نقد الخطاب السلفي (ابن تيمية نموذجاً)
تأليف : رائد السمهوري
الناشر: طوى للنشر والإعلام
556 صفحة
تاريخ النشر: 2010
“نقد الخطاب السلفي (ابن تيمية نموذجاً) دراسة نقدية – موضوعية هامة جاء بها الباحث “رائد السمهوري” ليوضح للقارئ الأثر القوي والفاعل للحركة الإسلامية المعاصرة في بناء الفكر الديني للمسلمين عامة. بداية: ماذا يعني الكاتب بالخطاب السلفي: “أعني حزمة من المفاهيم والأدوات المستخدمة في النظر إلى النص الديني وإلى الواقع يعبّر عنها بخطاب لغوي أو بسلوكيات وردود أفعال وتعامل وطريقة في الحياة، تلك المجموعة من الأدوات والمفاهيم والإجراءات ينسبها أصحابها إلى (السلف) (…) ولا أعني بهذا النقد بالضرورة السلف أنفسهم”.
ولا يخفى على أحد أن تلك الحركة الإسلامية المعاصرة على الرغم مما قد يبدو في داخلها من اختلافات لا تمس جوهرها وأصول منهجها – مدينة في بنيتها الفكرية وتصوراتها عن الله والكون والإنسان لشيخ الإسلام “ابن تيمية الحراني” وهذا ما تعيه القيادات المؤسسة لهذه الحركة.
يوضح الباحث رائد السمهوري في هذا الكتاب تجليات هذا الخطاب السلفي التي ما فتئت تطبع العقل الجمعي لكبرى الحركات الإسلامية المعاصرة التي تستحوذ على العقل المسلم اليوم، توجهه وتكونه، وتغذيه بتلك المفاهيم والأدوات والإجراءات نفسها وذلك عبر الخطب المنبرية، والقنوات الفضائية، والمنشورات الدعوية، تلك الحركات الإسلامية التي تمثل اليوم (المرجعية الفكرية) الأم والأساس لعقل الأمة الجمعي، الذي يستجيب لها بشغف، ويتأثر بها بعمق، ويستمع لها بخشوع، خصوصاً وأن المسلمين اليوم يعيشون أزمات متعددة، فكرية، وحضارية، وسياسية، واجتماعية، وتنموية، وتربوية، وتعليمية.
يقول الباحث إن أعمق ما يكون عقل الأمة ويؤثر فيه بلا منازع هو الفكر الديني. والفكر الديني لا يعني به الدين، بل مجرد فهم للدين، وهذا الفهم ما هو إلا، نتاج بشري بوسائل وأدوات بشرية، لذلك فهو ليس فوق النقد، ولا ينبغي له أن يكون كذلك. فالعلاقة بين الفكر والواقع جدلية، وبما أنه كذلك فهو بحاجة دائماً إلى مراجعة وحلول جذرية. ويتساءل هنا هل هذا الفكر بكل مفرداته – صحيح؟ هل هذا الفكر الذي يضخ بكثافة في عقول وقلوب المسلمين صالح لإقامة نهضة ما أكثر ما يجري ذكرها هذه الأيام على الألسنة؟ الإجابة في هذا الكتاب القيم، الذي أراد له الكاتب أن يكون أشبه بعملية “حفر معرفي” وفكري لهذه الأدوات والإجراءات والمفاهيم التي تتحكم فينا، وتسيرنا، عن غير وعي منا.
من هنا أراد المؤلف الغوص في الجذور التي أنتجت هذا الوعي، هل هي صحيحة أم العكس لهذا جاء هذا الكتاب في أربعة أقسام: الأول: يتحدث عن موقف ابن تيمية من الآخر. الثاني: يعالج قواعد منهج ابن تيمية في التوحيد، وكيف يفهم الصفات الإلهية. الثالث: مخصص للحديث عن القدر في فكر ابن تيمية. أما الرابع: فيعالج إشكالية: هل العقل مقدم على النقل؟ وهو قراءة في كتاب درء التعارض.
هذا الكتاب، محاولة لاستكشاف معالم البنية الفكرية للخطاب السلفي في جذورها العميقة، وإثارة التساؤلات حولها ولفت الانتباه لما يترتب عليها من نتائج تؤثر في الفرد والمجتمع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق