05/08/2013
“بعد اثني عشر عاماً على كتابة هذا الكتاب وتسعة أعوام على صدور الطبعة الأولى منه، ما زال موضوعه راهناً ومضمونه النقدي مشروعاً في ما نزعُم. ربما بدت نبرة النقد في حينها فيه عاليةً وحادةً نسبياً. لكنها – في ما نقدّر اليوم – كانت ضرورية ومشروعة: ضرورية لإحداث الصدمة الإيجابية في وعي المثقفين من أجل إعادة التفكير في يقينيات بالية ما عادت مقنعة. ومشروعة لأن كمية الادعاءات التي انطوى عليها خطاب المثقف، وكمية الأوهام والأساطير التي كونها عن نفسه، كانت تستدعي –حكماً – درجة عالية من النقد تُوازنها وتنقضها. على أن هذه الحدّة، وإن تسلّل الكثير من مفرداتها إلى لغة الكتاب، لم تُجانب تقاليد النقد الموضوعي ولا أمعنت في مساجلة أيديولوجية مصروفة لتصفية حساباتٍ أو لتهشيم صورة المثقف كما قد يُظن”.
لقد كتب المؤلف ما كتبه وهو ينتمي إلى هذه الفئة، وهو وإن قسى على المثقفين، فإن ما يشفع له، هو أنه قسى على نفسه بالتبعة، وبهذا يكون نقده للمثقفين هو نقد ذاتي في الوقت نفسه.
“ليس هذا الكتاب هجوماً على المثقف كما قد يُظن. بل هو دفاع صادق عنه ضد الداعية، أو بقايا الداعية فيه”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق