تحميل كتاب فلسفة القانون والسياسة عند هيجل تأليف عبد الرحمن بدوي
معلومات إضافية عن كتاب فلسفة القانون والسياسة عند هيجل تأليف عبد الرحمن بدوي
عرف هيجل آراءه في فلسفة الحق – القانون في كتاب ذي عنوانين: “قانون الطبيعة وعلم الدولة بإيجاز” “Natturrecht Staats Wrissenchaft in Grundinien”، وكتاب “الخطوط الأساسية لفلسفة الحق – القانون” “Grudlimien der Philosophie Derechts”، وظهر كلا العنوانين الواحد مقابل الآخر في صفحتي العنوان. وفي المقدمة (وتاريخها 25 يونيو/حزيران سنة 1820 في برلين) يعلن هيجل أنه ألّف هذا الكتاب من أجل طلابه الذين كانوا يحضرون محاضرات في جامعة برلين. ويقول الدكتور عبد الرحمن بدوي في مقدمة كتابه “فلسفة القانون والسياسة عند هيجل” الذي نقلب صفحاته، والذي يحلّل فيه ويشرح ويوضّح تلك الفلسفة عند هيجل يقول بدوي بأن أول مشكلة يواجهها الباحث في فلسفة الحق والقانون عند هيجل تتعلق بالمصطلحات: ذلك أن اللفظ الألماني Recht ومقابله الفرنسي Droit والإنكليزي Right والإيطالي Diritto والإسباني Derecho لفظ مشترك يدل على معنيين متميزين: الأول هو ما يطلق عليه في العربية اسم: الحق، في مقابل الواجب، أي ما يملكه الإنسان في مقابل ما على الإنسان من التزام: والمعنى الكلي هو ما يطلق عليه اسم: القانون؛ أي السنّة التي تحدد العلاقات بين الناس في شأن من الشؤون، والتي يلتزم باتباعها الناس في المجتمع، ويترتب على عدم الالتزام بها عقوبات. ويتابع بدوي قائلاً بأن هيجل لم يكتف بالاستمرار في هذا الخلط بين “الحق” وبين “القانون” في استعماله للفظ Recht، بل هو استعمل هذا اللفظ إلى جانب المعنيين السابقين – بمعنى: الأخلاق والسياسة. وفي هذا قال نقولاي هارتمن: “إن الموضوع الذي عالجه هيجل في كتاب “مبادئ فلسفة الحق” ليس أبداً فلسفة القانون كما تتصورها اليوم. وذلك ليس فقط لأن نظرية الدولة، التي تؤلف القسم الثاني من هذا الكتاب، لا تنحصر في القانون العام، بل لأن هذا الكتاب يعالج موضوعاً أكثر بكثير. إنه يشتمل على عرض الأخلاق كما يتصورها هيجل، وموضوعها الخاص هو الحياة الأخلاقية. فبالمعنى المعتاد ليس هو الذي قصده هيجل”. وهيجل نفسه يصرّح بهذا فيقول: “حين نتحدث ها هنا (أي في هذا الكتاب) عن الـ Recht (الحق في القانون) فإننا لا نقصد فقط القانون المدني، كما جرت العادة، بل ونقصد أيضاً الأخلاق Moralitat، والحياة الأخلاقية، والتاريخ الكلي، فهذه كلها تندرج في ميدانه، لأن هذا التصور يوحّد بين الأفكار وفقاً للحقيقة”. وهكذا يتوسع هيجل في معنى كلمة Recht إلى أبعد حد، ويبلغ هذا التوسع الدرجة القصوى حين يصرّح بأن “الـ Recht (القانون والحق) هو الحرية بوجه عام من حيث هي الصورة Idee. ومعنى هذه العبارة هو أن الـ Recht هو الوجود المتحقق العيني للإرادة الحرة. ولهذا فإن الحق – القانون هو الشكل العيني للحرية الإنسانية. إنه “الحرية محققة” عينياً، أي الحرية العامة الملتزمة الكلية. وهكذا يمضي الدكتور عبد الرحمن بدوي في نقده وتحليله وشرحه لفلسفة القانون والسياسة عند هيجل منطلقاً من محاكاة عقلية وثقافة فلسفية ذاتية تشترك مع آراء وتصورات فلسفية أخرى لفلاسفة كأمثال أمانويل كنت، نقولاي هارتمن، برغسون وغيرهم لوضع ما ورد عند هيجل في مسألة فلسفة القانون والسياسية في موضعها الذي يراه مناسباً في عالم فلسفة السياسة والقانون. قسّم الدكتور بدوي كتابه هذا إلى أجزاء ثلاثة: تناول في الأول بعد تقديمه تعريفات حول مفهوم الحق عند هيجل وشرح للخطوط الأساسية لفلسفة القانون والقانون والإرادة عنده والحرية عند هيجل، قدّم بدوي شرحاً وتوضيحاً لما جاء في فلسفية (هيجل) للقانون المجرّد وشمل ذلك فلسفته للملكية وللعقد ولإنكار الحق أو الظلم. ومن ثم ألقى بدوي وفي الجزء الثاني الضوء على فلسفة الأخلاق النظرية عند هيجل وشمل ذلك فلسفته لكل من القصد والمسؤولية والنية والسعادة والخير والضمير. وفي الجزء الثالث والأخير استعرض بدوي فلسفة الحياة الأخلاقية عند هيجل وشمل ذلك فلسفته للأسرة وللمجتمع المدني وللدولة. وذلك كله على ضوء ما جاء في كتابي هيجل “قانون وعلم الدولة بإيجاز”، و”الخطوط الأساسية لفلسفة الحق والقانون”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق