الخميس، 26 يوليو 2012

كتاب مطالع الحسن وإتباع السنن بطلوع راية مولانا الحسن



لصاحبه



علي بن محمد السوسي السملالي ( ت1311ه/1893م )



( تخريج و دراسة )



بحث لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في التاريخ



انجاز: خاليد فؤاد طحطح



إشراف: الدكتور عبد الحفيظ حمان



من المقدمة:



وقد خصصنا هذا البحث لدراسة وتخريج كتاب "مطالع الحسن وإتباع السنن بطلوع راية مولانا الحسن" من النصف الثاني من القرن التاسع عشر، لعلي بن محمد السوسي السملالي (1311ه/1893م). وبالنظر إلى خصائص هذه المرحلة من تاريخ المغرب، وموقع الكاتب من الجهاز المخزني العلوي، فإن هذا المخطوط يكتسي أهمية بالغة لما يعكسه من جوانب الواقع السياسي والثقافي لمغرب النصف الثاني من القرن التاسع عشر، فهو يحتوي على معلومات تاريخية وأدبية وفقهية وعلمية، ويتضمن أشعارا وأمثالا وقصصا وحكايات متنوعة، كما يكشف لنا جزءا من مسار حياة المؤلف تجعله ذا قيمة كبرى، وهذا من مميزات المخطوط عموما، فمواضيعه غير محددة، وهي تعكس في غالب الأحيان اتجاه صاحبها الثقافي واهتماماته الفكرية فيغلب الفقه على مقيدات الفقيه، والأدب على مقيدات الأديب، والتصوف على مقيدات المتصوف، والتاريخ على مدونات المؤرخ، والشعر على مقيدات الشاعر. وقد انعكس التكوين الثقافي والموقف السياسي للسوسي السملالي على مضامين كتابه مطالع الحسن فقد ضم ردودا فقهية و فتاوى مختلفة وآراء صوفية ومذهبية وأشعار متنوعة. وإذا كان هذا الكتاب ينتمي إلى الحقل الديني أساسا لتناوله قضايا فقهية عديدة، فانه لا يخلو من أهمية تاريخية كَوْنُهُ يقدم لنا صورة عن الاضطرابات الداخلية التي تزامنت مع السنوات الأولى لحكم السلطان المولى الحسن الأول من وجهة نظر الفقيه من جهة، ومن وجهة النظر الرسمية باعتباره أحد المقربين من سلطة المخزن. وبتداخل شخصية الفقيه والسياسي والأديب استطاع السملالي تقديم صورة واضحة عن الفترة التاريخية التي عاصرها، لذلك يمكن عَد كتابه مطالع الحسن وثيقة تاريخية مهمة تكشف لنا معلومات عن نوع العقليات والذهنيات وأنماط التفكير السائدة في تلك المرحلة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق