الخميس، 2 أغسطس 2012

طـــرق الـــري في الأندلس :

تبرز اهمية الماء بأنه العامل الرئيسي في نشوء الحضارات الزراعية في العالم فعندما تشح الامطار يتعذر القيام بالعمل الزراعي ما لم يعتمد على مصادر الري ومن هنا برزت فكرة خزن الماء ونقله في قنوات الى المناطق الزراعية البعيدة عن مصادر المياه لذلك يعرف الري بأنه : فن توزيع وتوصيل المياه بالطرق الصناعية الى الاراضي الزراعية وذلك لانماء النباتات في المناطق التي تتساقط عليها الامطار بكميات قليلة لا تفي بحاجة النبات او تتساقط عليها الامطار في اوقات غير مناسبة لنمو النباتات او في المناطق الجافة التي لا تتساقط عليها الامطار تقريباً ([1]).
وتنوعت مصادر مياه الري في الاندلس منها مصادر المياه السطحية والجوفية التي تحدثنا عنها بالتفصيل الا اننا سنتحدث عن الادوات المستخدمة في الري فضلاً عن  القنوات والجداول والقناطر والجسور باعتبارها طرق ري وقد استطاع العرب في الاندلس تأسيس قاعدة علمية تكنولوجية قوية لانظمة الري اصبحت لاحقاً منهلاً للحضارات العالمية الاخرى وبخاصة الحضارة الاوربية الزراعية التي استمدت كثيراً من مقوماتها من نتاج الحضارة العربية الاسلامية ولاتزال تعمل بهذه الانظمة حتى يومنا هذا([2]) .
وقد بذل الاندلسيون جهوداً كبيرة في اقامة المشاريع الاروائية مثل بناء السدود والقناطر والجسور وحفر القنوات السطحية والجوفية لتسهيل وصول المياه الى الاراضي الزراعية ([3]).



اولاً - الادوات المستخدمة في الري :
استخدم الاندلسيون العديد من الادوات لايصال المياه من مصادرها الى الاراضي الزراعية ومن هذه الادوات :-
1- الناعـور :
وهو من الادوات التي نقل العرب استخدامها من بلاد الشام الى الاندلس واستخدمت لسقي الحقول ولا تزال مستعملة في بعض مناطق اسبانياولا يزال يلفظ باسمه العربي في الوقت الحاضر (Noira) فضلا عن (Garraffu) الذي يغرف به بواسطة الناعور (1) .
والناعور من الآلات المائية التي تركب على الانهار(2) او الجداول الدائمة الجريان او على قنوات الري الرئيسية كما في مناطق الري في مرسية (3) ،وتتكون من دولاب دائري مصنوع من الخشب قائم بشكل عمودي على منسوب الماء وحوله اوعية فخارية(4) ، او علب من التنك حول دائرته (5) مربوطة بشكل منظم بحبال قوية على طول دائرته(6). وسمي بالناعور لصوت يخرج منه (7).
وكل الدوالي التي تغرف بالدور فهي المنجنونات منها منجنون ومنجنين(8) ويدور هذا الدولاب بقوة تيار الماء فيسمى بالناعور المائي(9) .

2- الدولاب :
        هو يشبه الناعور ولكن تركيبه اكثر تعقيدا وهو على نوعين الاول يديره ثور واحد او حصان او جمل والثاني يديره ثوران ، يستطيع النوع الاول ان يروي 70 جريباً من المزروعات الشتوية و 30 جريباً من المزروعات الصيفية ، اما الثاني فيستطيع ان يروي 70 جريباً من غلات الصيف و 150 جريباً من مزروعات الشتاء([4]). وهنا يدور الدولاب بالاعتماد على حركة الحيوان فيحرك بدوره دولاباً عمودياً مربوطاً ببكرة مسننة تدور بفعل حركة الدولاب الافقي ونتيجة لهذه الحركة تعمل الاوعية المحمولة على الدولاب العمودي على رفع المياه من مجرى النهر او الساقية ووضعها في الساقية المخصصة للاغراض الاروائية ([5]) .
والدواليب تستطيع العمل في الصيف ليلاً ونهاراً بسبب قلة الامطار او انعدامها . اما في الشتاء فانها تعمل في النهار فقط بسبب اعتمادها على الحيوان ([6]).
وان المواد المستخدمة في صناعة هذه الآلة الرافعة اغصان اشجار التوت وحبال مصنوعة من الياف النخيل او قلف الصفصاف اما محور الدولاب فمصنوع من ساق شجرة توت كبيرة لضمان القوة اللازمة لحمل الدولاب ([7])، ويستخدم الناعور لرفع الماء اذا كان على مسافة قريبة من سطح الارض ([8])، كما يستخدم بالري في الاراضي المرتفعة وفي وديان الانهار مثل وادي آنة وابرة وتاجة ([9]).
ومن النواعير التي كان لها الاثر الكبير في الزراعة ناعورة طليطلة على نهر تاجة حيث بلغ ارتفاعها في الجو تسعين ذراعاً وهي تصعد الماء الى اعلى القنطرة ويجري الماء على ظهرها فيدخل المدينة([10]) .
ونواعير بلنسية ([11])، والنواعير الموجودة على الجداول المتفرعة من نهر مرسية والتي تسقي جناتها([12]) ، فضلاً عن النواعير الموجودة في قرطبة التي تصعد الماء من الوادي الكبير الى بساتين قرطبة فتسقيها ([13])، وناعورتان على نهر ابرة قرب سرقسطة تداران بقوة الماء ([14])، وقد تغنى الشعـراء
بالنواعير وابدعوا في وصف جمالها كما جاء في وصف ابن هذيل([15]) لناعورتين     بالزاهرة :
انتِ أبتدعتِ لناعورتين
هما ضرتانِ كمثلِ يديكِ


بدائَع أعيت فما تُوصفُ
اذا جادتا والحيا مفدفُ
([16])

كما جاء في وصف الناعورة في شعر عبد الملك بن سعيد المرادي([17])حيث         قال :
ناهيكَ ناعورةً تَعالتْ
يحملها الماءُ بانقيادٍ
تذكُر طوراً حنينَ نايِ
تسقى بساتينُ حاوياتٌ
طلوع عبد العزيزِ فيها


على صفاتي مع اقتداري
وتحملُ الماءَ باقتسارِ
وتارةً من زئيرِ ضاري
غرائبَ الروضِ والثمارِ
كالشمس في جنة القرار
([18]) .
 
وللمكانة التي احتلتها الناعورة واثرها الكبير بالزراعة اطلق على المكان او القصر الذي توجد به الناعورة بأسمها كقصر الناعورة غرب قرطبة خلال فترتي حكم الخليفتين عبد الرحمن الناصر والحكم المستنصر (300 350هـ/912 961م) بن عبد الرحمن الناصر (350 366هـ/961 976م)([19]) .
3- الداليـة :
جمعها دوالي ، تعمل بقوة الانسان وتصنع من القصب وتغلف من الداخل والخارج وهي على انواع تختلف بحسب حجم دولابها وطول زرنوقها ([20])، وهي عبارة عن جذع طويل يركب تركيب مدق الارز في رأسه مغرفة عظيمة مقيرة بخوص تحمل ماء كثيراً وجعل مايلي المفرغة من الجذع اقصر اما المؤخرة فتكون اطول حيث يمشي عليها الرجال لترتفع مقدمة الدالية أي مفرغتها بعد ان تمتلئ بالماء لتسقي الارض المزروعة([21]) وتحتاج الى سبعة رجال لتشغيلها 6 منهم لتحريك الدالية وواحد غراف لملئ الدلاء وتفريغها . وهذا النوع يستطيع ان يروي كل يوم بين 6-8 جريب ([22])، وتعد الدالية من الآلات الرافعة للماء ويمكن استخدام الحيوانات في سقايتها للماء ([23]). وكثر استخدام الدالية عند الاندلسيين ([24]).
4- السانيـة:
وهي عبارة عن دولاب تربط به الدلاء التي يتم بواسطتها اخراج الماء من البئر([25])،
 حيث تربط هذه الدلاء بالحبال المثبتة بالاعمدة فوق البئر([26])، ويسمى الحبل الذي يرفع به الماء من البئر بـ( الرشا ) ([27]) .
وتوجد السواني على الجداول المتفرعة من نهر مرسية([28]) ،كما ويسقي اهل قسطلة بساتينهم بالسواني ([29])، والسانية تشبه الناعور الا انها اقل حجماً منه .
5- الشـادوف:
وهو من آلات الرفع الواطئ وهو عبارة عن عمود تتحرك فوقه خشبة طويلة يعلق في احد طرفيه الدلو ويثقل الطرف الاخر بالحجارة حتى اذا نزل الدلو في الماء وامتلأ صعد بقوة الثقل ([30]).

6- الخطـارة:
وهي مشتقة من الخطر بمعنى اهتزاز الماء او تذبذبه([31]) ، وتعد الخطارة من آلات رفع المياه وهي نوع من الدواليب الخفاف ([32])، استعمله الاندلسيون في اعمال الري في الاودية والانهار ([33]).
7- الري بالعيون :
زود اقليم سرقسطة في الاندلس بالمياه وفق تنظيم دقيق حيث يوجد في هذا الاقليم "عين تنبعث بماء غزير له محبس اذا اراد اهله ان يفتحوه فتح واذا احبوا حبسه حُبس فلم يجر" ([34])  . والحبس هو المنع ([35]). وهو كذلك خشبة او حجارة تستعمل لسد مجرى الماء وجمعها احباس ([36]). وقد قام بتدبيره الاول (الاقوام السابقة) على هذا واجروه في صخر منقوب يوثق فيه ويطلق منه وهو على بعد ثلاثين ميلاً من مدينة سرقسطة ([37]).
8- الري بالتنقيط :
وهي طريقة لسقي الاشجار بكميات قليلة جداً من الماء ولكنها كافية لنموها وتتمثل هذه الطريقة بوضع جرة او جرتين من الفخار قرب جذور الشجرة ملئتا بالماء ويبدأ الماء بالنزول تدريجياً ليغذي هذه الشجرة لمدة شهرين في فصل الجفاف ([38]). وهذا يؤدي الى توفير مياه الري وقد استطاع هذا النظام من تقليل كمية المياه التي يمكن استخدامها لري مساحة معينة من الارض بنسبة 20% او30% .
من الكمية المستخدمة بواسطة نظام الري السطحي ، كما انه بهذه الطريقة يمكن استخدام الماء المالح لري المزروعات بفضل قدرته على الاحتفاظ بالرطوبة في منطقة الجذور واحتفاظه بدرجة تركيز الاملاح في مياه التربة عند مستوى معين يقلل من حد الضرر على المزروعات([39])  .
9- الري بالنـدى :
ويتم ذلك بسقي الزرعة مرة واحدة بعد ان يجمع حولها الحصى الاملس الذي       لا يتسرب الماء به الا بصعوبة فاذا تساقط الندى خلال الليل لا تشربه الارض بل انه يتسرب الى الاسفل عند الجذور فتمتصه وترتوي منه ([40]). وعادة ما تنجح هذه الطريقة في المناطق الصحراوية او المناطق القليلة المياه حيث يستعمل الندى والضباب لأغراض الري وانجاح الزراعة ([41]).


10- الري بالصهاريج :
تعرف الصهاريج بأنها جوبة كالبئر المطوية بالبلاط نقرت من الصخور او هي حياض يجتمع الماء فيها ([42]). وتبنى الصهاريج في جوف الارض وتغطى فتحاتها بغطاء من الرخام ([43]).
وتستخدم هذه الصهاريج للاستفادة من سيول الامطار وذلك من اجل خزنها عند الحاجة ([44]). وتحفر هذه الصهاريج بالتدرج بحيث يكون الصهريج الاول اعلى مكاناً من الصهريج الثاني والتالي له والصهريج الثالث اقل ارتفاعاً من الثاني وهكذا([45])  .

وفي مدينة قادس استخدمت صهاريج للسقي محكمة البناء وهي اعجب ما صنع على وجه الارض وكانت المياه تنصب في تلك الصهاريج([46]) فضلاً عن الخزانات والصهاريج في قصبة المرية ([47]). كما انشأ الامير هشام بن عبد الرحمن الداخل (172-180هـ/788-796م ) الصهاريج الضخمة والبرك البديعة واحواض الرخام المزينة بتماثيل مختلفة([48])  .
ثانياً - القنـوات والجـداول :
القناة مفردة وجمعها قنوات ([49])، وهي كالشق في الارض لمرور الماء فيه ([50])، وعادة ما تكون هذه القنوات اصطناعية يقوم الانسان بحفرها واحياناً اخرى لا يتدخل الانسان في اقامتها وهنا تسمى بالذهب وتستخدم لري المزارع اضافة الى استخدام مياهها عند الضرورة للخزن([51]) .
كما ابتكر الفلاحون الاندلسيون نظام القنوات الجوفية للمياه حيث تحكموا بجريان الماء فيها بطرق هندسية بديعة حيث يتم ايصالها من المناطق المنخفضة الى المناطق المرتفعة دون استخدام الروافع وتتم هذه الطريقة بحفر عدد من الابار والتوصيل بينهما  ثم توصيل هذه الابار بمجارٍ جوفية عميقة من الطوب الاحمر وتكون واسعة ومرتفعة بحيث تستوعب قامة الانسان وفي قاع هذه المجاري تمتد القنوات المصنوعة من الفخار لتنقل الماء من الابار ويجب ان تكون على انحدار خفيف ومتجهة نحو المدينة([52]) .
وعادة ما تسمى القناة المحفورة في الارض والتي تجري فيها المياه بـ       (الكظمية ) وجمعها كظائم([53])،اما القنوات المصنوعة من انابيب من الرصاص والتي يتم
 بواسطتها استخراج مياه الابار الفوارة الى سطح البئر تسمى بـ( الكهاريز ) ([54]) ، وفضلاً عن القنوات المائية الجوفية هناك القنوات المائية السطحية التي كانت تصل الى المزارع والمدن والارياف في الاندلس ([55])، وكانت القنوات تستخدم في المدن حيث كان العمال الذين يصنعون القنوات ويصلحونها يؤلفون جماعة هامة اما في خارج المدن فأن السقائين هم الذين يمونون الناس بالمياه فكانوا يبيعون للبيوت ماء النهر القريب من المدينة ([56]).
لقد تفوق العرب المسلمون في الاندلس على الرومان في هذا المجال وبذلوا جهوداً كثيرة من اجل ايصال المياه عبر قنواتهم الى مزارعهم وحدائقهم وبيوتهم وهم لم يحضروا معهم القنوات والجداول بل احضروا معهم الافكار الخاصة بذلك([57])  .
وانتشرت العديد من القنوات في الاندلس ، فقد أنشأ الأمير عبد الرحمن الداخل قناة تمد البلد بالمياه الجارية(7) ، والقناة التي بناها عبد الرحمن الناصر ، وكان ذلك في صدر سنة (329هـ/940م) وكانت " قناة غريبة الصنعة حيث اجرى اليها الماء العذب من جبل قرطبة الى قصر الناعورة غربي قرطبة وفي المناهر المهندسة وعلى المنايا المعقودة يجري ماؤها بتدبير عجيب وصنعة غريبة محكمة الى بركة عظيمة ، عليها اسد عظيم الصورة ، بديع الصنعة ، شديد الروعة لم يشاهد اوفى منه ولا ابهى منه فيما صور الملوك في غابر الدهر مطلي بذهب ابريز وعيناه جوهرتان ، لها وميض شديد يجوز هذا الماء على عجز الاسد فيمجه في تلك البركة من فيه فيبهر الناظر بحسنه وروعة منظره وثجاجة حبه ، فتسقى منه مجاجة جنان هذا القصر على سعتها ويستفيض على ساحاته وجنباته ويمد النهر الاعظم بما فضل منه فكانت هذه القناة وبركتها . والتمثال الذهب الذي يصب فيها من اعظم اثار الملوك في غابر الدهر لبعد مسافاتها واختلاف مسالكها وفخامة بنيانها وسمو ابراجها التي يترقى الماء فيها ويتصوب من اعاليها وكانت مدة العمل فيها اربعة عشر شهراً " ([58]).
وقد اودع الخليفة الحكم المستنصر جوف هذه القناة انابيب الرصاص لتحفظه من كل دنس([59]) ، فضلاً عن قنوات اخرى في مناطق مختلفة في الاندلس مثل مدينة لاردة التي عرفت بقنواتها الرائعة الصنعة التي ساعدت على ازدهار الزراعة فيها ([60])، وفي مدينة بربشتر قنوات محكمة الصنع تسقى من عين هناك([61])  .
كما استخدمت القنوات وبشكل كبير داخل المدن بهيئة شبكة من القنوات الجوفية لتوزيع المياه على احيائها وتوصيلها بطريقة فنية الى مختلف مرافقها([62])، وفي مدينة استجة امر الخليفة عبد الرحمن الناصر ببناء قناة مياه للري ، كما امر ابنه الخليفة الحكم المستنصر ببناء قنوات عديدة لري غرناطة ومرسية وبلنسيه  وارغون([63])  .كما بنيت العديد من القنوات في مدينة لورقة التي افادت منها المنطقة في الري والزراعة([64]) كما بنيت قناة في مدينة اونبة([65]) ، لجلب المياه اليها وكانـت هـذه القنـاة
 مخترقة الجبال الشامخة بحيث تصل هذه المياه الى اسفل المدينة فتسقي بساتينها ([66]) وقنوات اخرى في مدينة طركونة ([67]) التي كانت تأتيها المياه عن طريق هذه القنوات المشهورة بها هذه المنطقة ([68]). كما برع الاندلسيون ببناء سدود التحويل التي تنشأ عبر
 الجداول لتحويل مياهها الى القناة وهذه تقنية عالمية شاعت في مناطق البحر المتوسط والشرق الاوسط القديم ([69]).
وتتكون الجداول من جراء نزول الامطار والثلوج على الجبال فتصب في مغارات بها وتبقى مخزونة فيها في الشتاء فاذا كان في اسافل الجبال منافذ ينزل الماء من تلك المنافذ فيحصل منها الجداول فتنظم بعضها الى بعض فتحدث منها الانهار والغدران والاودية([70]).
ومن هذه الجداول الموجودة في مرسية التي تخرج من نهر مرسية على مقربة من قنطرة اشكابة قد نقر له الاول في الجبل وهو حجر صلد وهذا الجدول هو الذي يسقي قبلي مرسية وحفروا أزاء هذا الجدول في الجبل المحاذي جدولاً ثانياً حيث يسقي جوفي مرسية ولهذين الجدولين منافس في اعلى الجبلين ومناهر الى الوادي تنقى الجدولان منه بفتحها وانحدار الماء مما اجتمع من الغثاء فيهما ولايسقي نهر مرسية بغيرهذين الجدولين الا بما رفع بالدواليب والسواني([71]) .
فضلاً عن الجداول التي شقها العرب بالقرب من بلنسيه حيث اقتطعوا ثلاثة جداول من وسط نهر طورية في احد ضفتيه واربعة جداول في الضفة الاخرى فأحاطت السهل الذي اصبح على شكل مروحة وساعدت هذه الجداول على توزيع المياه وزيادة رقعة المساحة المزروعة([72]) .
ولقد تمتعت القنوات والجداول في الزراعة الاندلسية بأهمية كبيرة وخطيرة  دفعت هذه الخطورة والاهمية الى انشاء محاكم خاصة بالمياه كمحكمة المياه ببلنسيه والتي دارت شؤونها حول قضايا الري وتوزيع المياه من حيث  كمياتها واوقاتها ([73])، وقد  انشئت محكمة المياه من قبل العرب حيث اسسها الخليفة الاموي المستنصر وكان قاضي بلنسيه
 آنذاك عبد الرحمن بن حبال ، وقد تأسست في سنة 349هـ/960م  ومازالت موجودة الى الان([74])، وتعد هذه المحكمة ميراثاً إلى الشعب الأندلسي بشكل خاص واوربا والعالم بشكل عام(4) . ولم يقف الامر عند انشاء المحاكم بل كانت هناك عناية واسعة بنظافة تلك المياه والمحافظة عليها ولقد كان المحتسب يأمر بمنع الدواب من الاقتراب من المياه ويعمل على منع النساء من غسل الملابس في الاماكن القريبة منها الا في اماكن        محددة (5).


([1]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص95 .
([2]) م ، ن ، ص108 .
([3]) م ، ن ، ص97 .
 (1)البكري , عادل , اساليب أستخدام النواعير عند العرب , ندوة النواعير , مركز أحياء التراث العلمي العربي , بغداد- 1990 ,ص49;  الفحام , الهندسة الزراعية , ص226 .
(2) متز ، ادم ، الحضارة  الاسلامية في القرن الرابع الهجري ، ترجمة : محمد عبد الهادي ابو ريدة ، مج2 ، دار الكتاب العربي ، بيروت - لا . ت ، ص338 .
(3) غليك ، توماس ، ف ، التكنولوجيا الهيدرولية في الاندلس ، منشور ضمن كتاب الحضارة العربية الاسلامية في الاندلس ، ترجمة : صلاح جرار ، ج2، ط2، مركز دراسات الوحدة العربية ، بيروت 1999 ، ص1357 .
(4) الحفيظ ، وجودي ، النواعير في التراث العربي ، ص2 .
(5) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص96 .
(6) نخبة من الباحثين العراقيين ، حضارة العراق ، ج2 ، بغداد 1985 ، ص183 .
(7) ابن سيده ابو الحسن علي بن اسماعيل الاندلسي ، المخصص ، مج2 ،بيروت-لا.ت ، ص162 .
(8) الهيتي ، صبري فارس ، نواعير الفرات شواهد تاريخية على اصالة حضارية ، ندوة النواعير ، مركز احياء التراث العلمي العربي ، بغداد 1990 ، ص15 .
(9) متز ، الحضارة  الاسلامية ، مج2 ، ص338 .
([4]) كلود كاهن ،ص118-119 . نقلاً عن إبراهيم ، ناجية عبد الله ، ريف بغداد (دراسة تاريخية لتنظيماته الإدارية وأحواله الاقتصادية) للفترة 575-656هـ / 1179-1258م ، ط1 ، دار الشؤون الثقافية العامة ، بغداد- 1988 ، هامش (5) ، ص279.
([5])الحفيظ ، عماد محمد ، وجودي ، ناطق داود ، النواعير في التراث العربي ، ندوة النواعير ، مركز احياء التراث العلمي العربي ، بغداد 1990 ، ص2 .
([6])كلود كاهن ،ص118-119 ؛ ريف ، هامش (5) ، ص279..
([7]) م ، ن ، ص2 .
([8]) مكي ، محمود علي ، مدريد العربية ، دار الكتاب العربي للطباعة والنشر ، القاهرة لا . ت ،  ص47 48 .
([9]) بروفنسال ، ليفي ، الاندلس ، دائرة المعارف الاسلامية ، اعداد وتحرير : ابراهيم زكي خورشيد واخرون ، مج5 ، مطبعة الشعب ، القاهرة 1933 ، ص31 .
([10]) مؤلف مجهول ، كتاب عجائب البلدان ، ورقة رقم (44) ؛ ابن الوردي ، خريدة العجائب ، ص21 ؛ الحميري ، الروض المعطار ، ص393 394  ؛ Imamuddin ,S.M., The economic history of Spain under the Umayyads (711- 1031 A.C) , ( Dacca ,1963),P.79.

([11]) العذري ، ترصيع الاخبار ، ص18 .
([12]) م ، ن ، ص1 ؛ الشقندي ، فضائل الاندلس واهلها ، ص59 ؛ الحميري ، الروض المعطار ، ص512 ، 540 .
([13]) الغساني ، رحلة الوزير ، ص24 .
([14]) ابو مصطفى ، تاريخ الاندلس الاقتصادي ، ص109 .
([15]) ابن هذيل : ابو بكر يحيى بن هذيل بن عبد الملك ولد سنة 305هـ/917م ، من اهل العلم والادب والشعر، غلب عليه الشعر فصار من المشهورين به وتوفي سنة 386هـ/996م . الحميدي ، جذوة المقتبس ،ج7، ص358.
([16]) الكتاني،ابو عبد الله محمد،كتاب التشبيهات،تحقيق:احسان عباس، دار الثقافة،بيروت- لا . ت،ص80- 81.
([17]) عبد الملك بن سعيد المرادي الخازن : هو شاعر واديب اندلسي ، موصوف بالفضل كثير الشعر . الحميدي، جذوة المقتبس ، ,ج7, ص266  ؛ الضبي ، بغية الملتمس ، ص367 .
([18]) الحميدي ، جذوة المقتبس ،ج7 ، ص266 .
([19]) المقري ، نفح الطيب ، ج1 ، ص389 ، 564 .
([20]) الدوري ، ص62-63 ، كلود كاهن ، ص118 ؛ ريف ، هامش (6) ، ص281-282 .
([21]) ابن سيدة ، المخصص ، مج2 ، ص163 .
([22])الدوري ، ص62-63 ، كلود كاهن ، ص118 ؛ ريف ، هامش (6) ، ص281-282.
([23]) متز ، الحضارة الاسلامية ، مج 2 ، ص338 ؛ صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص96  .
([24]) Imamuddin , The economic history of Spain ,P.77.
([25]) ابن بصال ، الفلاحة ، ص176 ؛ علي ، مصطلحات الزراعة والري ، ص54 .
([26]) علي ، المفصل ، ج7 ، ص188 .
([27]) ابن حبيب ، ابو جعفر محمد ، المحبر ، تحقيق : ايلزة ليختن شتير ، بيروت لا . ت ، ص194 .
([28]) الحميري ، الروض المعطار ، ص540 .
([29]) المقدسي ، احسن التقاسيم ، ص233 ؛ ارسلان ، الحلل السندسية ، ج1 ، ص269 .
([30]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص96 .
([31]) مكي ، مدريد العربية ، ص53 ؛ صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص96 .
([32]) ابو مصطفى ، تاريخ الاندلس الاقتصادي ، ص111  .
([33]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص96 .
([34]) العذري ، ترصيع الاخبار ، ص24 ؛ السامرائي ، الثغر الاعلى ، ص55 .
([35]) الفيومي ، احمد بن محمد بن علي ، المصباح المنير في غريب الشرح الكبير ، ج1، بيروت لا . ت ، ص118.
([36]) ابن منظور ، لسان العرب ، مج6 ، مادة حبس ، ص45 .
([37]) العذري ، ترصيع الاخبار ، ص24 .
([38]) التكريتي ، طرق الري ، ص72 .
([39]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص101 102 .
([40]) م، ن ، ص97 .
([41]) التكريتي ، طرق الري ، ص72 .
([42]) ابن سيدة ، المخصص ، مج2 ، ص312 .
([43]) علي ، مصطلحات الزراعة والري ، ص40 .
([44]) زكي ، احمد ، صهاريج عدن اروع اثار العرب في الهندسة ، مجلة العربي ، ع68 - 1964 ، ص57.
([45])علي ، مصطلحات الزراعة والري ، ص40 .
([46]) الزهري ، كتاب الجغرافية ، ص90 .
([47]) ابو مصطفى ، تاريخ الاندلس الاقتصادي ، ص104 .
([48]) الصيحي ، الحضارة العربية واثرها في اوربا ، ص91 .
([49]) النسفي ، علم الدين بن حفص ، طلبة الطلبة في الاصطلاحات الفقهية ، تحقيق : خليل الميس ، بيروت - 1989 ، ص316  .
([50]) علي ، مصطلحات الزراعة والري ، ص48 .
([51]) علي ، المفصل ، ج7 ، ص170 171 .
([52]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص98 .
([53]) الخوارزمي ، محمد بن احمد بن يوسف ، مفاتيح العلوم ، مطبعة الشرق ، مصر 1342هـ ، ص46 .
([54]) الكرخي ابو بكر محمد بن الحسن الحاسب ، انباط المياه الخفية ، حيدر اباد ، الدكن -1359 ، ص22- 23 ؛ صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص97 .
([55]) صالح ، انظمة الزراعة والري ، ص98 .
([56]) بروفنسال ، ادب الاندلس وتاريخها ، ص92 .
([57]) غليك ، التكنولوجيا الهيدرولية ، ص1353 .
(7) لاند ، روم ، الإسلام والعرب ، ترجمة : منير البعلبكي ، ط2 ، دار العلم للملايين ، بيروت-1977 ، ص175 .
([58]) المقري ، أزهار الرياض ، ج2 ، ص266 267 ؛ المقري ، نفح الطيب ، ج1 ، ص564 565 .
([59]) ابن عذارى ، البيان المغرب ، ج2 ، ص234 ؛ حتي ، فيليب واخرون ، تاريخ العرب المطول ، ج3، ط2، دار الكشاف للنشر والطباعة والتوزيع ، 1953 ، ص631 ؛ النصولي ، انيس زكريا ، الدولة الاموية في قرطبة ، ج1 ، المطبعة العصرية ، بغداد 1926 ، ص119  .
([60]) ابو الفداء ، تقويم البلدان ، ص181 ؛ السامرائي ، الثغر الاعلى ، ص45 .
([61]) السامرائي ، الثغر الاعلى ، ص55 .
([62]) مكي ، مدريد العربية ، ص49 .
([63]) Imamuddin ,The economic history of Spain ,P.82. ، وارغون : مدينة اسبانية في شمالي الاندلس تقع على نهر ابرة . خطاب ، الاندلس وما جاورها ، ص109.
([64]) غليك ، التكنولوجيا الهيدرولية ، ص1351
([65]) اونبة : قرية غرب الاندلس على خليج البحر المحيط .  الحموي ، معجم البلدان ، ج1 ، ص283 .
([66]) الحميري ، الروض المعطار ، ص63 .
([67]) طركونة : مدينة حصينة على شاطئ البحر المتوسط وبها رحى تطحن بقوة ماء البحر . مؤلف مجهول ، ذكر بلاد الاندلس ، ص72 .
([68]) السامرائي ، الثغر الاعلى ، ص45 .
([69])غليك ، التكنولوجيا الهيدرولية ، ص1354 1355 .
([70]) ابن الوردي ، خريدة العجائب ، ص103 .
([71]) الحميري ، الروض المعطار ، ص539 540  .
([72]) سيديو ، أ ، تاريخ العرب العام ( امبراطورية العرب وحضارتهم ، مدارسهم الفلسفية والعلمية والادبية ) ، ترجمة : عادل زعيتر ، ط2، مطبعة عيسى البابي الحلبي ، القاهرة 1969 ، ص272 .
([73]) مؤنس ، رحلة الاندلس ، ص277 .
([74]) دبدوب ، فيصل ، بلنسية انظمة الري ومحكمة المياه فيها القائمة الى اليوم ، مجلة العربي ، ع 157 ، الكويت 1971 ، ص129 .
(4) النعسان ، محمد هشام ، أساليب الري في بلنسيه الأندلسية ، ندوة الإنتاج الصناعي والزراعي في الحضارة العربية الإسلامية ، الجمعية الأردنية ، تاريخ العلوم ، الأردن - 2001 ، ص293 – 294 .
(5) ابن عبدون ، رسالة في القضاء والحسبة ، ص32 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق