الجمعة، 10 أغسطس 2012

علما السلطان ابى الحسن المرينى


من بين الذخائر الثمينة التى تزخر بها كنيسة طليطلة هو علما السلطان أبى الحسن المرينى , اللذان غنمهما الأسبان فى موقعة سالادو أو موقعة طريف , وهى الموقعة التي نشبت بين الأسبان وبين الجيوش الأندلسية والمغربية الموحدة بقيادة سلطان غرناطة يوسف أبى الحجاج والسلطان أبى الحسن المرينى الذى عبر إلى الأندلس لنجدة المسلمين وذلك فى 30اكتوبر سنة 1340م ( جمادى الأول سنة 741ه)
وهزم فيها المسلمين هزيمة فادحة , وسقط معسكر السلطان أبى الحسن فى يد النصارى , وكان من أسلابه هذان العلمان اللذان ما زالت تحتفظ بهما حتى اليوم اسبانيا النصرانية عنوانا لظفرها فى هذا اليوم المشهود .
وقد علق هذان العلمان الإسلاميان على جدران قاعة الثياب الثياب المقدسة فى كنيسة طليطلة .وأول هذه الأعلام عبارة عن سجادة كبيرة مذهبة الجوانب , طولها 3,70مترا وعرضها 2,20مترا , ذات لون اصفر وقد نقشت فى شريطيها الأعلى والأسفل بحروف بيضاء هذه العبارة : ( النصر والتمكين والفتح المبين لمولانا السلطان أبو الحسن أمير المسلمين ) .
ونقش فى باطن العلم فى عدد من الدوائر بلغت ستة عشر العبارات الآتية بأحرف سوداء ( وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم ) ( الحمد لله على نعمته ) ( الملك الدائم ) ( العز القائم ) ( اليمن الدائم ) .
وفى ذيل العلم مكتوب إنها صنعت للسلطان فى المدينة البيضاء فى شهر جمادى الأخر عام أربعين وسبعمائة للهجرية .
وثاني العلمين عبارة عن سجادة اصغر حجما , يبلغ طولها 2,80مترا وعرضها 2,20مترا , وقد علق بجوار العلم الأول , وهذا العلم ذات لون ازرق ونقوشها من النواحي الأربعة بيضاء وفيها عدة أهلة ونجوم وقد نقش فى شريطها الافقى الأعلى ما ياتى ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
وفى الشريط العمودى الأيمن ما ياتى ( تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون فى سبيل الله )
وفى الشريط الافقى الأدنى تكملة الآية ( بأموالكم وأنفسكم ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون ) ( وما النصر إلا من عند الله ) ( ومن يتوكل على الله فهو حسيه )( نصر من الله وفتح قريب ) ( وما توفيقي الا بالله )
وفى الشريط العمودى الأيسر ( يا أيها الذين امنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب اليم )
ونقشت فى الأهلة وعددها ستة عشر عبارة ( لا اله الا الله ) فى ثمانية منها و ( محمد رسول الله )فى الثمانية الأخرى , وعدد النجوم عشرون .
وفى ذيل هذا العلم كتب انه صنع لأمير المسلمين أبى يوسف يعقوب بن عبد الحق فى قصبة فاس فى شهر محرم سنة أثنى عشر وسبعمائة , والسلطان المذكور هو أبو يوسف المنصور الجد الثاني للسلطان أبى الحسن .
المصدر : الآثار الأندلسية الباقية فى اسبانيا والبرتغال 
للدكتور محمد عنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق