داود ويسوع بين التاريخ والتراث المشرقي
تأليف : توماس طمسن
ترجمة : عدنان حسن – زياد منى
الناشر: قدمس للنشر والتوزيع
حجم الكتاب الالكتروني : 2.73MB
يحاول هذا المؤلف أن يجيب عن السؤال الذي طرحته لأول مرة منذ خمس سنوات: ما الكتاب (المقدس) إن لم يكن تاريخاً؟ في مؤلفي “الماضي الخرافي” كتبت بثقة أن الكتاب ليس تاريخاً لماضي أحد وأن قصته عن إسرائيل المختار والمنبوذ قدمت مجازاً فلسفياً حول الجنس البشري الضال طريقه. إن معرفتنا بتاريخ فلسطين القديمة لم تتبدل تبدلاً جدياً في السنوات الفاصلة الماضية ولا يزال السجال حول تاريخها يعالج مسألة إمكانيته، نظراً للالتزام الشديد للباحثين الكتابيين بفكرة أن الكتاب يعكس ماضياً تاريخياً. إن العمل التاريخي الذي يجري القيام به مثير للاهتمام وواعد، ويعتمد بالدرجة الأولى على المصادر التاريخية من علم الآثار والنقوش المعاصرة. لكن مسألة: ما المعلومات في الكتاب التي يمكن أن يستخدمها المؤرخون لكتابة تاريخ فلسطين هي مسألة زائفة وإلهاء. فالمؤرخون يحتاجون إلى أدلة لتصوراتهم التاريخية، ومن دونها يكون التاريخ صامتاً تماماً. إن حقيقة أن الكتاب وحده لا يقدم أي دليل مباشر عن ماضي إسرائيل قبل العهد الهلنستي، ليس لأنه متأخر وثانوي، مع أن ذلك ينبغي بالتأكيد أن يسبب التردد لأكثر المؤرخين محافظة، بل لأن الكتاب يفعل شيئاً آخر غير التاريخ بقصصه حول الماضي.
..في المناقشة حول النقوش النصبية والحكايات الكتابية، يميل المؤرخون إلى وضع الأحداث في فضاء مجرد من الأساطير، يختلقونه بأنفسهم. القصد هو إزاحة الفضاء الخرافي الذي منحته النصوص الكتابية والقديمة صوتاً. سواءً أكان المرء يتعامل مع جيش يقوده الرب ولا يلقي أي مقاومة، أو ملك بطولي يسير خلال الليل ليهاجم عند شروق الشمس أو، في حالة النصر، يعيد الناس إلى العبادة المؤمنة والمعبد (الهيكل) المهجور إلى إلهه، فإن غياب الاهتمام بعالم القصة يتجاهل وظيفة النصوص القديمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق