الجمعة، 26 أكتوبر 2012


أبـــو القاســـم الزيانـــي


فن التاريخ فن نبيل ومفيد إذا تجاوز مجرد سرد الأخبار وسير الملوك والأعيان وأحوال الجند إلى التفكيك والتركيب وبسط أحوال الاجتماع البشري، ذلك أن التاريخ "نظر وتحقيق وتعليل للكائنات ومبادئها دقيق وعلم بكيفيات الوقائع وأسبابها عميق، فهو لذلك أصيل في الحكمة عريق وجدير بأن يعد في علومها خليق" كما قال العلامة ابن خلدون.



      يمكن أن نقول بكثير من الاطمئنان العلمي أن العلامة المؤرخ أبا القاسم الزياني صاحب "الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا" ينتمي إلى طينة المؤرخين المبدعين الذين تجاوزوا طريقة التأريخ التقليدي في اتجاه منهج تاريخي يجمع بين التاريخ والجغرافية وعلم العمران مع اهتمام مبكر بعنصري الاجتماع والثقافة كجزء أساس في الكتابة التاريخية؛هذا ما دفعنا إلى تخصيص هذه المقالة المركزة لهذا العالم المؤرخ السفير الرحالة... 

      ولد أبو القاسم الزياني في مدينة فاس سنة 1147هـ؛ وكان جده علي إماما  في عهد المولى إسماعيل العلوي، واضطر أحمد والد أبي القاسم تحت تأثير الأزمة التي تلت وفاة السلطان المولى إسماعيل إلى مغادرة المغرب في اتجاه المدينة المنورة بعد أن باع عقارا كان يملكه بفاس، وباع كتباً كان والده الفقيه الإمام قد جمعها وكون بها مكتبة محترمة. كان ذلك سنة 1755م لما كان عُمر أبي القاسم الزياني ثلاثة وعشرون سنة. وقد تلقى صاحبنا الزياني الأسس الأولى لعلوم العربية والفقه والحديث والتفسير عن والده، ثم عن ثلة من علماء فاس، فنال حظا محترما من الفقه والحديث والتفسير والنحو والمنطق. 

      ويخبرنا  الزياني أنه عثر على كُناش لجده علّي الخبيرُ في علم الأنساب، وقد ساهم هذا الكناش بشكل حاسم في رسم مسار حياته العلمية والسياسية، وقد نبهه الكناش المذكور إلى ضرورة العناية بالتاريخ والأنساب. ذلك أن هذا الكناش رفع فيه نسبه إلى "مالو" و "مازيغ" جد البربر، ثمّ إلى حام بن نوح. حينئذ اكتشف أبو القاسم الزياني أنه يحتاج إلى  كثير بحث وإطلاع حتى يتمكن من التحقق من نسب جده؛ وكم هو رائع أن يخلق الإنسان لنفسه قضية تكون سببا لمعرفة أحوال العالم والمجتمع والثقافة والعمران بما يعود بالنفع -بشكل جدلي- على شخصية صاحب القضية؛ ضمن هذه الرؤية القصدية تمكن أبو القاسم الزياني من إتقان تاريخ المغرب والقبائل والملل والنحل، بل تجاوز ذلك إلى الجغرافية التاريخية والطبيعية، فاطلع على معلومات تهم البحار والأنهار والجزر والنبات والوحيش والمعادن والأحجار، وكفى بها نعمة. 

      ويرى سيدي عبد الله كنون في كتابه "أبو القاسم الزياني" ضمن "ذكريات مشاهير رجال المغرب" أن هذا الكناش كان يحوي أيضا بعض أسرار "الحرف والجدول".. المهم أن هذا "الكناش الكوني" أثر في صاحبنا أيما تأثير وساهم في رفع همته ليتوق إلى معانقة العلم والبحث والتنقيب.

أبـــو القاســـم الزيانـــي
لنعد إلى رحلة أسرة الزياني إلى الحجاز ونقول أنه لما بلغت الأسرة مصر في طريق الهجرة إلى الحجاز، ركبوا البحر الأحمر في اتجاه الحجاز بعدما اشترى الوالد سلعة من أجل التجارة، لكن حادثا جللا طرأ في مرسى ينبُع بحيث تكسر المركب وضاعت السلعة، لكن والدة أبي القاسم كانت تحمل معها بضع مئات من الدنانير كانت كافية لوصول الأسرة إلى جدة ومنها إلى مكة المكرمة. وأقامت الأسرة بالحجاز مدة، وبعد أداء مناسك الحج عادت الأسرة إلى مصر في طريق عودتها إلى فاس.. وكان السلطان سيدي محمد بن عبد الله قد تولى حكم البلاد خلفا لوالده عبد الله بن إسماعيل؛ يقول أبو القاسم في "الترجمانة الكبرى" (1967، تحقيق عبد الكريم الفيلالي): "ولما استرحنا من السفر بعد العودة إلى فاس، عدت للقراءة كما كنت، ولما سألنا عمن كنا نألفه من الطلبة في القراءة والأنس، وجدنا أكثرهم تعلق بخدمة السلطان سيدي محمد لما بويع (...) فلما بلغني خبر رفيقي سعيد الجزولي وغيره شرهت نفسي للحاق بهم، وتعلقت همتي بخدمة السلطان". وقد عارض عمر والد أبي القاسم هذه الرغبة المحفوفة بالمخاطر، لكن الزياني كان مصرا على الاقتراب من البلاط العلوي رغبة في الاكتشاف وصقل الموهبة، وبحثا عن التألق والجاه والحضوة؛ ولقد أصبح أبو القاسم الزياني كاتباً ومستشارا في بلاط محمد بن عبد الله،  بعد عشر سنوات صحبة السلطان أعفي الزياني من مهامه، لكن السلطان أعاده لمنصبه لما أدركه من ضرورة وجود أمثال الزياني في البلاط العلوي، وقد حظي الزياني بإكرام كبير فاق ما كان تمتع به في خدمته الّأولى. ويكفي أن نعرف أن الزياني سيبعث سفيرا للسلطان محمد بن عبد الله إلى تركيا لنعلم المكانة العلمية والسياسية التي حازها في ظل الدولة العلوية، وكان السلطان العثماني عبد الحميد الأول هو الحاكم في تركيا إبان سفارة صاحبنا الزياني، وقد دامت هذه السفارة من 1200 إلى 1204هـ. 

      بعد عودة الزياني من اسطنبول، توفي السلطان محمد بن عبد الله، وتولى الحكم ابنه يزيد الذي عاش الزياني سنتي حكمه (1790-1792م) متنقلا بين سجون المغرب، وانتهى به المطاف في سجن الرباط حيث تولى أهلها إخراجه من السجن في قصة مشهورة.. 

      بعد وفاة يزيد تولى مولاي سليمان الحكم (1792-1822م)، وكان هذا الملك المحب للعلم عارفا بقيمة رجل من طينة الزياني فعينه عاملا على وجدة ثم مراقبا للمراسي، لكن الزياني قبل هذا العمل مكرها كما عبر عن ذلك بنفسه، وقد طرأت حادثة مروعة قتل فيها كثير من الناس، فرحل الزياني "فاراً بجلده سائماً من الخدمة السلطانية"، وتوجه إلى تلمسان فأقام في العباد (حيث مقام أبي مدين الغوث) سنةً ونصف متفرغا للعلم مشتغلاً بالمطالعة والتأليف، والراجح أنه اطلع هناك على كتب التاريخ النادرة التي تعتبر اليوم في حكم المفقود، وقد شكل هذا الإطلاع جزءا من عناصر الأصالة في الكتابة التاريخية عند صاحبنا الزياني. 

      ومن المفيد الإشارة إلى أن أبا القاسم الزياني زار كثيرا من البلدان، فقد سافر إلى الأستانة وزار تونس، وعاد من تونس إلى اسطنبول، ومن تم إلى الشام، وقد أطلق على دمشق الشام اسم "دار السلام، وقد زار الزياني إقليم الشام ومدنه، وزار مزارات الأنبياء والأولياء والصحابة والعلماء.. وزار الجزيرة العربية والعراق، ودخل بغداد فالمدينة ثمّ مكة لأداء مناسك الحج، وزار اليمن والحبشة وأرض الهند والسند والصين. وأقام مدة في طريق العودة في مصر ثمّ الإسكندرية ثمّ الجزائر ثمّ عاد إلى فاس وانخرط من جديد في الخدمة السلطانية، وكانت هذه رحلته الأخيرة.. 

      ولقد استفاد أبو القاسم الزياني، قد من رحلاته واتصالاته وإطلاعه على الوثائق التي لم يتسن لغيره الإطلاع عليها مثل الرسائل والظهائر والكنانيش والسجلات، وقد استفاد الزياني منها استفادة انعكست بجلاء على كتاباته التاريخية، وقد استطاع أن يصنع خريطة بخط يده للبحار والجزر التي مرّ بها، وهذا يدل على عظمة وعلو همة هذا الرجل الفاضل.  

      ولما عاد الزياني إلى فاس من رحلته الأخيرة، تولى  تفتيش مراسي المغرب ومراقبة عمالها في عهد المولى سليمان الذي اتخذه كاتباً ووزيراً، وبعد سنوات أعفاه السلطان من مهامه، وانصرف أبو القاسم بعد ذلك إلى الكتابة والتأليف حتى وفاته. 

      إنّ كل مطلع على إنتاج مؤرخ الدولة العلوية أو ذي الوزارتين أبي القاسم الزياني، يدرك أنه مؤرخ من طينة خاصة، فهو لم يكن يعرف من التاريخ سرد الأحداث السياسية فقط، بل كان يعتبر -بمنطق فلسفة التاريخ- الظواهر الاجتماعية والثقافية التي تبدو في أفق المجتمع والعمران. ولقد كان لأبي القاسم الزياني أثر بالغ في تدوين تاريخ المغرب بنفس نقدي احترافي، ساعده في ذلك تجوله في الآفاق وإدراكه لضرورة التناول الشامل للتاريخ ضمن ما كان يسمى "تاريخ العالم"، أضف إلى هذا أن التاريخ كتبه الزياني مقرونا بجغرافية للأحداث التي أرخ لها، وقد استفاد من كتب التاريخ المرجعية التي كانت متداولة في عصره كما يتبين من مؤلفاته خصوصا "الترجمانة" مثل البيروني، والبكري، ومحمد الزهري، والشريف الإدريسي، والموصلي، ومحمد بن جبير، ومحمد المازني، وأبي الفداء إسماعيل  صاحب "المختصر في أخبار البشر"، واستفاد الزياني كذلك من رحلة ابن بطوطة الذي وجه له الزياني نقدا عنيفا تبعا لما استفاده من بعض الهنود بالحرمين أيام حجته الأخيرة، واستفاد أيضا من السفير ابن عثمان معاصره وزميله، وهو صاحب رحلة "البدر السافر لهداية المسافر إلى فكاك الأسرى من يد العدو الكافر". 

      ألف الزياني كتابه الشهير "الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا" وأهداه للسلطان المولى سليمان عرفانا بالجميل وتقديرا لابن السلطان محمد بن عبد الله الذي فتح له أبواب الألق والعطاء. وتحدث الزياني باستفاضة كبيرة عن دول أوروبا وعن عواصمها وعلاقتها بالمغرب -ضمن فلسفة التاريخ العالمي-، وساق أخبار الدول الإسلامية بطريقة أصيلة تستدعى أدوات علم العمران بدل الاقتصار على الوصف والسرد، كما تحدث عن التاريخ القديم لبعض الدول الأوربية، وهو المؤرخ الوحيد الذي يمكن أن يقال أنه يحدث عن تاريخ أوربا الحديث في عصره دون مبالغة، وكان بعيدا عن التهويل والغرائبية والخرافات التي حفلت بها كثير من كتب التاريخ، كما رسم صورة عن الحالة السياسية في أوربا، قال أبو القاسم الزياني في "الترجمانة": "إنّما رسمت فيها ما شاهدته في الأقاليم التي بلغتها، وغيره نقلته من رحلة العياشي، ومحاضرة اليوسي، ورحلة البلوي، ورحلة ابن نباتة، ورحلة السرخسي للأندلس والمغرب، ورحلة الكردي، ورحلة البكري، وأخبار الهند والسند والصين من تاريخ الإسلام للذهبي، ومن تواريخ لبعض علماء الهند اجتمعت بهم بالحرم الشريف وبمكة، وكنت أسرد عليهم رحلة ابن بطوطة فأنكروا كثيرا لما فيها من أخبار ملوكهم..". 

      لم تكن المدّة التي قضاها أبو القاسم الزياني منعزلا في بيته، أقل إنتاجا من تلك التي قضاها بجانب محمد بن عبد الله والمولى سليمان، بل كانت مدة انعزاله أكثر غزارة وفائدة من الناحية العلمية والإنسانية، فمن سنة 1224هـ إلى سنة 1249هـ/ 1809 إلى 1834م أي مدّة ربع قرن، أنتج أبو القاسم الزياني كتبا عديدة نذكر منها: الترجمان المعرب عن دول المشرق والمغرب؛ الترجمانة الكبرى في أخبار المعمور برا وبحرا؛ البستان الظريف في دولة أولاد مولاي علي الشريف؛  الدرّة الفائقة في الردّ على أهل البدع والزنادقة ؛ الحادي المطرب في رفع نسل شرفاء المغرب؛ درّة السلوك فيما يجب على الملوك" وهو مبحث في "السياسة الشرعية والأحكام السلطانية"؛ وله "رحلة الحذاق لمشاهد الآفاق": وهو كتاب نفيس في الجغرافيا؛ وقد جمع فهرسة بشأن أشياخ المولى سليمان سماها: ياقوت واللؤلؤ  المرجان في ذكر الملوك وأشياخ المولى سليمان"؛ قال محمد بن عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس متحدثا عن هذه الفهرسة المفيدة: جوهرة التيجان وفهرسة الياقوت واللؤلؤ والمرجان في الملوك العلويين وأشياخ مولانا سليمان للمؤرخ الرحال الأديب الكاتب الجماع المعمر وزير الدولة المغربية وسفيرها أبي القاسم بن أحمد الزياني الفاسي. وقفت على تحليته بخط تلميذه ابن رحمون بـ "العلامة المؤرخ الصدر المشارك، سيدي بلقاسم بن الخير الناسك، السيد الحاج أحمد بن عليّ بن إبراهيم الصياني" وحلاه عصريه المسند محمد بن محمد الصادق بن ريسون أول فهرسته بـ "الفقيه العلامة النحرير الفهامة الكاتب البارع الجامع المانع المشتغل بما ينفعه دنيا وأخرى، وملكته عليه قاصرة من نشر العلم وتأليفه وتدوينه على أسلوب حسن واصطلاح مستحسن لم يسبق إليه ولم يعرج من قبله عليه، فتآليفه كلها حسنة رفيعة نفيسة بديعة، يستحسنها كل من رآها ويغتبط بها كل من يقرؤها، وذلك دليل على سعادته وحسن نيته وجميل طويته، الشيخ الأشهر والعلم الأطهر الضابط للألفاظ المحقق للمعاني، سيدي أبو القاسم قاسم بن أحمد الزياني"، وهي فهرسة عجيبة على نسق بديع وتحبير غريب في عدة كراريس، وقد أختصرها تلميذه المذكور المسند ابن رحمون، انتهى كلام الكتاني..؛ ولأبي القاسم الزياني كتاب "كشف الأسرار في الردّ على أهل البدع الأشرار؛ وكتاب رشف الحميا في علم السيميا وبطلان علم الكيميا؛  التاج والإكليل فيما يسر السلطان الجليل؛ وتحفة النبهاء في التفريق بين الفقهاء والسفهاء؛ وله  شرح الحال  الشكوى للكبير المتعال وهي منظومة؛ وله "تاريخ الولاية المحمودة البدء والنهاية"؛ وله  "الروضة السليمانية في ملوك الدولة العلوية ومن تقدمها من الدول الإسلامية".. 

       من معاصري أبي القاسم الزياني الذين شغلوا مناصب إدارية هامة نذكر محمد المكي الشاوي والطيب الحناش ومحمد بن عثمان المكناسي السفير والطاهر بناني الرباطي، وجلهم امتاز بالعلم والكفاءة والاقتدار كما تدل آثارهم العلمية... 

      سجن أبو القاسم الزياني -كما مر معنا- وعذب بأمر المولى اليزيد خلال سنتي ملكه؛ لأنّ الزياني كان على اتصال بالقبائل الأمازيغية التي كان المولى اليزيد ينوي استعمالها للقيام بثورة ضد أخيه المولى هشام بعد وفاة المولى محمد بن عبد الله، والراجح أن الزياني عمل على تعبئة القبائل التي كان قريبا منها ضد "مشروع" المولى اليزيد، وهو ما جعل هذا الأخير ينكبه ويشرده.. وقد علمنا أن أهل الرباط اقتحموا السجن وأطلقوا سراح الزياني. 

      أما إسناد عمالة وجدة للزياني فقد قلنا أنه قبلها مكرها بأمر المولى سليمان، كان ذلك سنة 1206هـ/1792م، وكان السلطان سليمان أراد من الزياني أن يصلح حال عمالة وجدة الجريحة بفعل الصراعات القبلية والظروف الاجتماعية، لكن الزياني سيبعد عن البلاط العلوي نهائيا سنة 1225هـ/ 1809م، لكن صاحبنا اعتبر ذلك نعمة جعلته يتفرغ للتأليف والتحقيق، وبذلك انقطع عن الناس وكان سعيدا بذلك ومبتهجا وهو ما جعله يجيب شخصا عاب عليه عزلته بقوله: 

          انست بوحدتـــي ولزمـــــت بيتي           فدام الأنــــس لـي ونما الســـرور         

          وأدبنـــي الزمـان فـــــلا أبالـــــي             هجــــــــــرت فــــــلا أزار ولا أزور 

          ولسـت بسائـــــل مــا دمت حيـا           أســار الجيــش أم ركـــب الأمـــير[1] 

      إن هذه الأبيات الرائعة العميقة تشهد على عزلة الزياني من أجل التأمل والتأليف الموسوعي بمنزله أو بالزاوية العيساوية بأبي مغيث بفاس، وقد استمرت هذه العزلة إلى أن توفي رحمه الله سنة 1249هـ/1834م في فترة حكم المولى عبد الرحمن بن هشام، وقد عاصر الزياني أربع ملوك علويين وعاش 102 سنة، ودفن بالزاوية الناصرية بمحروسة فاس. نعم بالزاوية الناصرية التي قال عنها  في رحلته: "أحسن ما في مغربنا من الزوايا الزاوية الناصرية الموسومة بزاوية البركة، المقتدون بعمل أهل المدينة ومكة، المتمسكون بالسنّة في السكون والحركة، فطائفتهم أحسن الطوائف سمتاً، وأحسنهم في حال الذكر صمتاً، وأصبرهم على الميثاق في طلب العلم اعتكافاً وسبتاً، وبالجملة لا ترى في سيرتهم عوجاً ولا أمتاً"؛ وقد شاءت قدرة الله أن يدفن في تلك الزاوية المباركة، رحم الله العلامة الزياني وجازاه عن المغرب والإنسانية خيرا، والله الموفق للخير والمعين عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق