنى بتاريخ شمال المغرب . - ع. 4-5 (1993) . - ص. 81-120 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : B3 . 147 الأسعد، محمد
الثقافة السياسية للمنتخبين وتنظيم المجال السياسي المحلي : حالة الجماعة الحضرية الإدريسية بمدينة الدار البيضاء، دراسة في الجغرافيا السياسية / محمد الأسعد
في النظم الحضرية وإنتاج المجال الحضري المديني بالمغرب : [أعمال] الملتقى الثاني الوطني لجغرافيي المدن [المنظم] بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك يومي 27 و 28 يناير 1995 بالدار البيضا / كلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن مسيك
الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك, 1995 . - ص. 31-46 ؛ 24 سم
80 / 1 . 043 . 91 مساهمة اجماهري، مصطفى
الجديدة، مدينة الأسماء الخمسة / مصطفى أجماهري
في المنهل : مجلة شهرية للآداب والعلوم والثقافة . - مج. 56، ع. 521 (1995) . - ص. 82-85 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : D1 . 400 الرباطي، أحمد بن الحاج الرجراجي
الشموس المنيرة في أخبار مدينة الصويرة / تأليف أحمد بن الحاج الرجراجي الرباطي . - الرباط : المطبعة الوطنية, 1935 . - 108 ص. ؛ 24 سم
125 / 1 . 022 . 91
نادر كتاب بوراس، عبد القادر
الظروف التاريخية التي ساهمت في بروز و تطور مدينة القنيطرة / الأستاذ عبد القادر بوراس
في أعمال الأيام الدراسية "القنيطرة في أفق سنة 2000"، 19، 20 و 21 نونبر 1993 / المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة ؛ جامعة ابن طفيل
القنيطرة : البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع, إيداع 1995 . - ص. 35-43 ؛ 30 سم
17 / 0 . 043 . 91 مساهمة أنفلوس، محمد
الماء و إعداد المجال بمدينة المحمدية / محمد أنفلوس
في مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال] / شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - ص. 129-146 : خرائط ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 مساهمة الشتوف، عبد السلام حمان
المدينة العتيقة بطنجة : دراسة معمارية / لغليضة عبد المجيد، عبد السلام حمان الشتوف
في طنجة : المجال والاقتصاد والمجتمع : [أعمال] الملتقى العلمي الثالث المنعقد أيام 21-22 و 23 أكتوبر 1992 / كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط ؛ تنسيق محمد الرفاص
طنجة : مدرسة الملك فهد العليا للترجمة, 1993 . - ص. 21-30 ؛ 24 سم
5 / 0 . 05 . 91 مساهمة عكي، مراد
المدينة العتيقة لفاس بين رد الاعتبار والتخطيط الحضري / عكي مراد
في الملتقى الوطني السادس للباحثين في جغرافية المدن حول موضوع المدينة المغربية العتيقة : إشكاليات الحاضر وتحديات المستقبل / [نظمته شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش] ؛ تنسيق محمد أقوضاض
مراكش : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2003 . - ص. 62-68 ؛ 24 سم
30 / 0 . 043 . 91 مساهمة أقوضاض، محمد
المدينة المغربية : حصيلة الماضي وتحديات المستقبل / محمد أقوضاض
في المدينة المغربية في أفق القرن الواحد والعشرين : بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي : [أعمال الندوة التي نظمت بالمحمدية، يومي 21 و 22 أبريل 1999] / [نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية] ؛ تنسيق محمد أنفلوس
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000 . - ص. 223-231 ؛ 24 سم
20 / 0 . 043 . 91 مساهمة الملتقى الوطني للباحثين في جغرافية المدن (03 ؛ 1997 ؛ الرباط)
المدينة المغربية بين التدبير المحلي والتنظيم الجهوي : [أعمال] الملتقى الوطني الثالث للباحثين في جغرافية المدن المنعقد بالرباط يومي 24 و 25 أكتوبر 1997 / تنسيق محمد الرفاص . - الرباط : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000 . - [152] ص. : خرائط ؛ 24 سم
19 / 0 . 043 . 91 كتاب المدينة المغربية في أفق القرن الواحد والعشرين : بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي : [أعمال الندوة التي نظمت بالمحمدية، يومي 21 و 22 أبريل 1999]
[نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية] ؛ تنسيق محمد أنفلوس . - المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000 . - [368] ص. : مص.، غلاف مص. ؛ 24 سم
20 / 0 . 043 . 91 كتاب
احساين، عبد الحميد
المدينة المغربية من خلال التأليف الفرنسي / عبد الحميد احساين
في المدينة في تاريخ المغرب العربي : أشغال الندوة المنظمة من 24 إلى 26 نونبر 1988 / [من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك]
الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك, 1988 . - ص. 49-57 ؛ 24 سم
3 / 0 . 043 . 91 مساهمة أكدال، سعيد
النقل الحضري بمدينة الدار البيضاء : محاولة تشخيص للحالة الراهنة / سعيد أكدال
في المجال الجغرافي والمجتمع المغربي = Espace géographique et société marocaine . - ع. 3 (1998) . - ص. 73-95 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : F3 . 739 أكومي، توفيق
النقل بمدينة فاس العتيقة بين التغيير والأصالة / توفيق أكومي
في الملتقى الوطني السادس للباحثين في جغرافية المدن حول موضوع المدينة المغربية العتيقة : إشكاليات الحاضر وتحديات المستقبل / [نظمته شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش] ؛ تنسيق محمد أقوضاض
مراكش : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2003 . - ص. 94-107 ؛ 24 سم
30 / 0 . 043 . 91 مساهمة فازعي، الصديق
النمو الحضري بمدينة سيدي بوزيد في الوسط الغربي التونسي / الصديق فازعي
في المجلة التونسية للجغرافيا = Revue tunisienne de géographie . - ع. 29 (1996) . - ص. 85ـ113 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : F3 . 767 ابن شريفة، عبد اللطيف
بعض الملاحظات حول التوسع الحضري الحديث لمدينة آسفي / عبد اللطيف بنشريفة
في آسفي : دراسات تاريخية وحضارية : أعمال الملتقى الفكري الأول لمدينة آسفي، 23-25 يونيو 1988 / [المنظم من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط ؛ بتعاون مع المجلس البلدي لمدينة آسفي]
الرباط : شركة بابل للطباعة والنشر والتوزيع, 1989 . - ص. 49-58 ؛ 24 سم
77 / 1 . 04 . 93 مساهمة آيت موسى، أحمد
بعض مظاهر التحولات المجالية لمدينة المحمدية في نهاية الألفية الثانية : إعادة الإسكان نموذجا / أحمد آيت موسى
في المدينة المغربية في أفق القرن الواحد والعشرين : بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي : [أعمال الندوة التي نظمت بالمحمدية، يومي 21 و 22 أبريل 1999] / [نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية] ؛ تنسيق محمد أنفلوس
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000 . - ص. 31-56 : خرائط ؛ 24 سم
20 / 0 . 043 . 91 مساهمة حمام، محمد
بعض مظاهر الحضور الأمازيغي بالمدينة المغربية : نموذج مدينة فاس خلال العصر الوسيط / محمد حمام
في Le substrat amazigh de la culture marocaine : actes du colloque national organisé au Palais des Congrès à Fès les 10, 11, 12 mars 2005 en hommage à l'éminent professeur Mohammed Chafik / sous la dir. de Moha Ennaji
Fès : Université Sidi Mohamed Ben Abdellah , 2006 . - ص. [43]-47
82 / 0 . 14 . 30 مساهمة البكراوي، محمد
تساؤلات حول دور المدينة المغاربية في مناهضة الاحتلال الأجنبي : فاس و مكناس نموذجا / محمد البكراوي
في مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية = Revue de la Faculté des lettres et des sciences humaines . - ع. 9 (1994) . - ص. 33-40 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1777 جمادي، قاسم
تطور مدينة المحمدية في القرن العشرين / جمادي قاسم
في بحوث : مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية = Bouhout : revue de la Faculté des lettres et des sciences humaines 3 . - ع. 1 (1988) . - ص. 169-183 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1782 فتحة، محمد
تنظيم المجال الحضري داخل المدينة المغربية في نهاية العصر الوسيط / محمد فتحة
في وقفات في تاريخ المغرب : دراسات مهداة للأستاذ إبراهيم بوطالب / عمر أفا، محمد يعلى، مصطفى نشاط… [وآخرون] ؛ تنسيق عبد المجيد القدوري
الرباط : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2001 . - ص. 63-77 ؛ 24 سم
20 / 0 . 04 . 93 مساهمة الرايس، عبد الحي
تنظيم المرور في مدينة فاس / عبد الحي الرايس
في تنظيم المرور والنقل في المدن العربية : مجموعة البحوث والدراسات / ندوة تنظيم المرور و النقل داخل المدن و خارجها التي عقدت في مدينة بور سعيد بجمهورية مصر العربية خلال الفترة من 25-29 جمادى الأولى 1412 هـ. الموافق 1-5 ديسمبر 1991 م.
الرياض : المعهد العربي لإنماء المدن, 1994 . - مج. 2، ص. 169-172 ؛ 24 سم
66 / 1 . 043 . 91 مساهمة بنعتو، محمد
تنمية المدينة وأزمة النموذج الحضري : إشكالية التعمير والهندسة في المجالات الفلاحية المغربية : حالة أولاد تايمة بسوس / محمد بنعتو
في فكر : مجلة العلوم الإنسانية والاجتماعية = Fikr : revue des sciences humaines et sociales . - ع. 1 (2005) . - ص. 175-189 مقالة
رقم الترتيب : A47 . U3 . 2564 وادريم، مصطفى
دراسة مورفلوجية لواد آيت الطاهرية بالهضبة الساحلية شمال مدينة الصويرة / مصطفى وادريم
في بحوث : مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية = Bouhout : revue de la Faculté des lettres et des sciences humaines 3 . - ع. 10 (2002) . - ص. 161-179 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1782 القادري بوتشيش، إبراهيم
دور المصادر الدفينة في كشف الجوانب الحضارية المنسية للمدينة المغربية : دراسة تطبيقية حول مدينة مراكش من التأسيس حتى أواخر عصر الموحدين / إبراهيم القادري بوتشيش
في المدينة في تاريخ المغرب العربي : أشغال الندوة المنظمة من 24 إلى 26 نونبر 1988 / [من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك]
الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك, 1988 . - ص. 26-48 ؛ 24 سم
3 / 0 . 043 . 91 مساهمة أزهار، محمد
دينامية النمو والتطور الحضري بالمجالات السهبية الجافة : مدينة ميسور نموذجا / محمد أزهار
في المدينة المغربية في أفق القرن الواحد والعشرين : بين الهوية الوطنية والبعد المتوسطي : [أعمال الندوة التي نظمت بالمحمدية، يومي 21 و 22 أبريل 1999] / [نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية] ؛ تنسيق محمد أنفلوس
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2000 . - ص. 195-209 : خرائط ؛ 24 سم
20 / 0 . 043 . 91 مساهمة زنيبر، محمد
شذرات تاريخية عن مدينة سلا / محمد زنيبر
في في النهضة والتراكم : دراسات في تاريخ المغرب والنهضة العربية / عبد الله العروي، محمد عابد الجابري، الصديق بلعربي ... [وآخرون] ؛ تقديم السعيد بنسعيد
الدار البيضاء : دار توبقال, 1986 . - ص. 241-256 ؛ 22 سم
125 / 1 . 041 . 93 مساهمة الشيخي، نور الدين
ظاهرة التعمير في مدينة تطوان / نور الدين الشيخي
في مجلة كلية الآداب = Revue de la Faculté des lettres . - ع. 4 (1990) . - ص. 83-153 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1739 أكيوح، حسين
ظاهرة التمدين بدرعة العليا : حالة مدينة ورزازات / الحسين أقيوح
في حوض وادي درعة : ملتقى حضاري وفضاء للثقافة والإبداع : أعمال الأيام الدراسية، 12، 13، 14 نونبر 1992 / [المنظمة من طرف كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير]
أكادير : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1996 . - ص. 323-334 ؛ 24 سم
65 / 0 . 041 . 93 مساهمة الشويكي، مصطفى
علاقة مدينة سطات بالشاوية / مصطفى اشويكي
في حوليات كلية الآداب والعلوم الإنسانية = Annales de la Faculté des lettres et des sciences humaines . - ع. 5 (1988) . - ص. 77-84 مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1790 أفقير، الحسين
عنصر الماء في علاقة مدينة طنجة بظهيرها الخلفي / الحسين أفقير، محمد العبدلاوي
في طنجة : المجال والاقتصاد والمجتمع : [أعمال] الملتقى العلمي الثالث المنعقد أيام 21-22 و 23 أكتوبر 1992 / كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط ؛ تنسيق محمد الرفاص
طنجة : مدرسة الملك فهد العليا للترجمة, 1993 . - ص. 75-89 ؛ 24 سم
5 / 0 . 05 . 91 مساهمة جمادي، قاسم
عوامل التمركز الصناعي بمدينة المحمدية / قاسم جمادي
في مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال] / شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - ص. 93-103 ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 مساهمة حدوش، نبية
مجمع الطلبة : جماعة قروية محاذية لمدينة الخميسات بين الاستفاذة والتدهور / نبية حدوش
في مجلة البادية المغربية : الماضي، الحاضر، المستقبل . - ع. 1 (2006) . - ص. 109-124 مقالة
رقم الترتيب : U4 . 2660 حزوي، محمد
مخاطر تحديث بعض حرف الصناعة التقليدية على الوسط البيئي بالمدن الأصيلة : نموذج مدينة فاس / محمد حزوي
في الملتقى الوطني السادس للباحثين في جغرافية المدن حول موضوع المدينة المغربية العتيقة : إشكاليات الحاضر وتحديات المستقبل / [نظمته شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بمراكش] ؛ تنسيق محمد أقوضاض
مراكش : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 2003 . - ص. 43-61 ؛ 24 سم
30 / 0 . 043 . 91 مساهمة مدينة أكادير الكبرى : الجغرافيا والتعمير : أعمال [الندوة التي عقدت من 10 إلى 12 أبريل 1986 بأكادير]
[نظمتها كلية الآداب والعلوم الإنسانية] . - أكادير : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1990 . - 117، 169 ص. : غلاف مص. بالألوان ؛ 24 سم
2 / 0 . 043 . 91 كتاب مدينة أكادير الكبرى : الذاكرة وتحديات المستقبل : [أعمال الندوة الدولية التي عقدت بأكادير أيام 22، 23 و 24 فبراير 2000 في موضوع "أكادير، الذاكرة وتحديات المستقبل"]
[نظمتها شعبة الجغرافيا، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بأكادير] ؛ تنسيق حسن بنحليمة، محمد بنعتو . - أكادير : جامعة ابن زهر, 2004 . - 116، 159 ص. : مص.، خرائط، غلاف مص. ؛ 24 سم
27 / 0 . 043 . 91 كتاب مدينة الدار البيضاء : حي سيدي مومن
وزارة السكنى والتعمير والسياحة والمحافظة على البيئة الطبيعية . - الرباط : وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني, 1977 . - 1 مج. (غير مرقم) ؛ 23 سم + خرائط
112 / 1 . 043 . 91 كتاب جمادي، قاسم
مدينة الدار البيضاء، عاصمة جهة أم جهات ؟ / قاسم جمادي
في مجلة كلية الآداب والعلوم الإنسانية = Revue de la Faculté des lettres et des sciences humaines . - ع. 6 (1990) . - ص. 57-70 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1777 جزوليت، خليل
مدينة الرباط من خلال الوثائق والنصوص التاريخية / خليل جزوليت ؛ [تقديم مصطفى الجوهري] . - الرباط : جمعية رباط الفتح, 2007 . - 1 مج. (296 ص.) : مص.، غلاف مص. ؛ 24 سم
113 / 1 . 043 . 91 كتاب الكراوي، إدريس
مدينة القنيطرة في أفق سنة 2000 : التحديات الكبرى / الدكتور إدريس الكراوي
في أعمال الأيام الدراسية "القنيطرة في أفق سنة 2000"، 19، 20 و 21 نونبر 1993 / المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة ؛ جامعة ابن طفيل
القنيطرة : البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع, إيداع 1995 . - ص. 23-27 ؛ 30 سم
17 / 0 . 043 . 91 مساهمة جمادي، قاسم
مدينة المحمدية : الماء و النمو / قاسم جمادي
في مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال] / شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - ص. 147-150 ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 مساهمة مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال]
شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار . - المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - 187، 58 ص. : غلاف مص.، خرائط ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 كتاب الرفاص، محمد
مدينة طنجة جزيرة أم قطب جهوي / محمد عز الدين الرفاص
في طنجة : المجال والاقتصاد والمجتمع : [أعمال] الملتقى العلمي الثالث المنعقد أيام 21-22 و 23 أكتوبر 1992 / كلية الآداب والعلوم الإنسانية، الرباط ؛ تنسيق محمد الرفاص
طنجة : مدرسة الملك فهد العليا للترجمة, 1993 . - ص. 91-106 ؛ 24 سم
5 / 0 . 05 . 91 مساهمة حركات، إبراهيم
مدينة فاس وحضارتها / إبراهيم حركات
في الثقافة المغربية . - ع. 7 (1972) . - ص. 73-88 ؛ 23 سم مقالة
رقم الترتيب : C2 . 304 بنونة، عبد الحق
مدينة مراكش القديمة : الخصائص السوسيوثقافية والاقتصادية وضرورة إنقاد المجال المبني التاريخي من التدهور / عبد الحق بنونة
في النظم الحضرية وإنتاج المجال الحضري المديني بالمغرب : [أعمال] الملتقى الثاني الوطني لجغرافيي المدن [المنظم] بكلية الآداب و العلوم الإنسانية بنمسيك يومي 27 و 28 يناير 1995 بالدار البيضا / كلية الآداب و العلوم الإنسانية ابن مسيك
الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك, 1995 . - ص. 47-54 ؛ 24 سم
80 / 1 . 043 . 91 مساهمة شبانة، محمد كمال
مدينة مكناس المغربية عبر التاريخ الوسيط / محمد كمال شبانة
في الدارة : مجلة ربع سنوية = Addarah : an academic quarterly . - ع. 3 (1987) . - ص. 160-184 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : B2 . 129 بنمليح، عبد الإله
مدينة وجدة من خلال المصادر العربية الوسيطية / عبد الإله بلمليح
في مجلة كلية الآداب = Revue de la Faculté des lettres d'Oujda . - ع. 3 (1992) . - ص. 41-69 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1786 المغرب. وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني
مشروع التنمية الحضرية لمدينة الرباط / وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني . - الرباط : وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني, [ـ198؟] . - 25 ص. : مص.، غلاف مص. ؛ 31 × 21 سم
21 / 1 . 043 . 91
نادر كتاب الأكحل، المختار
مظاهر من علاقات مدينة المحمدية بمجالها الخلفي / المختار الأكحل
في تنمية الأنظمة الريفية للشاوية وقضايا منهجية حول المجال الريفي بالمغرب : أعمال الملتقى الوطني الثاني لجغرافيي الأرياف المغاربة، 26-27 نونبر 1992 / نظمته كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك ؛ تقديم وتنسيق محمد الأسعد، محمد مدينة
الدار البيضاء : كلية الآداب والعلوم الإنسانية ابن مسيك, 1996 . - ص. 55-66 ؛ 24 سم
4 / 0 . 044 . 91 مساهمة السباعي، عبد القادر
مقومات أسوار مدينة وجدة و وضعها الحالي / امحمد دحماني، عبد القادر السباعي
في مجلة كلية الآداب = Revue de la Faculté des lettres d'Oujda . - ع. 3 (1992) . - ص. 259-272 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : O3 . 1786 المغرب. وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني
ملخص التصميم التوجيهي للتهيئة الحضرية لمدينة مراكش / وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني . - الرباط : وزارة السكنى وإعداد التراب الوطني, [ـ198؟] . - 6 ص. : غلاف مص. ؛ 23 × 21 سم
20 / 1 . 043 . 91
نادر كتاب المريني، نجاة
من أعلام مدينة وجدة في العصر السعدي : الشاعر محمد بن على الوجدي الغماد، ت 1033 هـ / نجاة المريني
في المناهل = Al-Manahil . - ع. 61 (2000) . - ص. 310-335 ؛ 24 سم مقالة
رقم الترتيب : B2 . 124 علياطي، عبد الله
ميناء المحمدية و دوره في إنتاج و هيكلة المجال الصناعي بالمدينة / عبد الله علياطي
في مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال] / شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - ص. 105-109 ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 مساهمة آيت موسى، أحمد
نشأة مدينة المحمدية و مراحل توسعها / أحمد آيت موسى
في مدينة المحمدية و محيطها البيئي : [أعمال] / شعبة الجغرافيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالمحمدية ؛ تنسيق المختار الأكحل، محمد أزهار
المحمدية : كلية الآداب والعلوم الإنسانية, 1997 . - ص. 45-78 : خرائط ؛ 24 سم
3 / 0 . 04 . 91 مساهمة أكيوح، حسين
ورزازات : المدينة الطارئة و الواحة الموروثة / حسين أكيوح
في الواحات بالمغرب العربي : الإحياء والتنمية : أشغال الندوة [المنعقدة] من 4 إلى 6 نوفمبر 1994 بقابس / مركز الدراسات والأبحاث الإقتصادية والإجتماعية
تونس : مركز الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية, 1995 . - ص. 23-33 : خرائط ؛ 24 سم
13 / 0 . 05 . 91 مساهمة بطبوطي، عبد الله
وضعية السكن بمدينة القنيطرة، 1980-1990 / السيد عبد الله البطبوطي
في أعمال الأيام الدراسية "القنيطرة في أفق سنة 2000"، 19، 20 و 21 نونبر 1993 / المجموعة الحضرية لمدينة القنيطرة ؛ جامعة ابن طفيل
القنيطرة : البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع, إيداع 1995 . - ص. 61-70 ؛ 30 سم
17 / 0 . 043 . 91 مساهمة
رد مع اقتباس


العنوان: جذوة الاقتباس في ذكر من حل من الأعلام مدينة فاس
المؤلف: أحمد ابن القاضي المكناسي (960 - 1025 هـ)
المحقق:
الناشر: دار المنصور - الرباط - 1973
الوصف: 2مج. (699ص. ) ;24 سم.
رمز الوثيقة: 
التحميل: من هنا

التحصينات العسكرية بمدينة الصويرة

                                                     الأستاذة نعيمة الحضري
                                              جامعة ابن طفيل - كلية الآداب
                                                                          القنيطرة
                                     
يشكل الأمن قيمة أساسية في المدينة، فقلما نجد مدينة إسلامية دون تحصينات لأنها تلعب دوراً مهماً في الدفاع عن المدينة، واختلفت هذه التحصينات باختلاف مواقع المدن وتخطيطها ومواد بنائها، «ولقد أدرك المولى محمد بن عبد الله (1759-1790) الإستراتيجية الخاصة للسواحل المغربية المحيطية وأحس بالأخطار التي تهدد البلاد من جراء الأطماع الأوربية اقتصادياً وعسكرياً، فأقر سياسة دفاعية تهدف إلى تحصين تلك السواحل المغربية وتسليحها ليؤمن الحماية اللازمة للبلاد، وليدعم روابطها بالعالم الخارجي»([1]).
وانطلاقاً من هذه الأهمية، حصن السلطان المذكور ثغر الصويرة حماية لتجارتها وتنمية لعمرانها في نهاية القرن الثامن عشر. وقد أشار الضعيف إلى ذلك بقوله: «وفي سنة 1178 ﻫ/ 1764 م) حصنها - الصويرة - وأنفق عليها مالاً عظيماً»([2]).
وتخبرنا المصادر التاريخية أن السلطان سيدي محمد بن عبد الله كان يسهر بنفسه على أشغال بناء تحصينات الصويرة، وقد كتب الرحالة الإنجليزي جاكسونJackson في هذا الشأن: «أمر السلطان سيدي محمد بن عبد الله الباشا ابن عمران وكبار أعيان المخزن الحاضرين معه آنذاك في المدينة أن يأتوه بالملاط والحجارة لكي يشارك في البناء بيده»([3]). كما استعان هذا السلطان بمهندس أجنبي لإنجاز أعمال التحصينات ويدعى تيودور كورنو Théodore Cornut وأصله من أﭬﻨﻴﻮن Avignonبفرنسا([4]). وقد قال عنه القنصل الدنمركي هوشت Host «وفي سنة 1765 وصل مهندس فرنسي يدعى كورنو إلى مراكش، وكان في خدمة الإنجليز بجبل طارق خلال الحرب الأخيرة، فكلفه السلطان سيدي محمد بن عبد الله ببناء المرسى وتحصينات الصويرة، إلا أنه سرعان ما استغنى عن خدماته لأنه كلفه كثيراً»([5]).
وبعد مغادرة كرونو عوض بمهندس من جنوة يدعى أحمد العلج الذي نجد اسمه منقوشاً على باب المرسى وبعض البنائين الأسرى والمعلمين المغاربة.
وتتكون تحصينات الصويرة من أسوار وأبواب وأبراج وصقالات.

تحصينات المدينة: قراءة أثرية ودراسة تفصيلية
الأسوار
السور هو الحائط الذي يطوق المدينة ويحيط بها من جميع جهاتها، وقد ارتبط إنشاء السور بالوظيفة التحصينية للمدينة لصد الأخطار الخارجية عنها وضمان حمايتها وأدت هذه الدوافع إلى إحاطة المدن الإسلامية بأسوار منيعة منذ فترة مبكرة وجعل ابن خلدون الأسوار شرطاً يجب توفره لبناء المدن «ويكون ذلك في ممتنع من الأمكنة إما على هضبة متوعرة من الجبل فيصعب منالها على العدو»([6]).
وتختلف أسوار المدن باختلاف المواقع والتخطيط ومواد البناء.
ومن خلال قراءتنا للمعالم الأثرية بمدينة الصويرة لاحظنا أنها لا تختلف كثيراً عن باقي المدن المغربية الساحلية، فنجد أن أسوارها نسجت على منوال الأساليب التقليدية المحلية التي ظهرت منذ العصر الموحدي والأساليب الهندسية المستوحاة من الغرب.
تحيط بمدينة الصويرة أسوار مختلفة من حيث مكوناتها التقنية المعمارية، وهي غير منتظمة في تخطيطها، ويبدو من خلال معاينتنا الميدانية أنها لم تنجز دفعة واحدة([7]).
تمتد أسوار هذه المدينة في شكل حزام بطول 2476 متراً ويربو عن إحدى عشر متراً. ويتراوح سمك جدرانها ما بين 1,20 م و1,70 م وتنتهي بسلسلة من الشرافات.
وما تزال هذه الأسوار رغم توالي القرون على تأسيسها قوية الدعائم عدا الأعالي منها التي بدأت تتآكل من جهة البحر.
أما من حيث طريقة البناء، فتختلف حسب الواجهات. فقد اتبعت الواجهة البرية في نظام بنائها فن العمارة المغربية الأندلسية أي استعمال الطابية([8]). أما الواجهة البحرية فبنيت بالحجارة وأدخلت عليها تأثيرات أوربية.
شكلت هذه الأسوار الدعامة الأساسية في حماية المدينة. كما عرفت تطورات نتيجة التفاوت الزمني في بنائها، فنجد أسوار القصبة القديمة، فأسوار المرسى، فأسوار المدنية ثم أخيراً أسوار القصبة الجديدة([9]).

أسوار المدينة: طريقة البناء والأسلوب المعماري
الواجهة البرية: بنيت على غرار المدن المغربية العتيقة بالطابية أو بالتراب المدكوك وهذه الطريقة كانت قد استعملت في العهد الموحدي ويرجع تفضيل هذه التقنية على الحجر إلى سهولة استعمالها وقلة تكلفتها، وتؤكد المعاينة الميدانية أن الطابية المستعملة في أسوار مدينة الصويرة، جاءت مختلفة من حيث الجودة والصلابة والموقع، ونجد هذا النوع من البناء في أسوار القصبة القديمة وأسوار المدينة وأسوار القصبة الجديدة.
الواجهة البحرية: وتتميز بمتانة بنائها الذي اقتضى استعمال الحجارة المنجورة والغير منجورة (الدبش) في تشييد أسوارها المطلة على البحر وفي الشرافات العريضة والفتحات الأسطوانية في الجدران، وهذا الأسلوب المعماري ذو طابع أوربي كلاسيكي.

الأبواب
الباب أحد العناصر المعمارية الأساسية فهو الذي يوصل ما بين داخل المباني وخارجها([10]).
والأبواب في أسوار المدينة تؤدي وظائف متعددة منها: حماية المدينة من كل تهديد خارجي، والتنقل وتحصيل المغارم والاستقبالات المخزنية، وكانت أبواب أسوار المدن عالية حتى أن الفارس يمكن أن يدخلها وهو يحمل العلم أو الرمح الطويل من غير أن يميل، وتقفل بإحكام، برتاجات حديدية ثقيلة وقوية([11])، وكانت خاضعة لبوابين مكلفين بمراقبة تنقل الأشخاص من وإلى المدينة نهاراً والقيام بالحراسة ليلاً إلى جانب السهر على ضبط أوقات فتح الأبواب وإغلاقها، كما كانت خاضعة لجباة الأبواب الذين كانت مهمتهم تتعلق بمراقبة مرور البضائع والمنتجات من أجل أخذ مستحقات الجباية عنها([12]).
وقد سعى المعمار إلى الزيادة في تحصين مداخل الأبواب وهي إما أن تكون مستقيمة أو منكسرة تؤلف زاوية قائمة لإعاقة المهاجمين([13]).
ويبدو أن اختيار مواقع الأبواب في الواجهات المكونة للسور بالصويرة، قد روعيت فيها هذه الاعتبارات، وتشتمل الصويرة على أبواب مختلفة هي:

باب المرسى
يعتبر باب المرسى من أهم الإنجازات الدفاعية للسلطان  سيدي محمد بن عبد الله، وهو معلمة تختزن جمالية فنية فريدة تبرز جلياً في تتويج ميناء مدينة الصويرة بمدخل رئيسي، وتجعل منه باباً ينفرد بخاصيته دون مدن المغرب الأخرى.
بني هذا الباب سنة 1770 م كما تخبرنا النقيشة التي توجد داخل الرصيعة médaillon بالباب، وقد نقشت بخط مغربي، وسجل فوقها بالأرقام تاريخ 1184 حيث نقرأ: «الحمد لله هذا الباب أمر ببنائه فخر الملوك، سيدي محمد على يد مملوكه أحمد العلج».
ويخبرنا بنوا فرنان Benoit Fernand أن المهندس تيودور كورنو هو من وضع تصميم باب المرسى، الذي شيد بعد مغادرته للمغرب في 1769([14]).
ولما كان هذا المدخل بارزاً في شكله الهندسي وغدا من أشهر أبواب المدينة، فقد أثار انتباه الرحالة وخاصة الإنجليزي لوكليرجون Leclercq Jean فذكره في رحلته سنة 1880، حيث قال: «عندما رسونا أمام باب من النوع الدوري dorique([15]) أصبنا بالاندهاش فهذا المدخل الذي يقع في مدينة موريسكية، يؤدي إلى حوض يحتل مكانة مهمة لاتصاله بتحصينات تدعى صقالة المرسى»([16]).

الخصائص المعمارية والفنية لباب المرسى
يبرز باب المرسى بشكله الهندسي، فهو محوري عرضه 10,60 م وعلوه 8 م.
حرص باني واجهته المطلة على البحر أن تكون بالحجارة المنجورة ذات مقاييس مختلفة مرصوفة تصفيفاً دقيقاً.
وتتكون فتحة بابه من عقد نصف دائري، قوامه من صنجات claveaux بارزة من حجر تحملها ركائز مضلعة وإفريز bandeau تتخلله أشكال هندسية، وثلاثة أهلة croissants، وقد لاحظ القبطان بوييه نوييل Boyer Noel أن هذا النوع من الأهلة هو رمز للجهاد البحري ويزين رايات البحارة([17]).
زينت ركنيتا الباب بهندسة نباتية علته جبهية مثلثة fronton([18])، وهذا العنصر المعماري لا نجد له مثيلاً في أبواب المغرب.
وسقف هذا الباب عبارة عن قبة رباعية من البرشلة وهذا النوع من الزخرفة كان سائداً في عدد كبير من البنايات العلوية في القرن الثامن عشر.
يتوسط باب المرسى مرقبين([19]) échauguettes يشرفان على تحصينات صقالة المرسى لغرض الحراسة وهو نوع نادراً ما يستعمل في إفريقيا([20]).
يعد باب المرسى بناءاً متميزاً في تاريخ العمارة المغربية، إذ يجمع بين الطرازين الأوربي والمغربي. فالأوربي نلمسه في نوعية العقد والصنجات والسواري والجبهية، والمغربي في القبة والأهلة مما جعل من هذا الباب لوحة أكسبته جمالية فريدة.

باب دكالة
يشكل مقدم بناء الزاوية الشمالية الشرقية للمدينة، وينفتح على الملاح وعلى المحور التجاري الرئيسي للمدينة ويعرف باب دكالة بباب آسفي، وهو يحمل اسم المنطقة التي يؤدي إليها.
تتفق جل المصادر على أن بناء هذا الباب يرجع إلى عهد السلطان سيدي محمد بن عبد الله.

الخصائص المعمارية والفنية لباب دكالة
من الناحية المعمارية يعد باب دكالة من أهم أبواب المدينة وأضخمها فهو باب مستقيم، يبلغ عرضه 15,60 م وعلوه 7 أمتار.
يتكون هذا المدخل من أبواب ثلاثة، باب كبير في الوسط، يبلغ عرضه 3 م ويفضي إلى دهليز طوله 7 م وعرضه 3,40 م. أما البابان الجانبان فلهما مقاييس متقاربة. مقاييس الباب اليسرى 2,20 م في العرض و2,30 م في العلو ومقاييس الباب اليمنى: 2 م في العرض و2,30 م في العلو.
يؤدي هذان البابان إلى غرفتين متقاربتين في المقاييس، الغرفة الشمالية (4,30 م-4,60 م) والغرفة الجنوبية (4,10 م-4,60 م)، وقد كانت هاتان الغرفتان بلا شك للحراس ونظراً لأهمية هذا الباب من الناحية العسكرية، فقد دعم بصقالة تتحكم في مختلف جوانب المدخل.
تنفتح أبواب هذا المدخل الكبير بواسطة أقواس نصف دائرية متجاوزة بارزة arcs en plein cintre outrepassés تشكل الحجارة المنجورة الإطار المحيط بفتحات الباب كما أن هذه الواجهة تنتهي بمتراس من الدبش ودعامات chainage من الحجر المنجور في الزوايا.
أما الواجهة الداخلية فتتكون من قطع الحجر المنجور المتفاوتة الأحجام وتشبه في هيئتها الواجهة الخارجية للباب.
وتجدر الإشارة إلى أن واجهات باب دكالة هي أقل زخرفة من الأبواب العلوية التي بنيت قبله باب الخميس وباب منصور العلج بمكناس([21])؛ ومع ذلك نصنفه من الأبواب الدفاعية الرئيسية لمدينة الصويرة، فمنه كانت تخرج القوافل المتجهة نحو مدينة أسفي.
وعرف باب دكالة كباقي الآثار بالمدينة، ترميمات تعود إلى نهاية القرن العشرين.

باب مراكش
يقع في أقصى شمال الجهة الجنوبية للمدينة، ما بين برج باب مراكش وبرج مولاي محمد. كان هذا الباب يؤدي إلى مقبرتين إسلاميتين خارج الأسوار([22]). أما اليوم فيطل على ساحة تدعى ساحة مولاي رشيد.
وحسب بعض الوثائق القديمة، فالواجهة الجنوبية كان يتخللها باب واحد، معناه أن باب مراكش كان أحد المداخل الرئيسية للمدينة قبل بناء باب السبع في منتصف القرن التاسع عشر، مما جعل مشيده يحصنه ببرجين، إذ كان لهذا الباب وظيفة دفاعية تتمثل في صد الهجومات الآتية من القبائل المجاورة مثل حاحا والشياظمة، كما كان له دور تجاري لأنه كان يشكل محطة للقوافل.
وفضلاً عن ذلك، فقد كان باب مراكش يتميز بوظيفة مجالية، إذ منه يمكن الولوج إلى شارع كبير يحمل اسم محمد القري، وإلى بعض المنشآت الدينية.

الخصائص المعمارية والفنية لباب مراكش
باب مراكش: باب ذو عطف واحد وعرضه 6,60 م وعلوه 6 م. تعتبر الواجهة الخارجية، أهم ميزة تذكر في وصف الباب، فهي واجهة تنفتح بعقد نصف دائري ومبني بالحجارة المنجورة، يقوم على ركائز من نفس المادة.
وقد ميز هذا النوع من العقود العمارة بالصويرة بشكل ملحوظ ونجده في عدة مآثر بالمدينة. ينتهي إطار هذه الواجهة بناتئة moulure من الحجارة المنجورة، يعلوها متراس ذو فتحات صغيرة.
يظهر من الداخل باب مراكش بقوس متجاوز يتقدمه عمودان من الحجر المنجور، واستعمل القبو لتغطيته.
بنيت جدران هذا الباب بالدبش والملاط enduit، بينما استعملت الحجارة المنجورة في الأقواس وفي إطار المدخل.

باب المشور
وهو مدخل المدينة من الجهة الغربية ويعرف باب المشور بباب الْمَنْزَه، لأنه كان يفضي في الماضي إلى حدائق. وأطلق عليه اسم باب المشور نظراً لقربه من ساحة المشور([23]).


كان هذا الباب مجاوراً لدار المخزن ومرافقها، وكان الاتصال عبر هذه المباني يتم عن طريق باب داخلية تسمى باب مسعود وباب القصبة القديمة([24]).
كان لباب المشور عدة وظائف منها: الوظيفة الدفاعية وهي وظيفة مشتركة بين أبواب المدينة والوظيفة المخزنية تتمثل في استقبال المخزن للوفود وخروج السلطان.

الخصائص المعمارية والفنية لباب المشور
باب المشور من حيث المكونات المعمارية، بسيط الشكل والزخارف، ويذكرنا بباب دكالة الذي يقابله في أقصى حدود المدينة من الجهة البرية.
ولا يختلف باب المشور في تصميمه عن الأبواب السابقة، فهو باب مستقيم، عرضه 18 م عمقه 4,60 م.
واجهته تتكون من ثلاث فتحات، الفتحة الرئيسية علوها 3,50 م وعرضها 3 م. أما الفتحتان الجانبيتان فتبلغ مقاييسهما 3,40 م × 2,40 م.
ينفتح باب المشور بأقواس نصف دائرية، تتألف من صنجات من الحجر المنجور.
تقابل هذه الأقواس، أقواس داخلية مماثلة للأقواس الخارجية. وعلى هذا الباب مبنى للسلطان وحاشيته، تحول اليوم إلى سكنى. أما المادة المستخدمة في بناء هذه المعلمة هي الحجارة المنجورة والدبش تغطيه طبقات من الملاط.

باب السبع
وهو المدخل الرئيسي للقصبة الجديدة، ويقع من الجهة الجنوبية من المدينة. تأسس في أواسط القرن 19 من طرف السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان (1859-1873).
باب السبع كان متعدد الوظائف، فمنه يتم الولوج إلى القصبة وساحة المشور ومحور باب دكالة بعد المرور على السوق الجديد وسوق الحدادين. كما أنه كان يضمن الأمن للقصبة ليلاً ونهاراً ويسهل الرواج والتنقل منها وإليها.

الخصائص المعمارية والفنية لباب السبع
على عكس باب المشور، يحتوي باب السبع على فتحة واحدة، تشكل بناء عرضه 12,60 م، وعلوه 5 م، هذه الفتحة تتكون من عقدين: نصف دائري، يتألف من صنجات من الحجر المنجور، يحمل نقيشة تؤرخ لهذا الباب ونصها: «لا إله إلا الله محمد رسول الله عام 1283 ﻫ».
أما العقد الثاني: فهو نصف دائري متشكل من زخارف من الحجر المنجور. وتتميز واجهة باب السبع، بوجود عمودين رشيقين من الحجر المنحوت، وهي مكللة بتيجان جاءت على جانب رفيع من الدقة في العمل ومن المحتمل أن هذه التيجان انتزعا من معلمة ما وأعيد تركيبهما في هذا الباب، لأن هذه التيجان لا يوجد لها مثيل في مباني المدينة. يطوق هذه الزخرفة التي تتسم بالدقة إطار من الحجارة المنجورة، وناتئة زخرفية. ويزين أعلى الباب متراس تعلوه شرافات.
تصميم هذا الباب بسيط، يتكون من دهليز يبلغ عمه 7 م وعرضه 4,50 م وهو مسقف بقبو نصف دائري. وتنفتح على جانبيه غرفتان: الأولى على اليمين تبلغ قياساتها 6 م طولاً و3,20 م عرضاً، تنفتحان بدورهما على الدهليز بعقدين مفصصين arcs lobés، يعلوهما إطار بصف من الحجارة. ويراقب المشرفون من هذه الغرف البضائع ويحصلون مستفاداتها، وكانت كذلك للمشرفين من أجل أخذ الجباية على الحراسة لذلك علا هذا الباب برج أسطواني صغير.


الأبراج
البرج مصطلح معماري عسكري أنشأ لمهمة الدفاع ويرى محمد حجي أن البرج الصغير يعني البستيون bastion وهي كلمة أعجمية، وقد انتشر هذا النوع من البنايات في القرن السادس عشر([25]).
أطلق اسم البرج على البناء المرتفع الذي يشكل عنصراً دفاعياً ملحقاً بأسوار المدينة أو منفصلاً عنها، وقد انتشر هذا النوع من المعمار العسكري في المغرب في عدد من المراكز الإستراتيجية سواء بالساحل أو بالداخل.
من الناحية المعمارية يتخذ البرج أشكالاً مختلفة، فنجده دائري الشكل أو مستطيلاً أو مربعاً أو مضلعاً. ومثلما تختلف أشكاله تنوعت مادة بنائه، حسب الزمان والمكان فتكون إما من الحجارة أو الأجور أو الطابية والخشب.
جل الدراسات التي تناولت بالبحث مصطلح البرج، أثبتت أنه يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإنجازات الأندلسية بالدرجة الأولى تَمّ فيما بعد بالإنجازات الأوربية([26]).

أبراج الصويرة
حافظت أبراج الصويرة على وجه الشبه مع سابقاتها لذلك توزعت على طول سور المدينة وعلى واجهات الأبواب منفصلة عن بعضها البعض.
أما مادة بنائها فهي الدبش والحجارة المنجورة والطالبية. ومن أهم عناصر هذه الأبراج: المراقب والشرافات التي توزع في أماكن منتظمة على الجدران، وأهرية للمؤن والأسلحة وخزان مائي.
كباقي الأبراج، لم تكن أبراج الصويرة تقوم بالعمل الدفاعي فقط، بل لعبت دوراً آخر يتمثل في المراقبة عن بعد، حيث أن شكلها الهندسي البارز والمرتفع في سور المدينة يمكن الرقاب([27]) من رؤية ما قد يهدد المدينة من أخطار، ويسهل نقل الأخبار سريعاً بين الحراس.
عرفت أبراج الصويرة عدة ترميمات، في القرن التاسع عشر، حيث أورد ذلك الناصري قائلاً: «وجدد السلطان المولى عبد الرحمان ما تهدم من أبراج الصويرة واعتنى بها وصير عليها أموالاً ثقالاً فجاءت في غاية الإتقان والحصانة»([28]).

برج باب مراكش
وهو من أهم العناصر المعمارية الدفاعية بالصويرة ويشرف على المدينة من الواجهة الجنوبية. ويحمل برج باب مراكش اسم الباب الذي يجاوره.
أغلب الظن أن باني برج باب مراكش هو السلطان سيدي محمد بن عبد الله، لأن تصميم جاكسون جيمس Jackson James المؤرخ بسنة 1809 كان قد أشار إلى وجوده.
ولبرج باب مراكش عدة وظائف منها مراقبة المدينة، وحماية الساقية التي تزود سكانها بالماء وحراسة مدخل المرسى مما يؤكد تصميمه الدفاعي.
تتخذ هذه البناية شكلاً أسطوانياً قطره 35 م وعلوه 7 م، تَمَّ تشييدها بالحجارة المغطاة بطبقات من الملاط.
وتتخلل واجهاتها حلية معمارية من الحجر تبرز مستويين واضحين. أحدثت بجدار هذه الواجهة ثلاث عشرة فتحة للمراقبة، ذات شكل مستطيل، أحيطت بها إطارات وأقواس نصف دائرية مشرعة.
ويتكون البرج من مستويين: جزء أرضي معزز بغرف([29]) تتقارب قياساتها (5,50 م طولاً × 3 م عرضاً) بينما لا يتعدى علوها 1 م.
استعملت الأقواس النصف الدائرية المشرعة في فتحاتها، واستعملت السقوف النصف الأسطوانية في تغطيتها، وقد كان هذا الطابق مخصصاً للأسلحة والجند. يتوفر الجزء العلوي بدوره على بيوتات وسطيحة تنتهي بمتراس ذات شرافات من الحجر المنجور.
وبرج باب مراكش مسته ترميمات متتالية في القرن التاسع عشر أهمها تلك التي قام بها السلطان مولاي عبد الرحمان (1822-1859) كما تشهد بذلك نقيشة البرج «صنع هذا البرج السعيد عن إذن الملك ابن هشام 1262 ﻫ الموافق لسنة 1846 م». والظاهر أن البرج تهدم على إثر هجوم الفرنسيين على الصويرة يوم 15 غشت1844 ويقول دو جوانفيل De Joinville وهو الذي قاد الهجوم على البرج وتسبب في تخريبه «إن العرب هم الذين هدموا هذا البرج وقد أرادوا أن ينصبوا مدفعية ضدنا - نحن الفرنسيين - من برج كبير لإحدى أبواب المدينة، فنصبت فيه كمية هائلة من البارود من دون حيطة، فأطاحوا بالبرج وجزء من السور»([30]).

برج البرميل
يحتل هذا البرج الزاوية الشمالية الغربية للمدينة من ناحية البحر. ونظراً لأهمية هذه الواجهة ضد الهجمات فقد ألحق هذا البرج بصقالة القصبة.
حمل هذا البرج إسمين: الاسم الأول: البستيون الشمالي أو البرج الشمالي كما جاء في الرسوم الوثائقية التي تعود إلى نهاية القرن الثامن عشر.
الاسم الثاني: يرج البرميل، وأول إشارة له بهذا الاسم، نجدها عند الرحالة باش بول Bâche Paul الذي وصفه أثناء زيارته للمدينة سنة 1861 بقوله: «في الزاوية الشمالية يقع برج أسطواني يدعى برج البرميل»([31]).
يشكل برج البرميل هيكلاً من الحجر متقدماً في البحر، ويتخذ شكلاً دائرياً، يبلغ قطره 25 م، وعلوه 6,20 م؛ وينتهي بسلسلة من الشرافات من الحجر المنجور، بنيت متقاربة وبشكل منتظم.
يتكون البرج من مستويين: طابق سفلي وهو عبارة عن خزان للماء كان سكان المدينة يستعملونه عند الحاجة([32]). وطابق علوي: يتكون من قاعة بنيت بالدبش يلحمها ملاط من الجير والطين وكسي سقفها بقبو.
ينفتح باب هذه القاعة بقوس نصف دائري محمول على ركيزتين تتكونان من مداميك حجرية assises de pierre([33]) يزين قوس هذا الباب زهرة منحوتة من الحجر، كما زين مفتاحه برصيعة غير منمنمة.
تتخلل واجهة هذه القاعة بالإضافة إلى عقد المدخل عقدان نصف دائرية محمولة كذلك على ركائز من الحجر المنجور. نصر إلى هذه القاعة عبر أسطوان مستطيل يغطيه قبو.
وتحتوي هذه القاعة الكبيرة على بيوت ضيقة لا تحمل أية زخرفة باستثناء كوات في أعلى الجدران للتهوية ودخول الضوء.
وتجدر الإشارة إلى أن واجهة هذه القاعة التي تطل على البحر، تحمل بقايا لثلاثة أقواس نصف دائرية مماثلة للتي توجد في الواجهة الرئيسية، ويدل وجود هذه الأقواس على أنها كانت أبواباً بحرية قديمة.
يتم الاتصال بالقاعة والسطح عن طريق درج مستقيم. ومن أجل مراقبة وحماية كاملة، زودت قاعة البرج بمرقبين من الحجر المنجور غطت بقبب، فتحت في أعلاهما فتحات للمراقبة.


برج مولاي محمد
نصب برج مولاي محمد في الركن الجنوبي الشرقي للمدينة، وأغلب الظن أن هذا البرج بني أساساً لتدعيم وتحصين سور المدينة من هذه الجهة، ويظهر من خلال مكوناته المعمارية أن له دوراً ثانوياً في التحصينات العسكرية. وتفيد بعض الكتابات الاستعمارية بأن الفرنسيين هم من أطلقوا عليه هذا الاسم بعد الحماية.
كما الشأن بالنسبة للأبراج السابقة الذكر، يتخذ برج مولاي محمد شكلاً دائرياً، لكنه أقل حجماً من سابقيه، إذ يبلغ قطره 9 م ويبلغ علوه 10 م.
يتكون هذا البرج من قاعتين صغيرتين يتم الدخول إليهما عبر فتحة بسيطة، ومن سطح يتحكم في مختلف جوانب البرج، ويتوفر على فتحات مستطيلة الشكل مكونة من أحجار متوسطة وغير منتظمة البناء ويلاحظ في هذا البرج انعدام الشرافات.
ويتصل مع سطحه بواسطة خمس عتبات من الحجر. وتبقى مادة بناء هذا البرج البسيط في شكله وتصميمه، هي الطابية والحجر غير المنجور.

الصقالات
على غرار المدن الساحلية المغربية كالرباط وسلا والعرائش وطنجة([34]) زودت مدينة الصويرة بتحصينات وتعرف باسم الصقالات.
والصقالة هي درج نقال من خشب أو من حديد يمتد داخل الميناء فوق الماء ويستعمل كرصيف للمراكب الصغيرة([35]).
والصقالات بالصويرة هي تحصينات شيدت لأغراض دفاعية وتجارية، وقد أثارت اهتمام السلطان سيدي محمد بن عبد الله ومعاصره السفير المغربي أحمد الغزال خير من يحدثنا عن هذه التحصينات حين كتب ما يلي: وحصن أيده الله الجزيرتين الدائرتين بالمرسى كبرى وصغرى بالعدد الكثير من المدافع، وشيد برجاً على صخرة داخل البحر أحكامه لصنوف الهندسة جامع، فالقاصد المرسى لا يدخلها إلا تحت رمي المدافع من البرج والجزيرة، فإذا جاوز المدافع وحصل بالمرسى فلا يمكنه الخروج منها إلا بدليل له معرفة وبصيرة فهي محصنة محفوظة وبعين الرعاية ملحوظة([36]).
وتشتمل مدينة الصويرة على صقالتين: صقالة القصبة وصقالة البحر، وهما من المكونات الهندسية لمدينة الصويرة ويظهر بهما التأثير الأوربي واضحاً لا من حيث التصميم ولا من حيث مواد البناء، وقد كلف بناؤهما أموالاً باهظة.
وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله قد عين قادة الرماية على هذه التحصينات وفي ذلك يقول الضعيف: «وفي صفر لعام 1179 عين الحاج محمد الصفار رماة يذهبون للصويرة منهم المقدم الحاج محمد الفحام والمقدم الكبير الجزولي والمقدم أعزيز والمفرج والحاج عبد السلام البلاج والبادسي والسلاسي»([37]).

الخصائص المعمارية والفنية لصقالة المرسى
وهي عبارة عن مركب دفاعي يتكون من صقالتين شيدتا لتوفير الحماية الكاملة للميناء. تأخذ أولهما شكل مستطيل (87 م طولاً × 12 م عرضاً) محمول على مخازن مبنية بالدبش وتتراوح مقاييسها ما بين (7 م طولاً × 3 م عرضاً) و(3,50 م × 2, 50 م). وهذه الصقالة محمولة على قنطرة بحرية ذات أقواس نصف دائرية تتخللها رصيعة متوجة بزخرفة نباتية، حيث نقرأ فيها: «أمر ببناء هذه القنطرة السلطان سيدي محمد بن عبد الله 1184».
من جهة البحر على طول الجدران الذي يعلو الأرضية، أحدثت فتحات للمدافع من الحجر المنجور ذات حجم متوسط.
وعززت هذه الصقالة ببرجين كبيرين لهما قاعدة مربعة (14 م من كل جانب).
البرج الأول استعمل في بناء جدرانه حجارة غير منجورة وشيدت زواياه قصد تقويتها بأحجار منجورة. وتقتصر زخرفة هذا البرج على إفريز([38]) من الحجر المنجور. وكان دعامته مراقب أو اشبارات([39]) وهي بريجات مستديرة الشكل، وهي معدة للمراقبة، وبنيت بالحجارة وسقفت بقباب ونصبت بها فتحات في جميع الاتجاهات لمراقبة السفن الآتية من البحر. فشكلت بذلك عنصراً دفاعياً ملحقاً بالصقالة.
أما البرج الثاني فيختلف عن سابقه بوجود بابين أحدهما ثانوي والآخر رئيسي، تتشكل من قوس نصف دائري وتتألف صنجاتها من الحجر ذي الحجم الصغير وترتكز على دعائم من نفس المادة وهذا النوع من الأبواب عايناه في كثير من المباني بالصويرة.
يفضي هذا الباب الرئيسي إلى أسطون وبيوتات عديمة الزخرفة ولا تتعدى قياساتها (5,46 م × 2,80م) كما زود بفتحات مواجهة للبحر.
وتجدر الإشارة إلى وجود قاعتين بهذه الصقالة الأولى مربعة ومسقفة بقبة كانت مخصصة بدون شك للديوانة، والثانية كانت مقراً لطبيب الكرانتينةquarantaine([40]).
أما الصقالة الثانية، فتمتد داخل البحر وتتخذ شكل مستطيل (5,80 طولاً × 8 م عرضاً)، أما بناؤها فأساسه الحجارة المنجورة. وعلى طول متراسها، فتحت أربع عشرة شرافة من الحجر المنجور، يحتمي وراءها المدافعون ومن خلالها يطلون على المهاجمين، ونصبت بها مدافع تحمل نقيشات تشير إلى أصلها الإسباني والبرتغالي.
وتوجد أسفل هذه الصقالة مستويان يتوصل إليها بدرج، وتوجد بها مخازن يفوق عددها العشرين، عدت لخزن براميل البارود والبنب وإقامة المراكب والمخاطف والحبال وغيرها. هذه المخازن عبارة عن بتوتات وطينة basses ومسقفة بأقباب نصف أسطوانية Voûtes en berceaux وهي عديمة النوافذ لضرورات دفاعية.
تشتمل صقالة المرسى على مطفية كبيرة، ومطوقة بسطح يعلوه متراس ذو شرافات، كما أنه مدعم بمراقب مقابلة للجزيرة الصغيرة.
يتم الصعود إلى هذا المركب الدفاعي عبر درج انتظمت على يمين باب المرسى.

الخصائص المعمارية والفنية لصقالة القصبة
شيدت صقالة القصبة في الجهة الشمالية الغربية للمدينة، وتمتد على سطح مستطيل على مسافة طولها 175 م وعرضها 18 م.
تبدو صقالة القصبة بحالة جيدة، رغم تعرضها لقصف الفرنسيين سنة 1844، لكن السلطان مولاي عبد الرحمان رمم ما هدمته يد العدو سنة 1845([41]).
تعلو الواجهة البحرية لصقالة القصبة شرافات ذات فتحات هندسية متساوية القياسات، شيدت من الحجر المنجور مخصصة للأسلحة النحاسية الثقيلة، وتحمل هذه المدافع تواريخ صنعها وهي ما بين 1595 و1614 أي في عهد فليب II وIII وأخرى تَمّ استيرادها من مصانع برشلونة وإشبيلية.
وتقع هذه الصقالة فوق أربعين مخزناً أعدت للذخائر والأسلحة والحراس وهي عبارة عن أهراء ذات أقواس نصف دائرية تتألف صنجاتها من قطع الحجر المنجور، سقفت جميعها بسقوف نصف أسطوانية من الآجر.
وتتفاوت هذه المخازن في قياساتها، فالمخزن الكبير يصل إلى 5 م طولاً و3,60 م عرضاً، والمخزن الصغير لا يتعدى 4,40 م طولاً و1,50 م عرضاً وزود البعض منها بنوافذ لإدخال الضوء والهواء([42]).
وتتميز صقالة القصبة بوجود بيت يعرف ببيت اللطيف، كان معداً لقراءة اللطيف الشريف واستظهار كتاب "الشفا" وغيره، وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله قد عين لهذا الغرض عدداً من العلماء، وأجرى عليهم أرزاقاً كانت تعرف عليهم عند توزيع أرزاق الجند([43])، لكن وظيفة هذا البيت توقفت في عهد المولى عبد الحفيظ 1908-1912، وحول هذا البيت إلى سكنى.
للصقالة ثلاثة أبواب اثنان جنوبيان خارجان للقصبة القديمة منقوش على أحدهما صورة مدفعين وحراب ورايات وثالث نافد لحومة العلوج.

تحصينات الجزيرة الكبرى
حسب الشواهد الأثرية، كانت الجزيرة الكبرى مركزاً تجارياً نشيطاً في العصور القديمة، وهذا الموقع محصن بأسوار منها ما يعود إلى العهد البرتغالي.
وفي القرن 18، وحسب تصميم كورنو، فهذه الجزيرة كانت محصنة ومحمية بقطع مدفعية، وأسست بها مرافق نذكر منها المسجد والأبراج والسجن، وقد كتب الصديقي في هذا الشأن: «ومن مؤسسات الجزيرة مسجدها وصومعتها وأربعة أبراج وداران، كما تأسس بها سجناً مربعاً لا سقف بتربيعه»([44]).
ويتضح من المعاينة الميدانية([45]) أن تحصينات الجزيرة، بنيت بحجارة منجورة وغير متجانسة أعيد استعمالها بدون شك، كما أنها عززت بشرافات من نفس المادة.
وتتميز هذه الجزيرة بوجود أهراء مسقفة بقباب وظفت للذخيرة والعتاد والجند. وتحصينات الجزيرة هي اليوم عبارة عن صقالات بارزة في الجزيرة.

تحصينات الجزيرة الصغرى
تقع هذه الجزيرة قرب المرسى، وتحتوي على تحصينات تتمثل في صقالة مبنية بالحجارة المنجورة.
وأغلب الظن أن هذه الصقالة بنيت في عهد سيدي محمد بن عبد الله، وأعيد بناؤها في عهد السلطان المولى عبد الرحمن، وكان القائم على بناءها محمد توفلعز المكلف بالتجارة المخزنية([46]).
تحتضن صقالة الجزيرة الصغرى برجاً دائرياً من جهة المرسى. ولم تسلم الجزيرة الصغرى هي الأخرى من هجوم الفرنسيين على مدينة الصويرة سنة 1844.
خاتمة
يتضح من خلال قراءتنا الأثرية لتحصينات الصويرة، أننا أمام مدينة شملت نظاماً دفاعياً متنوعاً، يضم الأسوار والأبواب والأبراج والصقالات.
فمن حيث الوصف للتفاصيل المعمارية والفنية لهذه المنشآت، خلصنا إلى مجموعة من الملاحظات نجملها في ما يلي:
قوام الأسوار، حسب الواجهات، إما الطابية أو الحجارة المنجورة وغير المنجورة مما يدل على تباعد بنائها في الزمن. وتتعاقب على هذه الأسوار أبواب أغلبها مداخل مستقيمة، وهي إحدى مميزات الأبواب العلوية للقرن الثامن عشر، وتختلف هذه الأبواب من حيث مكوناتها المعمارية والفنية ومن حيث البناء.
فإذا كان باب دكالة هو المدخل الأضخم من حيث الهيأة والمقاييس، فإن باب المرسى ينفرد بزخرفته التي تتكون من عناصر جديدة كالأسلوب الدوري والجبهية المثلثة.
وتتعزز هذه الأبواب بأبراج مرتبة على الأسوار وهي إما ملتصقة بغيرها من المنشآت الدفاعية أو منعزلة عنها، وقد اتخذت أشكال مختلفة بين الأسطواني والمربع، وتتنوع في تخطيطها ومواد بنائها، وقد جعلت للمراقبة والدفاع كما شكلت خزانات للمياه ومستودعات للأسلحة.
أما الصقالات أي التحصينات الموالية للبحر فهي بارزة من حيث مقاييسها وهيأتها المعمارية ومادة بنائها وتشترك في عدة تفاصيل مع صقالات المدينة الساحلية كالشرافات العريضة والمراقب.
ومن خلال هذه الإحاطة بالعمران العسكري يمكن القول على أنه بالرغم من محافظته على الأشكال التقليدية وتأثره بالأساليب المعمارية الأوربية فإن القاسم المشترك بينهما هو التحصين والدفاع وحفظ الأمن.




([1])      الدكتور عبد الكريم كريم، سيدي محمد بن عبد الله وبناء مدينة الصويرة، مطبوعات معهد الشعبي الإسلامية، الصويرة، 1986، ص. 20.
([2])      الضعيف محمد، تاريخ الدولة السعيدة، تحقيق العماري، الرباط، 1986، ص. 167.
([3])      Jackson (J), Morocco and the Districts of Sus and Tafilelt, London, 1809, p. 51.
([4])      عن كورنو انظر: نعيمة الحضري، معلمة المغرب، ج 20، 2004، ص. 6841.
([5])      Georges Host, Nacrichten Von Marokos, London, p. 65.
([6])      ابن خلدون، المقدمة، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1961، صص. 617-618.
([7])      أسوار القصبة الجديدة وبابها، تَمّ إنشاؤهما في القرن التاسع عشر.
([8])      الطابية: هي جدار من الطين والجير مخلوطين ومصبوبين في قوالب خشبية.
([9])      شهدت أسوار مدينة الصويرة عدة ترميمات يعود أقدمها إلى فترة الحماية.
([10])     عبد العزيز توري، معلمة المغرب، ج 3، 1991، صص. 945-949. مادة "باب".
([11])     عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، بيروت، 1988، ص. 72. مادة "باب".
([12])     محمد رابطة الدين، معلمة المغرب، ج 3، 1991، ص. 945-951. مادة "باب".
([13])     عفيف البهنسي، العمارة العربية الجمالية والوحدة والتنوع، منشورات المجلس القومي للثقافة العربية، المغرب، ص. 167.
([14])     Fernand Benoit, Cornut l'avignonnais et l'urbanisme à Mogador au VIII siècles, in mémoires de l'Institut Historique de Provence, Marseille, T. X, 1933, p. 185.                                                                                                        
([15])     الدوري: أسلوب فني ظهر مع الهندسة اليونانية واستعمل في الأعمدة اليونانية والرومانية وهو عديم المسقط.
([16])     Jean Leclercq, "Mogador", in Revue Britannique, T. VI, 1880, p. 398.
([17])     Boyer Noel, "La grande histoire d'un petit port Essaouira ou Mogador", in Revue Historique de l'armée, février, 1960, p. 88.                                            
([18])     مثلث فوق المدخل، وهو عنصر معماري انتشر في المعالم الإغريقية والرومانية.
([19])     مرقبة، ج مراقب: مكان وقوف الحارس، وهي أبراج للمراقبة.
([20])     Ricard (P), Pour comprendre l'art musulman dans Afrique du nord et en Espagne, Paris, 1924, p. 222.                                                                             
([21])     للمزيد من المعلومات عن أبواب مدينة مكناس أنظر:
Saladin, Les portes Meknès, in bulletin archéologique du Comité des travaux historiques, 1915, p. 242-268.
وكذلك رقية بالمقدم، معلمة المغرب، ج 21، 2005، ص. 7294. مادة "باب منصور العلج".
([22])     تشير التصاميم القديمة إلى وجود هاتين المقبرتين قبل الحماية.
([23])     حملت لفظة مشوار عدة دلالات، فقد تعني مجلس السلطان حيث يتداول مع كبار رجال الدولة في شؤون الحكم والقضايا العامة. ويستقبل أصحاب الشكاوي ويعين الولاة والأمراء، وتعني كذلك جناحاً منفصلاً عن القصر نواته قاعة المشور المربعة المكشوفة عادة. (انظر: عبد الرحيم غالب، المرجع السابق، صص. 387-388).
([24])     كانت هذه الباب تسمى أيضاً باب المنجاة. (راجع الصديقي محمد، إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة، الدار البيضاء، 1961، ص. 33) وهي الباب التي تحمل تاريخ بناء المدينة.
([25])     محمد حجي، معلمة المغرب، ج IV، 1991، ص. 1236. مادة "بستيون".
([26])     عبد العزيز توري، معلمة المغرب، ج IV، 1991، ص. 1142. مادة "برج".
([27])     الرقاب: بالعامية المغربية الرﮔﺎب.
([28])     أحمد خالد الناصري، كتاب الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى، دار الكتاب، الدار البيضاء، 1956، ج 9، ص. 79.
([29])     في نهاية القرن العشرين، وظفت هذه الغرف للصناعة التقليدية.
([30])     Joinville (Prince de), ANP mémoires et documents Maroc, T. 11, p. 51.
([31])     Bâche Paul, "Souvenirs d'un voyage à Mogador", in Revue maritime et coloniale, Janvier-Février, 1961, p. 83.                                                               
([32])     انتهت وظيفة هذا الخزان، منذ وصول الماء الصالح للمدينة، بعد استقرار الحماية.
([33])     مفرد مدماك: صف الحجارة أو القرميد أو الخشب في البناء.
([34])     عن بناء هذه الصقالات، راجع الناصري، المصدر السابق، ج 8، ص. 20، 23، 69-173. وعن صقالة سلا راجع:
Hassar Ben Slimane (J), Recherches sur la ville de salé et problèmes d'archéologie marocain, Paris, 1987, p. 135-138.
           وبالنسبة لصقالة الرباط: راجع:
Caille (J), La ville de Rabat jusqu'au protectorat français, Paris, 1949, chapitre 2, pp. 427-428.
([35])     عبد الرحيم غالب، المرجع السابق، صص. 252-253.
([36])     الغزال، رحلة الغزال، مخطوط بالخزانة العامة تحت رقم ج 77، ص. 13.
([37])     الضعيف، مصدر سابق، ص. 173.
([38])     إفريز: إطار مستطيل يحيط بأعلى الجدار الخارجي.
([39])     أشبار: تعني حصن المراقبة أو برج الرماية والمكان المشرف الصالح للمراقبة. (أحمد توفيق، معلمة المغرب، 1989، ج 2، ص. 458)؛ وكذلك الصديقي، إيقاظ السريرة لتاريخ الصويرة، مرجع سابق، ص. 38.
([40])     الصديقي، المرجع نفسه والصفحة.
([41])     Daumaux, ANP, Correspondance politique Maroc 1845, T. 13, p. 66.
([42])     غيرت هذه الأهراء الوظيفة وأصبحت خاصة بنجارة العرعار.
([43])     أحمد الرﮔﺮاﮔﻲ، الشموس المنيرة في أخبار مدينة الصويرة، الرباط، 1935، ص. 57.
([44])     الصديقي، المرجع السابق، ص. 43.
([45])     مكنتنا دراستنا المفصلة التي تناولت الجوانب التاريخية والأثرية لمدينة الصويرة منذ نشأتها إلى بداية فترة الحماية من تمحيص مقوماتها المعمارية والفنية أنظر:
El hadari Naima, Recherches sur la ville d'Essaouira: Histoire et Archéologie monumentale, Thèse pour le Doctorat, Université de Paris, Panthéon-Sorbonne, 1995.
([46])     المرجع نفسه، ص. 67.