السبت، 3 مايو 2014


حول الكتاب

والحال إذا استطعنا أن نترجم فلسفيا الحركة المزدوجة التي تحرك الفكر العلمي حاليا لأدركنا أن تعاقب القبلي والبعدي هو تعاقب إلزامي وأن التجريبية والعقلانية مترابطتان في الفكر العلمي برباط عجيب ومماثل في قوته للرباط الذي يوحد بين اللذة والألم .

وبالتالي ، ينتصر أحدهما وهو يبرر حق الآخر وعقله : والتجريبية بحاجة إلى الاكتناه والعقلانية بحاجة إلى التطبيق . إن التجريبية بدون قوانين متناسقة ، بدون قوانين استنتاجية لا يمكن افتكارها ولا تدريسها وإن عقلانية بدون أدلة حسية بدون انطباق على الواقع المباشر لا يمكنها أن تقنعنا إقناعا تاما .

فقيمة أي قانون تجريبي يبرهن عليها بجعلها قاعدة للمعاقلة وللحكم العقلي . وتضفي الشرعية على معاقلة ما يجعلها قاعدة للاختبار . إذن ، يحتاج العلم بوصفه مجموعة براهين واختبارات ، مجموعة قواعد وقوانين ، مجموعة بينات ووقائع يحتاج إلى فلسفة مزدوجة القطب . إنه يحتاج بشكل أدق إلى إنماء جدلي . لأن كل مفهوم يضاء بطريقة تكاملية من زاويتين فلسفتين مختلفتين.

رابط التحميل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق