05/08/2013
إن فضل البقعة التي وجد فيها بيت المقدس ثابت تاريخياً، وفي نصوص القرآن والسنة الكثيرة. ولا شك أن هذا الفضل يعود لأحقاب ضاربة في القدم، ففي هذه البقعة نشأ ومات كثير من الأنبياء والرسل، وكانت مهبطاً لكثير من الرسالات والوحي، وبها جرت أعظم أحداث التاريخ القديم. وعلى الرغم من ذلك؛ فإن جهلاً عظيماً يحيط بالناس فيما يتعلق بتاريخ القدس والأقصى وأرض فلسطين المباركة. هذا وإن القضية المثارة حول الأقصى هي بحق من أهم قضايا المسلمين الحالية، من هذا المنطلق يأتي هذا العمل “فلسطين.. التاريخ المصور” الذي هو خدمة لتلك القضية.
هذا وإن أهم ما يميز هذا الإصدار، اعتماد مؤلفه على التسلسل التاريخي للأحداث وتعاقبها على مرّ السنين، ابتدأ فيه من العهد القديم للأقصى وفلسطين، متبعاً في ذلك التسلسل المنطقي التاريخي، المفتقد في المراجع التي تناولت التأريخ للأقصى وفلسطين. وهذا يشكل أهمية كبيرة في مواجهة دعاوى اليهود وغيرهم من يثبتون حقوقاً هنا وهناك لهم في أرض فلسطين، أو يشككون في انتماء هذه البقعة المباركة لقاطنيها من المسلمين وقد بدأت فكرة هذا العمل بمحاضرات ألقاها المؤلف في ذاك الموضوع، وذلك على مدى سنتين متواصلتين، إلى أن وجد أن الحاجة ملحة لإخراجها بشكل كتاب تعم الفائدة منه جميع الناس، معتمداً في تأليف هذا الكتاب، المنهج المنطقي التاريخي لتسلسل الأحداث، وبدأه بمقدمة عن فضل الأرض المباركة والمسجد الأقصى تتميماً للفائدة وتوطئة للبحث.
وقد اشتمل الكتاب على جزأين رئيسيين؛ هما التاريخ القديم للقدس وفلسطين، وفيه بحث تاريخي من أول تاريخ معروف للقدس، وحتى زمن دخول العثمانيين إلى جزيرة العرب. أما الجزء الثاني فهو التاريخ الحديث للقدس وفلسطين، وفيه بحث تاريخي في المرحلة التي تلت دخول العثمانيين إلى وقت إخراج هذا الكتاب. معتمداً في ذلك سرد الأمور المتعلقة بشكل أو بآخر بتطورات الأحداث على الأرض المقدسة، مع الإشارة أحياناً إلى بعض الجوانب التاريخية الأخرى؛ لأهميتها في مضمار هذا البحث، وتنبهاً للقارئ لخطورتها ومدى تأثيرها في التاريخ والأحداث التالية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق