الجمعة، 12 يوليو 2013


التصوف والتفكيك (درس مقارن بين ابن عربى ودريدا) .تأليف: أيان ألموند   

***
ولأن الجناحين اللذين يحلق بهما الكتاب في الهواء هما الشيخ الأكبر ابن عربي والفيلسوف الفرنسي دريدا فإن التوتر والقلق يتعلقان بإثارة مشكلات حول أفكارنا ومعتقداتنا... فما نسميه "الحقيقة" قد لا تكون هي الحقيقة... النص صحراء بلا دروب, لا تعطي نفسها أبدًا, فإن كان لابد من الدخول إليها والسير فيها, فما نفع الخرائط؟ وما نفع شمعة في ليلها الطويل؟ أو ليست هذه حياتنا نمضي فيها من درب إلى درب على الظن, ثم إن نظرنا خلفنا تحقق أنها ما كانت سوى الصحراء, وكنا نحسبها المسالك ذات الأوتاد؟!...

مع الشيخ العربي والفيلسوف الفرنسي نتدرب على التغير, وفي التدرب على التغير تأدية إلى هاجس وظن وريبة. والهاجس والظن والريبة معلمة التواضع وتخل عن الحكم والاستبداد والتحكم. أما التأدية الأعظم فإلى زحزحة التمركز حول الذات وزحزحة صورة الآخر صنيعة الذات... هذا الكتاب خطوة على طريق الارتياب المتواصل في مألوفاتنا وعاداتنا الراسخة دينيًا وسياسيًا, وثقافيًا واجتماعيًا... وهو بما يقدمه من معرفة عربية قديمة أغربها علينا وفرنسية جديدة ألفها إلينا يهزأ بما نحن عليه من جهل بأنفسنا وبغيرنا. ولسوف يزداد الهزء إن اتخذ البعض ردود فعل سلبية نحوه...

(المترجم)

****


 
أو
 

 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق