الأحد، 14 يوليو 2013

الرامايانا الهندية - ملحمة الأله راما - أوديسة الهند 
ترجمة دائرة المعارف الهندية 
مراجعة وتقديم : د . محمد سعيد الطريحي .
.................................................................
عرفت شعوب الشرق الأساطير منذ القدم وكانت الأساطير والملاحم الشعبية الهندوسية من بين تلك الأساطير التي لم تزل راسخة في قلوب الشعب. ولقد أتاحت " رامايانا " Ramayana (تنطق راماين بتسكين النون) احدى الملحمتين العظيمتين - الأخرى هي "ماهبهارات" Mahabarata(تنطق مهابارت بتسكين التاء) - عبر الأجيال والقرون سيلاً لا ينضب من الأحداث والنوادر والمواقف الروائية المناسبة لأشكال درامية لا تقع تحت حصر .

وقد انبرى العلماء بترجمتها للغات عديدة كالهندية، والبنغالية والكشميرية والإنكليزية كي تصبح ميسرة للقراء، إلا أنه للأسف قلما نجد ترجمة عربية لهذه الملحمة العظيمة، حيث اننا توقفنا عند حدود "الالياذة" و"الاوديسة" الاغريقيتين وأهملنا ترجمة باقي الملاحم العالمية خاصة الشرقية والتي تعد اقرب الى ثقافتنا .

وتعد ملحمة "رامايانا" من أقدم وأروع الملاحم الهندية نظراً لكونها مادة نافعة ودسمة للمطالعة، إذ تحتوي على قصة جيدة مفعمة بالأحداث الهامة المسلية، كما تكشف أيضاً عن مضمون عقلية الشعوب التي خلقت وخلّدت هذه الأساطير. فهي ليست مجرد عمل أدبي، بل إنها تروي دون قصد غالباً ، الأسس الحقيقية التي نشأت عليها الهند، وتفسّر أصولها وتسجل تاريخها القديم، بل وتعرض شرحاً لذكريات الجنس البشري في فجر التاريخ . أما من الوجهة الإجتماعية ، فإن "رامايانا" تصف على الأرجح سيادة الجنس الآري على الهند ، الأمر الذي يفترض حدوثه في حوالي عام 5000 قبل الميلاد ، ذلك أن إنتصارات راما على الشياطين والقرود تمثل غزو القوقازيين القادمين من الشمال لبلاد الهند، وتغلبهم على سكان البلاد الأصليين الذين إندمجوا مع الغزاة فيما بعد .

كما أنها تحوي مغزى دينياً عميقاً، فالناس يعبدون "راما" Rama وغيره على أنهم آلهة أكثر منهم آدميين أو شخصيات أسطورية تحولت إلى شخصيات دراميـة. و" راما " هي الكلمة التي يتمنى الهنود أن تنطق بها شفاهم في لحظات الموت (وكانت هي آخر كلمة نطق بها غاندي قبل أن يسلم روحه). أما الأطفال فيطلق عليهم أسماء " سيتا " و " لاكسمان " و " بهاراتا " وكذا أسماء بعض شخصيات الملحمة، بأمل أن يشب هؤلاء الأطفال على الفضائل التي يتحلى بها أصحاب هذه الأسماء. وتستخدم هذه الأسماء أيضاً كدعامة دينية، ويقال أن أي إنسان يحمل اسماً من أسماء الآلهة، سوف يتمتع بحماية وطمأنينة أكثر من أي إنسان آخر يحمل اسماً عادياً من أسماء البشر ، مثل الكاثوليكي الذي يتسمى عادة بإسم أحد القديسيين.

أما من الناحية السياسية فيعتبر " راما " مثالاً للملك العادل الذي ينبغي إتباع سياسته في الحكم لنشر الأمن والاستقرار والرخاء والازدهار في الدولة .

تكونت ملحمة "رامايانا" عبر قرون طويلة، إلا أنها صيغت صياغة نهائية من قبل الشاعر "فالمكي" Valmiki الذي نظمها في نحو خمسين ألف سطر شعري وأربعة وعشرين ألف مقطع (دوبيت) في اللغة السنسكريتية فهي بذلك تعتبر الأقصر بين الملحمتين العظيمتين – الأخرى هي ماهبهاراتا.

...........................................



4shared.com /office/rcOp4xEN/__-____-__.html?refurl=d1url

أو

http://www.mediafire.com/view/?6xvvucmo5wb98a8

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق