الأحد، 17 فبراير 2013





يتناول كتاب السيرة الخلدونية لمؤلفه، وليد نويهض، الصادر حديثا عن مركز الفكر العربي للبحوث والدراسات، في مؤسسة الفكر العربي، ثلاثة جوانب من حياة ابن خلدون: سيرته الذاتية التي استند فيها المؤلف بشكل أساسي إلى ما كتبه ابن خلدون نفسه، من خلال كتاب محمد بن تاويت الطنجي «التعريف بابن خلدون ورحلته شرقا وغربا»، فضلا عن حياة ابن خلدون في الحقل السياسي والعمل الإداري من جهة، ونتاجه الفكري من جهة أخرى.
وقد توزّع الكتاب على ثلاثة فصول: رحلة ابن خلدون غربا، اكتشاف قوانين العمران، رحلة ابن خلدون شرقا.
لم يتجاهل نويهض الأبحاث الكثيرة السابقة حول حياة ابن خلدون وفكره، خصوصا أن عشرات الأطروحات درست الأسباب التي دفعت ابن خلدون إلى كتابة مقدمة لموسوعته التاريخية، أو الظروف الموضوعية والسيكولوجية التي أسهمت في بلورة منظومة أفكاره، إلى جانب الأطروحات التي توقفت أمام المراجع التي اعتمد عليها في استخلاص الدروس والعبر من حوادث التاريخ، والبحوث التي تناولت تجربته وسيرته ومحيطه وأثرها في تشكيل وعيه.. لم يتجاهل نويهض كل ذلك، بل آثر، ولصعوبة الإجابة عن أسئلة يصعب الإجابة عنها، مقاربة صورة ابن خلدون بإعادة قراءة حياته وملاحقة تركيبته الشخصية المعقدة، من خلال المحطات الكبرى التي وصفها وذكرها هو بنفسه في سيرته. وقد اتبع نويهض في ذلك منهج التقصي، بالاستناد إلى كل الاتجاهات التي سلكها الدارسون (أسباب كتابة «المقدمة»، الظروف الموضوعية والسيكولوجية.. إلخ). فركز على البيئة الاجتماعية والسياسية والعلمية التي أحاطت بابن خلدون في تونس والجزائر والمغرب، وذلك في خط موازٍ لمساره الشخصي على هذا الصعيد، أي في تفاعله مع هذه البيئة، بدءا من سعيه للعلم في الأندلس مرورا باعتزاله في قلعة ابن سلامة، لينتج المقدمة وتاريخ المغرب قبل بلوغه الخامسة والأربعين، وما تخلل كل هذا المسار الغني من حياة الفيلسوف من مآسٍ سببتها طبيعة الأوضاع السياسية والاجتماعية الحافلة بالمؤامرات والانقلابات في المغرب، التي لم تحل دون انقلاب الابن على أبيه (شأن انقلاب السلطان أبو عنان الابن على أبيه السلطان أبو الحسن)، وإبعاد الأخ لشقيقه (شأن السلطان أبو عنان في إبعاد شقيقه السلطان أبو سالم).


http://www.aawsat.com//details.asp?s...&issueno=12115
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق