الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الهوية والتكوينات المعمارية والعناصر الجمالية
في العمارة الإسلامية المغربية

                                                            الأستاذة نعيمة الحضري
                                               شعبة التاريخ - تخصص عمارة إسلامية
                                                                            كلية الآداب والعلوم الإنسانية - القنيطرة

تمهيد                                                      
فن البناء والتعمير قديم قدم الإنسان وهو في أصله تلبية لحاجة أساسية من حاجات الحياة لكنه في الوقت نفسه نتاج غني، ككل ما يصنعه الإنسان وينتجه، يعبر فيه عن دوقه وفكره وميوله([1]).
لقد اختلف نتاج الإنسان وأوصافه باختلاف الزمان والمكان، وكان للثقافة والدين والبيئة دور في تكوين شخصية فنون الأمة.
وهكذا كانت أعمال البناء من أهم مظاهر الرقي لدى الأمم والطابع المميز لحضارتها، وبذلك اختلفت الفنون وأصبح لكل منها خصائصه ومميزاته.

الفن الإسلامي: النشأة والمميزات
النشأة
نشأ الفن الإسلامي في كل إقليم من أقاليم الدولة الإسلامية على أساس الفنون السابقة في القرن الأول الهجري؛ وطور الفنان المسلم هذه الفنون وقدمها في حلة جديدة متمشية مع تعاليم الدين الجديد وروحه وشعائره .
وقد تفوق المسلمون في كثير من المجالات الفنية وربما كان أهمها: فن العمارة، الذي ابتعد عن العناصر المقتبسة، وخلق عناصر فنية جديدة تتبدل وتتطور من عصر إلى عصر ، لتزيد من تأكيد أصالة الفن الإسلامي في العمارة وما يتصل بها من فنون الزخرفة .

بعض خصائص الفن الإسلامي
استوحى الفن الإسلامي في نشأته وتطوره روح الإسلام وتعاليمه؛ ونوع الأساليب الفنية في العالم العربي الإسلامي، وعلى الرغم من تنوعها، فإنها تتفق جميعها في طابع ينطق بوحدتها من حيث مظهرها وجوهرها([2]).
 تميز الفن الإسلامي بكراهيته للفراغ، فاهتم الفنان المسلم بتغطية المساحات برسوم سطحية؛ فظهرت الموضوعات الزخرفية متكررة على العمائر والتحف الإسلامية تكرارا يلفت النظر .
وقد لخص صالح أحمد الشامي خصائص الفن الإسلامي بقوله: «الفن الإسلامي لقاء كامل بين إبداع الموهبة ونتاج العبقرية وبين دقة الصنعة ومهارة التنفيذ وحسن الإخراج، إنه اجتماع بين الذكاء وبين الخبرة، وبهذا يصل الفن إلى ذروة الجمال» ([3]).

مفهوم العمارة الإسلامية
العمارة لغة: مصدر فعل عمر  يعمر، عمارة أي صار عامرا، وعمر المكان أهله اسكنوه وعمر المنزل  جعله آهلاً([4]).
 يرد فعل عمر عدة مرات في القرآن الكريم }إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر{ (سورة التوبة الآية 18). أما المصدر فلا يرد إلى مرة واحدة: }أجعلتم نهاية الحاج وعمارة المسجد الحرام{ (التوبة الآية 19).
العمارة اسم للبنيان والعمران، ويقول أبو صالح في كتابه "الفن الإسلامي" «العمران البنيان، وهو أيضا اسم لما يعمر به المكان»([5]) أما في الاصطلاح، فإن العمارة فن مرتبط بالبناء وفق قواعد معينة.

وظائف العمارة
توفر أما كن للسكن والعبادة والخدمات. وهي ليست مجرد أبنية، بل هي المظهر الحضاري الذي يحدد الشخصية الثقافية لأمة من الأمم.
والعمارة تعبير ثقافي وحضاري لإبراز هوية المجتمع، أي اختيار الطابع والشكل المعماري المنسجم مع البيئة والإنسان؛ وتأمين متطلبات هوية الفرد والجماعة من خلال المعالم والصفات المعبرة عن متطلبات الهوية التي تظهر في الحاجات الرمزية كالفخامة والطرز المعمارية والزخارف.
وظفت العمارة أغلب الفنون التي أبرزت جماليا الفنون الإنسانية التي عبرت عن عادات وتقاليد الشعوب.

الصفات العامة للعمارة الإسلامية المغربية                 
على غرار العمارة الإسلامية، ارتبطت العمارة الإسلامية المغربية بالوظيفة الدينية، التي تشمل المساجد مند الفتوحات الإسلامية، مما جعل الطابع الروحي يغلب على أنماطها وأكسبها هويتها المميزة، وارتكزت على مبادئ تتمثل في ملائمة أشكال العمارة، وعناصرها مع مبادئ العقيدة الإسلامية والبيئة؛ وتنوعت وتجددت فيها الطرز والتصاميم والأشكال.
ولقد ورثت تقاليد محلية، واستفادت من المدارس المشرقية والأندلسية؛ فاكتسبت طابع كل سلالة حكمت البلاد؛ مع الحفاظ على البنيات الجوهرية التي أسسها السابقون فتفننت في إبراز عبقريتها من خلال عناصرها الإنشائية والزخرفية، وأغنت الحقل المعماري الإسلامي بمعالم لا تزال شاهدة على عظمة الصانع الحرفي التقليدي ونبوغه.
والعمارة المغربية كغيرها من العمارات، ارتبطت منذ نشأتها بالفنون التشكيلية، والزخرفة أحد أنواع الفن التشكيلي الذي ظهر في عمائرها، وشكلت مع العمارة ما يسمى الطرز.

الزخرفة احد الفنون المكملة للعمارة                      
مدلول زخرفة
تعني التزيين والتحسين وأهم عناصرها الخط، الرسوم الهندسية، والرسوم النباتية؛ وأصولها عميقة الجذور، وتتصل بالحضارات العريقة السابقة كالفرعونية والساسانية والبيزنطية.

وظائفها
تساعد على تحديد الطرز المعمارية؛ وتلعب دورا مهما في إبراز الهوية على واجهات المعالم المعمارية كما تعبر عن أحداث وثقافة العصر من خلال مفرداتها التشكيلية والرمزية؛ وتمثل شخصية المبدع .
عبرت الزخرفة التي قامت على رسوم نباتية، ورسوم هندسية عن المعاني الروحية التي آمن بها الإنسان العربي.
 مثلت الزخرفة الكتابية وحدة الفن العربي الإسلامي، باعتبارها لدى بعض دراسي الفنون الإسلامية، من أهم الموضوعات الزخرفية في العمارة وأخيرا تتكامل الزخرفة مع العمارة في إبراز القصد الفني.


الهوية المعمارية وعناصر العمارة الإسلامية المغربية وزخارفها
الهوية المعمارية
تعني الطابع أو الشكل المعبر عن شخصية كل مجتمع؛ والهوية المعمارية هي الشكل المعماري لأي بناء (الطراز Style)؛ ويقول عفيف بهنسي عن هوية العمارة «تتجلى هوية الأمة من خلال وحدة اللغة والثقافة والعقائد، وتعكس هويتها على العمارة والفنون والتراث، وتستمر هوية العمارة باستمرار هوية الأمة، وتتطور بتطويرها، وتنهض بنهوضها، وتتفكك بتفككها، وبهذا المعنى فإن هوية العمارة تعني انتماء هذه العمارة  إلى حضارة معينة خلقتها أمة معينة»([6]).
أما طابع الهوية الذي تعكسه العمارة الإسلامية المغربية في مقالنا؛  فيتمثل في العناصر المعمارية والتشكيلات الزخرفية التي نمت مع النمو الحضاري للمجتمع، وأبرزت هويته في عصوره المختلفة؛ بداية من العصر الإدريسي حتى بداية التغريب في هوية العمارة المغربية في فترة الحماية 1912 م.

عناصر العمارة الإسلامية المغربية
نعني بالعناصر المعمارية، الكتل التي تتحكم في تكوين الهيكل البنائي للعمارة كما تلعب دورا أساسيا في تحديد المبنى من خلال أشكالها المتميزة وأهمها المآذن، القباب والعقود .
إذا تصفحنا عناصر العمارة الإسلامية المغربية، تبين لنا مميزات وخصائص ساهمت في تكوين الطابع المعماري الإسلامي المغربي أهمها: 


المآذن minarets Les         
الأصل اللغوي
يرجح تسمية المئذنة أنها مشتقة من الآذان للصلاة، ويقصد بها المكان الذي ينادى منه للصلاة([7]).
سميت المئذنة كذلك بالمنارة phare ويرجح اشتقاق هذا الاسم من كلمة منارات وهو المكان الذي يبث الضوء، ويقصد به «البرج العالي الذي يستعمل للآذان أو المراقبة والتحذير أو للغرضين معا، ويلحق بالمسجد أو الرباط ويقام مستقلا في الثغور»([8])؛ وقد استعمل الاسمان في المشرق الإسلامي، أما في المغرب والأندلس فيطلق على المئذنة صومعة.
ومن الملاحظ أن لفظة صومعة للمنارات قد استمر طويلا في أقطار الغرب الإسلامي حسب تعبير فريد الشافعي([9]).
أما المصطلح الفرنسي minaret  فيعود أصله إلى مصطلح تركي حديث؛ مشتق من كلمة منارة استخدم من دون أي التباس في الإمبراطورية العثمانية؛ للدلالة على مكان معد لرفع الآذان؛ وعنصر عال وضامر الجسم([10]).

الأصل المعماري
يرى المؤرخون ودارسو تاريخ العمارة والفنون؛ أن أصل المآذن من الناحية المعمارية مقتبس من أبراج الكنائس أو من أبراج الحراسة والمراقبة أو من أبراج العبادة..

الوظيفة الرمزية
حقق المعماري المسلم فكرة الاتجاه إلى أعلى بطريقة درامية في ابتكاره المئذنة؛ حتى يعلو صوت المؤذن وهو ينادي للصلاة؛ على ما عداه من أصوات ويصبح نغم الله اكبر ملء الأسماع على طول المدى([11])؛ كما أن المئذنة بعلوها تحسس المسلم بجلال المبنى.

الوصف المعماري للمآذن
المساجد الأولى في الإسلام لم تكن لها مآذن؛ أول مئذنة شيدت في الإسلام كانت من الحجر لجامع البصرة في عام 45 ﻫ/ موافق 665 م، وقد بناها زياد بن أبيه عامل معاوية على العراق([12]).
اعتنى الفنان المسلم فيما بعد بالمآذن لما لها من أهمية دينية وفنية، فتعددت أشكال المآذن من بلد لآخر، فهناك المربعة الشكل، والمستديرة، والحلزونية، والاسطوانية، والمثمنة...

طراز الصومعة المغربية
تفنن المغاربة في أشكال الصوامع حتى أخذت أشكالا مختلفة:

·     مستطيلة (صومعة مسجد تنمل، مسجد القصبة بالصويرة). 
·     متعددة الزوايا (صومعة المسجد الكبير بفاس الجديد، جامع الحمراء بفاس) .
·     مربعة الشكل وهي القاعدة الغالبة، (صومعة مسجد القرويين بفاس، مسجد حسان بالرباط جامع اشبيلية، مسجد الأزهر بفاس، جامع المواسين بمراكش، جامع سيدي يوسف بالصويرة....).

وقد كان هذا الشكل المربع المسقط، أكثر ائتلافا مع العمارة المغربية وصار مميزا لها.
وقد ظهر هذا الشكل أولا في المسجد الأموي بدمشق، ثم في جامع القيروان بتونس، وهيمن على شكل المآذن المغربية والأندلسية في أواسط القرن العاشر الميلادي([13]).
  اختلفت مواد بناء الصوامع، باختلاف الأقاليم في المغرب كما في الأندلس فاستعمل الطوب والحجر وجمل بالزخارف الهندسية والزخرفة النباتية أو بكسوة من الزليج تزينها شرفات.
وتتكون الصومعة من برج يعلوه المنور Lanternon أو العزري أو الفحل في التعبير الدارج، وينتهي بقبة، يعلوها في بعض الأحيان جامور به تفاحات معدنية، تنتهي بهلال تتجه فتحته نحو القبلة.
 يمكن الصعود إلى هذا البرج عبر مطلع أو درج يدور حول محور الصومعة، منور بفتحات؛ وتشتمل الصومعة على غرف مخصصة للمؤذن.
تتواجد الصومعة بصفة عامة إلى جانب الصحن، ويختلف موقعها من مسجد لآخر؛
ومن أروع أمثلة الصوامع الإسلامية المغربية نذكر على سبيل المثال لا الحصر:
·       مآذن حسان في الرباط (1191 م) والكتبية في مراكش (1158 م) والخيرالدا بأشبيلية (1198 م). وقد عبر المرحوم محمد حجي عن روعة هذه الصوامع الثلاث بقوله «آية في الضخامة والفخامة، وضرب بها المثل في العلو والأناقة والإتقان»([14]).


القباب Les coupoles
 القبة بناء دائري المسقط، مقعر من الداخل، مقبب من الخارج ، عرفت كعنصر معماري قبل الإسلام.
يرجع تاريخ القباب الأولى إلى العهد الآشوري، والتي وصلتنا على شكل رسوم مسجلة على الجدران. أما الأمثلة الباقية فتعود إلى العصر الروماني حيث انتشرت فيه انتشارا واسعا، إلى أن أصبحت عنصرا رئيسيا في الطراز البيزنطي، ثم لعبت دورا بارزا في العمارة العربية الإسلامية([15]). تميزت بها الأضرحة قبل المساجد والمدارس والخانات والحمامات([16]).
والقباب في العمارة الإسلامية لم تكن حلا بيئيا ومناخيا أو إنشائيا ووظيفيا فقط، بل أيضا رمزيا، حيث ترمز إلى السماء خاصة في المناطق المسقوفة من المسجد([17]).
وتختلف القباب في العالم الإسلامي، فكان منها المخروطي والمضلع والبصلي، والنصف الدائري والهرمي ....
أقدم قبة أنشأها المسلمون هي قبة الصخرة بالقدس ويرجع تاريخ بنائها إلى 692 م([18]).
ولعل أبدع القباب الإسلامية، موجودة في مصر وسوريا، ويرجع أقدمها إلى العصر الفاطمي، وكانت مقرنصاتها من حطة واحدة في البداية وتطور إلى حطتين في القرن السادس الهجري (12 م) ودخلها التضليع([19]).


القبب الإسلامية المغربية
الوظائف
كما هو الشأن في بلدان العالم الإسلامي، للقباب المغربية وظائف متعددة:
وظيفة التغطية، وتستعمل القباب في المغرب أمام المحاريب، وفي تغطية الأضرحة، في الحمامات والقصور...
وظيفة رمزية إذ ترمز إلى السماء  وتحسس المصلي بعدم الانفصال عنها.
 ووظيفة زخرفية تكمل  جمالية المبنى.   
تنوعت أشكال القباب في المغرب منها القبب النصف الدائرية، الهرمية الشكل وقد بنيت بالحجر والآجر وغطيت بالقرميد الأخضر.
ومن أجمل القباب المغربية:

·     قباب جامع القرويين، وهي تقوم على قواعد مربعة أو مستطيلة، محمولة على سواري، وهي إما قباب مقرنصة أو مضلعة، صنعت بالجبس ونقشت بالذهب واللازورد وأصناف الأصبغة، كما ورد عند أبن أبي زرع في "الأنيس المطرب"([20]).
·     قباب قصور الحمراء في غرناطة «التي تتميز بتسقيفها المتنوع بالأقياد من الخشب أو من الآجر والجبس، طولية أو هرمية، أو بالقباب في القاعات المهمة وتبدو من الخارج بسطح هرمي مكسو بالقرميد»([21]).
·     قباب شلا، التي وصفها الناصري بقوله «وقد شيد المرينيون قباب رائعة... وممن دفن بها يوسف الأول وأبو سعيد وأبو الحسن وزوجته أم أبي عنان... وأبو الحسن شاد بها قبة كبيرة زخرفها بنقوش ذهبية وألصق أحجارها بالرصاص»([22]).

ومن القبب المشهورة كذلك القبة المرابطية وقبب قصر البديع بمراكش.....

العقود arcs  Les                                    
العقد عنصر معماري مقوس يعتمد على نقطتي ارتكاز، يشكل عادة فتحات البناء أو يحيط بها([23]).
يتألف العقد من فقرات claveaux ومفتاح clef يتوسطه وكتف أو قاعدة تصله بالعمودsommier  .
 وللعقد ادوار متعددة منها توازن المبنى، وتخفيف الضغط على المباني وزخرفتها.
يرجح جورج مارسي «أن العقد نشأ بلاد ما بين الرافدينLa Mésopotamie ، حيث يندر الشجر ويعز الحجر»([24]).
ويضيف عفيفي البهنسي، أن ابتكار القوس إرثا عربيا قديما، استعارته روما وبيزنطة، ولقي كماله الواسع في الفن الإسلامي العربي([25]).
عرف المسلمون أنواعا كثيرة من العقود: العقد النصف الدائري، المنكسر، الأصم، الحدوى، المذبب، المخصص، المقرنص، المنخفض....
استعملت العقود في مداخل البنايات، في الصحون في النوافذ، في رقبات القباب...


العقود المغربية
تعتبر العقود من أبرز خصائص العمارة المغربية الإسلامية؛ فقد نوع الفنان المغربي أشكالها، وزخرف بطونها؛ ومن العقود التي شاع استعمالها في المغرب والأندلس:

·       العقد الحدويL’arc en fer à cheval  
·       العقد الكامل L’arc en plein cintre
·       العقد المفصصL’arc lobé
·       العقد المذببL’arc brisé
·       العقد المقرنصL’arc à mouqarnas .

وقد لاحظ الريحاوي أن أشكال هذه العقود لا توجد إلا في المغرب والأندلس([26]). كما استعمل الفنان المغربي عقود أخرى: كالعقد المفتولarc à lambrequin والعقد الملفوف arc serpentiforme والعقد المتعرج arc festonné .
        تنوعت المواد المستعملة في بناء العقود، واستخدم الحجر، والرخام، والآجر..

 العناصر الجمالية في العمارة الإسلامية
نقصد بها العناصر التشكيلات الزخرفية التي تلعب دورا مهما في تأكيد الهوية المعمارية، وتكسب العمارة طابعها الخاص. أهمها: الرسوم الهندسية، الزخارف النباتية والزخارف الخطية؛ وتتميز بأسس، وتخضع لقواعد منها:

·            التوازن؛ ونقصد به التوزيع والتناسق في العناصر والوحدات والألوان والمساحات...
·            التماثل: ونعني به  التقابل وظيفته تنظيم التكوينات الزخرفية.
·            التكرار: يتم عبر تكرار عنصر زخرفي متواصل.

التشكيلات الزخرفية المغربية
تميزت بطابعها الزخرفي الفني ، الذي أكسبها منظرا جماليا مميزا، والتي تعكس إبداع الحرفيين والصناع في مختلف المعالم المغربية الإسلامية .
تملأ هذه الزخارف جميع الأسطح التي وصلت إليها أيادي الفنانين؛ نجدها منفذة على الحجر، والجبس والخشب والمعدن .
وقد أنشأ المغاربة طرزا فنيا متميزا اعتمدوا فيه على التقاليد المحلية والمغربية الأندلسية متأثرة بالفنون السابقة ومتجسدة في كل معالمهم المعمارية .

الزخرفة الهندسية الإسلامية
هي أشكال هندسية من مثلثات، مربعات، معينات، وأشكال خماسية وسداسية ودائرية، وخطوط منكسرة وخطوط متشابكة وأشكال نجمية .....
بلغ الفن الإسلامي في مجال الزخارف الهندسية مرتبة، لا يداهيه فيها أي فن آخر، ولقد طور الفنانون المسلمون الزخارف الهندسية على أسس مدروسة، وابتكروا الأطباق النجمية([27]).
تعتمد الزخارف الهندسية على الشعور والموهبة وتعتبر صناعة تلقاها المتعلمون عن المعلمين في الفن والمهنة.

الزخرفة الهندسية الإسلامية المغربية
استعمل الفن الزخرفي في المغرب تقريبا كل هذه الأشكال التي ذاعت في سائر بلاد العالم الإسلامي؛ وتعرف الزخرفة الهندسية عند الحرفيين المغاربة بالتسطير، ولديهم تسمية لكل نوع منها، ويحتفظون برسوم لها، يتوارثونها مع أسرار المهنة ومن الأسماء المرتبطة بالأشكال الزخرفية([28]) نجد:

خاتم سليمان le sceau de Salomon وهو شكل مسدس مع أشكال مثلثة متصلة بعضها ببعض؛ داخل هذا النوع من الزخرفة الهندسية نجد: نجمة داود، المربع ..
الشبكات:  Les grillesوتنقسم إلى 3 أقسام: المربع أو الدرهم، والمعين أو النزق، والشبكة المركبة.
- الظفائر: Les nœuds أو العقدات وتستعمل بكثرة مع التشابك. ومنها ضفيرة شريط مفتول (en corde torsadée) وضفيرة بلوطة بلقطيب glands avec traits) وضفيرة بالكوفي بالعقدة (tresses avec nœuds) .
- درج وكتف: marche et épaule عنصر هندسي يلعب دورا في التسطير والتوريق.
ولعل هذه الألفاظ أطلقت بشكل عرفي، ومثلت رموزا كثيرة لدى الفنان المغربي .
ظهرت هذه الأشكال في اللوحات الجبسية، والمنابر الخشبية ومصاريع الأبواب، والقبب، والمنارات.....

المقرنصات Les stalactites
ج. مقرنص، وهو شكل هندسي، استعمل في الزخرفة المعمارية. المقرنصات أو الدلايات حليات معمارية تشبه خلايا النحل؛ ظهرت لأول مرة في فارس في العصر الساساني على شكل حوفة مقوسة؛ وتحتل أركان القاعدة المربعة للقبة، وكان دورها يقتصر على تحويل القاعدة المربعة إلى مثمنة، ثم إلى عنق دائري تقوم عليه خودة القبة، وحسب بعض الدارسين للعمارة فقد استعار العرب المقرنصات من الفرس([29]).
ظهر استعمال المقرنصات في العمائر الإسلامية في القرن الخامس الهجري (11 م)؛ وتعتبر عناصر زخرفية ميزت الفن الإسلامي.

المقرنصات في الزخرفة المغربية
اهتم المعمار المغربي بالمقرنصات وتطورت في العصر المرابطي والموحدي، واتخدت أشكالا متميزة عن مثيلاتها في المشرق([30]).
وقد لعبت دورا طلائعيا في الكتل الإنشائية والجمالية؛ وتشهد زخرفة المقرنصات على مهارة الحرفيين في الحفر على الحجر أو النقش على الجبس .
أما أشكال المقرنصات فهي الشعيرة والتستية المفتوحة والكتف والبوجة، واللوزة، والتستية المسدودة والدنبوك والسرولية الصغيرة.
استعملت هذه الأشكال في تزيين فتحات الأبواب والعقود، والمحاريب و القبب، وفي حنيات الأركان .
ومن أجمل ا لتشكيلات المقرنصة([31]) نذكر:

·     قبب قصر الحمراء بغرناطة. 
·     قبب جامع القرويين بفاس.
·     قبور السعديين بمراكش.
·     باب شالة بالرباط.
·     قبة مسجد مولاي اليزيد بمراكش.

الشمسيات    Les lucarnes, les fenêtres   
تعريف الشمسيات
شماسية أو شمسيةfenêtre à claustra  نافدة مشبكة من حجر أو رخام أوجبس، مفرغة بزخارف هندسية ونباتية وكتابية، وغالبا ما تملأ فراغاتها بزجاج ملون.
ترجع فكرة ملئ الشبابيك بألواح جبسية أو رخامية مفرغة في تكوينات زخرفية إلى العصر الإسلامي المبكر.
ولعل أولى الشماسيات ظهرت في المسجد الأموي بدمشق (القرن الأول الهجري).

الشمسيات المغربية
أما في المغرب، فأغلب الظن أن أقدم الشماسيات الجبصية وجدت في جامع القرويين بفاس وتعود إلى العهد المرابطي، زمن علي بن يوسف، حسب تعبير الجزنائي وركب في القبة أشكال رائعة من الزجاج الملون([32]).
تعتبر الشماسية في العمارة الإسلامية المغربية، كما هو الشأن في بلدان العالم الإسلامي، من العناصر المعمارية الزخرفية التي ميزت فنونه، فهي تقوم بدور معماري يتجلى في إدخال الضوء، ودور جمالي في تزيين المباني المدنية والدينية.
تبرز الشماسات بشكل منتظم في أعلى الجدران سواء في الواجهات التي تطل على الصحن، أو في واجهات القاعات وقد تفنن الصناع والفنانون المغاربة الذين تأثروا بالمشرق والأندلس، في نقش الشماسيات حتى بدت في مظهر فريد وتوازن متناغم، تحمل أشرطة كتابية وعناصر زخرفية تسطيرية (هندسية) وتوريقية (نباتية).
ومن أنواع الشماسيات: الشكل المعشق بالزجاج، الذي ينشر نور الشمس من خلال الثقوب الملونة بالأصفر والأخضر والأحمر والأزرق، فيشكل قوس قزح، تغمر ضوء ألوانه بياض الجبس المنحوت والأحادي اللون monochrome. والشكل المفرغ بالنقوش الجبصية غير ملونة وغير مزججة، التي ينفد من ثقوبها الضوء بشكل ضئيل، وهذا الشكل يقل جمالا عن الشكل الأول.
تطورت الشماسية من تكوين معماري بسيط يعلوه قوس، إلى شماسية تعتمد على عناصر تشكيلية متنوعة من مخرمات أو تشبيكات أو ورقش مفرغ هندسي أو نباتي أو خط عربي، يعلوها إزار lambris مستطيل أو مربع مرددا في بعض الأحيان، الأشكال المتشابكة والمتداخلة، أو الأسماء والتواريخ أو الآيات ...
ومن الأنماط الزخرفية المتميزة للشماسيات نذكر:

الشماسية المعقودة بقوس نصف دائري، وهو الشكل الغالب، نراه في مسجد تينمل، وفي قصر الباهية بمراكش. والشماسية المعقودة بمقرنصات، نجدها في جامع القرويين بفاس وبضريح محمد الخامس بالرباط. والشماسية المعقودة بفصوص، وتزين واجهات المدرسة المرينية بسلا وقبور السعديين بمراكش ...

الشرفاتLes merlons  
من العناصر المعمارية التي تبنى في النهايات العلوية الحربية، ثم انتقلت إلى العمارة الدينية والمدنية .
ظهرت الشرفات قبل الإسلام، في العمائر والساسانية والرومانية، ووجدت في قصورالامويين في كل من بوابة قصر الحير الشرقي وقصر الحير الغربي وقصر هشام([33]).
 وتسمى الشرفات بالعرائس، لا تشبه أشكالا آدمية تجريدية، تتلاصق أيديها وأرجلها([34]).
أخذت الشرفات أشكالا متعددة منها:

·     الشرفات المسننة dentèles والشرفات المورقة والشرفات البسيطة.

الشرفات في العمارة المغربية

v       استخدم الفنان المغربي هذا العنصر المعماري والزخرفي لأشكال مختلفة في أعمالي جدران السوار والأبواب والمآذن والصقالات .
v       وقد أخذت أشكالا مختلفة:

·     شرفات هرمية الشكل merlons prismatique
·     شرفات مسننة merlons dentelés
·     شرفات هرمية مشطوفة الرأسmerlons prismatiques aigues
·     شرفات بسيطة merlons simples

الزخرفة النباتية الإسلامية
من الزخارف الإسلامية الأصيلة التي انفرد بها الفن الإسلامي؛ ونعني بها العناصر الزخرفية المستمدة من النبات، أوراق، أزهار، براعم.
يستعمل عفيف البهنسي تسمية بديلة للزخرفة النباتية وهي الرقش النباتي، ويرى أنه تأويل لأوراق النباتات ولذلك أطلق عليه التوريق([35]).
تتألف هذه الزخرفة من وحدات زخرفية مكونة من أفرع نباتية محورة وأوراق نباتية ذات فصين، تتداخل وتتشاكل معا بطريقة زخرفية منسقة، تدعو إلى الإغراق في التخيل والتأمل([36]).
تمتاز الزخارف النباتية بالتكرار والتشعب والتناظر.

الزخارف النباتية الإسلامية المغربية
تسمى أيضا الفن المغربي توريق وتشجير؛ تطلق عليها هذه الألفاظ من قبل الحرفيين والصناع .
ويفيدنا بكار Paccard عن مفردات هذه الزخرفة التي تداولها الحرفيون، منها الظفر ongle واللوزة amande، والسبايل épis، والحاجب sourcils والنوارة fleur، الصنوبرية pomme de pin والمحارة coquille([37]).
ويستعمل الحرفي المغربي فصائل نباتية أخرى كمراوح النخيل، البسيطة والمزدوجة وورقة الأكانتس .
تغط الزخارف النباتية ركنيات العقود، والواجهات الداخلية للمباني موزعة بتناسق وذوق رفيع.

   الزخرفة الكتابية
اعتمد الفنان المسلم على الكتابة العربية كعنصر زخرفي في كل إبداعاته الفنية منذ العهد الأموي؛ ومع تطور فن العمارة في القرن الرابع الهجري، ساد فن الخط العربي بشكل واسع في العالم الإسلامي.
استعمل الخط في الزخرفة وفي كتابة المصاحف، والنقود والمعالم الأثرية وشواهد القبور والتحف الفنية... وقد نقش على مواد مختلفة كالحجر والرخام والخشب والجبس والمعدن...
و لعب الخط أدوار متعددة: دور وظيفي تسجيل النصوص القرآنية والتاريخية؛ ودور جمالي باعتباره عنصرا زخرفيا مكملا لجماليات العمارة.
ولقد ساهم الخط العربي في تأكيد هوية العمارة الإسلامية وإكسابها طابعا مميزا يميزها عن باقي الفنون.
تعددت الخطوط العربية فمنها: الخط الكوفي، والخط النسخي، والخط الثلثي، والخط الفارسي...

الكتابة الزخرفية في العمارة المغربية
تحتل الكتابة الزخرفية في العمارة الإسلامية عامة وفي العمارة المغربية خاصة مركزا أساسيا بين أنواع الزخارف.
تحتوي العمارة المغربية على شواهد كتابية عربية منقوشة في أغلب معالمها وتتميز هذه الكتابات بطرزها وأشكالها ومواضيعها.
تسهم النصوص المنقوشة إلى جانب الزخرفة الهندسية والنباتية في تزيين المعالم التاريخية والمباني العمرانية، كما تسهم في تأريخها، وفي التعريف بمهاراتها الحرفية.
كما تتضافر الزخرفة الكتابية مع الزخرفة الهندسية والنباتية في تحقيق المظهر الدال على الهوية من جانب وتحقيق الثراء الجمالي من جانب آخر.
نقشت  الكتابة على مختلف المواد: خشب،وحجر، ورخام،و زليج، ونحاس، وجبس.

طرز الكتابات المغربية العربية عبر المراحل التاريخية([38])
العصر الإدريسي
يتميز بقلة الكتابات الإدريسية، وذلك راجع إلى ندرة المعالم التي تعود إلى الفترة الادريسية أو ضياع الكتابات؛ وأقدم كتابة منقوشة على الخشب، عثر عليها بجامع القرويين بفاس وهي تحمل تاريخ 263 ﻫ وتحمل اسم الإمام الإدريسي، داود بن إدريس([39]). 
واستعمل في هدا العصر الخط الكوفي البسيط المجرد من العناصر النباتية.

العصر الزناتي
في هذه الفترة تحسن الخط الكوفي، بإضافة العناصر النباتية "الكوفي المزهر". وساد التأثر بالخط الكوفي الأندلسي.

العصر المرابطي
استفاد النقاشون المغاربة في هدا العصر من تلاقح المغرب والأندلس وطوروا إبداعاتهم؛ ويقول ليوبولد وتوريس بالباس في هذا الصدد «وكان من نتائج التلاحم والتمازج المغربي الأندلسي أن انتشر الفن الأندلسي في مناطق كثيرة بالمغرب، فكان الحدادون والنساجون.. يزاولون أنشطتهم وأعمالهم في حوانيتهم... محتفظين بالأشكال والقواعد التقليدية التي لم يعملوا على تطويرها إلا تحت تأثير المستجدات الوافدة من شرقي البحر الأبيض المتوسط»([40]). وبفضل الثأثيرات تنوعت التشكيلات الكتابية، وتعددت مجالاتها ومضامينها وأدمجت أرابيسك نباتية وأشرطة، وأقواس....كما استخدمت طرز جديد في الكتابة "النسخي". والخط ذو الحروف اللينة.

العصر الموحدي
على الرغم من معارضة المهدي بن تومرت، مؤسس الدولة لبعض مظاهر الفن كالزخارف والنقوش([41])، فقد استمر الخط الكوفي والخط النسخي، وقلل الموحدون من الزخرفة في العمارة؛ وقلت الكتابات المنقوشة؛ وهيمن الخط النسخي.


العصرالمريني
تميز بالإبداع في مجال الزخرفة؛ وغزارة النقوش الكتابية، التي نشاهدها في المدارس التعليمية والفنادق والمساجد والقصور بالمغرب والأندلس .
 كما استفاد من الإرث الكتابي والتلاقح (المغرب - الأندلس - المشرق) فكثر النقش على الجبس والزليج أو الفسيفساء الخزفية والخشب والرخام .
أبدع المرينيون أنواعا من الخط الكوفي أشهرها :

- الكوفي المعماري الذي نقش في الشرفات، والأعمدة والحنايا .....
- الكوفي المظفر الذي تألق خلال هذا العصر، بالإضافة إلى عناصر تزيينه نباتية وهندسية .
- أما الخط النسخي على غرار الخط الكوفي فقد بلغ أوج ازدهاره، وآثاره التي تؤكد ذلك مازالت باقية (الكتابة الوقفية، بمسجد أبي الحسن بفاس)، وهذا مؤشر يدل على تطور فن الكتابة والنقش في العصر المريني.

العصر السعدي
ارتبطت الفنون وخاصة الزخرفة بالأوضاع والتحولات السياسية التي عاشتها البلاد؛
فضعف المؤهلات التقنية وقلة الكتابات الزخرفية، ومن مميزات الكتابة في هذا العصر: الأخذ بالتراث الفني المغربي الأندلسي؛ والاعتماد على الخط الكوفي والثلث المغربي؛ وازدهار الكتابات الشاهدية (قبور السعديين).

العصر العلوي
اقتبس الفنانون من التقاليد الفنية القديمة في الزخرفة الكتابية، وانتشر الخط الكوفي والثلث المغربي وتم إشراك خبرات أجنبية، من أسرى ومهندسين (مكناس، الصويرة)، وقد لعبت التفاصيل المعمارية والنقوش الكتابية دورا كبيرا في إبراز هذا التأثر في ذكر أسماء الحرفيين البنائيين والمشرفين على البناء (أبواب الصويرة، منصور لعلج ، والقنطرة بالمرسى) .
استمر فن الزخرفة الكتابية على هذا المنوال، حتى دخل الفن في فترة ركود 1912.

خاتمة
العناصر المعمارية  والزخرفية الإسلامية المغربية من الفتح الإسلامي إلى فرض الحماية، وقد عكست هذه العناصر ثقافة المغاربة من خلال ما حملته العمارة وزخارفها.
كما بين العرض ملائمة العناصر المعمارية والجمالية مع العقيدة الإسلامية، كما بين العلاقة الترابطية بينهما وأظهر نماذج معمارية وفنية خلدتها عبقريات المبدعين والبنائين، التي تذكر بمنجزات الماضي لتصبح أساساً لتاريخ المستقبل.







([1])      الريحاوي عبد القادر، العمارة في الحضارة الإسلامية مركز النشر العلمي، جدة ، 1990ص. 1.
([2])      أحمد فكري، المدخل إلى مساجد القاهرة ومدارسها، الإسكندرية، 1961، ص. 25-49 .
([3])      صالح أحمد الشامي، الفن الإسلامي التزام وإبداع، دار القلم، د مشق، ص. 14.
([4])      محمد فريد وجدي، دائرة معارف القرن العشرين، دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت لبنان، 1997، المجلد السادس، ص. 685.
([5])      الألفي أبو صالح، الفن الإسلامي أصوله فلسفته ومدارسه، المعارف المصرية القاهرة، 1974، ص. 23.
([6])      عفيف بهنسي، «ما بعد الحداثة والتراث في العمارة العربية الإسلامية»، عالم الفكر، المجلد 27، العدد الثاني، 1981، ص. 81.
([7])      محمد عبد العزيزة حمزة، «المآذن الإسلامية: لوحات فنية تعانق السماء»، الوعي الإسلامي، العدد 378،  مايو-يونيو، 1997، ص. 31.
([8])      عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، بيروت، 1988، ص. 405.
([9])      فريد محمود شافعي، العمارة العربية الإسلامية، الرياض، 1982، ص. 154.
([10])    ج. و د. سورديل، معجم الإسلام التاريخي، ترجمة د.ا. الحكيم، الدار اللبنانية للنشر الجامعي، 2009، ص. 939.
([11])      ثروث عكاشة،  القيم الجمالية في العمارة الإسلامية، عالم الفكر، 1984، ص. 497.
([12])      عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، ص. 309.
([13])      P. Ricard, Pour comprendre l’art musulman dans l’Afrique du Nord et  en Espagne, Hachette,  Paris 1924, p. 200.                                                             
([14])      محمد حجي، مادة جامع، معلمة المغرب، 1998، ج 9، ص. 2862، .2866
([15])      محمد فريد شافعي، العمارة العربية الإسلامية، ص. 177.
([16])      عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية،  ص. 309.
([17])      يحي وزيري، «العمارة الإسلامية والبيئة»، عالم المعرفة، المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الكويت،  عدد304 ، ص. 145.
([18])      John D. Hoag, Architecture islamique, édition Berger; Levraut, 1982, p. 16.
([19])      زكي محمد حسن،  فنون الإسلام، دار الرائد العربي، بيروت، لبنان، 1981، ص. 143.
([20])      علي ابن زرع، الأنيس المطرب بروض القرطاس في أخبار ملوك المغرب وتاريخ مدينة فاس، 1972، ص. 9.
([21])      الريحاوي، العمارة في الحضارة الإسلامية، ص. 424.
([22])      الناصري  أحمد بن خالد، الاستقصاء لأخبا ر دول المغرب، الأقصى الدار البيضاء، 1954-1956، ج 3، صص. 65، 85، 176.
([23])      عبد الرحيم غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، ص. 275.
([24])      Georges Marcais, L’art musulman, Paris, 1962 , p 29
([25])      عفيفي البهنسي، العمارة الإسلامية، الوحدة والتنوع ، (بدون تاريخ)، ص. 131.
([26])      الريحاوي، العمارة في الحضارة الإسلامية،  ص. 343.
([27])      حسن باشا، موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية، أوراق شرقية، مج 1، ص. 100.
([28])      André Paccard, Le Maroc et l’artisanat traditionnel islamique dans l’architecture; éditions  Atelier 74, T I, 1981, pp. 154-171.                            
([29])        J. Rosintal, Pendentifs : Trompes et Stalactites, Paris 1928 p ; 79.
([30])      الريحاوي، العمارة في الحضارة الإسلامية، ص. 374.
([31])      انظر:
Jean, Marc Castéra, Arabesques, art décoratif au Maroc, Acr édition, 1996,   pp. 291-399.
           وانظر كذلك: Paccard; op. cité; p. 174.  
([32])      الجزنائي، جني زهرة الآس، تحقيق عبد الوهاب بن منصور، المطبعة الملكية، 1991،  ص. 54.
([33])      الريحاوي، العمارة في الحضارة الإسلامية،  صص. 66-81.
([34])      غالب، موسوعة العمارة الإسلامية، ص. 234.
([35])      عفيف البهنسي، الجمالية الفنية في مفردات العمارة الإسلامية، عالم الفكر، المجلد 34، 2006، ص. 39.
([36])      حسن باشا، موسوعة العمارة والآثار والفنون الإسلامية، مج 1. ص. 100.
([37])    Paccard, op. cité., p. 174.
([38])      الغرض من رصد الطرز عبر العصور: إعطاء صورة عامة عن أنماط الكتابات والتطورات التي عرفتها (الإرث المحلي- القدرة على الإبداع) و معرفة الطابع العام للحرف ونوعية الزخرفة.
([39])      عبد الهادي التازي، جامع القرويين المسجد والجامعة بمدينة فاس، دار الكتاب اللبناني، بيروت، 1972، مج 3، ص. 200.
([40])      ليوبولد وتوريس بالباس، الفن المرابطي والموحدي، ترجمة  سيد غازي، الإسكندرية، 1997، ص. 5.
([41])      عبد العزيز بن عبد الله، شفشاون وآثارها المعمارية عبر التاريخ، 1983، العدد 28، دجنبر، 1983، ص. 29.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق