الاثنين، 2 يوليو 2012

الألعاب الشعبية في الصحراء

الألعاب الشعبية في الصحراء
    


                          تقديم
في الصحراء أناس عاهدوا الشمس على المحبة، تشبثوا بحبات الرمل الذهبية، وجعلوا منها أساور يتجملون بها في أعيادهم، زادهم ذلك تراث صحراوي يوغل في الذاكرة، ويجعل من تجلياته وشما يتوارثه كل جيل ضد التعرية التي تفرضها الحياة العصرية فللمكان عبقه، وللأغنية سحرها المنبعث من الحناجر و للعب أوقاته و قوانينه حيث تتنوع الممارسة في الصحراء شكلا ومضمونا ووفق الفضاء الذي تمارس فيه وما تستدعيه خصوصية اللحظة التي تمارس فيها، فللجلسة الصحراوية طابع مرح تصاحبه ألعاب ترفيهية كـ(تامبيهيت) و(دبيليج) و(قاش) وغيرها من الألعاب المتعددة التي يستأنس بها الانسان الصحراوي و يرفه بها عن نفسه.                                                                                                                       

      الالعابالرجالية.

      اراح   
   تعتبر أراح من الألعاب الشعبية المألوفة لدى سكان الجنوب، وهي أن يشكل مجموعة من الشبان أو الرجال تجما "كالحلقة"، يتوسطهم أحدهم، فيحاول كل واحد منهم لمسه أو ضربه بيده دون أن يمسه الآخر فإذا مسه كان حكما عليه أن يتوسط الحلقة 

















نيروبة
تقوم لعبة نيروبة على أساس طرح مجموعة من الأسئلة الافتراضية على شخص ضمن الجماعة دون اعطاءه الحق في مشاهدة رقعة اللعبة حيث يسال اللاعب "نيروبة جات ولا ما جات" فيرد المتباري "ما جات و لا شفناها" بمعنى ليست لدي أي فكرة فيرد الآخر هل نأخد أحد ابناءها في اشارة الى قطع الحجارة التي رتبت على رقعة نيروبة حيث  يستمر مسير رقعة اللعب في سؤال المتباري الذي لا يرى الرقعة و لا أي ولد من أولاد نيروبة يأخد ، و اذا أصاب الهدف منح الحق في تسيير رقعة اللعب و اعتبر فائزا
             قاش
 
تعد لعبة قاش من بين أبرز الألعاب الشبابية ذات الخصائص العضلية ، وتقوم هذه اللعبة على حركات القفز المرحة والرياضية في نفس الان ، وهي أن يبادر أحد الشباب الذين يلعبون قاش بالتطوع والانحناء في وضعية شبيهة بالركوع ، على أن يقوم باقي الشباب بالقفز على التوالي من على ظهر المتطوع ، ومن سقط نتيجة فشله في تحقيق قفزة تنعت بالرشيقة حل مكان المتطوع الذي بادر بالانحناء أولا.
وتمتاز هذه اللعبة بغلبة أجواء المرح والضحك ، خاصة أن عمليات القفز عادة ما تكون مصحوبة بترديد بعض العبارات الشعبية المضحكة بصوت مرتفع من طرف اللاعب الذي هرول وهو يستعد مهرولا للقفز
كبيبة
 
 تصنف لعبة كبيبة ضمن مجموعة الألعاب الشعبية ا التي أبدعتها مخيلة الإنسان الصحراوي ، وهو يبحث عن التسلية والاستفادة معا ، وهي مخصصة لصغار السن ، تمهيدا لتعلمهم امتطاء الإبل والخيل معا ، وتمار س اللعبة بشكل جماعي من طرف فريقين لا ينقص عدد الفريق الواحد عن أربعة أشخاص ، حيث يحمل كل لاعب من أحد الفريقين ، أحد لاعبي الفريق الآخر ، حيث يقوم أعضاء الفريق المحمول برمي كرة متوسطة الحجم ، سواء أكانت كرة ثوب ، أو شعر الماعز أو الإبل ، فيما بينهم ، وإذا أسقطوها ، يقوم الفريق الخصم بمطاردة الفريق المحمول ، وضربه بالكرة ، وإذا لا مست الكرة أحد أفراد الفريق المحمول ـتحول إلى فريق حامل ، وإلا استقر الوضع على ما هو عليه ، أي على حال المطاردة المتكررة.


 
     ظاما 
تعتبر ظاما من بين الألعاب الذهنية التي تساعد الرجل على تعلم مهارات المواجهة والدفاع عن النفس وحل المشكلات المختلفة ، هذا فضلا عن فوائدها الكثيرة في تنمية مهارات سرعة البديهة . وظاما عبارة عن رقعة مشبكة يتم رسمها على الرمال ، ويبلغ عدد تقسيماتها إلى ثمانين مربعا ، ويقوم بلعب ظاما شخصان يحيط بهما جمع من المشجعين، يسمون"بالنعات .



ü      العاب النساء
خميسة
تأتي لعبة خميسة على رأس الألعاب التي اعتاد نسوة حي الخيام الواحد " لفريك" لعبها وذلك باستخدام خمس قطع صغيرة من الحجارة النظيفة ، وهي لعبة تستند إلى مهارة التركيز ، حيث تعمل لاعبة خمسة على التقاط الحجارة التي يتم تقاذفها في الهواء ، وذلك بشكل متناغم يحول دون إسقاطها ، إذ يعتبر إسقاط إحدى قطع الحجارة . بمثابة هزيمة أمام الفريق المنافس.
كرور
إضافة إلى لعبة خميسة ، تعد لعبة كرور من بين الألعاب النسائية التي تساعد الفتيات على الاستعداد لممارسة الألعاب الأكثر تعقيدا ، وتتمثل فكرة اللعبة في محاولة ملئ مجموعة من الحفر بالحجارة أو بنوع من الثمار ، وهي لعبة مسلية ، تمكن الفتيات من فهم الألعاب الأخرى كالسيك ، وغيره من ألعاب البالغين.

   السيك
تعد لعبة السيك أشهر الألعاب الصحراوية تتشكل عناصرها من كومة رمال على هيئة ظهر دابة يمتد طولها على حوالي 60 سنتمترا تسمى (لبرا) وتتطلب سيكات لممارسة هذه اللعبة، بالإضافة إلى أدوات تشكل من الحجارة أو العيدان الصغيرة أو قطع من القصب يتحرك بها كل فريق على ظهر (لبرا) في اتجاه الفريق الخصم في محاولة لإخراج عناصره من دائرة التنافس، وتعتبر السيكات وهي 8 أعواد يتراوح طولها بين 30 و40 سنتمترات ذات وجه مقوس وملون وظهر أملس بلون واحد.
تنقسم (لبرا) إلى قسمين بمركز كل فريق قطعه عليها بشكل متوازي مع الفريق الآخر مشكلين متوازيين يتوسطهما خطان من النقط والحفر كمجال تحرك قطع السيك... وتعتمد لعبة السيك على قواعد لاتسمح بالتحرك لأي فرد من لاعب الفريقين على لبرا إلا إذا تمكن من إنجاز رمية تسقط فيها السيكات على وجه واحد قد يكون (الظهر) أو (الوجه)ليبتدئ التنقل بين الحفر على البرا في اتجاه الفريق الخصم وفقا لعدد النقط التي تسجل تبعا للوضع الذي تتخذه السيكات أثناء اللعب... ولعل المتأمل لشكل عناصر اللعبة وأدواتها سوف يلمح التلاقي الواضح بين اللعبة والمحيط الجغرافي مما يضفي عليها شعبية وقيمة اجتماعية



   السيك العصري
تعد لعبة السيك العصري تطورا للعبة السيك التقليدي أشهر الألعاب الصحراوية حيث استبدلت كومة الرمل بطاولة خشبية و هذا عائد لكون العديد من الأسر الصحراوية استقرت بالمدن مما دعاها الى ابتكار طرق تقليدية للحفاظ على ثراتها الثقافي رغم تطور الحياة داخل الحواضر .
و السيك العصري لا يختلف على نظيره التقليدي فيما يتعلق بقوانين اللعب حيث ظل كما هو اذ لاتسمح بالتحرك لأي فرد من لاعب الفريقين على لبرا إلا إذا تمكن من إنجاز رمية تسقط فيها السيكات على وجه واحد قد يكون (الظهر) أو (الوجه)ليبتدئ التنقل بين الحفر على البرا في اتجاه الفريق الخصم وفقا لعدد النقط التي تسجل تبعا للوضع الذي تتخذه السيكات أثناء اللعب... ولعل المتأمل لشكل عناصر اللعبة وأدواتها سوف يلمح التلاقي الواضح بين اللعبة والمحيط الجغرافي مما يضفي عليها شعبية وقيمة اجتماعية.
   لزالإبل : سباق الهجن
يقضي الصحراوي وقته في سباق الإبل (اللز) على ظهور الجمال، بمشاركة العديد من فتيان القبيلة وكهولها، وبمشاركة بعض النساء. ويتم وسط  جو حماسي  منقطع النظير، يكون أحيانا بطريقة تلقائية. فكلما عانت خيام العشيرة من بعد لمجموعة من الركاب وهم على رواحلهم، سارعوا إلى الحصول على شرف السبق قبل بعضهم البعض. مما يجعل مجموعة من المشجعين والمعجبين يخرجون من الخيام، ويأخذون قطعة بيضاء من الثوب تسمى (البند)، تصاحبها زغاريد النساء والتلويح بالأيدي والصياح والغناء تشجيعا لمن يستطيع سحب القطعة البيضاء من أيدي المتجمهرين.


                                

خاتمة
يقول المثل الحسا ني في هدا الصدد:‘‘الدنيا كاع ألاكرورلعبة وتفت‘‘
هكذا إذن تشكل الألعاب الشعبية إرثا اجتماعيا ارتبط بجدور الشخصية
الإنسانية والمقومات الحضارية للمجتمع الحساني مارسها بصدق,
كما أن فضائلها عمقت فيهم روح التعاون وروح الجماعة.




من إنجاز                                                                         
Amankour Aziza  
Amankour Fattam


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق