الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

الحركة الأدبية الفكرية في تونس في القرنين 13-14 ه

محمد الفاضل بن عاشور

هذا الكتاب الشهير يتضمّن سلسلة المحاضرات الثماني التي ألقاها الشيخ الفاضل ابن عاشور بالقاهرة سنة 1955 ، وقد أرفقها في آخر الكتاب بمجموعة من النصوص كنماذج لموضوعات النهضة الفكريّة والأدبيّة التي شهدتها تونس ابتداء من منتصف القرن التاسع عشر إلى الاستقلال. وقد طبع هذا الكتاب ثلاث طبعات ) 1956 - 1972 -
1983 ( ولم يلق الاهتمام اللائق به رغم نفاد طبعاته الثلاث ورغم حاجة الباحثين  والطلاب إليه باعتباره أوّل كتاب باللغة العربيّة عن الحياة الأدبيّة والفكريّة في تونس في العصر الحديث. يبدو الكتاب غزير المادّة متنوّع المحاور، ومن أبرزها: الفكر الإسلامي التحديثي والإصلاحي، الحركة الوطنيّة، النهضة العلمية والأدبية، الصراع الثقافي والهوية العربية الإسلامية، دور المؤسسات التربويّة والثقافيّة في نشر الوعي الوطني، النشاط الصحفي... وليس الكتاب تاريخا للحركة الفكرية والأدبية في تونس فحسب بل هو تعبير عن رؤية إصلاحيّة تحديثية لقضايا الأمة الإسلامية مرتبطة وثيق الارتباط بالسند التاريخي للحركة الإصلاحية التحديثيّة في تونس منذ بروزها في منتصف القرن التاسع عشر. ويعتبر الشيخ الفاضل نفسه تلميذا روحيّا – وإن لم يدرس مباشرة على البعض – لرموز هذه الحركة أمثال محمود قابادو وخير الدين وسالم بوحاجب وبيرم الخامس ومحمد السنوسي ومحمد النخلي وخاصة محمد الطاهر ابن عاشور. وفي الكتاب محاور أخرى تتجلّى فيها نظرة الشيخ الفاضل لإصلاح التعليم الزيتوني والخلدونية والنضال النقابي، كما يتجلّى فيها انحيازه للشيخ عبد العزيز الثعالبي الذي هاجم الطرق الصوفية علانيّة، مناديا بتفسير القرآن تفسيرا عقلانيا والذي كان
أحد معتنقي الاتجاه السلفي بزعامة محمد عبده ثم رشيد رضا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق