الجمعة، 1 نوفمبر 2013

عنوان الكتاب : تاريخ هيرودوت
ترجمة : عبد الإله الملاح
مراجعة : د. أحمد السقاف و د. حمد بن صراي
منشورات : المجمع الثقافي أبو ظبي
سنة النشر : 2001م
عدد الصفحات : 751

رابط أرشيف :
http://archive.org/details/tarikh-herodote
رابط مباشر :
http://archive.org/download/tarikh-herodote/tarikh-herodote.pdf

نبذة عن الكتاب :

في هذا الكتاب يسافر القارىء مع ترجمة كتاب هيرودوت والذي جاء تحت عنوان " التواريخ " أو " الاستقصاء " ، الا ان المترجم قدمه بالعنوان الذي عرف به في كتب المؤرخين " تاريخ هيرودوت " ، وقد قام بنرجمته عن الترجمة الانكليزية التي أنجزها جورج رولنسون بطبعتها المنقحة الصادرة عام 1936م والتي اتسمت بالدقة ووضوح العبارة واقتراب نصها من ذوق القارىء المعاصر .

وقد لقب هيرودوت على كتابه هذا " أبو التاريخ " ولم ينال هذا اللقب احد قبله أو بعده ، وهو أول المؤرخين اليونانيين وأعظمهم ، واسمه مركب من لفظين هما : " هيرا " المعبودة اليونانية المعروفة ، و "

دوت " أو " دوتا " بمعنى أعطى أو أهدى فالاسم يعني هدية هيرا أو عطاء هيرا ، ولد في هاليكارناسوس أحدى بلدات جنوب غرب آسيا الصغرى بين سنتي 490 و 480 ق.م ، وهو من أسرة معروفة ، موسرة ، محبة للعلم والشعر والاساطير ، تعمل في السياسة وتنادي بالحرية والخلاص من ظلم الطغاة ، لذا تعرض عدد من أفرادها للمحن والمشاكل ، وقد شغف منذ صغره بالدراسات والتعليم واهتم بمطالعة الكتب المختلفة والاشعار والادب والملاحم ، وقد عاصر في بداية طفولته غزو الفرس بقيادة أحشويرش الأول بلاد اليونان ، وغرس عمه بانياسيس فيه حب الشعر الملحمي ، وجعله معجباً بهوميروس ، وبانياسيس هو الآخر كاتباً وأديباً . و هاجر الى ساموس التي كانت مركزاً صناعياً وتجارياً وغنية بثراء واسع إضافة الى ماتمتعت به من مركزاً ثقافياً مهماً ، ويرى البعض ان سبب تركه لبلدنه خلافه مع طاغية هاليكارناسوس أنذاك هو ليجداميس ومشاركته في الثورة ضده وإثارته للناس ضد هذا الحكم ، وكان لذلك أثره في أن يغرس في نفسه كره حكم الطغاة المضاد للحرية والقانون ، وبعد اقامته لمدة من الزمن في ساموس قام بأسفاره ورحلاته الواسعة والتي جاءت نتيجة لقناعته بضرورةالبحث عن ال

معرفة والحصول على اكبر قدر من العلوم والمعارف ، زار خلال رحلته مناطق مختلفة في اوربا وافريقيا واسيا وقطع في رحلاته بحدود 1700 ميل ، ودامت أسفاره 17 سنة ، وقضى أواخر أيامه في أثينا وفيها قرأ ودرّس من تاريخه في تلك المدينة كما درست في المدن اليونانية الاخرى ، ومنحه اهل أثينا مكافئة مالية كبيرة تقديراً لأعماله وكتاباته التاريخية والادبية الا انه لم يحصل على الجنسية الأثينية على الرغم من حرصه على ذلك ليستقر أخيراً في ثوري في جنوب ايطاليا قرابة عام 444ق.م. حيث أكمل كتابه ، وتوفي في عام 426 أو 425 ق.م.

سمى هيرودوت كتابه Iotopins Attoaeievs أي " تمحيص أو إثبات الأخبار " فكلمة Iotopins اليونانية هي Historia اللاتينية تعني " الفحص " أو " البحث " وتحت هذا العنوان جمع هيرودوت معلومات جغرافية وتاريخية ودينية وقصصية في كتابه ، فهو بالتالي كتاب عالمي يتناول قصة جميع الامم التي وصفها كتابه . وهذه الكتب التسعة هي : ــــ الجزء الاول ويحمل اسم " كليو " ربة التاريخ . ويستهله بالألسطورة لكي يمهد للموضوع الاساس لمؤلفه بمجمله وهو ( توسع الامبراطورية الفارسية في القرن السادس قبل الميلاد وذكر حروبها ) اذ يحكي لنا فيه أربع قصص اسطورية لأربع فتيات هن ( آيو ) الإغريقية ، و ( أوربا ) الفينيقية ، و( ميديا ) الكولخية من منطقة البحر الاسود ، و ( هيلين ) الإسبارطية فبينما ارتبطت هذه الاخيرة بطروادة صارت ( آيو ) رمزاً للالهة المصرية إيزيس ، وقلدت ( أوربا ) اسمها لقارة اوربا ، وأهدت ( ميديا ) اسمها لبلاد ميديا في شمال ايران وكأن هيرودوت أراد بذلك أن يحدد لنا النطاق

الجغرافي لموضوع بحثه التاريخي ، ثم ينتقل بنا من الاسطورة الى التاريخ فيحدثنا عن مملكة ليديا ، ذلك الاقليم الواقع على الشاطىء الغربي لآسيا الصغرى والذي اشتهر بالخصب ووفرة المعادن لا سيما الذهب ويذكر ظهور تلك المملكة وتاريخ ملوكها .ثم يركز على ملكها كرويسوس ( 560 ـــ 546 ق.م. ) ويمهد للحديث عم الملك الفارسي كورش الكبير ( 557 ـــ 530 ق.م. ) بإعطاء وصف تاريخي لمملكة ميديا وحكم استاجيس الميدي جد كورش من جهة الأم والذي أطاح به كورش فيما بعد ، ثم يعرض وصفاً لأعراق الفرس وأجناسهم ويعقبه بوصف للشعوب التي كانت تسكن شرق اليونان من الأيونيين والدوريين والأيوليين باعتبارها المناطق المجاورة للإمبراطورية الفارسية آنذاك بعد هزيمة كرويسوس عام 545ق.م. وسقوط مملكنه في أيدي الفرس .

ــــ الجزء الثاني ويحمل اسم " يوتربي " ربة الموسيقى أو العزف على الناي . يخصصه عن مصر وقد أراد بهذا ان يمهد للحديث عن حملة الملك الاخميني قمبيز على مصر التي يتناولها في الجزء الثالث ، فيصف طبيعة مصر ومناخها وسكانها وأجناسها ثم يتحدث عن النيل ومنابعه ومصباته وفيضانه ثم يعرض لتقاليد المصريين وعقائدهم وتاريخ ملوكهم وعملية التحنيط عندهم ، بعدها يصف الاهرامات وقصر التيه وغير ذلك من الامور المتصلة بأوضاع مصر إبان الحكم الفارسي لها في القرن السادس قبل الميلاد ، كما يتناول الجالية الإغريقية في مصر ومعبدها أمون في واحة سيوه . علماً انه قد استهله بذكره لحكاية هي أقرب الى الاسطورة من خلال تحدثه عن قصة التنافس على الأقدمية والعراقة بين المصريين والفريجيين .

ــــ الجزء الثالث ويحمل اسم " ثاليا " ربة التراجيديا أو المأساة .يكرس بدايته عن فترة حكم قمبيز ( 530 ــ 521 ق.م ) ويمهد لذلك بشرح الأسباب التي دفعت الفرس لغزو مصر ، وشارك أباه كورش في الاتخطيط والإعداد لذلك الغزو ، ثم يصف الحملة على مصر ونجاح قمبيز في هزيمة أمازيس ملك مصر في معركة الفرما ودخول العاصمة المصرية ممفيس وذلك في عام 525ق.م. ثم يصف لنا الحملات الثلاث التي شنها قمبيز على كل من القرطاجيين و الأثيوبيين و الآمونيين و وباءت جميعها بالفشل ، فلم يستطع هزيمة القرطاجيين لتقاعس الفينيقيين ــ وهم العمود الفقري لقونه البحرية ــ عن مشاركتهم في محاربة ابناء جلدتهم القرطاجيين وكانت العواصف الرملية سبباً في فشل حملته على الأمونيين كما عاد من أثيوبيا بعد أن منّى نفسه بالذهب والمال راضياً بغنيمة الإياب وانعكس ذلك الفشل في سوء معاملته للمصريين أسراً حاكمة ومحكومين ، بعد ذلك يقحمنا هيرودوت في شرحه للحرب الساموسية ـــ اللاكيميديونية ، بعده يعود لوصف فترة التحول من حكم قمبيز الى حكم دارا الأول ومن ثم ّ يقدم مسحاً شاملاً لمملكة دارا وليبدأ موضوع بحث مفصل مطول يستغرق بالإضافة الى ما شمله ه

ذا الجزء ، الاجزاء الثلاثة التي تليه أي حتى بداية الجزء السابع وذلك هو فترة حكم دارا الأول ( 521 ـــ 486 ق.م. ) .

ــــ الجزء الرابع ويحمل اسم " ميلوميني " ربة الكوميديا أو الملهات . ذكر فيه غزو دارا الأول لبلاد السكيث فيصف في البداية شعب السكيث وعاداته ثم يعدد قبائله ثم يتحدث عن القارات الثلاث أسيا وأوربا وأفريقيا ويعدد سكانها ثم يعود مرة أخرى للحديث عن السكيث وعاداتهم ذاكراً بعد ذلك تفاصيل حملة دارا على بلاد السكيث ويصف المعارك بين الفرس والسكيث ويطرق موضوعاً جديداً حول قصة الإغريق سكان جزيرة ثيرا وهجرتهم إلى قورينه في منطقة برقة في ليبيا ويتحدث بالتفصيل عن ليبيا وطبيعتها وبلدانها وقبائلها وعاداتها.

ــــ الجزء الخامس ويحمل اسم " تربسيخوري " ربة الرقص الغنائي . ويتناول هيرودوت في هذا الجزء والذي يليه حملة دارا على أوربا ، فيبدأ بوصف الدردنيل وبلاد تراقيا والسيجيناي على نهر الدانوب ثم مقدونيا وبعدها أيونيا ثم يتحدث عن الثورة الأيونية عام 499 ٌ.م. وعن تحرير أثينا من حكم الطغاة لينتقل الى موضوع الكتابة عند الإغريق واستخدامهم للأبجدية الفينيقية في أول الأمر ثم يذكر تاريخ أثينا ومشاركتها الأيونيين في محاربة الفرس وحرق سارديس عام 497 ق.م. ثم قيام الجيش الفارسيبمطاردة الأيونيين والأثينيين وإلحاق الهزيمة بهم ويمتنع الأثينيون بعد ذلك عن مساندة الأيونيين ثم يشير إلى ثورة قبرص على الفرس وطلبها المساعدة من الأيونيين وتمكن الفرس بوساطة الفينيقيين من إخماد الثورة .

ــــ الجزء السادس ويحمل اسم " أراتو " ربة الشعر الغنائي أو الأناشيد . يواصل حديثه الذي بدأه في الجزء الخامس عن حملة دارا الأوربية فيشير إلى انضمام هيستيايوس طاغية ملطية للثورة ضد الفرس ثم يذكر هزيمة الأيونيين في لادي واستيلاء الفرس واخضاع إرتريا على يد ماردونيوس ( صهر الملك دارا ) عام 490 ق.م. وموقعة ماراثون التي انتصر فيها اليونانيون عام 490 ق.م. ثم يذكر الحرب الإيجينيه ـــ الأثينيه عام 487 ق.م. والتي انتهت بانتصار الأثينيين ويعود إلى تفاصيل معركة ماراثون .

ــــ الجزءالسابع ويحمل اسم " بوليهيمنيا " ربة فن التمثيل . يبدأ في هذا الجزء بذكر رد الفعل من قبل دارا ملك الفرس إزاء هزيمة الماراثون وتجهيزاته لإرسال حملة كبيرة إل

ى اليونانلكن دارا يموت عام 486 ق.م. فيخلفه ابنه احشويرش وتقوم ثورتان في مصر وبابل عام 480 ق.م. عرقلتا خطة الانتقام من اليونان إزاء معركة الماراثون وحريق سارديس ، بعدها يصف عمليات التجهيز والبناء لقناة جبل أتوس ، ثم يقدم وصفاً لسير الجيوش ، واستعدادات الإغريق وانتخاب إسبارطة بما إسبارطة بما لها من قوة عسكرية لتتزعم حلفاً دفاعياً ضم نحو إحدى وثلاثين مدينة إغريقية في مؤتمر كورنثه عام 481 ق.م. وتوجههم الى جيلون حاكم صقليه طالبين منه الانضمام اليهم ، وموقف الكريتيون واستطراده حول تاريخ كريت .

ــــ الجزء الثامن ويحمل اسم " أورانيا " ربة الفلك . يبدأ من دون تمهيد لهذا الجزء بوصف المواجهات البحرية بين الفرس واليونان عند رأس أرتمسيوم في أقصى الشمال الشرقي لجزيرة بيوبيا وفي تلك المعركة البحرية أظهر تميستوكليس القائد الإغريقي كفاءة عال

ية وفي الوقت نفسه كانت هناك معركة حامية الوطيس تجري بين الجانبين اليوناني والفارسي داخل بيوبيا وتصدي اليونانيين لهم عند دلفي ، بعدها يتناول معركة سلاميس التي خسرها الفرس وقرر أحشويرش على إثرها العودة إلى أسية الصغرى عبر مضيق الدردنيل . .

ــــ الجزء التاسع ويحمل اسم " كالليوبي " ربة شعر الملاحم . يركز في هذا الجزء على بسط تفاصيل معركتي بلاطية وموكالي في عام 479 ق.م. بين الفرس واليونانيين ، إذ إنه حتى ربيع ذلك العام لم تكن هناك مؤشرات واضحة على أن الإغريق سيتمكنون من طرد الفرس من أوربا ، ويعرض في البداية قيام القائد الفارسي ماردونيوس باحتلال أثينا ، ثم زحف الإسبارطيين نحوها ثم انسحاب ماردونيوس منها والاتجاه شمالاً عند بلاطية ثم يفصل سير المعركة بين الجانبين وتمكن الإغريق من إلحاق الهزيمة بالفرس وقتل قائدهم ماردونيوس وانسحاب الجيش الفارسي وعودته إلى بلاده كما يتناول معركة موكالي فيشير إلى وضع الأيونيين تحت سيطرة الفرس في ظل وجود الأسطول الفارسي عند جزيرة ساموس ، ويبين أنه كان لدى الأثينيين رغبة في تحرير أيونيه من أيدي الفرس ويعرض بالتفصيل تحرك الأسطول اليوناني من أثينا وتوجهه نحو ساموس ثم انسحاب الأسطول الفارسي إلى الشاطىء المقابل لسفح جبل موكالي حيث تدور المعركة بين الأسطولين وتنتهي بعد معركة حامية شارك فيها الأيونيين بتدمير سفن الفرس وهزيمتهم وطرد حكامهم من المدن الأيونية كافة .

لقد استمر الاهتمام بتاريخ هيرودوت منذ القدم وظهرت له طبعات كثيرة منذ عام 1450م وباللغتين اليونانية واللاتينية ، اضافة الى طبعات اخرى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق