الجمعة، 4 أكتوبر 2013




التنبيه والإشراف

تأليف: أبو الحسن علي المسعودي
تحقيق: عبد الله إسماعيل الصاوي
الناشر: مكتبة الشرق الإسلامية - القاهرة
الطبعة: 1938

442 صفحة


علي المسعودي هو أبو الحسن بن علي بن عبد الله العذلي المسعودي، ويتصل نسبه بعبد الله بن مسعود الصحابي الجليل، وقد ذاعت شهرته باسم "المسعودي". قضي المسعودي زهرة شبابه في بغداد ولكنه غادر إقليم العراق بمحض إرادته وإرضاء لميوله وأذواقه ورغبة منه في التجول، فخرج من بغداد سنة 301هـ ليقوم برحلة قيل أنها استمرت ثلاثة أعوام قضاها متنقلاً بين ربوع فارس وكرمان.

وبعد أن جاب بلاد الهند وصيمور قطن أخيراً في مدينة بومباي حتى سنة 304هـ، ومن ثم وصل إلى مدينة عمان، وخلال هذه الرحلة تعمق في دراسات الحدود الإسلامية، واستعان على ذلك بالآلات العلمية التي كانت معروفة إبان عصره.

ومن يطالع كتابه مروج الذهب لا بد أن يتساءل عن فضل هذا الرجل وعلمه الواسع وإحاطته التي لا حد لها، مع فقهه وأمانته فيما ينقل من أخبار.

وباستعراض كتابه مروج الذهب، وكتابنا هذا "التنبيه والإشراف" نجد أن أقل ما يقال بالمسعودي أنه: عالم، فلكي، حاسب، جغرافي، فقيه، محدث، جدلي، نظار، دياني، مؤرخ، ناسب، أخباري، فيلسوف، أديب، راوية. وأنه كان ملماً بعدة لغات كالفارسية والهندية واليونانية والرومية والسريانية.

وهو كثير التنقل بالقارئ من تاريخ إلى علم إلى فقه إلى أدب وشعر إلى فلسفة وفقه، إلى غير ذلك مما يدل على أنه ذو ثروة علمية فذة. وهو غريب فيما ينقل، بديع فيما يصف، قصاص بارع ذو أسلوب جذاب، وعبارة ممتعة، وقد تتلمذ له كثير من العلماء والمؤرخين وأكثروا من النقل عنه والتوثيق له.

ويظهر أن الثروة العلمية التي امتاز بها المسعودي لم يدونها كلها في كتابيه "مروج الذهب والتنبيه والإشراف، فحسب بل بعثرها في كتبه، وفرقها بين مصنفاته، تفرقة عادلة وقسمة راعى بها أن يكون في كل مؤلف منها ما يحببه إلى القراء، ويرفع قدره ومنزلته بين العلماء.

وإذا ما عدنا لمتن كتاب التنبيه والإشراف لوجدناه يحتوي لمعاً من ذكر الأفلاك وهيئاتها، والنجوم وتأثيراتها والعناصر وتراكيبها وأقسام الأزمنة وفصول السنة ومنازلها والرياح ومهابها والأرض وشكلها ومساحتها والنواحي والآفاق وتأثيرها على السكان وحدود الأقاليم السبعة والعروض والأطوال ومصاب الأنهار وذكر الأمم السبع القديمة ولغاتها ومساكنها ثم ملوك الفرس على طبقاتهم والروم وأخبارهم وجوامع تاريخ العالم والأنبياء ومعرفة السنين القمرية والشمسية وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وغزواته وسني هجرته وسير الخلفاء الراشدين والخلفاء من بعدهم، مع التعرض إلى ذكر من كان في عهدهم من ملوك الروم والأفدية التي حدثت في أيامهم في عهد الراشدين والأمويين والعباسيين وتكلم على الخلفاء جميعاً إلى سنة 354 وهي السنة التي مات فيها وقد تعرض إلى ذكر طرف عن ملوك الأندلس.


=====================

رابط الكتاب

Mediafire||Archive

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق