تاريخ الزيتـون في الأندلس
خالد غاوش
وهو من المحاصيل التي نقلها العرب التي
نقلها العرب الى الاندلس ومن ثم الى ايطاليا و اليونان والبرتغال وما زالت اسبانيا
بفضل ذلك تحتل المركز الأول
في العالم من حيث المساحة المزروعة من الزيتون ومن حيث الانتاج([1])
. يعد الزيتون من الاشجار الجليلة القدر والعظيمة
النفع ([2])
، وهو على نوعين منه بري أي ينبت بطبعه في الجبال ويسمى بعجمية (لسان)
الاندلس اللشتيرة والزبنوج والعثم والاخر بستاني وهو اكبر حباً من الاول واوفر
زيتاً ([3])
، ويزرع الزيتون في منتصف شهر تشرين الثاني واخره اليوم العشرين من كانون
الاول وقد يزرع في نيسان من الربيع ([4])وتنجح
زراعته في التربة الرقيقة الفاترة البرد السليمة من كثرة الانداء ([5])
، ولا يضره عدم السقي اذ انه يتحمل قلة الماء ويجب ان يجنى ثمر الزيتون
باليد ولا تضرب اغصانه بالعصا لان ذلك يجعلها تتكسر وينفض ثمره ([6])،
ويزرع الزيتون بأشكال مختلفة منها ما يزرع
بالاوتاد ومنها ما يزرع بالنوى ([7])
، اما وقت حصاده فيكون في اواخر ايلول واوائل تشرين الاول ([8])
، وتعمر شجرة الزيتون مدة ثلاثة آلاف
عام ([9])،
واذا قل حمل الزيتون او التفت اوراقه فدواء ذلك ان نجلب ورق زيتون بري ( الذي ينبت
بدون زرع زارع ) او ورق شجر البلوط فيدق ورق أي من هاتين الشجرتين ثم يعصر ماؤه في
اناء ثم يحفر عن اصل شجرة الزيتون التي يقل حملها حتى تبدو عروقها ثم يصب ماء ذلك
الورق في اصلها وعروقها حتى تبتل لمدة سبع ليالي كل ليلة مرة فأنه يكثر حملها ويقل
ورقها ([10])
.
ومن فوائد الزيتون الاخضر انه اذا اخذ مع
الطعام بعد اضافة الملح والحامض له فتح الشهية وقوى المعدة وحسن اللون ([11])
، ومن فوائد زيته انه اذا شرب مع الماء
الحار سكن المغص والقولنج وفتح السدود واخرج الدود وفتت الحصى واصلح الكلى
والاحتقان به يسكن المفاصل وعرق النسا واوجاع الظهر والورك والادهان به كل يوم
يمنع الشيب ويصلحه ويصلح الشعر ويمنع سقوطه ([12])
، هذا فضلاً عن اهمية زيته بالنسبة للبشرة فاذا وضع عليها عمل على تنقيتها
واذا وضع على البدن فهو يقويه ([13])،
وهو جيد ايضا للمعدة لما فيه من القبض ويشد اللثة ويقوي الاسنان اذا امسك في الفم
ويمنع العرق فضلاً عن ان الاكتحال به يحد البصر ويقويه وهو مفيد جداً عند الولادة
حيث انه يعمل على تسهيل خروج الجنين من رحم امه ، وزيته المعتق يستعمل في معالجة لسعات العقارب
بعد ان يسخن ويدهن به الموضع المصاب يسكن
الوجع في الحال([14])، واذا تبخر به مع الماء عمل
على تسكين وتخفيف الزكام ([15])
، اما عن اوراقه فلها منافع طبية عديدة توصل اليها الباحثون عن طريق التجارب
العلمية والدراسات والفحوص المختبرية عليها فاذا طبخت اوراق الزيتون بالماء لمدة
تتراوح بين ساعة ونصف الى ساعتين وشرب ماؤها عملت على تخفيف ضغط الدم العالي بمعدل
3-4 درجات فضلاً عن فعالية هذا الشراب في معالجة خفقان القلب حيث يقلل من ضربات
القلب وايضا معالجته لداء السكري حيث يعمل على تخفيض نسبة السكر في الدم ([16])
، واذا طبخ ورق الزيتون بالخل نفع من وجع الاسنان ولصمغ الزيتون البري اهمية
في حالات الجرب([17])
، ويستفاد من خشب الزيتون كحطب يطبخ به الطعام لكونه لا يخرج منه دخان ساطع
عند الاحتراق ([18])
، فضلاً عن ذلك فان خشبه يستخدم في البناء ويخلط مع علف الحيوانات ([19])،ومما
شجع على زيادة زراعته في الاندلس بكثرة فضلاً عن فوائده وملائمة المناخ والارض
لزراعته وخبرة اهل الاندلس في تهيئة الظروف المناسبة للاكثار من زراعته والافادة
منه ([20])
ما امر به ولي العهد هشام المؤيد (366-399هـ/976-1008م) في زمن الخليفة الحكم
المستنصر من اسقاط ضريبة الزيتون المأخوذة من الفلاحين على الزيت سنة (366هـ/976م)
بعد ما كانت ترهق الفلاحين وتبغضهم منها وما ان اسقطت الضريبة حتى تشجع الفلاحون
على زيادة زراعته ([21])،
اما عن زراعته في الاندلس فقد زرع في اغلب مدن الاندلس وقد اشتهرت مدينة اشبيلية
بزراعته بكثرة ([22])،
ويتميز زيت زيتونها " بأنه اخضر ويبقى مدة لا يتغير به حال ولا يعرفون له
اختلال" ([23])
واكثر تجارتهم به ([24])
. فضلاً عن وجوده في جبل
الثلج ([25]) الذي وصف بانه " المغترس بالزيتون الذي يبقى اخضر ، وكثير الريع عند العصر ولا يتغير به حال ولا يعروه اختلال وقد اخذ في الارض طولاً وعرضاً فراسخ في فراسخ ويصدر زيته الى المشرق ويبقى زيته اعواماً لا يتغير طعمه ولا يتأثر بطول مدة ومفضلاً على غيره من الزيتون " ([26])، وكذلك يزرع في حصن بلشانة وهو حصن في استجة ([27])، فضلاً عــن زراعتــه فــي استجـة نفسهـا ([28]) ، وشريـش ([29]) ، وطليطلــة التي يوجد بها بكثرة ([30])، وقرطبة التي احدقت بها اشجار الزيتون ([31]) ، وقسطلة التي يكثر فيها الزيتون ([32]) ، وبيغوا وهي مدينة كثيرة الزيتون ومنيتشة ([33]) ، وغرناطة حيث بها زيتون لا نظير له ([34]) ، وبقرسيس التي تبعد ستين ميلاً من قرطبة وهي مدينة سهلية كثيرة الزيتون الذي يتميز بكبر حجمه وكذلك في حصن بلكونة ([35]) ، فضلاً عن وجوده في كورة تدمير حيث ينبت بها من غير زرع ([36]). فضلاً عن زراعته في حصن قمارش([37]).
وتتميز مدينة لبلة بكثرة اشجار الزيتون فيها ([38])
، ويوجد ايضا في مدينة طريانة وهي مدينة صغيرة في اشبيلية ([39])،
كذلك في مدينة اندخر([40])
، التي توصف بانها محفوفة بالزياتين([41])
، وفحص البلوط([42])
، وفي جبل البرانس والذي يتميز زيته بانـه متناهي
في الجودة([43])
،ومدينة قبرة المخصوصة بكثرة الزيتون حيث يدار بها من جميع جهاتها([44])
، وحصن مربيطر الذي يقع بالقرب من طرطوشة فهـو حصـن كثيـر الزيتـون([45])
، وقربليان([46])،
ووادي اش([47])،
واركش([48])
، وببشتر([49])،
وبيانه([50])،
ووادي بجانة ([51])،
وبلنسية حيث ان جميع اقاليمها مزروعة باشجار الزيتون خاصة في مدينة دانية ([52])
، وكورة شذونة التي تتميز بان الزيتون فيها كثير ومستفيض وخاصة في مدينة قادس([53]).
ووادي الرمان([54])
، ووادي الثمرات في مدينة لورقة([55])
، ومدينة افراغة ([56])
، وطبرنش التي فيها ما يشاء الانسان من زيت الزيتون ([57])
، والش([58])
، وحصــن يلويـة مـن اعمـال مدينـة وشقـة وهـو كثيـر الزيتــون ([59])
، ومورور ([60])
فضلاً عن وجوده في مدينة لوشة ووجود معاصر للزيت
فيها ([61])
،التي لم تقتصر على لوشة فقط بل كانت اشبيلية تتميز بوجود المعاصر فيها
والتي وصل عددها الى ثلاث مئة معصرة للزيتون ([62])
، ففي كل بستان توجد معصرة ([63])
، والش التي يبلغ عدد معاصرها مئة واحدى وعشرين معصرة كان في كل منها ثلاثة
قضبان ([64])،
وقد ابدع الاندلسيون في الافادة من الزيتون في صناعة الخمور الا ان الخليفة الحكم
الثاني المستنصر بالله صمم على محاربة الخمور ومنع صناعتها في الاندلس بعد ان شاور
وزراءه باتلاف المحاصيل التي يعمل اهل الاندلس منها الخمور ([65])
الثلج ([25]) الذي وصف بانه " المغترس بالزيتون الذي يبقى اخضر ، وكثير الريع عند العصر ولا يتغير به حال ولا يعروه اختلال وقد اخذ في الارض طولاً وعرضاً فراسخ في فراسخ ويصدر زيته الى المشرق ويبقى زيته اعواماً لا يتغير طعمه ولا يتأثر بطول مدة ومفضلاً على غيره من الزيتون " ([26])، وكذلك يزرع في حصن بلشانة وهو حصن في استجة ([27])، فضلاً عــن زراعتــه فــي استجـة نفسهـا ([28]) ، وشريـش ([29]) ، وطليطلــة التي يوجد بها بكثرة ([30])، وقرطبة التي احدقت بها اشجار الزيتون ([31]) ، وقسطلة التي يكثر فيها الزيتون ([32]) ، وبيغوا وهي مدينة كثيرة الزيتون ومنيتشة ([33]) ، وغرناطة حيث بها زيتون لا نظير له ([34]) ، وبقرسيس التي تبعد ستين ميلاً من قرطبة وهي مدينة سهلية كثيرة الزيتون الذي يتميز بكبر حجمه وكذلك في حصن بلكونة ([35]) ، فضلاً عن وجوده في كورة تدمير حيث ينبت بها من غير زرع ([36]). فضلاً عن زراعته في حصن قمارش([37]).
([42]) فحص
البلوط : ناحية بالاندلس تتصل بحور ورنط بين المغرب والقبلة وفيها المنذر بن سعيد
البلوطي وسمي بالبلوطي نسبة الى هذه المنطقة ولي قضاء الجماعة في قرطبة في حياة
الخليفة الحكم المستنصر بالله وكان عالماً فقيهاً واديباً بليغاً وخطيباً على
المنابر. مؤلف مجهول ، الاندلس وما فيه من البلاد ، ورقة رقم(8) ؛ المراكشي ، المعجب
، ص49 – 50 .
([64])
القضيب : هو اصطلاح اهل الاندلس والنواحي الشمالية التي تنتج الزيت ولها معاصر
للزيت والقضيب هو عبارة عن صندوق خشبي يوضع به الزيتون المراد عصره ويتكون من جزء
من ساق شجرة كبيرةالمحقان حيث ان قعره ضيق واعلاه واسع ويوضع به الزيتون الذي يسقط
على حجر الرحى الذي بدوره يعمل على عصره ، وكلما ازداد عدد القضبان في المعصرات
على اكثر من واحد كلما كانت هذه المعصرة اكبر وافضل . المكناسي ، الاكسير ، هامش
(1) ص 159 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق