السبت، 10 نوفمبر 2012

مصير عائلة المهدي بن تومرت
-------------------------------------
هل تعلم أن للمهدي بن تومرت إخوان ؟ فمن هم ؟ وما هو دورهم السياسي ؟
كان للمهدي بن تومرت أخوان وهما عبد العزيز بن تومرت وعيسى بن تومرت، وكانا من مشيخة العسكر، ووجوه الجيش بأشبيلية في الأندلس أيام فتحها، وبسبب قرابتهما من أخيهما مؤسس الدولة الموحدية، ترفعت نفوسهم عن خليفة أخيهم المهدي بن تومرت، وهو عبد المومن بن علي الكومي، ولم يسدوا له الاحترام والطاعة لمقامهم، فساء أمرهما بالأندلس، واستطالت أيديهما على أهلها، واستباحا الدماء والأموال، ثم اعتزما على الفتك بيوسف البطروجي صاحب لبلة بالأندلس، فهرب منهما ولحق ببلده بالمغرب، وأخرج الموحدين الذين بها، وحول الدعوة عنهم إلى المرابطين، انتقاما منهما، ونشأ عن ذلك فساد كبير بالأندلس، ثم لحق هذان الأخوان بالعدوة المغربية، واستمر حالهما إلى أن عقد الخليفة عبد المؤمن ولاية العهد لابنه محمد، وعقد لإخوته على العمالات والنواحي، وأهمل أمر أخوي المهدي بن تومرت، ولم يعقد لهما أي شيء، ففسدت نية عبد العزيز وعيسى بذلك مع ما كان قد صدر من عبد المؤمن من قتل ابن عمهما يصليتن وهو من آل بن تومرت، وكانا يومئذ بفاس وعبد المؤمن بسلا، فخرجا من فاس إلى مراكش على طريق المعدن مضمرين للغدر به، واتصل خبر خروجهما بعبد المؤمن فخرج من سلا في أثرهما متلافياً أمر مراكش وقدم أمامه وزيره أبا جعفر بن عطية، فسبقاه إليها وداخلا بعض الأوباش بها في شأنهما فوثبوا على عامل مراكش أبي حفص عمر بن تافراكين فقتلوه بمكانه من القصبة، ووصل على أثرهما الوزير ابن عطية ثم الخليفة عبد المؤمن، فأخمد تلك النائرة وقبض عبد المؤمن على عبد العزيز وعيسى أخوي ابن تومرت، فقتلهما وصلبهما، وتتبع المداخلين لهما فألحقهم بهما وانقطع الشغب وزال الفساد، فكانت هذه نهاية عهد أسرة المهدي بن تومرت الأرغني بالسياسة والحكم بالمغرب، وكان ذلك في سنة 549 هـ
* * *
شخصية محمد بن تومرت
-----------------
من الغريب أن هذه الشخصية اختلف فيها علماء الشرق والغرب فبعضهم يمدحه وبعضهم يذمه، وله مواقف جريئة والذي يشدني الى هذا العلامة، دهاؤه وذكاؤه وجرأته وإقدامه وعدم تردده في فعل أي شيء مهما عظم أمره، فقد كان منذ شبابه الفتى الشقي الأمازيغي السوسي الغريب الأطوار، ومما رواه المؤرخون حول ذكاء محمد بن تومرت في أول دعوته ما يلي
عندما طرد السلطان علي بن يوسف بن تاشفين المرابطي الثائر محمد بن تومرت وذلك بعد أن امتحنه في مجلس العلماء والقضاة، ومنعه من الاقامة في مدينة مراكش بصفة نهائية، فالتجأ ابن تومرت الى جبال الأطلس الكبير، واستقر بين أهالي قبائل المصامدة هناك، وحاول أن يستجمع قواته من بين رجال المصامدة، فصادف هناك مشاكل منها جهلهم التام بلغة القرآن، فاتخذ طائفة من أهل جبال المصامدة الذين عسر عليهم حفظ الفاتحة لشدة عجمتهم وأمازيغيتهم وعدم معرفتهم النطق باللسان العربي، ولجأ الى حيلة تعليمية غريبة، حيث عدد كلمات أم القرآن وهي سورة الفاتحة، ولقب بكل كلمة منها رجلا فصفهم صفا وقال لأولهم اسمك الحمد لله وللثاني رب العالمين وهكذا تمت كلمات الفاتحة، ثم قال لهم لا يقبل الله منكم صلاة حتى تجمعوا هذه الأسماء على نسقها في كل ركعة فسهل عليهم الأمر وحفظوا أم القرآن
-------------------------
وكتب إلي أحد منشطي منتدى إيمي واسيف الايلالني هذه الاضافة
ان محمد بن تومرت رجل ذكي ينتمي إلى قبيلة هرغة إحدى القبائل المصمودية الامازيغية المستقرة بالأطلس الصغير بمنطقة سوس الأقصى المغربية، واشتهر منذ صغره بالتقوى والورع، وقد امتاز بمواظبته على الدراسة والصلاة، إلى حد أنه اشتهر لدى قبيلته باسم "أسفو" أي المشعل، ورحل إلى بلاد المشرق ليكمل تحصيله ويعمق معارفه في أهم المراكز العلمية هناك، ويزعم أنه التقى بأبي حامد الغزالي صاحب كتاب إحياء علوم الدين ثم رجع إلى المغرب
-------------------------
ويقول عنه المؤرخ ابن خلدون: «بحرا متفجرا من العلم وشهابا واريا من الدين» وأثار الإعجاب بعلمه وورعه وتعلق به وبأفكاره كثير من الناس وعلى رأسهم خليفته "عبد المؤمن بن علي الكومي" الذي التقى بابن تومرت بقرية ملالة ففضل ملازمته واتباع نهجه وطريق مسيرته، إلى أن خلفه في ملك استتباب دعوة الموحدية بالمغرب
--------------------------
هل تعلم ؟
-------------------
أن أذان الفجر يختلف عن أذان الصلوات الأخرى، بإضافة عبارة ( الصلاة خير من النوم ) وفي آخر النداء نسمع المؤذن ينهي الأذان بعبارة ( أصبح ولله الحمد )، وهي عبارة يختص بها الأذان في المغرب الأقصى ولا تعرف لدى أهل المشرق
فمن أحدث عبارة أصبح ولله الحمد في أذان الصبح بالمغرب ؟
إنه العلامة محمد بن تومرت الأرغني الموحدي
هو أول من أحدث عبارة ( أصبح ولله الحمد ) في آخر أذان الصبح، ولا تعرف قبل هذا التاريخ لدى المؤذنين المغاربة، واستمر النداء بها الى عهد الخليفة ادريس المأمون بن المنصور الموحدي في سنة 626 هـ، حيث أمر هذا السلطان بعدم ذكر هذه العبارة في أذان الصبح، لعداوته الشديدة لمؤسس دولتهم المهدي بن تومرت، وعدم إيمانه بتعاليمه التي اعتبرها بدع دخيلة ومفروضة على المغرب من المشرق، فتسبب هذا الحظر في الثورة عليه، ثم مقتله، وأثناء بيعة خلفه عبدالواحد الرشيد الموحدي سنة 630 هـ اشترط عليه المبايعون إعادة ما كان قد أزاله المأمون من رسوم الدعوة المهدية وسننه وطريقته، فأمر في سنة 631 هـ بإعادتها واستقامت له الأحوال واطمأنت الرعية، واستمر المؤذنون في ترديد عبارة أصبح ولله الحمد في أذان الصبح الى وقتنا الحاضر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق