القناطـر والجسـور في تاريخ الأندلس :
خالد غاوش
عمد الاندلسيون الى انشاء القناطر والجسور على الانهار او الاهتمام بما كان
موجوداً منها في العهود السابقة خاصة من قبل الخلفاء وكانت هذه القناطر والجسور
منها ما يستخدم للاغراض العسكرية ومنها ما يستخدم لربط المدن بعضها ببعض حيث ان
الناس يمشون عليها من نصف المدينة الى النصف الاخر وعلى متنها الاسواق والديار(6)، ومنها ما يستخدم للارواء حيث تنقل المياه على ظهرها فيدخل المدينة(7)، ومنها ما يستفاد منه في نقل المياه من الجبال وغيرها من المناطق المرتفعة
عبر قنوات وانابيب دقيقة تنقل الى المدن والمزارع ([1]). ومن اهم هذه القناطر قنطرة قرطبة وهي " من اجل
وعدد قسيها سبعة عشر قوساً سعة كل قوس منها خمسون شبراً وبين كل قوسين خمسون
شبراً ([3])
تصل بين مدينة قرطبة وربضها
شقندة ([4])وهي من بناء الامبراطور اغسطس وقد وجدها العرب الفاتحون عند فتحهم قرطبة
مهدومة وقد سقطت حناياها ولم يبق منها سوى دعائمها الراكبة في النهر([5]) . وتم تجديدها في زمن الخليفة عمر بن عبد العزيز (99-101هـ/717 –719م)
على يد السمح بن مالك الخولاني([6]) (100 –102هـ/718 –720م) في سنة (101هـ/719م) وطولها ثمان مئة ذراع
وعرضها عشرون باعاً وارتفاعها ستون ذراعاً وعدد حناياها ثمان عشرة حنية وتسعة عشر
برجاً ([7]) وتنيف على خمسة آلاف حجر([8]) .
وقد قام بتحديد بنائها ايضاً الامير هشام بن عبد الرحمن الداخل واشرف على
العمل فيها بنفسه وذكر انه سمع قول البعض انه بناها لاموره الخاصة فاقسم بان لا
يعبر عليها الا للجهاد او للمصلحة العامة ([9]) ، وقد افادت المنطقة من هذه القنطرة في توسيع وتسوية الارض الزراعية([10]) .
وكذلك اهتم الخليفة عبد الرحمن الناصر بأصلاح قنطرة قرطبة وقد اختار لها
احسن المهندسين من اجل صيانتها وتصريف المياه في قرطبة([11]) ، كما قام الحاجب المنصور بن ابي عامر ( 366- 392هـ/976 –1001م)
في سنة (378هـ/988م ) ببناء قنطرة مدينة رسنشار بلغ الانفاق عليها مئة وخمسون
الفاً وايضاً قام بتجديد واضافة تعديلات مهمة على قنطرة قرطبة سنة( 389هـ-998م)
فضلاً عن انشاء سبل للماء في عدد من احياء قرطبة لسقاية الناس([12]) .
بأربعٍ فاقت الامصارُ قرطبةً وهنَّ قنطرةُ الوادي وجامعهـا
وفضلاً عن قنطرة قرطبة توجد في مدينة طليطلة قنطرة توصف بأنها افخم قنطرة في
الاندلس واعلاها سمكاً واعجبها شأناً ([15])، وهي تتكون من قوس واحد ([16])، تكتنفه فرجتان من كل جانب([17]) ، والماء يدخل تحتها بعنف وشدة وجري وتقع على نهر تاجة([18]) ، وقد بنيت بصخور كبيرة كل صخرة منها مثل بيت كبير وقد شدت تلك الحجارة
بجذوع من حديد واذيب عليه الرصاص
الاسود ([19])، وطول هذه القنطرة ثلاث مئة باع
وعرضها ثمانون باعاً ([20]) ، واخر عمارة لها في عهد المنصور بن ابي عامر وقد اشرف على بنائها حاكم البلد خلف بن محمد العامري ، بناها على قوس واحد([21]) ، ولقد افادت هذه القنطرة مدينة طليطلة حيث جعلتها مدينة كريمة الارض زاكية الزرع وغاية في العمران ([22]) ، كما توجد في مدينة مرسية قنطرة كبيرة على واديه مبنية احسن بناء افادت منها المنطقة فائدة قصوى في زراعة مناطق شاسعة منها([23]) ، فضلاً عن وجود قنطرة حجرية اخرى فيها([24]) .
وعرضها ثمانون باعاً ([20]) ، واخر عمارة لها في عهد المنصور بن ابي عامر وقد اشرف على بنائها حاكم البلد خلف بن محمد العامري ، بناها على قوس واحد([21]) ، ولقد افادت هذه القنطرة مدينة طليطلة حيث جعلتها مدينة كريمة الارض زاكية الزرع وغاية في العمران ([22]) ، كما توجد في مدينة مرسية قنطرة كبيرة على واديه مبنية احسن بناء افادت منها المنطقة فائدة قصوى في زراعة مناطق شاسعة منها([23]) ، فضلاً عن وجود قنطرة حجرية اخرى فيها([24]) .
وفي اشبيلية ديار كثيرة وعمارة متصلة بسبب ما حوته من قناطر فقد حوت لوحدها
خمس قناطر جهزت المدينة بمياه وفيرة ([25])، كما حوت غرناطة عدداً من القناطر وصل عددها الى خمس قناطر ايضاً وهي قنطرة
ابن رشيق وقنطرة القاضي وقنطرة حمام جاس والقنطرة الجديدة وقنطرة الفود وكانت على قسم
من هذه القناطر اسواق ومبانٍ محكمة والقسم الاخر يجري الماء على ظهرها في جميع
انحاء غرناطة([26])، وفي مدينة اربونة([27]) توجد قنطرة عظيمة على متنها اسواق وديار ووصفت " بأنها من البنيان
الاول ولا قدرة لاحد ان يصنع مثلها "
([28]) .
وفي مدينة قادس توجد قنطرة عظيمة على وادي لكة ولقد استخدمت في جلب المياه
الى هذه المنطقة الا ان الماء يفيض احياناً على المدينة فيغرقها([29])، وفي مدينة استجة قنطرة كبيرة([30]) ، عجيبة البنيان من الصخر المنجور([31])، تعرضت لسيل عظيم ادى الى الحاق الضرر بمزارعها وقد اعيد بناء هذه القنطرة
للافادة منها ([32])، حيث قام المنصور بن ابي عامر ببنائها (([33]).
كما توجد بين مدينة اشبونة وطلبيرة([34]) قنطرة عرفت بقنطرة السيف([35]) عالية البناء ومن عجائب الارض يبلغ ارتفاع قوسها سبعون ذراعاً وعرضه سبعة
وثلاثون ذراعاً ويوجد على قوس هذه القنطرة برج عظيم وقد بني البرج والقنطرة بأحجار
عظيمة طول الحجر منها ثمانية عشر ذراعاً وعلى هذا تكون مدينة طلبيرة عظيمة البنيان([36]) .
وتوجد قنطرتان في مدينة مدريد ([37]) احدهما مبنية احسن بناء والثانية خربها السيل([38]) . كما توجد في مدينة شريش قنطرة مصنوعة من الخشب غريبة الشكل عديمة المثل
واستخدمت في جلب المياه والافادة منها في الزراعة ([39]) ، فضلاً عن القنطرة الموجودة في مدينة ماردة ([40])، وتوجد في جزيرة شقر بين مرسية وبلنسيه قنطرة عظيمة بنيـت
على ثلاثة اقواس من العاديات الحسنة الصنعة ([41]). ويوجد على نهر قرطبة جسر مربوط بالسنن([42]) ، أنشأه الامير عبد
لرحمن بن الداخل ([43]).
ومن هنا يتضح لنا مدى الاستفادة من القناطر في الاندلس والذي شجع على التوسع
في بنائها واعادة ترميم ما خرب منها وكيفيفية الاستفادة من المياه
بأسلوب علمي دقيق يحقق كفاءة استخدام عالية ويوفر كل قطرة ماء دون ان تضيع سدى
واهتموا بترشيد المياه وضبط مياه الفيضانات ودرء اخطارها .
ان تناول هذا الموضوع في هذا الفصل كان ضرورة علمية بما له من صلة مباشرة
بالزراعة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق