الأحد، 8 يوليو 2012

العمارة الذكورية




تقديم الناشر :

"عمارة ذكورية"؟ هل يمكن جنوسة فن العمارة نفسه الذي تبدو وظائفه من البداهة بمكان؟الفرضية التي يطرحها الكتاب هي أن العمارة العربية الأسلامية، تحاول التقليل من حجم ظهور النساء في الفضاءات المعمارية التي يقع لهذا السبب التدخل بعملها وبجمالياتها أذا تطلب الأمر. ثمة أيديولوجيا معروفة معادية للنساء تبرز في حالة "العمارة الذكورية" عبر وسائل ومواد ملموسة لا تقبل ألا القليل من التأويل: الحجر والملاط والخشب وغيره. أن أعتبار المرأة عورة ليست فحسب فكرة مجردة ولكنها تجد لها تمثيلات صريحة في انماط البناء والتصاميم والمساقط المعمارية في العالم العربي.
موضوع الكتاب قديم و جديد ، القديم فيه هو موضوع التمييز ضد النساء في العالم العربي و الشوفينيه الذكوريه و الجديد فيه هو نوع ذلك التمييز الذي يطرحه الكاتب في الوقت الذي يناقش فيه التمييز الجنسي في اماكن العمل و الاسره و السياسه نجد ان الكاتب قد اضاف اليهم التمييز في البناء و الحجر





الكتاب يتكون من عشرة فصول سميت بالـ"فرضيات" و في كل فصل او فرضيه بقدم الكاتب مثالا على التمييز العمراني ضد النساء و أولى الفرضيات التي ذكرت هي أن الملاقف أوالمشربيات التي تعد الفرصه الوحيده للمرأة لرؤية العالم الخارجي وصولا الى السلالم و التي ذكر منها المنازل المصرية في مدينة رشيد
حيث يستخدم الطابق الاول العلوي لاستقبال الضيوف و في بداية الطابق الثاني العلوي ينتهي السلم الصاعد الى المنزل من الطابق الارضي ليبدأ سلم آخر من داخل الطابق الثاني و الطوابق الاخرى مما يعني عزل طوابق عزل طوابق المنزل الخاصه بالاسره عن طابق الاستقبال
و في نفس المنازل و في حالة نقل الطعام للضيوف من الطابق العلوي تنقل المرأه الطعام بواسطة سلم سري في أحد الحجرات حيث لا يمكن أن يراها احد و هي تنقل الطعام الى غرفة الاستقبال
.
من امتع فصول الكتاب أو فرضياته هي الفرضيه السادسه التي يذكر الكاتب فيها نموذجا من أهم نماذج العماره الذكوريه و من ادلة التدخل الذكوري في بناء المنزل و التدخل في تصميمات المعماريين حيث جاء ذكر الديوانيه التي تعد من اهم ما يلحق في المنزل و ذلك ليمكن للرجل ان يستقبل ضيوفه في معزل عن بقية المنزل و اورد الكاتب الكويت مثالا على العماره الذكوريه و الديوانيه في البناء الحديث كرمز لتعزيز و تحديث العماره الذكوريه و ذكر الكاتب أيضا رد الفعل النسائي الحديث ضد الديوانيات الرجاليه منها الديوانيه المشتركه منها ديوانية الفنانة التشكيلية ثريا البقصمي
.
و هناك شكل آخر من التمييز الذكوري و تعزيزه حيث جاء المقهى في الفرضيه الثامنه كدولة للرجل العربي لا مجال او مكان فيها للمرأة حيث ان المقهى هو المكان التفاعلي للرجل فقط في المجال الاجتماعي و الترفيهي حيث اورد امثله عن مقاهي مصر-سورية-لبنان-العراق و السودان و غيرهم
.
كما ذكر الكاتب في البدايه الى ان العماره العربيه تحاول التقليل ما امكن من ظهور النساء في الفضائات المعماريه و التقليل من احتكاكهن بالرجال خصوصا في المناطق المكتظه بالسكان ختم الكاتب بحثه ذاكرا ان هذا الحال يختلف عن حال بعض المجتمعات القديمة التي "تقف موقفا لا يقل عداء ازاء المرأة مثل المجتمع الصيني التقليدي ... والمجتمع الهندي الريفي الذي يذهب الى حد وأد النساء حتى يومنا هذا".
واضاف "لكن لا المجتمع الهندي ولا جاره الصيني قد ذهبا الى حد التغييب البصري النهائي للمراة عبر الحجابات والنقابات بما فيها الحواجز المعمارية من كل نوع و في الاجواء المدينية خاصة
".
و ينتهي الكاتب الى ان قمع المرأه هو مثله في جميع المجتمعات لكن ما ميز العالم العربي اهو اضافة عمائر او جمليات معماريه تهدف لاخفاء النساء تماما عن العيون و عن الحياة الاجتماعيه
.
بشكل عام - الكتاب سلس و جديد في محتواه و يستهدف العامه و المختصين و ميز الكتاب كذلك احتواؤه على رسوم هندسيه و صور و فصول خصصت لبلدان عربية مختلفة وصور ومخططات ايضاحية ودراسات معمارية وفنية وتاريخية توضح ما كان يصبو اليه الكاتب و ما ذكره من مبان و افكار تستخدم في البناء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق