ثقافة حرة .. طبيعة الإبداع ومستقبله - لورنس لسيغ .
***
***
يبدأ ليسِغ من إشكالية بسيطة تقول بأن ثورة المعلوماتية والاتصالات تكون خواءً إن لم تقدّم للناس معلومات متطوّرة ومتقدمة ومتعمّقة، بمعنى أن تكون شبكة الإنترنت ناقلاً فعلياً لمعرفة الإنسانية تواكب إيقاع العِلم في الأزمنة المعاصرة. وفي المقابل، يشرح ليسِغ أن القوانين الحاضرة عن المُلكية الفكرية، تمنع هذا الأمر، بل تحصر معارف الإنترنت ضمن أطر ضيّقة، وتقصر معظمها على معلومات متقادمة لا تنفع في التقدّم، إضافة إلى أنها تمنع التفاعل الجدّي النافع بين الأجيال الشابة والمعلوماتية، ما يشكّل عائقاً أساسياً أمام الابتكار. وقد يُدهش كثيرون لمعرفة أن قوانين الملكية الفكرية أدّت إلى وضع الإعلام العام برمته، في أيدي قلّة من الشركات الكبرى. سواء أكان ما يتصل بالتلفزيون أو الصحافة أو الراديو. هل تصنع الإنترنت واقعاً مغايراً على الفضاء الإفتراضي للإعلام الرقمي؟.
يحتكم ليسِغ إلى العقل والبداهة السليمة ليناقش مسألة انتشار المعرفة والحق في الوصول إلى المعلومات في القرن 21. والأرجح أن كتابه يمثّل رأياً تفتقده المكتبة العربية، وفي المجمل فإن الكتاب من أبرز مؤلّفات ليسغ. ويتميّز ببحثه العميق، وهو أستاذ أكاديمي متخصص في القانون. ويترأس البروفيسور لورنس لسيغ - المولود في ولاية داكوتا الجنوبية عام 1961- مركز الأخلاق في مؤسسة إدموند سافار في جامعة هارفرد، بالإضافة إلى عمله أستاذاً للقانون في الجامعة نفسها، وبين عامي 1997 و 2000 شغل لسيغ منصب أستاذ للحقوق في كلية القانون في جامعة ستانفورد، حيث أسس "مركز الإنترنت والمجتمع"، كما أسس حركة "المبدعون العامون" التي ترأسها بين عامي 2001 و2007. وقبل انخراطه في العمل الأكاديمي، عمل لدى قضاة في المحكمة الفيدرالية العليا في الولايات المتحدة، واشتهر لسيغ بتعمقه في دراسة العلاقة بين القانون والتكنولوجيا، وخصوصاً المعلوماتية والإنترنت، كما اضطلع بدراسة أثر قوانين الملكية الفكرية على تلك العلاقة.. حاز لسيغ جوائز عدة، مثل "جائزة الحرية لحركة البرمجيات الحرة والوصول المفتوح"، كما سمي بوصفه واحداً من "خمسين رؤيوياً" في الولايات المتحدة، ويحوز عضوية في "المجمع الفلسفي الأمريكي".
وضع لسيغ عدداً كبيراً من المؤلفات التي تدافع عن حرية المعلومات والابتكار في العصر الإلكتروني، مثل "الشيفرة والقوانين الأخرى للفضاء السبرنطيقي" و"مستقبل الأفكار: مصير الجمهور في المجتمع المترابط شبكياً" و"إعادة مزج: صنع الفن ونمو التجارة في الاقتصاد الهجين"، إضافة إلى عدد وافر من المقالات الصحفية.
مترجم الكتاب د.أحمد حسن مغربي يعمل محرراً علمياً في جريدة "الحياة" الدولية، التي انتقل إليها من جريدة "السفير" اللبنانية، حيث عمل مسؤولاً عن صفحة العلوم فيها، ويسكن مدينة صيدا في جنوب لبنان، حيث أنهى دراسته الثانوية، وبعد نيله البكالوريوس في الطب العالم حاز دبلوماً في الطب النفسي – الاجتماعي من جامعة الملكة فكتوريا في بريطانيا. له العديد من الكتب المترجمة مثل: "تاريخ الملح في العالم"، و"نظرية الفوضى"، و"ما هي الحياة"، و"فضولية العلم"، و"لماذا تنط الطابة؟"، و"أساطير وحكايات خرافية من شعب الباسك"، و"تاريخ التكنولوجيا في العالم"، و"فن العلم وسياساته".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق