الاثنين، 6 أغسطس 2012

التأريخ للحركة الزناتية والبناء الروائي الخبري عند إبن خلدون
لقد خصص إبن خلدون الجزء السابع للتأريخ للبربر أي لمجموع القبائل، وسنأخذ القبائل الزناتية كمثال هام من جهة وكون المرنيين ينحدرون من هذا الفرع القبائلي، فالقبائل الزناتية تسكن الخيام، وتتوفر على الإبل والخيل والتي تعتمد في مواردها الإقتصادية على السلب والنهب للمدن المجاورة لمواطنها بالصحراء، وتتميز هذه القبائل بعدم خضوعها للسلطة المركزية في غالب الأحيان، وقد استوطنت إفريقية والمغرب الأوسط والأقصى في جهات طرابلس إلى جبل الأوراس والزاب وضواحي تلمسان إلى حدود واد ملوية منذ القديم، وهم برابرة حسب ما حدده إبن خلدون إذ أنكر على نسابتهم محاولتهم الانتساب إلى العرب، نظرا لبحثهم عن المثل الديني الأعلى، وقد تعددت القبائل الزناتية إلى حد يصعب معه حصرها فمنها مغراوة وبني يفرن وجراوة... وبني تغرست وبني مرين وتوجين وبني عبد الواد، وتحتوي كل قبيلة على العديد من البطون
وبعد هذا التقديم الذي يقدمه إبن خلدون للقبائل البربرية الزناتية، ينتقل للتأريخ إلى القبائل التي استطاعت الانتقال من القفار إلى المناطق الحضرية وأسست دولا في الغرب الإسلامي، فإبن خلدون يركز على القبائل كسلطة سياسية واقتصادية استطاعت تكوين دول مهمة، ويؤكد ذلك بقوله: ثم انقرضت تلك الأجيال وتجرد الملك بعدهم في جيل آخر منهم، فكان لبني مرين بالمغرب الأقصى ملك، ولبني عبد الواد بالمغرب الأوسط ملك آخر". من خلال تقسيم الكتاب ومحتواه نلاحظ أن القبائل التي يهدف إبن خلدون إلى التأريخ لها هي مغراوة وبني يفرن وبني مرين وبني عبد الواد
لقد اتصلت القبائل الزناتية بالحياة الحضرية نسبيا بالغرب الإسلامي، إلا أن تغلب القبائل الهلالية عليهم، دفعتهم إلى التخلي عن ضواحي المدن والتوغل في الصحراء، فكانت مرحلة صراع بين بني مرين وبني عبد الواد نتيجة لطبيعة الحياة البدوية المجاورة بعضها البعض، لقد أكد إبن خلدون على أن النصر كان في غالبيته لصالح بني عبد الواد لوفرة عددهم وكثرة قبائلهم المتحالفة في حين أن شدة العصبية كانت متكافأة بينهم
إلا أن التحول الإجتماعي بالنسبة للقبيلتين الزناتيتين، قد حصل حينما تغلب الموحدون على المغرب الأوسط، إذ إنتقل بنو عبد الواد وتوجين إلى مشايعة الدولة الموحدية، وبالتالي فإن هناك انتقال جزئي من حالة البداوة إلى حالة الإتصال بالعمران الحضري، في حين أن بني مرين رفضوا الإستسلام وفضلوا حياة الصحراء، وانطلاقا من هذا التفسير فإن المرينيين أكثر استعدادا للقضاء على الدولة الموحدية لعصبيتهم القوية، وأن إلتزامهم بمجالات القفر من فكيك إلى سجلماسة، وإلى واد ملوية يصارعون جبهة متحالفة تتكون من قبائل متحضرة من بني عبد الواد وبني توجين وسلطة مركزية قوية بتحالفها ومثلها الأعلى -المهدوية-، مما جعلها تحافظ على هيكلية العصبية والتحام أفراد القبائل، فالمرينيون أقوى القبائل بحيث أنها هي التي وضعت حدا للدولة الموحدية، وتوسعت مرات عديدة على حساب خصومها بتلمسان وتونس كما أنها تحملت مسؤولية الجهاد بالأندلس في مرحلة مبكرة. من الجانب الروائي الخبري فإن خلدون يهتم في البداية بمرحلة الحركة القبلية ذات الأطماع الإقتصادية وتحولها التدريجي إلى قبائل تنشد الملك
إن طبيعة القبائل التي تعتمد في إقتصادها على الغارة والنهب تدفعها إلى تجاوز مجالها الصحراوي الحيوي إلى المناطق الحضرية، نتيجة للأطماع الإقتصادية المتزايدة خصوصا في مرحلة انهيار عصبية الدولة المركزية الموحدية. إن الأهمية التي يعطيها إبن خلدون لهذا الإنتقال هو الاصطدام بين قوة حديثة عسكريا بمجال إقتصادي غني غير محمي، وتعتبره في نفس الوقت القبائل المرينية ذا أهمية بالنسبة لزيادة مواردها الإقتصادية، إن عدم وجود جسر يمنع هذه القبائل من المد التوسعي المجالي هو الشرارة الأولى في مرحلة إنهزام السلطة المركزية أمام الأمير عبد الحق بن محيو سنة 614 هجرية، إن المد المريني كشف عن ضعف الدولة الموحدية وقد عبر عن ذلك إبن خلدون بقوله: "وبقي بنو عبد المؤمن أثناء ذلك في مرض من الأيام وتثاقل عن الحماية ثم اومضت دولته آخر إيماض الخمول"، هذا الإتصال بالحواضر المغربية كفاس وتازة ومكناس وقصر كتامة، لم يكن إتصال إحتلال الأرض وإعادة توزيع الملكيات بل هو إتصال إقتصادي، حيث يلتزم المرينيون بعدم الإغارة والنهب مقابل أن يدفع سكان الحواضر المغارم، وخاصة في عهد أبو سعيد عثمان بن عبد الحق إلا أن هذه القبائل لم تكن قد انقلبت إلى التفكير في تأسيس الدولة بل بقيت مكتفية بتدويخ بلاد المغرب حسب تعبير إبن خلدون، ويظهر ذلك بتراجعها إلى مواطنها التقليدية بالصحراء في سنة 642 هجرية بعد إنهزامها أمام جيوش الموحدين بقيادة السعيد ، فتولى عليهم أبي يحيى بن عبد الحق
إن تولي أبي يحيى بن عبد الحق كانت مرحلة التفكير العملي في تأسيس الدولة المرنية "إذ إمتدت أعينهم إلى تملك الأمصار" حسب تعبير إبن خلدون، وأوجد المرينيون وسيلتين هامتين لتثبيت فكرة التأسيس، الوسيلة الأولى تقسيم جباية المناطق التي استولوا عليها بين عشائر بني مرين لتفادي التفكير في التراجع، والوسيلة الثانية البحث عن المثل الأعلى -الدعوة الدينية- الذي يسند إنتصاراتهم العسكرية - تقوية العصبية- طبقا لنظرية إبن خلدون، وذلك بإبراز دعوة الحفصيين في مكناس وغيرها من المناطق الخاضعة لهم، على اعتبار أن الدولة بدون دعوة دينية لايمكنها تأسيس الملك، ولا يفوت إبن خلدون من استحضار الوضع العام في الغرب الإسلامي وانفلات زمام الأمور من الدولة الموحدية، وذلك لتثبيت حتمية نهاية الدولة وتلاشيها أمام القوة الجديدة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن ما أكده علي أومليل من أن هناك التباس في النظرية الخلدونية نتيجة لغياب المثل الأعلى في الرواية التاريخية، إلا أن الرواية التاريخية تشير بوضوح إلى المثل الأعلى وذلك عن طريق إقامة الدعوة الحفصية والدعاء لسلطانها على منابر المناطق الخاضعة للمرينيين، كرد فعل ضد الدولة الموحدية بمراكش، ورغم أن هذا المثل الديني يبدو غير عاديا بالنظر إلى الدول المغربية البربرية السابقة، فإنه رغم ذلك يبقى دعم شرعي رغم عدم بلورته محليا وداخليا من طرف المرينيين أنفسهم، وهو ما يمكن تسميته بخرجانية الدعوة الدينية والشرعية المنبثقة منها
إن الرواية التاريخية حول مرحلة التأسيس لها أهمية ليس من منطلق التحرك العسكري الذي يطبعها، وإنما من حيث إبرازها للظروف المحيطة بالتوسع المريني بالمغرب، وكشفها عن ترابط وتشابك الوضع السياسي في الغرب الإسلامي الذي استمر في العمق طوال تاريخ هذه الدولة. فأول ما يؤكد عليه إبن خلدون هو تآكل الدولة الموحدية في العديد من الروايات التاريخية ليوضح من خلالها أن دفاع الدولة عن وجودها وكيانها أمام المرينيين أصبح بدون جدوى، وأن إنهزاماتها العسكرية سمحت بتقوية الناحية المادية للمرينيين -الغنائم- لتضاف إلى الجباية المفروضة على المدن الداخلية الواقعة تحت سيطرتهم، كما توضح هذه الروايات ما يمكن أن نسميه بتدخل خارجي في عملية الصراع المبكر ضد القوة القبلية الصاعدة، إذ أن التسابق الزياني لبعض المناطق الإستراتيجية تجاريا كسجلماسة جعلهم يدخلون في حلف مع الموحدين أولياء نعمتهم سابقا، بالإضافة إلى تدخل مسيحي مبكر على إثر استعانة عم السلطان يعقوب بن عبد الله بهم سنة 658 هجرية لإحتلال مدينة سلا، ومن هنا نفهم الإطار التاريخي المتشابك الذي ظهرت فيه فكرة التأسيس، وكذا اتجاه أنظار القوى المتواجدة في حوض البحر الأبيض المتوسط إلى محاولة إمتلاك المناطق الإستراتيجية إقتصاديا وبالخصوص التي تتحكم في عملية المبادلات التجارية، بل أكثر من ذلك ففي المجال السياسي يعمد إبن خلدون إلى توضيح التحالف الثنائي بين هذه القوى، وخصوصا بالمغرب الكبير على قواعد مختلفة، إذ تم التحالف بين الموحدين بمراكش مع الزيانيين في تلمسان من قاعدة التحالف العسكري أي إشغال المرينيين عن مهاجمة مراكش، في حين تم التحالف الحفصي المريني على إطار مذهبي إقتصادي، فيعقوب بن عبد الحق يقيم الدعوة الحفصية في مقابل إمداده بالمال والسلاح في عمليات المرينيين العسكرية
لقد كانت مرحلة التأسيس التي إنتهت نسبيا بسقوط العاصمة مراكش سنة 668 هجرية، لينتقل إبن خلدون إلى تحديد معالم الدولة، إذ أنه بدقته في إيراد الرواية التاريخية وترتيبها التسلسلي، تسمح بتوضيح مسار الدولة البربرية، فعندما إحتل المرينيون مراكش إتجهت أنظارهم إلى تأمين القواعد والمناطق الإستراتيجية عسكريا وإقتصاديا، وذلك عن طريق تخريب أسوار وجدة وهزم الزيانيين في معركة إسلي 668 هجرية، ووصوله إلى حصار مدينة تلمسان، وبعودة أبي يوسف إلى مدينة فاس سنة 671 هجرية، إتجه نحو مدينة طنجة وسبتة الهامتين في الميدان العسكري، على اعتبار أنها ممرللأندلس ومنطقة الأسطول التجاري والحربي فامتلك طنجة سنة 672 هجرية، وطاعة العزفيين مقابل خراج يؤدونه كل سنة، كما استرجع سجلماسة من بني عبد الواد رغم مقاومتهم وتحالفهم مع أمراء المنبات من عرب المعقل
إن أهمية مرحلة التأسيس تكمن في الرواية التاريخية وذلك في جانب تحديد هذه المعالم الكبرى، التي تبنتها الدولة البربرية الزناتية من نظام الحكم الذي تركز في أسرة بني عبد الحق، وفي تشكل العلاقات المستقبلية التي تحددت في مرحلة تأسيسية - جيش الغزاة المرينيين -، وحصار تلمسان ومحاولة إبعاد الزيانيين والقضاء على قوتهم العسكرية، بالإضافة إلى بروز الإقطاعات كشكل تنظيمي للإقتصاد المريني، أما الأهمية الثانية فتكمن في مدى تطبيق وموافقة نظرية الدولة في المقدمة على صعيد الرواية التاريخية، رغم أن الباحثين يشيرون إلى عدم توفر هذه النظرية في كتاب العبر، ولكن في الحقيقة أن هذا ما يتضح من خلال النظر إلى الرواية التاريخية على مستوى الخبر المنفصل ولكن بناء هذه الرواية بشكلها التسلسلي، نجد أن الدولة المرينية شكلت بالفعل الدولة التي انتقلت من حالة البداوة إلى الحضارة وتظل المرحلة التأسيسية موافقة للدولة المبنية على عامل العمران البدوي والإنتقال إلى الحضري، بالإضافة إلى توفر الشرطين الأساسين العصبية والدعوة الدينية بنفس المواصفات التي قدمها في المقدمة، وإن كانت لا تأكد التطابق العام والشامل فهي إحالات ضمنية كما عبر على ذلك علي أومليل. ومن هنا نلاحظ أن إبن خلدون يحتل بهذه الخصوصية مكانة هامة بين الكتابات التاريخية في العصر الوسيط، نظرا لشمولية تناول الدولة من مرحلة تأسيسها إلى حدود نهايتها بدقة جعلت منه مؤرخا للدول المغربية البربرية، وتجدر الإشارة إلى أن معركة العقاب التي جعلها المؤرخون محور نهاية الدولة كإبن أبي زرع وإبن الخطيب وغيرهم ووضحوا نتائجها المهولة على المغرب إقتصاديا وإجتماعيا وعسكريا، لا تعتبر عند إبن خلدون إلا كحالة ثانوية، فهي توضح نتائج إفراغ القوة الذاتية للدولة وبداية عصبية جديدة بمواصفات العصبية البربرية السابقة التي إستنفذت قوتها وفعاليتها التاريخية
إن التأليف التاريخي لإبن خلدون بعد المرحلة التأسيسية، تبدوا فيه الرواية التاريخية وقائع مختارة على منوال التأليف الإسلامي، الذي يأخذ الوقائع التاريخية بصفة منفصلة تتمثل في السرد الكرونولوجي، إذ حرص إبن خلدون على إيراد الأحداث التي وقعت خلال هذه المرحلة الطويلة من تاريخ الدولة المرينية، مرتبة حسب الحدث التاريخي وملتزما بجانبها الزمني والفردي أي ما وقع في مرحلة كل سلطان، على اعتبار أنه يضع الدولة في الإطار الشمولي سياسيا، ولكن يبدو أن هناك إختيار محدد إلتزم به إبن خلدون، وهو الدولة والصراع عبر ثلاثة واجهات، وبمستويين عسكريا وسياسيا
لقد حضرت الدولة المرينية في كتابات إبن خلدون من خلال مراحلها المذهبية بتفاصيل المعارك العسكرية، وتوضيح إهتماماتها الخارجية التي كانت تنمو باطراد متصاعد، منذ مرحلة السلطان أبي يعقوب إلى حدود السلطان أبي عنان ولعل التصنيف الذي يمكن وضعه للرواية التاريخية في هذه المرحلة، يمكن تقسيمها إلى ثلاثة مجموعات
المستوى الأول وهو العناية بالإنتصارات الخارجية ضد الجبهة المسيحية بالأندلس، والكشف عن التحالفات والملابسات المختلفة التي رافقت عمليات النجدات المرينية إلى الأندلس، ويقدم المشروع المريني في الأندلس كضرورة ملحة فرضتها عوامل العقيدة والظروف المستجدة في الأندلس وكذا تناوله للمشروع الشرقي الذي عدد مراحل التدخلات المرينية ضد بني عبد الواد بتلمسان، مؤكدا على العصبية المثالية، والدولة القوية في الغرب الإسلامي، التي لم يقتصر صراعها ومبارزتها لبني عمومتهم، بل تغلبهم مرات عديدة على مختلف العصبيات المتواجدة في المغرب ومناطق الغزو كتلمسان وتونس
أما المستوى الثاني الذي ركز عليه إبن خلدون هو جهود السلاطين المرينيين للقضاء على الثورات الداخلية التي تظهر في مختلف المناطق، إما من طرف العصبيات القبلية الخارجية عن نسب بني مرين، أو فرع من فروع بني مرين، أو من أبناء الدولة الأمراء المتمثلين في أبناء السلطان وأبناء عمومتهم
أما المستوى الثالث فقد ركز فيه إبن خلدون على توضيح بعض الجوانب في التنظيم الإداري والعسكري وذكره للعمل الدبلوماسي، خاصة في عهد السلطان يوسف بن يعقوب وأبي الحسن
يلتزم إبن خلدون في مجال الرواية التاريخية بالتسلسل الزمني حسب كل سلطان، وما كان في فترة حكمه من الأحداث السياسية داخليا وخارجيا، على اعتبار أنه حتى وإن كانت مرحلة القوة للدولة المرينية نظرا لإنتصاراتها العديدة، فإنه يضيف إهتمامات كل سلطان حسب ما تفرضه عليه الأحداث السياسية بالغرب الإسلامي، وهذه الشمولية هي التي تعطي للرواية التاريخية أهميتها وقوة تصويرها للدولة المرينية، وبناءا على هذا التصنيف يتضح أن إبن خلدون في تأريخه للدولة المرينية أوسع رواية في المجال السياسي، وينفرد عن الكثير من المؤرخين في نزعة الشمولية ومحاولة تقديم تفاصيل كثيرة عن السياسة العسكرية المرينية في الحوض الغربي للبحر الأبيض المتوسط، وتعاملها مع القوى السياسية بالمنطقة، نظرا لأهمية الدولة في توجيه الأحداث، وقوة حضورها الفعلي في سياسة البحث عن الوحدة في الغرب الإسلامي
إن مرحلة الضعف المريني، التي بدأت تختمر نتائجها في مرحلة السلطان أبي سالم المريني نتيجة لبداية استبداد الوزراء على تسيير شؤون الدولة السياسية والإقتصادية، فكانت مرحلة الحجر على ملوك بني مرين، حسب تفسير إبن خلدون، أن الوزراء يشكلون المحور الأساسي لرواية مرحلة الضعف المريني، إذ بدأت البلاد تدخل في معارك داخلية طاحنة لم يصبح فيها فقط طرف قوي وطرف ضعيف، بل عصبية متهالكة منهارة، كما يضيف لهذا الشكل الروائي التركيز على كثرة المرشحين للحكم وما يمثله هؤلاء من ملامح الضعف المريني، ولكن إبن خلدون لا ينسى المجهودات الإستثنائية التي قام بها بعض سلاطين بني مرين كأعمال السلطان عبد العزيز الذي عمل على تحييد الوزراء واسترجاع الجزيرة، وامتلاكه لمدينة تلمسان، ويركز إبن خلدون بالخصوص على التدخلات النصرية الي استغلت الصراع المريني-المريني على الحكم وشكلت غرناطة أحد عوامل تفتيت اللحمة العصبية لبني مرين، إن وفاة السلطان عبد العزيز مرحلة نهائية في ميدان التوسع الخارجي وبداية انحصار المد المريني، وانقسام البلاد إلى مملكة مراكش وفاس وبداية الصراع المرير على الحكم وكثرة الحروب الداخلية بالمغرب، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الدولة المرينية قد وصلت عند إبن خلدون إلى حدود السلطان أبي العباس المريني
إن التسلسل التاريخي وكمية الرواية التاريخية وترتيبها بدقة تعطي قيمة هامة لمؤلف إبن خلدون، وتأكد حضور هذه الدولة ونسبية إلتزام المؤرخ بمشروع التأريخ للدول البربرية في الغرب الإسلامي






محاولة بناء الرواية التاريخية الخاصة بالدولة المرينية
شمولية الرواية التاريخية عند إبن خلدون
مراحل الدولة المرينية البربرية
القبائل الزناتية تحديد نسبها ومجالاتها الجغرافية التقليدية ومواردها الإقتصادية الحيوية.
إنتقال بعض القبائل إلى تأسيس الملك.
هدف التأريخ عند إبن خلدون.
من حركة قبلية ذات أطماع إقتصادية إلى قبائل تنشد الملك، إذ أن نهاية الدولة المركزية السابقة وذبول قواها المادية والمعنوية يدفع إلى التفكير في الإستقرار.
مميزات مرحلة التأسيس هي: الصراع العسكري مع الدولة الآفلة والبحث عن المثل الأعلى -الشرعية الدينية-، وظهور قواعد التنظيم السياسي -الحكم الوراثي-، والإقتصادي -الإقطاعات والجبايات-، وتحديد العلاقات الخارجية بالبحر الأبيض المتوسط.
مميزات الدولة في مرحلة القوة هي: الجهاد في الأندلس، ومحاولة التوسع في الجبهة الشرقية، والقضاء على الثورات الداخلية، وقد تغلب المرينيون في أغلبية صراعاتهم على الجبهات الثلاث.
مميزات الدولة في مرحلة الضعف هي: الصراع على العرش بين الأمراء، والدور التخريبي للوزراء وبني الأحمر، وانقسام البلاد إلى مملكة مراكش وفاس.
خلاصة إبن خلدون: من الحركة القبلية، إلى الملك والقوة، ونهاية العصبية بالعودة إلى الإنهيار والتفكك.



بعض الأمثلة التي ذكر فيها الدولة المرينية من المقدمة.
عناوين الفصول في المقدمة.

في أن عوائق الملك المذلة القبيل والإنقياد إلى سواهم صفحة 142 .
في أنه إذا كانت الأمة وحشية كان ملكها أوسع صفحة 145 .
في أن الملك إذا ذهب عن بعض الشعوب من أمة فلا بد من عودته إلى شعب آخر منها ما دامت لهم العصبية صفحة 146
في أن الدعوة الدينية تزيد الدولة في أصلها قوة على قوة العصبية التي كانت لها من عددها صفحة 158 .
في أن عظم الدولة واتساع نطاقها وطول أمدها على نسبة القائمين بها في القلة والكثرة صفحة 163-164 .
في أن آثار الدولة كلها على نسبة قوتها في أصلها صفحة 182 .
في مراتب الملك والسلطان وألقابها صفحة 236-242 .
ديوان الأعمال والجبايات صفحة 245 .
ديوان الأعمال والجبايات -قيادة الأساطيل- صفحة 255 .
في شارات الملك والسلطان الخاصة به -الآلة- صفحة 259-260 .
في شارات الملك والسلطان الخاصة به -الطراز- صفحة 267 .
في شارات الملك والسلطان -الفساطيط- صفحة 268 .
المقصورة للصلاة والدعاء في الخطبة صفحة 270.
في أن الدولة المستجدة إنما تستولي على الدولة المستقرة بالمطاولة لا بالمناجزة صفحة 201.
في أن الأمصار التي تكون كراسي للملك تخرب بخراب الدولة وانقراضها صفحة 275.
في لغات أهل الأمصار صفحة 379 .

إبن خلدون عبد الرحمان، المقدمة، دار القلم ، بيروت، 1961 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق