ان الاستاذ احمد عباس صالح مؤلف كتاب اليمين واليسار في الاسلام هو من كبار الصحفين المصرين ومن الادباء المعروفين في الوطن العربي وهو من الكتاب القلائل الذين كشفوا الغطاء عن حقائق اخفاها المؤرخون او حرفوها عن مواضعها ،تبعا لاهواء السياسة ومصالح الحكام هذه الحقائق التي تجاهلها المتأخرون من حملة الاقلام وقادة الفكر . ان تاريخنا يحتاج الى الكثير من التصحيح الذي يترفع عن شوائب التظليل والتقليد والجهل .لقد مارس رجال الازهر الحراسة الصارمة على البحث في الاصول الاولى للاسلام وان الكتاب المحدثين تحرجوا عن النظر فيها،لان الذين حاولو من الكتاب اشتبكوا في معارك دامية مع الازهر ، تركت الاثر الكبير في نفوسهم ونفوس الاجيال التى تلتهم ،وكان هذا من الاسباب المهمة لسكوت كبار المفكرين والكتاب المصرين عن ذكر الحقائق في مؤلفاتهم
من امثال عباس محمود العقاد في كتابه( ابو الشهداء) او طه حسين في كتابه(الفتنة الكبرى) كان هذايحدث في زمن الصحف الورقية اما اليوم فلا احد يستطيع ان يمنع كاتب او مفكر من ان يعبر عن رايه او يصحح مانقله التاريخ من الافتراءات والاكاذيب مادمنا نعيش في عصر ثورة المعلومات التي جعلت من العالم اشبه بالقرية الصغيرة ، فعن طريق الانترنيت نستطيع ان نكتب مانشاء من اجل نصرة الحق والبحث عن الحقيقة ولا نخشى بالله لومة لائم، لهذه السبب كتبت هذه المقاله لكي اصحح ماورد في كتاب الاستاذ احمد عباس صالح من هفوات غير مقصودة او بسبب عدم حصوله على المصادر المهمة . يقول المؤلف ان اذاعة صوت العرب بالقاهرة كلفته بكتابة برنامج تمثيلي عن الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري وانه لم يكن يعرف عنه الا انه كان صحابي يحض المسلمين على عدم كنز الما ل .ان التاريخ العربي انما كتب في عهد الدولة الاموية والعهود التي تلتها وان المحاولات التي بذلت لدفع التيار الذي يقوده اليسار الى الانحراف عن الاسلام كانت من المهارة التي نفّرت المسلمين منه وهذه من النقاط التي اصبحت لها قدسية مطلقه لايسمح لاحد بالخوض فيها ، لان الخوض فيها يعني ادانة انظمة لم تاخذ من الاسلام الا العبادات ولاتنظر الى العدالة الاجتماعية التي تتعارض مع مصالحها الخاصة. ان البسطاء من المسلمين صدقوا تلك الافتراءات والاكاذيب وان المؤرخين في العهد الاموي والعباسي نسبوها الى الشيعة حتى اصبحت هذه الاكاذيب والافتراءات مصدقة عند هؤلاء البسطاء .... مهمة الكاتب والمثقف والباحث هو كشف زيف تلك الادعاءات التي ثبتها تاريخ المتزلفين والمنتفعين ووعاظ السلاطين وان الكشف عنها سيؤدي حتما الى ادانة انظمة تتظاهر بالاسلام لالشئ الا لتحتفظ بالسلطة والعبث بدماء الناس ومقدراتهم .
يقول المؤلف في كتابه : ان اليسار كان دائما يفتقد الى المبادرة لانه كان يؤمن بالمثل العليا ويميل الى المهادنة خاصة اذا تعرضت الثورة للهزات ، واليسار هنا يمثله علي(ع) ولم يكن علي مهادنا في دينه كما هو معروف من سيرته طوال حياته وكلمته اشهر من نار على علم بحق معاوية عندما طلب منه احد الناصحين بان يبقيه في ولاية الشام حينها قال الامام: ( لن اهادنن معاوية في ديني يومان) اما ماذكره المؤلف من ان عليا وصحبه قد خاضوا حرب الردة بكل قواهم ووقفوا بجانب ابي بكر فان الصحيح ان علي لم يقف بجانب ابي بكر فحسب انما وقف بجانب الحق بمحاربة المرتدين . يفكر بعض المؤلفين بان الامام يرى ان تكون الخلافة وراثية باعتباره اقرب الناس الى رسول الله لكنهم لم يهاجموا حق الوراثة هذا ولمدى قرون في ظل الحكم الاموي وبعده الحكم العباسي، بل وبعض المؤلفين من الشيعه كانت اكثر كتاباتهم تدور حول احقية على بالخلافة من حيث قرابته للنبي لا من حيث مايمثله من العدل والاسلام الحقيقي، فعندما اختلف المهاجرون والانصار فيمن احق منهم بالخلافة قال الامام (ابالقرابة او الصحابة تكون الخلافة) .
يذكر المؤلف ان اختيار ابو بكر لعمر ابن الخطاب ليس معناه ان يحارب اليسار ويرمي الى ابعاده عن الحكم لكنه يرى في اليسار تطرفا لايحتمله التجار والكبار من الذين كان لابي بكر فضل دخولهم في الاسلام . وكانما جاء الاسلام ليرضي التجار وكبار القوم . ينقل لنا المؤلف وحسب مايقول عن مصادر غامضة، ان سلمان الفارسي كان عاملا على الكوفة في عهد عمر، واراد ان يسير في العراق سيرة تتفق واتجاهه الفكري اليساري ، فكون نقابات الصناع تحولت بعد ذلك في عهد الشيعة المتاخرين الى ماسونية سرية والظاهر ان المؤلف أخذ هذه المعلومة من كتابات الدكتور علي الوردي الذي ذكر فيما ذكره عن الفرقة الاسماعيلية حينما تعرضت الى الابادة في زمن الحنابلةاضطر الاسماعيليون الى العمل السري الذي يشبه الى حد كبير عمل الماسونية الحديثة حسب تعبير الدكتور الوردي اذا ماعلمنا ان الفرقة الاسماعيلية هي من الفرق الشيعية والتي تمخضت عنها حركة القرامطة وجماعة اخوان الصفا والدولة الفاطمية في مصر .
وهنا نتسائل عن عهد الشيعة المتاخرين متى عرف وكيف تحول الى ماسونية سرية اذا كانت المصادر التى يعتمد عليها الكاتب كما يقول مصادر غامضة . ثم يسترسل المؤلف فيقول ا ن الذي حدث ان التجار والاغنياء حاولوا استمالة سلمان اليهم فلم يوفقوا، ثم بدأو يحاربونه حربا صريحة ، الا انهم ذهبوا وفدا الى مقر الخلافة في المدينة فقابلوا عمر ورفعوا شكوى اليه التى فيها اضرار بمصالحهم وعلى الفور عزل عمر بن الخطاب سلمان الفارسي من الكوفة ولم يوله منصبا رسميا بعد ذلك . هنا نقول هل يتصور عاقل ان عمر بن الخطاب يقدم على عزل عامل من عماله بمجرد تقديم شكوى ضده دون ان يرسل في طلبه ويستمع الى رده وعمر هو القائل البينه على من ادعى واليمين على من انكر وهل لاحد غير عمر ان يحكم بين الناس من طرف واحد دون ان يحضر المتخاصمان والسماع الى مايدعون ، فكيف اذا يتصرف عمر هذا التصرف وهو الذي يقول عنه المؤلف كان حاكما مثاليا يملأ نفسه الاحساس بالعدل حتى ان العدل يكاد ان يكون غريزة فيه. ثم يعرج المؤلف الى مقتل عمر وكيف ان نقاشا حادا ثار في الايام الاولى لمبايعة عثمان بين الامام علي والخليفة الجديد وكان هدف علي من النقاش هو التحقيق في قتل عبيدالله ابن عمر لابي لؤلؤة وزميله في الجريمة كما يقول الكاتب ، فهل كان يهدف علي من اثارته لهذه القضية واثارتها بالحاح مثير للدهشة الى ماهو ابعد من مجرد الرغبة في اقامة حد القتل على ابن الخليفة المقتول! نحن لانعلم حتى الان عن تفاصيل هذه القضية شيئا ثم يقول الكاتب من الذي دل عبيد الله ابن عمر على القتلة ! لاحد يعلم أي تفصيلات من الناحية الاخرى وهذا كلام المؤلف فان عثمان ومستشاريه قد قرروا فض القضيه فورا وغلق التحقيق فيها ، ولم يفلح علي ان يضعها تحت البحث والتحقيق واستندوا في هذا المجال الى مبررات لايملك احد ان يعارضها ويقصد هنا عثمان ومستشاريه كما يقول الكاتب ليس من المعقول ان يقتل الخليفة اليوم ثم يقتل ولده قصاصا في الغد. هنا نقول ان هذا الكلام ملئ يالتناقضات فهو من جانب يعتبر اقامة الحد على قاتل اثنين من البشر احدهما مجرم والاخر برئ فمن خول لعبيدالله ان يقتص من هؤلاء دون محاكمة او حتى استجواب القاتل ومعرفة الجهة الذي تقف وراء هذه الجريمة النكراء ، ثم يرجع المؤلف ليجاوب على هذا التساؤل : لا احد يعلم أي تفاصيل . فكيف للكاتب ان يعطي رايه في قضية لايعر ف تفاصيلها . ثم يتحول الكاتب الى ان حول قضية القتل الى قضية سباق صراعي بين علي وعثمان وجعل الغلبة بجانب الخليفة الجديد ومستشاريه الافذاذ وان علي قد خسر الجولة كما يقول المؤلف بعد ان اغلق عثمان التحقيق وقفل القضية . وان المبررات التى جاء بها عثمان وهذا الكلام للمؤلف لايحق لاحد ان يعارضها، فكيف يقتل رجل قد قتل اباه وكانما يحق لكل من يقتل والده ان يقتل مايشاء دون ان يكون لاحد الحق بمحاسبته. كان المسلمون جميعا وهذا كلام المؤلف ايضا يؤمنون بان علي اهم رجل في عصره وبين اقرانه من قادة المسلمين ومع ذلك تجاوزوه دون اسف يذكر حين اسندوا الخلافة الى عثمان وهذا الكلام غير صحيح على الاطلاق لان المسلمين لم يختاروا عثمان ولم يرفضو علي بل الذي اختار عثمان هو عمر عندما جعل الامر شورى في ستة اشخاص لم يكن لعلي منهم الا صوت واحد هو الزبير . ان الذي اختار عثمان هو حزب اليمين وليس المسلمون كما يدعي الكاتب، وقصة الشورى معروفة فلما بقي عبدالرحمن بن عوف وعلي وعثمان قال عبدالرحمن بن عوف انا اخرج منها على ان اختار عندها التفت الى علي بن ابي طالب ومد يده ليسلم عليه بالخلافة فقال عبدالرحمن لعلي: السلام عليك ياامير المؤمنين على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخان عندها لم يمد الامام يده الى عبدالرحمن وقال: بل على كتاب الله وسنة نبيه وهنا نقطة مهمة جدا يجب ان نقف عندها وهي اذا كان الشيخان يسيران على كتاب الله وسنة نبيه فلا وجوب لذكرهما هنا وهذا يعني ان علي رفض البيعة او الخلافة وفق هذا الشرط الا لشئ واحد لاغيره هو ان سيرة الشيخان لم توافق كتاب الله وسنة نبيه ولو كانت توافق الكتاب والسنة لما رفضها علي .يقول المؤلف وماقيل ان علي امتنع عن قبول البيعة بعد مقتل عثمان التي عرضها الثوار قد يكون تخريجا مبالغا فيه وهنا نقول ان علي رفض الخلافة لانها ليست الخلافة التي ذكرها النبي في خطبة الوداع لان الامام يعتبرها قد سرقت منه وهذا ماذكره في خطبته المسماة بالشقشقية وهي الخطبة الخامسة في نهج البلاغة والتي تبدأ بـ ( اما والله لقد تقمصها ابن ابي قحافة.........) لكن الامام رفض الخلافة بعد مقتل عثمان لانها وصلت اليه ممزقة وبالية ولايمكن اصلاحها. وليس امتناعه عن قبولها تخريجا مبالغا فيه.. كما يقول المؤلف ..
ان معاوية شخصية فريدة وشاذة جمعت فيه كل خصائص الرجل الذي لاتشل حركته أي قيمة من القيم لان الفرق بين علي ومعاوية هو كالفرق بين السلب المطلق والايجاب المطلق ، فقد تربى معاوية في حجر ابو سفيان راس الكفر والطغيان والرجعية وتربى علي في حجر النبي وماتحمله النبوة من ايجابية وخير مطلق ان علي اول من رفع المصاحف ولكنه قبل القتال ولم يرفعها بعد الهزيمة كما فعل معاوية ان الامام علي هو اول من وضع اسس الديمقراطية فبعد ان بذل الجهد ليوحد الصفوف ومواصلة القتال ان يقر الغالبية على رايه وان يقف القتال فقد علم الناس كيف ان راي الغالبية يجب ان يسود حتى لو كان على خطا. لقد وقع الامام بين فريقين من اصحابه فريق يريد مواصلة القتال وهم قلة وفريق يريد الاحتكام الى كتاب الله وهم كثرة وكان عليه ان يختار راي الغالبية بعد ان عجز عن الاقناع وهكذا تحت العوبة التحكيم التى اتت بنتائجها المثيرة للسخرية يقول المؤلف سُأل على في من يخلفه فقال ( اترككم كما ترككم رسول الله ) فطلب منه ان يستخلف الحسن فقال : ( لاامركم ولاانهاكم ) هنا يقول المؤلف لو ان علي كان يرى خلافة المسلمين في بيت رسول الله لكان استخلف الحسن حين طلب اليه المسلمون وذلك فرأي علي في الخلافة اكثر مايكون وضوحا هنا وهو وضوح قاطع في ان الشورى للمسلمين وانها حقهم الذي لاينازع فيه احد ، فهم وحدهم الذين يختارون اميرهم دون قيد او شرط . ثم يقول : وهذا الموقف ينفي كل ماقيل عن علي حول سعيه للخلافة لانتسابه الى بيت النبوة . ولا ينفرد الا الشيعه بالقول بانه استخلف الحسن وكان عليهم ان يفعلوا هذا حتى يبرروا فكرة الامامية اما بالنسبة لشروط الصلح مع معاوية يذكر المؤلف : ليس مهما ان ندخل في تفاصيل هذه الشروط لكنه يرجع مرة ثانية ويجملها في النقاط التالية اولا: تكون الخلافة للحسن بعد معاوية ثانيا : ان يعطي معاوية للحسن مليون درهم من بيت المال ثالثا: ان يكون له فوق ذلك خراج كورتين من كور فارس في كل عام رابعا: تامين انصار علي على انفسهم واموالهم . ونقول هنا ان هذه الشروط غير صحيحة لان الشرط الوحيد هو ان تكون الخلافة بعد معاوية الى الحسن ومن بعده الى اخيه الحسين لانه اولى بحفظ امانة الدين...
من امثال عباس محمود العقاد في كتابه( ابو الشهداء) او طه حسين في كتابه(الفتنة الكبرى) كان هذايحدث في زمن الصحف الورقية اما اليوم فلا احد يستطيع ان يمنع كاتب او مفكر من ان يعبر عن رايه او يصحح مانقله التاريخ من الافتراءات والاكاذيب مادمنا نعيش في عصر ثورة المعلومات التي جعلت من العالم اشبه بالقرية الصغيرة ، فعن طريق الانترنيت نستطيع ان نكتب مانشاء من اجل نصرة الحق والبحث عن الحقيقة ولا نخشى بالله لومة لائم، لهذه السبب كتبت هذه المقاله لكي اصحح ماورد في كتاب الاستاذ احمد عباس صالح من هفوات غير مقصودة او بسبب عدم حصوله على المصادر المهمة . يقول المؤلف ان اذاعة صوت العرب بالقاهرة كلفته بكتابة برنامج تمثيلي عن الصحابي الجليل ابو ذر الغفاري وانه لم يكن يعرف عنه الا انه كان صحابي يحض المسلمين على عدم كنز الما ل .ان التاريخ العربي انما كتب في عهد الدولة الاموية والعهود التي تلتها وان المحاولات التي بذلت لدفع التيار الذي يقوده اليسار الى الانحراف عن الاسلام كانت من المهارة التي نفّرت المسلمين منه وهذه من النقاط التي اصبحت لها قدسية مطلقه لايسمح لاحد بالخوض فيها ، لان الخوض فيها يعني ادانة انظمة لم تاخذ من الاسلام الا العبادات ولاتنظر الى العدالة الاجتماعية التي تتعارض مع مصالحها الخاصة. ان البسطاء من المسلمين صدقوا تلك الافتراءات والاكاذيب وان المؤرخين في العهد الاموي والعباسي نسبوها الى الشيعة حتى اصبحت هذه الاكاذيب والافتراءات مصدقة عند هؤلاء البسطاء .... مهمة الكاتب والمثقف والباحث هو كشف زيف تلك الادعاءات التي ثبتها تاريخ المتزلفين والمنتفعين ووعاظ السلاطين وان الكشف عنها سيؤدي حتما الى ادانة انظمة تتظاهر بالاسلام لالشئ الا لتحتفظ بالسلطة والعبث بدماء الناس ومقدراتهم .
يقول المؤلف في كتابه : ان اليسار كان دائما يفتقد الى المبادرة لانه كان يؤمن بالمثل العليا ويميل الى المهادنة خاصة اذا تعرضت الثورة للهزات ، واليسار هنا يمثله علي(ع) ولم يكن علي مهادنا في دينه كما هو معروف من سيرته طوال حياته وكلمته اشهر من نار على علم بحق معاوية عندما طلب منه احد الناصحين بان يبقيه في ولاية الشام حينها قال الامام: ( لن اهادنن معاوية في ديني يومان) اما ماذكره المؤلف من ان عليا وصحبه قد خاضوا حرب الردة بكل قواهم ووقفوا بجانب ابي بكر فان الصحيح ان علي لم يقف بجانب ابي بكر فحسب انما وقف بجانب الحق بمحاربة المرتدين . يفكر بعض المؤلفين بان الامام يرى ان تكون الخلافة وراثية باعتباره اقرب الناس الى رسول الله لكنهم لم يهاجموا حق الوراثة هذا ولمدى قرون في ظل الحكم الاموي وبعده الحكم العباسي، بل وبعض المؤلفين من الشيعه كانت اكثر كتاباتهم تدور حول احقية على بالخلافة من حيث قرابته للنبي لا من حيث مايمثله من العدل والاسلام الحقيقي، فعندما اختلف المهاجرون والانصار فيمن احق منهم بالخلافة قال الامام (ابالقرابة او الصحابة تكون الخلافة) .
يذكر المؤلف ان اختيار ابو بكر لعمر ابن الخطاب ليس معناه ان يحارب اليسار ويرمي الى ابعاده عن الحكم لكنه يرى في اليسار تطرفا لايحتمله التجار والكبار من الذين كان لابي بكر فضل دخولهم في الاسلام . وكانما جاء الاسلام ليرضي التجار وكبار القوم . ينقل لنا المؤلف وحسب مايقول عن مصادر غامضة، ان سلمان الفارسي كان عاملا على الكوفة في عهد عمر، واراد ان يسير في العراق سيرة تتفق واتجاهه الفكري اليساري ، فكون نقابات الصناع تحولت بعد ذلك في عهد الشيعة المتاخرين الى ماسونية سرية والظاهر ان المؤلف أخذ هذه المعلومة من كتابات الدكتور علي الوردي الذي ذكر فيما ذكره عن الفرقة الاسماعيلية حينما تعرضت الى الابادة في زمن الحنابلةاضطر الاسماعيليون الى العمل السري الذي يشبه الى حد كبير عمل الماسونية الحديثة حسب تعبير الدكتور الوردي اذا ماعلمنا ان الفرقة الاسماعيلية هي من الفرق الشيعية والتي تمخضت عنها حركة القرامطة وجماعة اخوان الصفا والدولة الفاطمية في مصر .
وهنا نتسائل عن عهد الشيعة المتاخرين متى عرف وكيف تحول الى ماسونية سرية اذا كانت المصادر التى يعتمد عليها الكاتب كما يقول مصادر غامضة . ثم يسترسل المؤلف فيقول ا ن الذي حدث ان التجار والاغنياء حاولوا استمالة سلمان اليهم فلم يوفقوا، ثم بدأو يحاربونه حربا صريحة ، الا انهم ذهبوا وفدا الى مقر الخلافة في المدينة فقابلوا عمر ورفعوا شكوى اليه التى فيها اضرار بمصالحهم وعلى الفور عزل عمر بن الخطاب سلمان الفارسي من الكوفة ولم يوله منصبا رسميا بعد ذلك . هنا نقول هل يتصور عاقل ان عمر بن الخطاب يقدم على عزل عامل من عماله بمجرد تقديم شكوى ضده دون ان يرسل في طلبه ويستمع الى رده وعمر هو القائل البينه على من ادعى واليمين على من انكر وهل لاحد غير عمر ان يحكم بين الناس من طرف واحد دون ان يحضر المتخاصمان والسماع الى مايدعون ، فكيف اذا يتصرف عمر هذا التصرف وهو الذي يقول عنه المؤلف كان حاكما مثاليا يملأ نفسه الاحساس بالعدل حتى ان العدل يكاد ان يكون غريزة فيه. ثم يعرج المؤلف الى مقتل عمر وكيف ان نقاشا حادا ثار في الايام الاولى لمبايعة عثمان بين الامام علي والخليفة الجديد وكان هدف علي من النقاش هو التحقيق في قتل عبيدالله ابن عمر لابي لؤلؤة وزميله في الجريمة كما يقول الكاتب ، فهل كان يهدف علي من اثارته لهذه القضية واثارتها بالحاح مثير للدهشة الى ماهو ابعد من مجرد الرغبة في اقامة حد القتل على ابن الخليفة المقتول! نحن لانعلم حتى الان عن تفاصيل هذه القضية شيئا ثم يقول الكاتب من الذي دل عبيد الله ابن عمر على القتلة ! لاحد يعلم أي تفصيلات من الناحية الاخرى وهذا كلام المؤلف فان عثمان ومستشاريه قد قرروا فض القضيه فورا وغلق التحقيق فيها ، ولم يفلح علي ان يضعها تحت البحث والتحقيق واستندوا في هذا المجال الى مبررات لايملك احد ان يعارضها ويقصد هنا عثمان ومستشاريه كما يقول الكاتب ليس من المعقول ان يقتل الخليفة اليوم ثم يقتل ولده قصاصا في الغد. هنا نقول ان هذا الكلام ملئ يالتناقضات فهو من جانب يعتبر اقامة الحد على قاتل اثنين من البشر احدهما مجرم والاخر برئ فمن خول لعبيدالله ان يقتص من هؤلاء دون محاكمة او حتى استجواب القاتل ومعرفة الجهة الذي تقف وراء هذه الجريمة النكراء ، ثم يرجع المؤلف ليجاوب على هذا التساؤل : لا احد يعلم أي تفاصيل . فكيف للكاتب ان يعطي رايه في قضية لايعر ف تفاصيلها . ثم يتحول الكاتب الى ان حول قضية القتل الى قضية سباق صراعي بين علي وعثمان وجعل الغلبة بجانب الخليفة الجديد ومستشاريه الافذاذ وان علي قد خسر الجولة كما يقول المؤلف بعد ان اغلق عثمان التحقيق وقفل القضية . وان المبررات التى جاء بها عثمان وهذا الكلام للمؤلف لايحق لاحد ان يعارضها، فكيف يقتل رجل قد قتل اباه وكانما يحق لكل من يقتل والده ان يقتل مايشاء دون ان يكون لاحد الحق بمحاسبته. كان المسلمون جميعا وهذا كلام المؤلف ايضا يؤمنون بان علي اهم رجل في عصره وبين اقرانه من قادة المسلمين ومع ذلك تجاوزوه دون اسف يذكر حين اسندوا الخلافة الى عثمان وهذا الكلام غير صحيح على الاطلاق لان المسلمين لم يختاروا عثمان ولم يرفضو علي بل الذي اختار عثمان هو عمر عندما جعل الامر شورى في ستة اشخاص لم يكن لعلي منهم الا صوت واحد هو الزبير . ان الذي اختار عثمان هو حزب اليمين وليس المسلمون كما يدعي الكاتب، وقصة الشورى معروفة فلما بقي عبدالرحمن بن عوف وعلي وعثمان قال عبدالرحمن بن عوف انا اخرج منها على ان اختار عندها التفت الى علي بن ابي طالب ومد يده ليسلم عليه بالخلافة فقال عبدالرحمن لعلي: السلام عليك ياامير المؤمنين على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخان عندها لم يمد الامام يده الى عبدالرحمن وقال: بل على كتاب الله وسنة نبيه وهنا نقطة مهمة جدا يجب ان نقف عندها وهي اذا كان الشيخان يسيران على كتاب الله وسنة نبيه فلا وجوب لذكرهما هنا وهذا يعني ان علي رفض البيعة او الخلافة وفق هذا الشرط الا لشئ واحد لاغيره هو ان سيرة الشيخان لم توافق كتاب الله وسنة نبيه ولو كانت توافق الكتاب والسنة لما رفضها علي .يقول المؤلف وماقيل ان علي امتنع عن قبول البيعة بعد مقتل عثمان التي عرضها الثوار قد يكون تخريجا مبالغا فيه وهنا نقول ان علي رفض الخلافة لانها ليست الخلافة التي ذكرها النبي في خطبة الوداع لان الامام يعتبرها قد سرقت منه وهذا ماذكره في خطبته المسماة بالشقشقية وهي الخطبة الخامسة في نهج البلاغة والتي تبدأ بـ ( اما والله لقد تقمصها ابن ابي قحافة.........) لكن الامام رفض الخلافة بعد مقتل عثمان لانها وصلت اليه ممزقة وبالية ولايمكن اصلاحها. وليس امتناعه عن قبولها تخريجا مبالغا فيه.. كما يقول المؤلف ..
ان معاوية شخصية فريدة وشاذة جمعت فيه كل خصائص الرجل الذي لاتشل حركته أي قيمة من القيم لان الفرق بين علي ومعاوية هو كالفرق بين السلب المطلق والايجاب المطلق ، فقد تربى معاوية في حجر ابو سفيان راس الكفر والطغيان والرجعية وتربى علي في حجر النبي وماتحمله النبوة من ايجابية وخير مطلق ان علي اول من رفع المصاحف ولكنه قبل القتال ولم يرفعها بعد الهزيمة كما فعل معاوية ان الامام علي هو اول من وضع اسس الديمقراطية فبعد ان بذل الجهد ليوحد الصفوف ومواصلة القتال ان يقر الغالبية على رايه وان يقف القتال فقد علم الناس كيف ان راي الغالبية يجب ان يسود حتى لو كان على خطا. لقد وقع الامام بين فريقين من اصحابه فريق يريد مواصلة القتال وهم قلة وفريق يريد الاحتكام الى كتاب الله وهم كثرة وكان عليه ان يختار راي الغالبية بعد ان عجز عن الاقناع وهكذا تحت العوبة التحكيم التى اتت بنتائجها المثيرة للسخرية يقول المؤلف سُأل على في من يخلفه فقال ( اترككم كما ترككم رسول الله ) فطلب منه ان يستخلف الحسن فقال : ( لاامركم ولاانهاكم ) هنا يقول المؤلف لو ان علي كان يرى خلافة المسلمين في بيت رسول الله لكان استخلف الحسن حين طلب اليه المسلمون وذلك فرأي علي في الخلافة اكثر مايكون وضوحا هنا وهو وضوح قاطع في ان الشورى للمسلمين وانها حقهم الذي لاينازع فيه احد ، فهم وحدهم الذين يختارون اميرهم دون قيد او شرط . ثم يقول : وهذا الموقف ينفي كل ماقيل عن علي حول سعيه للخلافة لانتسابه الى بيت النبوة . ولا ينفرد الا الشيعه بالقول بانه استخلف الحسن وكان عليهم ان يفعلوا هذا حتى يبرروا فكرة الامامية اما بالنسبة لشروط الصلح مع معاوية يذكر المؤلف : ليس مهما ان ندخل في تفاصيل هذه الشروط لكنه يرجع مرة ثانية ويجملها في النقاط التالية اولا: تكون الخلافة للحسن بعد معاوية ثانيا : ان يعطي معاوية للحسن مليون درهم من بيت المال ثالثا: ان يكون له فوق ذلك خراج كورتين من كور فارس في كل عام رابعا: تامين انصار علي على انفسهم واموالهم . ونقول هنا ان هذه الشروط غير صحيحة لان الشرط الوحيد هو ان تكون الخلافة بعد معاوية الى الحسن ومن بعده الى اخيه الحسين لانه اولى بحفظ امانة الدين...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق