حول الكتاب
الفلاسفة نتائج وأسباب فى آن معاً: هم نتئج للظروف الاجتماعية ولما يسود عصورهم من سياسة ونظم اجتماعية، وهو كذلك أسباب (إن أسعفهم الحظ) عصورهم من سياسة ونظم اجتماعية، وهو كذلك اسباب (إن أسعفهم الحظ) لما يسود العصور التالية من عقائد تشكل السياسة والنظم الاجتماعية.
لذلك فقد حاولت أن أعرض كل فيلسوف باعتباره نتيجة تولدت عن الوسط الذى يعيش فيه، دون أن أجاوز فى ذلك حدود الصدق، وقد اقتضى ذلك أن أضيف فصولا فى التاريخ الاجتماعى الخالص، غير أنى قد أطنبت القول فى ذلك كل الإطناب، حينما توقعت ألا يكون التاريخ مألوفا لطائفة من القراء- مثال ذلك ما يخص العصور الوسطى، ومع ذلك فقد راعيت فى هذه الفصول التاريخية أن أستبعد استبعاداً تاماً كل ما رأيته ضئيل التأثير، أو عديمه فى الفلسفة التى عاصرته أو أعقبته ومشكلة الاختيار فى كتاب كهذا الكتاب مشكلة جد عسيرة لذلك فقد قصرت بحثى على أولئك الفلاسفة الذين أراهم ذوى أهمية تستوقف النظر، ثم ذكرت عنهم من التفصيلات ما يعين على التوضيح، لم تكن الفلسفة منذ أقدم العصور من شأن المدراس وحدها، كلا ولا كانت أمراً تتنازعه قلة من العلماء، بل كانت جزءاً لا يتجزأ من حياة المجتمع، ولذا حاولت أن أنظر إليها على هذا الاعتبار، فلو كان لهذا الكتاب قيمة على الإطلاق، فإنما تستمد قيمته من هذه النظرة.
رابط التحميل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق