الجمعة، 10 أغسطس 2012

[كتاب] اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب، لمحمد بن الأعرج السليماني.

  زين العابدين الكتاني
العدد 231 ذو الحجة-محرم 1403-1404/ شتنبر-أكتوبر 1983
**الكتاب المغربي له مركزه وأهميته، سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الكتاب بصفة عامة، والاهتمام بالكتاب المغربي يعتبر من أهم الواجبات علينا لأنه نافذة واسعة للتعريف بالوطن وبتاريخه المجيد، وله مركزه في عالم خدمته تدعو الضرورة إليها،  وهذا ما التزم به وأنا أحرص على تقديمه تباعا على صفحات (دعوة الحق) الغراء.
والكتاب الذي نحن بصدده في هذا العرض كتب في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، ولهذا الكتاب أهمية بالغة مما سيلاحظه القارئ من خلال هذا العرض، ويفتح نافذة لها أهميتها، وهو يحمل عنوان: (اللسان المعرب في تهافت الأجنبي حول المغرب) للعلامة المرحوم أبي عبد الله محمد بن محمد السليماني المعروف بابن الأعرج المطبوع بإحدى المطابع المغربية (1)**
وإذا كان كتاب (اللسان المعرب..) يشير إلى أن المكتبات الخاصة بالمغرب تزخر بمدخرات كثيرة ومتنوعة، تاريخية وعلمية مهمة، خصوصا فيما يتعلق منها بأدق المراحل التي عرفها المغرب، وبالذات بعد ظهـور لوائح جائزة الحسـن الثاني للمخطوطات والوثائق التي تظهر كل سنة عن وزارة الشؤون الثقافيـة، فإن الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه يقـع في حوالي مائتي صفحة من الحجم المتوسط، في إخراج لا بأس به ، حيث يقسم المؤلف موضوعان كتابه إلى أربعة أقسام، كل قسـم جزئي إلى فصـول، مع حوالي عشرين صفحة تتناول موضوعات اختيرت كتمهيد للكتاب، مع ترجمة  للمؤلف عني بجمعها وتنسيقها كل من الأستاذين السيد الحبيب المهاجـي، وابن المؤلف السيد عبد المالك السليماني.
 (واللسان المعرب...) كتاب له أهمية زائدة بالنسبة للبحث التاريخـي لاعتبارين اثنين:
أولا: لقيمة ومؤلفه وخبرته بالنسبة لجيله.
ثانيا: اعتبارا للظروف التي كتب فيها كتابه، وهذا بالفعل ما يحاول هو نفسه أن يشير إليه في مقدمـة الكتاب بأسلوب الواعي المستنهض فيقول:
«غير خفي على كل ذي رأي صائب، وفكر ثاقب ما بلغته المسألة الشرقية ، وبالأخص المراكشية من الأدوار، وتبرجت فيه من الأطوار، على أنهـا الشغل الشاغل لسواس الدول الأوربيـة، بل بيت القصيـد لدى الأنديـة السياسية، وأهل البلاد المراكشية في غمـرة ساهون، وعن مصالحهم العامة لاهون، يزعمـون أن فيهم بقية عزيزة الجانب، أبية  فيهم لمناكحة الحروب، صدماتهم مفجية للكروب، وهيهات هيهات أن ذلك من أغاليط الاعتقادات .
لقد فسد مزاج هـذا المغرب وتغير، والمعروف منه تنكـر، وكل زعيم شرخ وباض الشيطان في دماغه وفرخ، وجمدت الأفكـار، وكثرت الأشرار وسقطت الهمم العالية وتنوسيت العوائد السامية، وأهمـل أبناء الزمان دراسة التاريخ الذي هـو أساس طبيعة العمران على مر الزمـان، لا جرم أن بدراسته تتأدب الأجيال وبتعاطيـه تتهذب منهم الأفعـال، إذ يعمد اللبيب لمحاسن من مضى فيتركها، ويمج ذوقه مساويه فيرفضها، سيما من سمت همته لفلسفة  التاريخ التي تمثل الأعمال الجليلة في أوج المعالي والكمال، وتشخص المساوئ في مهاوي الانحطاط والضلال، فأنت ترى في التاريخ اليوم نضب ماؤه، وتكدر صفوه، وعادت رجال المغرب تنفر من معينه وتسأم، وكسد جوهره في سوقهم فلا يسام بدينار ولا درهم، وقد تكسـد اليواقيت في بعض المواقيت.
فاستخرت الله (يقول المؤلف) في تقييـد يشتمل على تلخيص تاريخ المغرب وما لرجاله من عمل مسيء أو مطرب، وأبرزته في هذا الموضوع كي يروق لدى كـل غيور ويضوع، همته تاريخ القطـر المغربي، وما وقع بين دوله والأجنبي، وأسباب الانقلابات العمرانية... وأرشدت فيه حسب الإمكان، لما يتعين تعاطيه في هـذا الزمان، رجاء أن تنهض هـذه الناشئـة المغربية، وتنقض غبـار الكسل عنها، وتتحلى بما كان عليه سلفهـا الصالح وأخذ منها، وعل وعسى أن يرعوى منهم كل غافـل لاه، عملا بقـول مولانـا جل من قائل: « وذكرهم بأيـام الله» ومما زادنـي على جمعه نشاطا ، فعكفت على كتابته اغتباطـا، ما أنسته من رجـال حكومتنـا من التشوف لتجديد نشاطاتهـا سنة ستة وعشرين وثلاثمائة وألف ( 1326هـ الموافق: 1908م) وسميت ما جمعتـه (باللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب)(2).
ومن هنـا من منطلق المؤلف من هـذا النقد الذاتـي الجميل الذي يشير في وضوح إلى هـذا المنطلق الصريح الذي انطلق منه، والتعبيـر عن البقية التي كانت لا زالت قائمة، ولو أن الإغفاءة كانت تسيطر، وهـذا في الحقيقـة ما جعل الكتاب يمتاز بمميزات  تنعكـس عليهـا مقومـات شخصية الكتاب الذي كان من أبـرز الشخصيات الواعية التي دعت إلى خروج المغرب عن عزلتـه التي سببتها إليـه انكماشه بصورة الكتاب بوضوح في مواده وهو مـا أشار إليه أيضـا أحد التقاريـظ المكتوبة سنة  1914 حيث يقول كتابه:
تعرض إلى «...بعض البعض مما طرأ على المغـرب المسكين من الرزايا والفتن، ذات الداء الكمين، وأسباب انحطاطه بين الأمم، وجعله في أنظار سواس العام كالعـدم وزاد ببسط الاهتمام، وزائـد الإلمام، يخص الخواص والعوام علـى التمسك بأمـور العصر الحاضر من الصنائـع النافعـة، التي يغتبط بالحض عليها ولو كل مكابر، وغير ذلك من الحكــم والاثار...»(3)
والحقيقة أننـا نسجل بادئ بدء ونحـن نتناول هذا الكتاب الهام الذي صـدر سنة  1391هـ/1971م بالضبط ملاحظتين هامتين، وهـي كما أرى ليست مجرد ملاحظتين ، بل هـي رد عملي، وتفنيـد للذين يذهبـون مذاهب غريبـة وهم يتحدثون عن الفكـرة التي سبقت (المسألة المغربيـة)، وميزة ما بعـد سنة (1912م) فيتحاملون على الواقـع المغربي، ويتناسـون أو يتغافلـون بالقصد عن (الحركـة التقدميـة)(4) التي عرفها المغرب يومئذ في مختلف جهات البلاد، وفي عـدة مجالات يكفيهـا مظهرا بروز النظريـة الإعلامية للشيخ محمد بن عبد الكبيـر الكتاني المعاصـر لتأليف هذا الكتاب والتي أوضحت «بأن غزو وسائـل الاعلام للمغرب يومئـذ إنما هي حرب بالأقــــلام...»(5).
أمـا ما يشير إليه صدور الكتاب من الملاحظتين الهامتين فيهمـا:
أولا: يسجل الكتاب بادئ ذي بدء أن المغرب عرف في أدق مرحلـة في حياته «حركة تقدمية... كانت تسعى إلى تجديد ثقافـي شبيه بما حدث في الشرق... ووضع إطـار كافل لسلامـة البلاد وانطلاقها في طريق التمدن الذي عـم أقطارا أخـرى في المعمور، وإيـجاد الوسائل  لدرء الأخطـار الاستعمارية التي كانت تهدد بشتى الوسائـل استقلال المغرب وكيانه»(6).
ثانيـا: إن الكتاب الذي نحـن بصدده هو نفسه مظهـر من مظاهـر (الحركة التقدمية) التي عرفها المغرب، والتي اختلف مع كثير مما يؤرخـون لها وهم يأخذون بأسلوب يفسحون بـه المجال لأشخاص ونظريـات لا يتسع المجال إلى تحليلها في هـذا التحليل.
ثالثـا:
أشار الكتـاب إلى بعض ما جد في موضوع المغرب المجاهـد إلى الآن، ضد خصومه، وضد الذين يواصلـون التلويح بنفس المظاهـر وراء التغيير فقط من أجـل مذاهبهم أو نظرياتهـم التي غالبا ما تتأثـر بنوع من الرواسب والمثبطـات، أو الولاء وراء تطلعات غير حقانية، كما يقول فلاسفـة الصوفية بخصوص الذيـن لا يقدرون المسؤوليـة والواقع، ويركضون وراء غايات معينـة لا تخدم المجموع، ولا تنطلق من الغايـات والأهداف الحقيقية التي كانـت تستهدف خلق النهضة الإيمانية.(7)
أما محتوى الكتاب بصفة عامة فينقسم إلى:
1) ترجمة المؤلف ومـا يتصل بالكتاب وهي من إعداد المهيئين لكتاب الطبع.
2) العوامـل الداعية إلى وضع هذا الكتاب، وقد زيـن بثلاث وثائق تتصل بالموضوع.
3) التمهيد والمقدمـة، وتناولت خمسة مواضع تدور حول خـلافة سيدنـا أبي بكر وسيدنا عمر رضي الله عنهما، وصفة تخطيط الأمصار على عهد السلف، وخلافـة سيدنـا عمر وسيدنـا علي بن أبي طالب، وسيدنـا الحسن بن علي وآداب أهـل البيت وآداب السلف الصالح.
4) أقسام الكتاب الأربعـة، وكل قسم جزئ إلى فصول تدور كلها حـول المغرب وتاريخه في عـدة جوانب:
كما تناولت ما يتصل بالحدود المغربية والعلاقـات الدولية، والصراع الذي عرفه المغرب بخصوص هـذا الموضوع في نطاق التنافس الدولـي و« المسألة المغربية».
في حين لا بد من الإشـارة إلى أن في الكتاب ما يتعين تعاطيه في المعـارف العصرية وشرح الحريـة والمدنية، وترتيب المدارس والبرامج التعليمية في مختلف المراحل، والرسائل الواجب توفرها لقيـام هذا القطاع.
وقد ركـز المؤلف فصلين من الكتاب لبيان الحرية والمدينـة وحقيقتهما المدنيـة عند فلاسفـة هذا الزمن، وشبهات عن هـذه الفلسفة الحديثـة، والوفاق بينهما،  بين العقيـدة الصحيحة، في حين ينهي الكتاب بخاتمـة تدور حول: « ما يجب للأمير على رعيته، ومـا يجب لها على أميرهــــــا»(8) مما يؤكـد أن هـذا الموضوع هو خـلاصة ما يدور حوله هـذا الكتاب ، كما يضم مجموعـة من التقاريـظ صادرة عن بعض العلماء  والأدباء المعاصرين للمؤلف، وهي صورة  للفكـر المغربي، وتقييم له لهـذه المبادرة المهمـة في إبانها وحتى الآن.
أما المؤلف فهو أديب كبير، ومؤرخ شهير كما عرفه صاحب كتاب: «الأدب العربي في المغرب الأقصى»(9) ولـد عام 1285هـ الموافق لـ: 1868م ، وتوفي في 1344هـ الموافق لـ: 1927م، حيث نشأ في أسـرة عرفت بالعلم والصلاح والفضل.
وكانت تعتمد على العمـل والجد، ومن هـذه المعطيات فقد تتلمـذ مؤلفنـا على أكابر علماء وقته جامعـة القرويين،  فدرس بحزم ونشاط، فكان معاصرا لزمانه،  متابعا التطـور الذي كانت تعرفه الظروف التي عاش فيها، مطبوعـا بطابع الحماس والغيرة والتطلـع منذ نعومـة أظفاره، فشب وشاب عليها، ويتجلى ذلك كمـا أشار إليه مقدما الكتاب في قصائده ومقالاته ومحاضراته ومؤلفاته.
ولقد اضطرتـه الظروف للعمل بالتجارة مدة، طبعته أيضا بعوامـل جديدة وكانت عامـلا للقيام بحركة فكرية واسعـة النطاق ولو خارج الوطـن سجلها الذين كتبوا عنه بإعجاب.
وإن أعظم مـا يميز حياة هـذا المفكر المغربي العالم أنه:
أ ـ فتح عينيه والمغرب يتطلع بل ويعمـل إلى تجديد ثقافـي، وإصلاح القيم، وإقـرار التدابير القيمـة بحل المشاكل، ووضـع إطـار لانطلاق البلاد في طريـق التمدن وإيجاد الوسائل الكفيلة للوقوف في وجـه المد الاستعماري وتسربه ومواجهته بما يناسب.
ب ـ القيام بحركـة فكرية تحرريـة واسعة النطاق، وفي هـذا الإطـار أسس ناديا بمحل تجارته، ولم تكن توجيهاته وتطلعاتـه الوطنية قاصرة على تلك الجهة فقط، بل كـان يشارك في غيرهـا في إطار حركـة التجديد التي كانت الشغل الشاغل للجيل.
ج ـ كذلك كـان مواظبـا وشغوفـا بقراءة الصحف والمجلات العالمية التي لها نزعـة دينية إصلاحيـة، وما جد في عـالم المعـرفة.(10)
د ـ وساهم أيضا في تأسيس أول مدرسـة حرة(11)  بفاس عـام 1340هـ / 1921م.
هـ ـ اهتم عن كثب بالحرب الريفية التي كانت شغله الشاغل وله حولهـا جولات أدبية نشرت أصداؤها بالصحف التونسية(12).
و ـ كما نسجـل بتقدير خاص أنه التزم في شعره ميولـه الإصلاحية، فبادر إلى تهنئة الأتراك بانتصارهم على اليونـان شأن طبقة الرواد الأوائل للنهضة المغربية الحديثة بقصيـدة بعنوان (تركيا الجديدة) عبرت عنها الصحف الشرقية إذ ذاك بقولها (صوت اتى من المغرب)(13).
ز ـ أمـا إنتاجه الفكـري فيتمثل في سبعة كتب:
ـ (اللسان المعرب...) الذي نتحدث عنه.
ـ (زبدة التاريخ...) في أربعة مجلدات.
ـ (ديوان شعر...) نشر بعضه هنا  وهناك.
ـ (تسهيل الطالب لبغية الطالب) وهو كتاب مدرسي.
ـ (مجمـوع محاضرات) في التاريخ وعلم الاجتماع.
ـ (مقالات) في مواضيـع مختلف نشر بعضها.
ـ ( دليل أساتـذة المدارس الحـرة).
ومما تجـدر الإشارة إليه أن مؤلفنـا قد انتهى من كتابه هـذا عـام1330هـ / 1911م.
والحقيقة إذا مـا أعدنا إلى موضوع الكتاب أو الحقبة التي تناولهـا، فإننا نجـد أن العلامـة السليمانـي«قد استوفى جغرافية المغرب التاريخيـة والسياسية، وبرهن عن معـارف أهله وأخلاقهم السامية، وحماستهم في مواقف الحروب،  والسبب  في تقهقرهم وواضح  السبل إلى معالجـة عقولهـم من غوائل أمراضها، وأغراهم على الإقبـال على تشييد ما أتلفتـه يد التقصير بكف النفس عن أهوائهـا وأغراضها»(14).
وزاد المؤلف «يبسط الاهتمـام، وزائـد الإلمام بحض الخواص والعـوام على التمسك بأمـور العصر الحاضر من الصنائـع النافعة التي يغتبـط بالحض عليها ولدى كـل مكابر...»(15) ما يلمـس القارئ بالرؤيا المجـردة أن الرجل كان يستهدف غايـة بعينهـا، ويعمل من أجـل الخروج من الحصار الذي يحيط بالمغرب نتيجة عاملين أساسيين هما:
أولا: الصراع الذي أحدثـه خصوم المغرب وأعداء وحدتـه يومئذ داخليـا وخارجيا مما تصوره (المسألة المغربية) بدقة، وترويه وقائع التاريخ بعد ذلك في صور متنوعة.
ثانيـا: الصراع الذي عرفه المغرب في جميع الجهات نتيجـة بروز حركـة التجديد والنهضة مع جماعات المتخلفين والمتقوقعيـن الذين كانوا يحمون بقاءهـم ببعث الصراع والتفرقـة، والعمل في إطـار هذا الصراع الذي أحدثـه خصوم المغرب للوقوف في وجـه (النهضة الإيمانية) التي تحدو بناء المغرب الجديد بذكـاء القائد الحكيم.
وهذا في الحقيقـة والواقـع ما يدور حولته موضوع كتاب: (اللسان المعرب عن تهافت الأجنبي حول المغرب) وهـو أيضا الداعـي الأول لتناولـه في هذا العرض.

(1)  طبع الرباط، ستة: 1391هـ/1971م.
(2)  أنظر صفحات : 2-3.
(3)  صفحة : 193.
(4)  أو حركة النهضة، وقد استعمل هذا الاسم كل من المحققين في ترجمة مؤلف الكتاب.
(5)  راجع مجلة (دعـوة الحق) ع: 223 رمضان/ شوال 1402 ـ يوليوز 1982م، ص 274.
(6)  أنظر: ترجمة المؤلف (حرف : أ) بنفس الكتاب.
(7)  رسالة ( المؤاخاة) للشيخ محمد بن عبد الكبير الكتاني ( رهن الطبع).
(8)  نفس الكتاب: ص 177.
(9)  للمرحوم الأستاذ محمد بن العباس القباج.
(10)  الكتاب، ص: 2
(11)  نفس المصدر ، ص  ج.
(12)  نفس المصدر.
(13)  نفس المصدر.
(14)  نفس المصدر، ص 195.
(15)  أنظر: جريدة (الأنباء) ع: 614، ص 4، تاريخ 4/12/1972.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق