حرية الفكر - تأليف : ج بيورى .
***
كنا في عشرينيات العم عندما وقع أحدنا على هذا الكتاب "حرية الفكر"... وجاء مهرولاً قابضاً عليه بكلتا يديه كما لو كان يخشى عليه من الضياع! وكان، كأنه يعطينا خلاصة تجاربه التي استخلصها كمؤرخ عظيم- من التاريخ- كتاب "تاريخ حرية الفكر" عام 1914 وهو كتابنا الحالي، والغريب أن نجد المعرب يوجه حديثه في صدر الكتاب إلينا مباشرة حيث يقول: "هذا كتاب للشباب.. كتبه مفكر حر لا يقيم وزناً للفوارق بين الأجناس، ولا للخلافات بين العقائد.. وقدمته لجنة قد كونها الشباب وجعلت حرية الفكر مبدأ وشعاراً، واتخذت لها منهجاً فلا تنشر إلا ما يعين على التحرر الفكري، وما يوقظ في النفوس الوعي، وما يقدم إلى هذا الشرق العربي التاهض غذاء عقلياً من الحضارات المعاصرة، ومن هذه المبادئ الأساسية جاء هذا الكتاب في ثمانية فصول يعرض فيها المؤلف في البداية لمعنى "حرية الفكر" والقوى التي تناصبها العداء، ويتحدث المؤلف بشئ من التفصيل عن الفكر الطليق عند الإغريق والرومان وإبداعهم عن حرية الحوار والمناقشة. فقد كانت أثينا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد أقوى المدن الإغريقية، وأعظمها، ويقارن المؤلف بين هذا الفكر الحر الطليق عند اليونان والرومان والفكر في الأغلال في عصر الظلمات (العصور الوسطى)، ثم يتحدث المؤلف عن تباشير الخلاص في عصر النهضة والإصلاح الديني- وهكذا يصل بنا المؤرخ العظيم "إلى عصر التسامح الديني في القرن السابع عشر ونمو المذهب العقلي وإزدهاره، وأخيراً ينهي المؤلف كتابه- في الفصل الثامن بالحديث عن "قيمة الفكر" ويرى أن ما حدث طوال التاريخ كان مؤامرة مشئومة على الرقي البشري؟ قام بها السلطان المستبد مع "المحراب"! كتاب ممتع لابد للشباب أن يقرأه أكثر من مرة..!
إمام عبد الفتاح إمام
***
رابط الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق