التاريخ المقارن للمجتمعات الوسيطية ( المسيحية و الإسلام )

وسائــل الانتــاج الزراعـي في الأندلس .

اولاً - ادوات الزراعـة :

تعد الادوات الزراعية من العوامل المساعدة المهمة من اجل تسهيل العملية الزراعية والتي يستعين بها الفلاح منذ بدء العمل الزراعي المتمثل بحراثة الارض وتهيئتها للزراعة الى المرحلة النهائية المتمثلة بالحصاد ، وقد افاد الفلاح الاندلسي من هذه الادوات التي كانت اغلبها مصنوعة من الحديد وكانت بسيطة وقد ذكرها علماء الفلاحة الاندلسيون  في كتبهم وذكروا كيفية استخدامها وفوائدها ومن هذه الادوات :-

1- المناجل : وهي اداة قطع استخدمها الاندلسيون بالحصاد  والتركيب^([1])،والتقليم^([2])، وينبغي ان تسن المناجل لتكون حادة في التقطيع وسريعة ^([3]).

2- الفؤوس والمعاول : ادوات تستخدم في تكسير الحجارة في التربة ان وجدت ، فضلاً عن المخدة وهي حديدة تستخدم في حفر الارض^([4]) .

3- الجاروف : وهو من الالات التي تسحبها البقر وتستخدم في تعديل الارض قبل الزراعة خاصة اذا كانت الارض طويلة فتعدل بهذه الالة ايسر من نقل التربة من موضع الى موضع وهذه الطريقة معروفة عند علماء الفلاحة^([5]) .

4- الغربـــال^([6]) : وهو من الادوات التي تستخدم في الزراعة وتصنع من جلود الحيوانات وتركب على حلقة وافرة من القصب ^([7])ويستخدم لغربلة الحبوب من التراب وتنقيتها من الزوان^([8]) قبل طحنها ^([9])، ويقوم بهذه العملية الدقاقين وهم     الطحانين ^([10]).

5- الرحــــى : وهي عبارة عن حجر عظيم تطحن بها الحبوب بعد تنقيتها^([11]). ومما يدل على استخدامها في الاندلس انه كان المنصور بن ابي عامر يحمل معه ا رحاء الطحن اثناء غزواته ، ويوزعها بجهات عسكره لطحن الازواد⁽⁷⁾ .

6- المرجيقـــل :وهو من الادوات الزراعية المستخدمة لتعديل الارض بعد حراثتها وهو بمثابة ميزان ماء لمعرفة مدى انحدار الارض ولكي يستوي جريان الماء على الارض يؤخذ التراب من المكان المرتفع الى المكان المنخفض حتى يستوي ويستوفي في كل موضع منها من الماء حقه⁽⁸⁾ . وقد نقله العرب الى الاندلس وما يزال يحمل اسمه العربي(murjigal) ⁽⁹⁾.

   7- المحراث : وهو من الادوات الزراعية المهمة التي تستخدم في قلب التربة وتهيئتها قبل الزراعة وهو عبارة عن محراث خشبي بسيط له سكة من حديد او من خشب لا تتعمق في الارض اكثر من 10سم(10)، وهو على انواع منها ما يتكون من ثلاث سكك وهو افضلها ومنها ما يتكون من سكتين او سكة واحدة التـي تكون  منفعتها  قليلة ^([12]) ، وتجر المحاريث الابقار والثيران والحمير والبغال^([13]) ، ويفضل ان تكون سكة المحراث كبيرة لتقلب الارض وتخرج شحمها ويثنى الحرث ويثلث^([14]) ، وللمحراث تسميات اخرى منها الالة^([15]) ، والفدان^([16]) .

8- المناقيش العقابية : تستخدم المناقيش العقابية لقلع النقلة ^([17])، ولتنقية التربة من الاعشاب والحشائش الضارة والكشف عن اصول النباتات والاشجار وقلع الجذور الضعيفة وترك القوية^([18]) .

9- المنقار او المثقب : وهي الة تستخدم في تطعيم الاشجار حيث يتم بها ثقب ساق الشجرة من اجل ادخال الاقلام المبرية في داخلها ^([19]).

10-السكاكين : تستخدم السكاكين الحادة لشق الشجرة المراد تطعيمها بها وهي تشبه سكين الحداد التي يشفر بها حوافر الدواب^([20]) .

11-المكانـــس : وهي من الادوات الزراعية ايضاً تصنع من حزمة من الحشائش او العوسج وتثقل بالحجارة وتربط وتجرها بقرتان على الارض المحروثة  لتحريك البذور في التربة ^([21]). ومن الادوات الاخرى المنشار والزنبيل (القفة) وهو مصنوع من خوص يستعمل لحمل الاشياء كالثمر وغيره ويستفاد منه في جني المحاصيل^([22]) والاسطرلاب ذي الاصل المشرقي والذي يوصي باستعماله في تسوية التربة ، والشنجول هو صفة يد الانسان بأصابع حداد يستخدم في قلب التربة^([23]) . ويعد الشنجول من الادوات التي نقلها العرب الى الاندلس وما يزال يحمل اسمه العربي (shanjul) ^([24]).

---

([1]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص83 .

([2]) بولنز ، لوسي ، نباتات الصباغة والنسيج ، بحث منشور ضمن كتاب الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس ، ج2 ، ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت – 1999 ، ص1396 .

([3]) ابن حجاج الاشبيلي ، المقنع في الفلاحة ، ص100 .

([4]) كحالة ، عمر رضا ، العلوم العلمية العملية في العصور الاسلامية ، مؤسسة الرسالة، دمشق – 1972 ، ص170 .

([5]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص55، بييكروسا ، خوسيه ماريا ، علم الفلاحة عند المؤلفين العرب بالاندلس ، تعريب : عبد اللطيف الخطيب ، معهد مولاي حسن ، تطوان – 1957 ، ص38  .

([6]) تلفظه العامة الغربال والصواب مغربل . الزبيدي ، ابو بكر محمد بن حسن ، لحن العوام ، تحقيق : رمضان عبد التواب ، ط1، المطبعة الكمالية ، القاهرة – 1964 ، ص384  .

([7]) ابن عبدون ، محمد بن احمد التجيبي ، رسالة في القضاء والحسبة ، منشورة ضمن ثلاث رسائل اندلسية في اداب الحسبة والمحتسب ، تحقيق : ليفي بروفنسال ، مطبعة المعهد العلمي الفرنسي للاثار الشرقية ، القاهرة –1955 ، ص35 ، والقصب: نبات بري معروف منه توع غليظ مجوف ينبت بالقرب من الشواطئ وسيذكر لاحقا . ابن البيطار ، ضياء الدين عبد الله بن احمد الاندلسي المالقي ، الجامع لمفردات الادوية والاغذية ، مج4 ، مكتبة المثنى ، بغداد-لا.ت ،ص21-22.

([8]) الزوان: أي الشوائب من القش والحصى.

([9]) الزبيدي ، لحن العوام ، ص384 .

([10]) الشيزري ، عبد الرحمن بن نصر ، نهاية الرتبة في طلب الحسبة ، قام بنشره الباز العريني ، مطبعة لجنة التاليف والترجمة والنشر ، القاهرة – 1946 ، ص21 .

([11]) ابن سيدة ، ابو الحسن علي بن اسماعيل الاندلسي ، المحكم والمحيط الاعظم في اللغة ، تحقيق : عائشة عبد الرحمن ، ج3، مطبعة مصطفى البابي الحلبي واولاده ، القاهرة – 1958 ، ص337 .

(7) ابن الخطيب , أعمال الاعلام, ص100 .

(8) ابن بصال ، الفلاحة ، ص55 ؛ بيكروسا ، علم الفلاحة ، ص38 .

(9) سانشيز ، اكسبيراثيون غارثيا ، الزراعة في إسبانيا المسلمة ، منشور ضمن كتاب الحضارة العربية الإسلامية في الأندلس ، ترجمة : صلاح جرار ، ج2 ، ط2 ، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت - 1999 ، ص1337 .

(10)  صالح ، حسن عبد القادر ، انظمة الري والزراعة في الحضارة العربية الاسلامية ، ندوة أساليب الانتاج الصناعي والزراعي في الحضارة العربية الاسلامية ، ط1، الجمعية الاردنية لتاريخ العلوم ، الاردن – 2001 ، ص105  .

([12]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص57 ؛ ابن العوام محمد بن زكريا بن محمد بن احمد ، الفلاحة ، تحقيق جوزفي انطونيو نيكودي ، مدريد- 1802 ، ص10 .

([13]) الزبيدي ، لحن العوام ، ص285 ؛ ابن العوام ، الفلاحة ،  ص460.

([14]) ابن حجاج الاشبيلي ، المقنع في الفلاحة ، ص14   .

([15]) ابن العطار ، محمد بن احمد ، كتاب الوثائق والسجلات ، تحقيق : ب . شالميتا ، ف كورنيطي ، المعهد الاسباني العربي للثقافة ، مدريد – 1983 ، ص69 .

([16]) ابن حجاج الاشبيلي ، المقنع في الفلاحة ، ص14 .

([17]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص83 .

([18]) ابو مصطفى ، تاريخ الاندلس الاقتصادي ، ص117 .

([19]) قسطوس ، الفلاحة اليونانية ، المطبعة الوهبية ، مصر – لا. ت ، ص73 ؛ ابن حجاج الاشبيلي ، المقنع في الفلاحة ، ص25   .

([20]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص96   .

([21]) م ، ن ، ص121 .

([22]) ابن منظور ، لسان العرب ، مادة قفه ، مج9 ، ص287.

([23]) سانشيز ، الزراعة في اسبانيا المسلمة ، ص1380  .

([24]) م .ن ، ص1337 .