الجمعة، 9 نوفمبر 2012

تعتبر العمارة الرومانية كغيرها من النماذج المعمارية الأخرى ، حصيلة الفنون والحضارات السابقة والمحيطة وأهمها الإغريقية ،ولكن الرومان طبعوها بطابعهم الخاص الذي لا يمكن إن يخطئه أحد وكانت رابطته بالماضي قوية معبرة في نماذج المعابد المختلفة التي تشهد بعظمتها في تاريخنا المعاصر . 
وأهم ما يميز العمارة الرومانية هو الطريق الجديد الذي انتهجته هذه العمارة بحيث إنها اتجهت إلى الاهتمام بالمباني الدنيوية عن الدينية وعن الأماكن العامة عن الخاصة وأيضا استخدام العقود بأشكالها المختلفة والتي اتخذت عدة أشكال جميلة ؛ وأهم معالم ومميزات العمارة الرومانية : القوة ، قلة التكاليف ، المرونة التامة ، سهولة الوصول إلي وحدات متسعة .
أظهرت أعمال المعماريين الرومان عدم اهتمامهم بالمعابد الدينية فكانوا يكتفون بمحراب في كل بيت، ومن أهم المعابد الدينية والذي يعتبر نموذجا آخر من النماذج المعمارية سيباي في تيفولي وقد استخدمت فيه الخرسانة والتي استخدمت من قبل الشرق ولكن في التحصينات, وقد عرف الرومان كيفية إخفاء الشكل الغير مقبول للخرسانة عن طريق تكسيتها بالطوب أو الحجر.
وقد تميز الإبداع والفن في العمارة الرومانية بالصعوبة والتعقيد الذي لم يكن ملحوظاً في العمارة الإغريقية بسبب الابتكارات المعمارية التي أنشأت عناصر معمارية جديدة مثل : العقود ، قبوات ، والقباب جميعها باستخدام الخرسانة .
وعمارة الرومان مكنتهم من بناء قبوات وقباب واسعة باستعمال الحديد مثل : 
1. القبوة نصف الاسطوانية : محملة على حائطين متوازيين .
2. القبوة المكونة من قبوتين نصف اسطوانتيتين متقابلتين .
3. القبوة نصف الكروية .
المعابد الرومانية
يعتبر معبد فورتينا فيرليس النموذج الأول للمعابد الرومانية التي حققت طموح الرومان في الحصول على صالات متسعة رحبة لعرض التماثيل والأسلحة والأدوات التي اغتنموها من حروبهم ، والنموذج الثاني هو معبد سيباي والذي كان عبارة عن كوخ مستدير في الريف الروماني ثم تم إنشائه بالحجر ويملك واجهات جميلة ورشيقة وداخل الصالة يحتوي على شبابيك وأبواب تم بناؤها بالحجر المنحوت والجدران تم بناؤها بالخرسانة ولأول مرة بكسر الأحجار والطوب وخلافه ثم غطيت الحوائط بكسوة من قطع الأحجار الصغيرة وقد استخدمت هذه المباني قبل ذلك بألفي عام في الشرق ولكنها أصبحت علامة مميزة للحضارة الرومانية وذلك لسهولة تشكيلها ورخص ثمنها وسهولة الوصول على تصميم وحدات متسعة.
وما يميز الرومان أنهم استطاعوا أن يخفوا تلك الخرسانة تحت غطاء جميل من الطوب أو الحجر أو الرخام أو بطلاء أبيض ناعم ولكنها اليوم معظمها عارية على عكس الأطلال الإغريقية والتي ما زالت تتمتع برونقها وجمالها حيث ظهرت الخرسانة العارية القبيحة التي بنيت بها المعابد الرومانية. 
كانت تبنى عادة المعابد الرومانية إما مواجهة لمصدر الضوء أو مواجهة لميدان عام وكان للموقع أهمية كبرى في التصميم واهتم الرومان بمداخل المعابد ولم يهتموا بأن يكون المعبد في موقع يسمح برؤيته من جميع الاتجاهات كما كان عند الإغريق .
وتم تصميم المعابد الرومانية على نوعين رئيسيين ، فهي إما مستطيلة الشكل أو دائرية ، وكانت المعابد عامة تحتوي على خلوة واحدة متسعة ورواق من الأمام ، ويعد أشهر المعابد المستطيلة (معبد فينوس):


هذا المعبد مقام على قاعدة طولها 540x 521 قدم وبه 200 عمود من الجرانيت المصري وتحتوي الواجهة على أعمدة من النظام الكورنثي ومن مميزاته أيضا أنه كان يحتوي على هيكلين ويمتاز بسقفه المغطى بالقرميد الزجاجي المغطى بطبقة من البرونز المذهب التي نزعت عنه عام 625 لتغطية سقف كنيسة سانت بيتر روما ولذا يمكن أن نتصور مقدار ما كان لهذا المعبد من روعة وجمال من حيث التنسيق الهندسي وروعة الفن التشكيلي المنبثق من التكوينات المعمارية والعناصر الفنية.
المقابر : 
كانت المقابر الرومانية التي تعتبر في منتهى البساطة من حيث المسقط الأفقي العام والمكونات والعناصر تنقسم في عهد الرومان إلى ثلاثة أنواع: 
1. القبور : وهي عبارة عن أقبية تحت الأرض وبحوائط فتحات معقودة للوصول الى رفات الموتى بعد حرقها . 
2. القبور التذكارية : وهي عبارة عن أبنية مستديرة الشكل ذات اتساع معين محاطة ببواكي وترتكز على أسفال مرتفعة وسقف مخروطي الشكل .
3. القبور الهرمية : وقد أدخلت في روما عقب فتح مصر عام 30 ق.م. على شكل أهرام. 
المسارح والمدرجات: 
تم تصميم المسارح الرومانية على شكل نصف دائرة مثل الإغريقية وكانت تبنى على مواقع مسطحة مقامة على عقود من الحجر ونقط ارتكاز معمارية وإنشائية بالطرق العادية المستعملة . 
أما المدرجات فكانت تعبر عن عمل واضح لحياة الرومان من حيث القوة ، الروعة ،القسوة ، الوحشية حيث تقام المعارك بين الاسرى والوحوش لتسلية المشاهدين ، وأشهر هذه المباني هو " الكولوزيوم" عام 70-82 ق.م. 


تم تصميم الكولوزيوم بمسقط أفقي بيضاوي الشكل ،يحتوي على 80 باكية خارجيه لكل طابق يحيط بالجزء الداخلي حائط بارتفاع 50م وخلفه اليوديوم وهي مدرجات الإمبراطور وحاشيته. 
يتسع الكولوزيوم لـ ثمانون ألف متفرج ,يبلغ ارتفاع الوجهات 52م مقسمة أربعة أدوار و كان الدور الأرضي مزداناً بأصناف أعمدة على الطراز التوسكاني والايواني و الكورنشي وكانت الأعمدة مخالفة للموديول، ويحمل الطابق الاول اعمدة من النوع الدوري (وهو أبسط وأقدم نوع من الاعمدة في الهندسة المعمارية الاغريقية) ويليه طابق تحمله اعمدة من النوع الايوني (نسبة الى ايونيا اليونانية) ثم ترى الطابق الثالث تحمله اعمدة من النوع الكورنثي (نسبة الى كورنث في اليونان التي اشتهرت قديما بالترف والتهتك وتزدان تيجان الاعمدة بزخارف تشبه اوراق الاشجار) وله ثمانون مدخلا مثل ملاعب المدن الرياضية الحديثة أما داخله فينقسم الى ثلاثة اقسام: المسرح المدور أو مكان التنافس والمنصة العالية ومقاعد المتفرجين وتنقسم حسب طبقاتهم من الاشراف وأعضاء مجلس الشيوخ وبقية أفراد الشعب. 
بدأ انشاء الكولوسيوم عام 72 بعد الميلاد ودشنه الامبراطور تيتوس الذي هدم المعبد في القدس بعد 8 سنوات من البناء فأقيمت فيه الالعاب الرياضية لمدة مائة يوم قتل خلالها خمسة الاف حيوان مفترس ونصب البحارة خياما وأشرعة على سقفه لحجب ضياء الشمس القوية عن المتفرجين ، وسمي كولوسيوم نسبة الى تمثال نيرون البرونزي الضخم في شكل اله الشمس وارتفاعه 38 مترا، والذي كان منتصبا بالقرب من المدرج في أول شارع النصر (أو المنصة الامبراطورية الان) بعد أن جره 12 فيلا لإقامته في ذلك الموقع وبني بالقرب منه قوس قسطنطين عام 315 بعد الميلاد تكريما لنصر الامبراطور الذي بنى القسطنطينية والذي قلده الفرنسيون في قوس النصر بباريس.
ومن اهم الابتكارات المعمارية الرومانية هنا :
1. الأكتاف الكبيرة التي تحمل ثلاثة أدوار من البواكي وتدور حول المبنى من الخارج .
2. الطريقة الزخرفية في استعمال الأنظمة المختلفة الواحدة فوق الأخرى وهي طريقة تستعمل في العمارة الإغريقية .
3. الكورنيش العظيم المستمر بانتظام في أعلى المبنى. 
أقواس النصر: 
هي عبارة عن بناء ضخم من الحجارة مزين بنقوش تاريخية متصلة به أعمدة محمولة على قواعد مرتفعة تحمل تتمة البناء بشكل دورة منقوش عليها بالكتابة السبب الذي شيد من اجله حيث كانت تشير للأباطرة والقواد تذكاراً لانتصاراتهم وقد استعمل الطرازين الكرونيشي والمركب وأشهرهما : 
1. قوس نصر تيتوس 
شيد عام 18 ق.م ، في بيت المقدس وهو قوس ذو فتحة واحدة وعلى الواجهتين نصف أعمدة ملتصقة وفي الأركان ثلاثة أرباع عمود على النظام المركب. 
2. قوس نصر سيتمس 
شيد عام 204 ، وهو قوس ذو ثلاث فتحات مصنوع من الرخام الأبيض وترتكز عقوده على أكتاف في مقدمتها أعمدة على النظام المركب ، ويحتوي الكتف القبلي على سلم يوصل إلى الأعلى. ومن أشهر وأفضل الأقواس الرومانية أيضاً قوس الإمبراطور قسنطنطين الذي شيد في عام 315ق.م. 


المساكن الرومانية: 
تنقسم المساكن الرومانية إلى نوعان رئيسيان هما: 
1 . مسكن العائلة المفردة 
وهو النوع المفضل من المساكن الفردية المخصصة لسكن الأسر الغنية من معالمه المميزة وجود صالة مربعة أو مستطيلة تتوسط المسكن مضاءة من السقف تتجمع حولها الحجرات ويحمل السقف المفتوح إلي السماء عند أركان الفتحة أربعة أعمدة كورنثية وفي أرضية هذه الصالة حوض غير عميق يستقبل مياه المطر من فتحة السقف وتتصل هذه الصالة بحديقة خارجية ويحيط بالمسكن حوائط صماء لحجبه عن الشارع وتوفير عوامل الخصوصية . 
2 . مجمع المساكن 
عبارة عن عدة مساكن مجتمعة في مبنى واحد وهي مبنية من الخرسانة والطوب تشكل في مجموعها ومن تكويناتها أفنية داخلية ويحتوي الدور الأرضي على محلات تجارية وحواصل ودكاكين و حانات ولم تكن لها علاقة بالمساكن العلوية ، وتصل الأدوار السكنية في المباني من حيث الارتفاع إلى خمس طوابق. 

النمط المعماري للأعمدة الرومانية جاءت طرز الأعمدة اليونانية على ثلاث أنواع هي :
1 - الطراز الدوري Doric ظهر في سواحل البيلوبونيز وإيطاليا وصقلية لم ينسب إلى الأم الدورية ، ونشأ منه نوعان : الدوري الإغريقي ، والدوري الروماني . 
2 - الطراز اليوني Ionic ويعتقد بأن جذوره تعود إلى أصول رافديه وحيثية و ظهر في العمارة الكنعانية الفينيقية وتوجد أمثله له في الأطلال الفينيقية بما يدعى (السابق للايوني ,( Preionic ثم تسنى له الانتقال الى اليونان عن طريق آسيا الصغرى وانتشر بها أواسط القرن السادس قبل الميلاد ،ثم الى سواحل بحر إيجة وبعض الأراضي الشرقية التي كانت تحت حكم اليونان . 
3 - الطراز الكورنثي Corinthian ،وورد من أصول العمارة المصرية ثم انتقل الى الإغريق ونشأ في مدينه أثينا في القرن الخامس قبل الميلاد ، واشتقت تسميته من مدينة كورنث اليونانية ، وطوره الرومان في حقبة لاحقة . ويتشكل تاجه من نسقين من أوراق نبات الأقنثا . وظهر من هذا الطراز نوعان : الكورنثي الإغريقي ، و الكورنثي الروماني .

واستعمل الرومان في عمارتهم نفس طرز الأعمدة الإغريقية الدوري والايوني و الكورنثي ، وأدخلوا عليها بعض التعديلات ، كما طوروا الطراز الدوري فعرف باسم : الدوري الروماني ، وكذلك الكورنثي الروماني ، وفي بعض الأحيان كانوا يدمجون الطرز الثلاثة في عمود واحد . وكان للنهج الكورنثي النصيب الأكبر في الانتشار والشيوع أكثر من غيره ، ونشاهد ذلك في آثار تدمر، وفي بدايات هذا العهد نشأ منه نوع مطور نشاهده في أطلال مدينة أفاميا حيث يأخذ بدن العمود شكلا حلزونيا مع بقاء التاج كورنثي الطراز . 
وفيما يخص تيجان الأعمدة ،استعمل الرومان في عمارتهم نفس طرز التيجان الإغريقية : الدوري والايوني و الكورنثي ، و أدخلوا عليها بعض التعديلات ، كما طوروا الطراز الدوري فعرف باسم : الدوري الروماني ، وكذلك الطراز الكورنثي الذي عرف بالروماني ، وفي بعض الأحيان كانوا يدمجون الطرز الثلاثة في تاج واحد .وكان للنهج الكورنثي النصيب الأكبر في الانتشار أكثر من غيره ، و نشأ منه نوع مطور نشاهده في أطلال مدينة أفاميا . كذلك ظهر طرازان جديدان هما:
1. التوسكاني Tuscan وهو طراز دوري روماني تاجه بسيط غير مزخرف ،وقد عم في عمارة المغرب العربي إبان حروب (الإسترجاع) التي قامت بين الشاطئين الشمالي والجنوبي للبحر المتوسط في القرون الوسطى، ونقلها البناءون من أسرى الحروب الأوربيين الى تلك الديار.
2. المركب Composite نموذج طوره الرومان في حقبة متأخرة ، ويتألف تاجه في نصفه العلوي من الزخرفة اليونية ، ونصفه السفلي من الكورنثية
تُصنف العمارة المصرية كما يلي:
أ‌-الطرز والمسلات
ب‌- العمارة المدفنية أو الجنائزية
ج- العمارة الدينية
د- العمارة المدنية و العسكرية

أ‌-الطرز والمسلات:
المسلة هي قطعة من الغرانيت تحفر على الأرض وتركز بشكل عامودي وهي ذات مسطح مربع ينحسر في الأعلى وينتهي بشكل هرم صغير.يُكتب على المسلة عادةً إسم الفرعون وعبارات الدعاء والتوسل للإله الذي أُقيم له المعبد. وتكون عادةً في مقدمة المعابد, ومن أشهرها مسلّة حتشبسوت وارتفاعها 33.20م, ومسلتا معبد الأقصر وطول إحداهما 25م ووزنها 257 طناً والثانية موجودة في باريس في ساحة الكونكورد وطولها 22.14 م ووزنها 220 طناً.

الأعمدة:

استعار المصريون أشكال من الطبيعة لتجميل الأعمدة, وقد حملت هذه الأعمدة فيما بعد, اسم الزهرة أو النباتات التي اتخذت شكلها.
يقسم العامود عادة إلى ساق وقاعدة وتاج تعلوه وسادة مربعة تفصل التاج عن كتلة البناء.
أما أنواع الأعمدة فهي:

1-العمود البسيط: أقدم الأعمدة في تلك الحضارة, وليس له تاج ولا قاعدة وقطاعه ذو أربعة أضلاع متساوية, ويوجد في معبد الوادي قرب أبي الهول وفي سقارة.
2-العمود الشبه الدوري: ويشبه الدوري اليوناني وهو على نوعين:
# المضلّع: له تاج مربع وساق مضلّع وقاعدة مستديرة.
# المقنى: ويشبه المضلّع ولكن أبدلت ضلوعه إلى أقنية وعددها 16-18 قناة وله قاعدة وتاج مربعي الشكل (موجود في الكرنك والدير البحري).

3-العمود البردي(papyriform): سمي نسبة إلى ورقة البردي((papyrees وله تاج مؤلف من عدة أزهار مقفلة, وساقه مكونة من سيقان الأزهار أيضاً وهي مثلثة الأضلاع تجمعهاعند أسفل التاج 5 أربطة وله قاعدة مستديرة (موجود في معبد آمون والأقصر).
هناك طراز آخر منه ذو ساق واحدة تعلو زهرة مقفلة أو مفتوحة على شكل ناقوس
((campariform.

4- العمود اللوتسيlotiform) ): تعود التسمية نسة لزهرة اللوتس وله ثلاثة أنواع:
# تاج مؤلف من زهرة واحدة مقفلة على شكل برعم وساقه أسطوانية.
# تاج مؤلف من زهرة واحدة مزهرة على شكل ناقوس( أي جرس) معكوس الوضع.
# تاج مؤلف من عدة أزهار مقفلة –كالبردي- ساقه مكونة من سيقان هذه الأزهار
وهي مستديرة الشكل تجمعها عند أسفل التاج 5 أربطة.

5- العمود النخيلي (palmiform): تاجه مؤلف من مجموعة سعف النخيل, أطرافها العليا
على الخارج, وتربطها 5 أربطة عند أسفل التاج.

6- العمود الهاتوري (hatorique): نسبة للإله هاتور ويُرمز اليه ببقرة. تاجه مكعب
الشكل وله أوجه يظهر عليه الإله هاتور أو رمزه ويعلو التاج مكعب يماثله في الحجم
وهو تاج إضافي منقوش (معبد دندره).
7- العمود المركب (composite): وهو خليط تاج لوتسي ناقوسي وتاج نخيلي واستعملت الألوان فيه ببراعة.

ب- العمارة المدفنية أو الجنائزية:

وهي عبارة عن العمارة التي تتناول القبور والأهرامات والمصاطب.
1-المصاطب: أول ما عُثر عليه هو سراديب من الآجر, كان بعضها ذا أدراج, ثم أضيفت إليه حجرة أرضية من الآجر أيضاً خصصت لحفظ أشياء المتوفى وأثاثه ومن ثم أصبحت على شكل مصطبة. أما المصطبة فكانت قبور كبار الموظفين, وهي بناء هرمي ناقص ذي باب صغير فوق الأرض, وفي أسفله غرفة اللحد المحفورة تحت الأرض وهي محاطة بالحجر وتتصل بالبناء الرئيسي العلوي بما يسمى البئر, المغطى بحجر نم الصعب تمييزه عن باقي أحجار السطح. ويتألف البناء الرئيسي من قسمين: السرداب والمعبد. وكانت الجدران مزينة بنقوش نافرة تضم بعض التماثيل. من أجمل المصاطب مصطبة(تي) في سقارة.


2- الأهرامات المدرجة: وبعد المصاطب ظهرت أهرامات عبارة عن مصاطب متطابقة على شكل مدرج, وكان أولها هرم سقارة الذي أقيم في عهد زوسر. ويتألف من 6 طبقات وتحتوي المصطبة العليا على بضعة مصليات ذات إبهاء, وهو يعتبر أول عمارة حجرية في التاريخ.


ج- الأهرامات: تطور بناء الأهرام في عهد الأسرة الرابعة, وأصبح يشمل معبداً, وفيه يستقبل الناس للبركة والصلاة. ويتصل هذا المعبد بالبناء الجنائزي بواسطة طريق حجري صاعد
يغطي غرفة اللحد.
ولقد كانت الأهامات قبوراً مخصصة للفراعنة الملوك ومن أشهرها: أهرامات الجيزة وهي هرم خوفو(137م) وهرم خفرع(136) وهرم منكورع(62م ارتفاع).

تفصيل لهرم خوفو:
وهو أكبر الأهرامات وأهمها, يقع في الجيزة قرب القاهرة وهو مؤلف من بناء هرمي في داخله سراديب هابطة وصاعدة تؤدي إلى غرفة اللحد. قاعدة الهرم تبلغ 230 م وارتفاعه 147م وقد تآكل مع الأيام وهو الآن ارتفاعه 137م وكان مكسواً بغلاف من الرخام. أما البناء فكان من الحجر الكلسي.
ورأس الهرم من الغرانيت وكان الحجر يرصف بمسطحات أفقية تماماً تدريجياً. أما السراديب فكانت من الطين والآجر منحدرة صعوداً أو هبوطاً, وكانت متعددة بهدف تضليل الداخل الغير مرغوب به.
لقد انجز الهرم تماماً حولي سنة 2600ق.م. ولقد استعملت كتل صخرية كلسية للبناء تزن 2.5 طن كمعدل وسطي ويُعتقد أن عدد الكتل حوالي 2.500.000كتلة تزن حوالي 6.500.000 طن, يمكننا إحاطة فرنسا بكاملها بتلك الكتل بسور يرتفع 3م.(لا ننسى أهن من عجائب الدنيا السبع).
أبو الهول: يعتبر تمثال أبو الهول تابعاً لهذا الهرم وهو عبارة عن تمثال نصف إنسان ونصف
حيوان منحوتاً بكتلة كلسية ترتفع 20م وهو يمثل الفرعون( الملك والإله في الوقت نفسه).
د- المعبد الجنائزي: خفّت عمارة الأهرامات في الإمبراطورية الوسطى بل تخلّفت أما في الإمبراطورية الحديثة. فقد عاد الإهتمام بالقبور لكن لنفصل المعبد عن القبر فظهرت طريق حجرية تصل بين معبد الزيارة والمعبد الجناءزي كما أصبح القبر مستقراً تحت الأرض في مكان مؤلف من ممر ودرج وغرفة تئدي إلى صالة اللحد. وأصبح المعبد الجنائزي مؤلف من بهوين ورواق يتقدمه الصرح ويقود إلى صالة الأعمدة ثم إلى ثلاث قاعات تضم لحد الملك.
ه- العمارة الدينية:

1- معبد الشمس: وهي معابد مفتوحة إلى السماء, تتألف من جدار محيط على شكل مستطيل, وفي الجهة الجنوبية تنتصب مسلة نقش عليها رمز الشمس, ويتصل المعبد بطريق حجري بقاعة في المدينة. وفي الغرب وخارجاً عن السور, يتصل في حفرة جدارية بيضاوية(تعتبرمركب الشمس). مثال هذه المعابد معبد(أبي غروب).

2- المعابد الدينية: تألفت المعابد الأولى من واجهة ذات باب ينفتح على بهو عيض متصل بسبع قاعات عبارة عن مصال. لم يبقى من هذه المعابد إلا واحد في مدينة مادي. لكن هناك نوعان آخران من المعابد الدينية منها معابد منبسطةعلى غرار معبد آمون الكبير ومعابد أخرى منحوتة بالجبل على غرار معبد أبي سنبل الكبير.


3- معبد آمون الكبير(الكرنك): تماد مباني هذا المعبد حوالي 350م واتجاهه من الغرب إلى الشرق. ويتضمن العناصر التالية:
- صفان متوازنان من الأكباش: وهي تماثيل تعادل ثلاثة أضعاف الحجم الطبيعي, لها رؤوس أكباش وأجسام الأسود وهي تمثل الإله آمون رع. ويبلغ طول هذا الممشى 72م وعرضه 13م وفي كل صف 20 تمثال.
- الصرح
(Pylone): وهو بناء جداري ضخم يرتفع 44 متراً وعرضه 113م وسماكة قاعدته 15م وتقل سماكته تدريجياً مع الإرتفاع ةيتوسط هذا الصرح مدخل المعبد الرئيسي, وعلى صفحة الجدار نقوش غائرة وكتابات هيروغلافية تشير إلى الأعمال والإنتصارات الحربية.
- فناء أو صحن: وهو مكشوف من الوسط ومسقوف من الجانبين على صف من الأعمدة, وفي الوسط صفان أخريان من الأعمدة البردية(21م ارتفاع وقطر 2,7م) على امتداد صفي الأكباش. وكل صف مؤلف من خمسة أعمدة.
هذا الجزء من المعبد هو المعبد الذي بناه رمسيس الأول لكن أضيف عليه فيما بعد بهو الأعمدة ينتهي بصرح آخر ومسلتان في المقدمة وحجرة مقدسة.
بهو الأعمدة: salle hypostyle تبلغ مساحته 102م × 51م ويحتوي على 124عموداً مقسمة على 16 رتل, منها 12 عموداً مرتفعة عن الأخرى وموضوعة في صفين في الوسط, ويبلغ ارتفاع العمد 21م وقطر 3,57م وهو أعلى عمود عرف في العالم.
أما الأعمدة الأخرى فارتفاعها 13م وقطرها 2,80م وقد حملت هذه الأعمدة سقفاً حجرياً على مستويين مما أتاح وجود فتحات جانبية من الوسط لدخول النور والهواء. وينتهي هذا البهو بصرح بناه امنحوتب الثالث.
- المسلتان: جرت العادة أن تقام مسلتان أمام جانبي الصرح وفي معبد آمون عُثر على مسلة لتحتمس الأول وأخرى لحتشبسوت ارتفاعها 33,20م وهي أطول ملة موجودة.
- الحجلاة المقدسة: وهي حجلرة مظلمة لا يدخلها النور إلاّ من بابها وفيها تمثال الإله الذي أقيم له المعبد.

4- معبد أبي سنبل الكبير: وهو منحوت في كتلة جبلية في أسفل الجنوب, وفي واجهته أربع تماثيل ضخمة تمثل رمسيس الثاني جالساً بجانبه بعض زوجاته وأبنائه وبناته, ترتفع واجهته 33م وتمتد أفقياً 38م, ويبلغ ارتفاع كل من التماثيل 20م. تتوسط واجهته باب صغير يؤدي إلى بهو الأعمدة الذي تزينه أعمدة تلتصق بها تماثيل الملك على هيئة أوزيريس. وزينت الجدران والسقف برسوم الصقر المجنح أو النجوم المتلألئة ومعركة قادس بألوان زاهية.
ومن بهو الأعمدة إلى بهو ثانٍ نقشت على أعمدته رسوم رمسيس الثاني وثم إلى الحجرة المقدسة (قدس الأقداس) التي هي على امتداد 63م من مدخل المعبد.
والجدير بالذكر أن الشمس تنير واجهته وتدخل في العمق إلى قدس الأقداس.
في سنة 1970 نقل هذا المعبد والمعبد الصغير الموجود إلى جانبه من منطقة غمر المياه إلى مكانها الجديد على 200م وارتفاع 63م.

د- العمارة المدنية والعسكرية:
فقد كانت أقل أهمية من العمارة الدينية, لكن هذا لا يمنع من وجودها.
البيوت: كانت البيوت تبنى من مواد خفيفة, لهذا لم يبقى لها أثر اليوم. فيما بعد أصبحت
المنازل مؤلفة من فناء متصل بمسكن من طابق واحد.
أما في الإمبراطورية الحديثة هناك بيوت مترفة ذات حدائق وبحيرات وسواجق.

العماره الفرعونيه (المصريه) القديمه 
1-العامل الجغرافى:- اثر العامل الجغرافى فى تكوين الحضاره المصريه القديمه وذلك نتيجه لوجود المجرى المائى شريان الحياه فى مصروهو نهر النيل فبه اصبح وجود شمال مصر وجنوب مصر وايضا عند دراسة مصر من حيث المستويات نجد ان الجزء الشمالى هو الجزء المنخفض ولذلك سمى بمصر السفلى اما جنوب مصر هو الجزء المرتفع لذلك سمى بمصر العليا.

2-العامل الجولوجى :- اثرت المعتقدات الدينيه ما بين الحياه الدنيا والحياه الاخره فى اختيار مواد البناء والتى وضحت فى العماره المصريه القديمه فنتيجه لوفره الطمى الذى يصنع منه( الطوب البن) ووفره الاحجار فخصص المصرى القديم الطوب البن فى بناء المبانى السكنيه (الدنيا الفانيه)اما الاحجار فاستخدمها فى بناء العماره الجنائزيه(المقابر)والمبانى الدينيه (المعابد).
3-العامل المناخى:- *تتميز المدن المصريه باعتدال فى درجات الحراره وفى حاله ارتفاع درجات الحراره لجاء المعمارى القديم الى استخدام الحوائط السميكه لعزل الفراغات الداخليه عن الحراره المرتفعه فى الفراغ الخارجى.
*قله سقوط الامطار بأستثناء بعض المناطق ادى ذلك الى استخدام الاسطح المستويه وعم استخدام السطح المائله فى المبانى التى لجات اليها الاخرون فى الحضارات الاخرى لسرعه التخلص من مياه الامطار والجليدالمذاب.
*ارتفاع نسبه الرطوبه فى المناطق الشماليه لمصر ووجود التربه الطينيه أدى ذلك الى تلف الاثار فى شمال البلاد بينما تميز جنوبها بالجفاف المعتدل وأدى ذالك بالاحفاظ بالاثار والمبانى القديمه الظاهر منها او المدفون منها فى باطن الارض.
4-العامل الدينى:- اثرت المعتقدات الدينيه بصوره مباشره وغير مباشره فى تحديد معالم الحضاره والعماره الفرعونيه القديمهوذلك على النحو التالى:-
*تم اختيار المواد الهشة نسبيا (الطوب البن والقش)واستخدامها فى بناء المساكن الخاصه بالحياة الدنيا اما الاحجار والجرانيت فقد خصصت للمبانى الدينيه والجنائزيه كما ذكرنا من قبل.
*اثرت فكره انتقال الحياه (الشمس)من مشرقها الى غروبهافى اختيار مواقع المبانى فى العماره المصريه القديمه فأحتلت المبانى السكنيه شرق النهر اما المبانى الجنائزيه وبعض المبانى الدينيه غرب النهر.
5:-العامل الاجتماعى:- كان التدرج الاجتماعى فى مصر القديمه كما يلى:-
*الالهة
*الفرعون (يعتبر ممثل الاله فى الارض)
*الكهنه
*الوزراء و كبار رجال الدوله
*الشعب (اعمال الفلاحه والتجاره)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق