الثلاثاء، 7 أغسطس 2012

الحرب الوجه الاكثر بشاعة
ودونية، والعار الذي لا يستطيع الانسان تحاشيه على مر العصور طالما وجد
الصراع، فليس ثمة موازاة بينه وبين الخير فالخير يأتي طفيفا مهما بلغ
من القوة والثراء لكن الشر المتمثل بالحرب انما ياتي بقوة مفرطة ويحصد
الالوف من البشر أي انه الكارثة الاختيارية للدمار والتخريب والافناء.


والحرب ضغينة كبرى يقترفها البشر مع مزيد من الكراهية واالعدوان
الساحق، نتيجة تدافعهم على المصالح غير المنظمة تنظيما ربانيا، فقد جاء
الرسل والانبياء ونزلت الصحف المقدسة على بنو البشر لكنهم لم يتعظوا
بها وفضلوا تقديراتهم القاصرة في ادارة الصراع المهلك والمدمر



وكانت النتيجة كما هي دائما متلازمة مع البشر رغم تطوره وتوالي
حضاراته في ان الحرب لديه ازدادت باضعاف مضاعفة بواسطة تقنياته الحديثة
التي افترض ايجادها لخدمة الانسان.



وموضوعة الحرب التي تناولها العدد الجديد من مجلة عالم الفكر حصرا
انما كانت وفق دراسات مستفيضة باقلام خيرة الباحثين منهم د.سيار
الجميل..د. غانم هنا..د. الزواوي بغورة..د. عبد الرحمن التليلي..د. حسن
حمادة..د. عبد الرزاق الداوي.. د. ناصر الدين سعيدوني د. سهيل الحبيب..
د.محمود اسماعيل عبد الرزاق.. د. يحيى فايز الحداد.. د. جهاد ملحم..
إلياس حنا..



من العسير دراسة الحرب كموضوع نظري مطلق كذلك استحلة معالجتها
بمنظور انساني لأن بعض الحروب قد تكون عادلة دفاعا عن حق مغتصب او ردا
لعدوان او غزو وبعضها يكون غاشما مدفوعا باطماع توسعية او مصالح
اقتصادية او اطماع زعماء او جماعات ، فهناك التباس كبير والاكثر
التباسا فهي تلك الحروب التي تشكل على الفكر الانساني مثل الحروب التي
تشن لردع نظام جائر، او التدخل في الشؤون الداخلية.



لقد ارتبطت الحروب بتاريخ البشرية وكانت اشكالها التي وصلت الينا
بالصراعاتبين الافراد ثم بين الجماعات بعد ذلك تطورت في نطاقها لتكون
حروبا كونية هائلة.



وقد اتخذت مسميات متنوعة خلال مراحلها المتتالية وكان آخرها الحرب
العالمية والحرب الباردة والحرب على الارهاب.وحرب النجوم.



والحرب مع تطورها وتطور تقنياتها لم تلغي الحرب التقليدية فلا زالت
مناطق كثيرة في العالم تشن الحرب على بعضها البعض وخصوصا في افريقيا
حيث تشتعل حروب الابادة القبلية تدافعا على الماء والكلأ.



ويرى البعض ان الحروب التي تحدث بالوكالة في العالم الثالث انما
تهيئ الامان دون نشوء حرب نووية عالمية.



الدول الآمنة التي لم تدخل في حروب منذ آماد طويلة تبقى على الدوام
على اهبة استعداد للحرب.



ووفق معهد ستوكهولم الدولي لبحوث السلام في تقريره عن العام 2006
بلغ حجم الانفاق العسكري في عام 2005 ***1118 مليار دولار وفي مقدمة
الانفاق العسكري تاتي الولايات المتحدة الامريكية .. بريطانيا..
فرنسا.. اليابان.. الصين.. المانيا.. ايطاليا.. وهي الدول الاكثر ثراءا
واستقرارا في العالم.



وكل هذا يدلنا على ان هناك صناعة مستمرة ونشيطة للحروب وان العالم
لايتخلى عن هذه البشاعة وعن تدمير الذات الانسانية رغم ادراكه العميق
لمثلبته المزمنة.



في هذا الجو المشحون بين متنوع الحروب والنزاعات وامتلاك حق صناعات
نووية تصبح النظرة الى شعارات العولمة والقرية الكونية الصغيرة او
العلاقات بين الحضارات والثقافات اكثر مجابهة للنقد.



قراءة الحرب تفرض نفسها بين وقت وآخر في ضوء الاشكاليات المتحركة
والمجريات العالمية وهو ما تحول المجلة ـ عالم الفكر ـ تقديمه باسهاب
ضروري.


احتوى العدد العناوين التالية:

1ـ الحرب ظاهرة تاريخية ــ د. سيار الجميل.

2ـ مفهوم الحرب بين نيتشه وهيدجرــ د. غانم هنا

3ـ الحرب في الفلسفة ـ د. الزواوي بغورة.

4ـ معضلة الحربـ د.عبد الرحمن التليلي.

5ـ الفن والحرب في العصور القديمةـ د.حسن حمادة.

6ـ حرب الثقافات ـ د. عبد الرزاق الداوي.

7ـ الحرب في عصر النهضة ـ د. ناصر الدين سعيدوني.

8ـ هزيمة 67 د. سهيل الحبيب.

9ـ الحروب الاسلامية ـ د. محمود اسماعيل عبد الرزاق.

10ـ العلم والحرب ـ د. جهاد ملحم.

11ـ الآثار النفسية للحروبـ يحيى فائز الحداد.

12ـ تحرير الكويت 1991 ـ إلياس حنا.

13ـ التربية والعولمة ـ د. علي اسعد وطفة.

عدد متميز من مجلة عالم الفكر مع صورة معبرة عن الحرب على غلافها
الانيق في شكله ومحتواه.


صورة الغلاف- إطلاقة براقة تخترق ظلام المطامع والاحقاد فيما يكون
دخانها يستسلم الى سكون الموت بهدوء حيث الدم البارد المتخثر، وفي تلك
الحلكة المهيمنة لايرى شيئا سوى رمز الموت الحديث براقا في العقل
البشري.


اعداد مجلة* عالم الفكر ليس* فقط مجلة تُقرأ، وانما هي كتب متتالية
لأن تكون مراجع فكرية رصينة ضرورية لكل متطلع الى المعرفة.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق