نبذة النيل والفرات:
لقد تميزت الدراسات القديمة عن الزواج بأن المظهر البيولوجي للموضوع كان
غائباً عنها بالكامل. وفي هذه الدراسة التي يتناولها هذا الكتاب سوف تأخذ
مناقشات مثل هذه عن تاريخ الزواج حيزاً أكبر مما كان في السابقات، حيث يقوم
المؤلف بتحليل الوقائع العضوية الموجودة ضمناً في الظواهر النفسية
والاجتماعية. وسوف يأخذ في الاعتبار، وبعناية شديدة، تأثير أفكار ومعتقدات
الشعوب على تقاليد الزواج لديها.
وهناك عامل مهم تتداخل تأثيره
في ثنايا الدراسة وهو تأثير الحضارة المادية، فليس الزواج علاقة بين
الجنسين فقط، إنه مؤسسة اقتصادية أيضاً، وهو بالتالي خاضع بشكل أو بآخر
لتاثير ظروف المعيشة. وقد حصر المؤلف دراسته حول الزواج بالمواضيع
التالية: أصل الزواج والأمور المرتبطة به، مثل الدورية الجنسية،
والمجموعات المختلفة للوقائع التي كان ينظر إليها كبراهين على مشاعية
بدائية وغيرة الذكورة، سن الزواج والعزوبة، والعفة الجنسية التي تلامس
العزوبة وبعض تقاليد الزواج معاً، والبغاء وأشكاله المختلفة، ووسائل
الإغواء البدائية، والانتقاء الجنسي المرتكز في نفس الوقت على انجذاب
ونفور، وقواعد الزواج الداخلي، والزواج الخارجي الناتجة عن ذلك، ووسائل
إتمام الزواج مثل زواج الإكراه، والموافقة وتقديم مقابل للمرأة سواء بشكل
تبادل الخطيبات، أو بشكل عمل، أو شراء بكل معنى الكلمة، أو بالعطايا، أو
بالهدايا، والمهر، وطقوس الزواج، والزواج الأحادي وتعدد الأزواج، وتعدد
الزوجات، وزواج المجموعة والعلاقات الجُماعية الأخرى، ومدة الزواج وقواعد
إنهائه.
سوف يناقش المؤلف كلاً من هذه
المسائل بصورة منفصلة، متفحصاً خلال النقاش عادات أو قوانين الشعوب في كل
مراحل الحضارة، وسوف يجمع في بعض المواضع شعوباً ذات مخزون واحد أو تعيش
في منطقة واحدة، وفي حالات أخرى يجمع شعوباً تنتمي إلى أنساب مختلفة، أو
تعيش متباعدة جداً عن بعضها، أو توجد في مراحل متفاوتة من الحضارة، ولكن
تقاليدها ومعتقداتها تشكل مادة للمقارنة.
وأما طريقة تناوله للمواضيع
المطروحة فكانت بتقديمه أولاً وصفاً للظاهرة التي يناقشها كما تظهر عند
مختلف الشعوب، محاولاً تفسير أسبابها: العضوية أو النفسية أو الاجتماعية.
http://www.mediafire.com/?pq78se17kqo9xug
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق