الأحد، 3 فبراير 2013


النوازل لا بن بَشْتَغير / تعريف

النوازل للشيخ أبي جعفر أحمد بن سعيد بن بَشْتَغير اللورقي المالكي (تـ516هـ)

قال ابن بشكوال في الصلة: كان واسع الرواية، كثير السماع من الشيوخ، ثقة في روايته، عالياً في إسناده
طبع في دار ابن حزم الطبعة الأولى 1429هـ بتحقيق الدكتور قطب الريسوني
تميز الثرات الفقهي الأندلسي بكثرة ما يحتوي عليه من التصانيف في موضوع الأجوبة والنوازل والأحكام، وهي تصانيف في غاية الأهمية، تعكس عناية أهل الأندلس بالفتيا والتوثيق والقضاء، وتقدم اجتهاداتهم وتصوراتهم واسهاماتهم في فهم المذهب الفقهي المالكي ومنهجهم في التعامل مع أصوله وقواعده، كما تُقدم هذه النوازل صورة عن أقضية ووقائع حدثت بالأندلس في عصور مختلفة. ومن أشهر كتب النوازل الأندلسية كتاب النوازل للإمام الفقيه النوازلي أبي جعفر أحمد بن سعيد بن بَشْتَغير الأندلسي اللورقي (ت516هـ)، ضَمَّنَه جامعه نوازل تندرج تحت أبواب البيوع والمعاملات والعبادات، فالكتاب يضم مسائل عديدة منها: الإقرار والأيمان والرهن والضمان والحيازة، الشفعة والقسمة والضرر والبنيان، الأحباس والصدقات والنحل والهبات، الوصايا والعتق وما يتصل بذلك، الدماء والحدود وتضمين الصناع والسلم، النكاح والطلاق وما يتعلق بذلك من إحداد ولعان وشهادات، البيوع والأكرية والإجارات والمزارعة، أما أحكام العبادات فقد جعلها ضمن الفصل الأخير من الكتاب ومن بين مسائلها: الصلاة في الثوب المغصوب، ورفع اليدين في الإحرام إلى آخر مسألة حول الدعاء في الركوع، وتفرد ابن بَشْتَغير بإيراد مجموعة من المسائل والأحكام لم يسبق لمجاميع النوازل أن تناولتها مثل مسألة رفع اليدين في الإحرام، ومسألة دين الصيام من رَمَضَانَيْنِ مختلفين وغير ذلك من المسائل التي ميزت هذا الكتاب عن كتب النوازليين المعاصرين لابن بَشْتَغِير أو المتقدمين عنه. ويمتاز منهجه في عرض النوازل بالاختصار والاقتضاب، لذلك نجده أحياناً يدمج بين آراء فقهية متضاربة في سياق الفتوى الواحدة ،مع اقتصاره على الحكم دون دليله، كما يلتزم بعزو المسائل إلى أصحابها عندما يصرح بأسماء الفقهاء والمفتين، إلاّ في مواضع يسيرة نجده يبهم في نسبتها من قبيل (قال بعض فقهاء قرطبة)، و(قال بعض الشيوخ)، و(قال بعض الفقهاء)...، ويتّسم الأسلوب الذي اعتمده ابن بَشْتَغِير بالاختصار وسلاسة العبارة، مع حسن الجمع والتركيب، وجمال العرض والترتيب، واعتماد الدليل النقلي أو العقلي المؤدي إلى الإقناع والاقتناع. والمطالع للكتاب يجد أن مواده الفقهية مستقاة من أمهات كتب المذهب، ويبدو ذلك من خلال تصريح الجامع بأسماء بعض هذه المصادر منها: الموطأ لإمام المذهب مالك بن أنس (ت179هـ)، والمدونة لسحنون (ت240هـ)، والواضحة لعبد الملك بن حبيب (ت238)، والنوادر والزيادات لابن أبي زيد (ت386هـ)، وغيرها من كتب المذهب المعتمدة.
ــــــــــ

مصادر ترجمة المرلف : الغنية للقاضي عياض (99-101)، الصلة لابن بشكوال (1/76)، بغية الملتمس للضبي (183)، المعجم أصحاب الصدفي لابن الأبار (10-11)، أزهار الرياض للمقري (3/10، 158)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق