الاثنين، 2 يوليو 2012

-رسائل ديوانية موحدية

-رسائل ديوانية موحدية
المؤلف: أحمد عزاوي
الناشر: المؤلف
تاريخ النشر: 2006
الطبعة: 1
التغليف: غلاف ورقي
الخانة: 

جديد المكتبات والكليات المغربية
كتاب : المسالك والممالك دراسة وتحقيق

زينب الهكاري
مراجعة الأستاذ: الدكتور محمد الغرايب
تقديم الأستاذ: الدكتور أحمد عزاوي 
 

مختصر تاريخ الغرب الاسلامي ج2


 مختصر تاريخ الغرب الاسلامي ج2
المؤلف: أحمد عزاوي
الناشر: المغرب
تاريخ النشر: 2008
الطبعة: 1
التغليف: رباعي ورق
الخانة: F206

مختصر تاريخ الغرب الاسلامي ج2

2.70€

الجيش المغربي في عهد الموحدين وبني مرين

  دعوة الحق
العددان 121 و122

نظم الموحدون جيشهم تنظيما جديدا يتفق وخطتهم السياسية والمذهبية، فقد كانوا يعملون على تجميع اجراء المغرب العربي تحت حكومة موحدة، وهذا يقتضي اعدادا قوات مسلحة كثيرة العدد، وطمحوا الى اقرار مذهب فقهي جديد يستمد اصوله من مذاهب اسلامية مختلفة وعلى الخصوص المذهب الظاهري، وكان املهم الذي حاولوا تحقيقه بمختلف الوسائل ان يقروا في مختلف ربوع المغرب العربي هذا المذهب الجديد لعله يشكل عنصرا فعالا في تحقيق الوحدة، ومهما كانت النتائج التي ترتبت عن هذه المحاولات، فلا شك ان العناية بالتنظيم العسكري قد سهلت بالفعل تقاربا كبيرا بين اقطار المغرب العربي في ميادين كثيرة.
ولقد اقر الموحدون في جيشهم كل العناصر التي سبق ان عملت في صفوف المرابطين حتى لقد كان في هذا الجيش عدد كبير من المرابطين انفسهم ممن اخلصوا للدولة الجديدة كل الاخلاص، وهناك عنصر آخر هو الغز الذين قدموا في عهد المنصور عن طريق مصر، وهم اسلاف الاكراد الذين عرفوا بشدة باسهم في الجهاد، وهم بالتالي من اعقاب الاشوريين الذين كان يضرب بهم المثل في النضال المستميت والقسوة في الميدان العسكري..
وهكذا اشتمل الجيش المغربي في هذا العهد اساسا على عناصر وطنية من المصامدة وصنهاجة وزناتة، فضلا عن العرب المستقدمين من افريقية والقاطنين بالمغرب العربي، والسودان والغز والروم، وهؤلاء الاخيرون كان لهم سان يذكر في تاريخ الموحدين وقد بلغ عددهم اثنا عشر الفا ايام المامون الذي كان اول من الغى المذهب الظاهري واعاد اقرار مذهب مالك بالمغرب.
ومما اشتهر عن الجيش المغربي لهذا العهد كثرة الاستعراضات التي كان يقوم بها خصوصا قبل السير في الميدان وبعد الظفر في المعارك، مما كان يتيح لافراد الشعب، ان يشاهدوا عن كتب مبلغ القوة العسكرية التي تحافظ على سلامة البلاد في الداخل وتسجل لها مزيدا من الامجاد في الخارج، وكان الاستعراض منظما بمعنى الكلمة. اذ تتعاقب فيه الكتائب حسب ترتيب معين وتتقدمه كوكبة موسيقية تبلغ المائتين عدا.
وحافظ الموحدون على خطة النظام القبلي فكان لكل مجموعة قبلية قائدها الخاص والجميع يعملون في اطار الجيش كوحدة متكاملة لهل قيادة عسكرية ومجلس حربي يراسه الملك، ويتداول اعضاؤه من امراء الدولة واركان الجيش حول الشؤون العسكرية الرئيسية خصوصا اقرار السلم او الحرب.
وكانت قيادة الجيش العامة توكل الى قائد من الاسرة المالكة او من ذرية ابي حفص الهنتاني واسرة هذا الاخير هي التي انشات دولة تتمتع باستقلال ذاتي في تونس ثم بلغ من قوتها بعد ان كانت تتدخل في شؤون المغرب ايام بني مرين.
وكان البياض شعار الموحدين في زيهم سواء في الزي او رايات الجيش او الدولة، وكان ذلك كمخالفة للمرابطين كانوا يستعملون السواد مراعاة للعباسيين الذين اعترف المرابطون بسلطتهم الرمزية.
ولم يسمح الموحدون بابتذال الراية الوطنية، فكانوا لا ياذنون باستعماها الا للعمال والولاة وقودا الجيش، وبذلك اضافوا رمزا حقيقا لوحدة الدولة وهيبتها وسيادتها.
ومعظم ملوك الموحدين ساهموا في الحملات العسكرية بانفسهم وكان مصيرها من فشل او نصر يرتبط بالمقررات التي يتخذها المجلس الحربي المذكور آنفا والذي كانت لهم رئاسته وتوجيهه، وكثير منهم اشتهر ببطولة نادرة، حتى ان الناصر الذي انهزم في وقعة العقاب قد لزم مكانه الى آخر لحظة حتى انسحب كل جيشه عن الميدان ولم يلازمه الا بعض الخدم ممن لا يغنون غناء الجيش، حتى الح عليه فارس عربي هرع اليه، وغادر الميدان مغموما، قود مثل وزيرة ابن جامع اسوا دور في نشاط الموحدين بالاندلس.
ولكن الجيش الموحدي مع ذلك سجل صفحات البطولة والنصر طيلة نصف قرن، ما كان له عظيم الاثر في العالم الاسلامي والمسيحي على السواء، فمن المعلوم ان السلطان لاح الدين قد استنجد بالاسطول الموحدي، قبلت في هذا الموضوع روايات كثيرة عن العلاقة بين المنصور الموحدي وصلاح الدين، ولكن ابن خلدون يروي ان الملك المغربي ربما قد بعث فعلا بمائة وثمانين قطعة من اسطوله لرد النصارى عن سواحل الشام.
وما وقعه الارك بعد هذا بالحدث الهين في تاريخ الدولة المغربية، وجيشها المناضل، وقد قاد الجيش الوطني فيها المنصور نفسه، وكان انتصاره ساحقا على الجيش النصراني ومع ذلك كان فقد كان كريما متسامحا تجاه القوة النصرانية التي طوقها الجيش المغربي ووقعت في الاسر وكان عددها يبلغ العشرين الفا، فامتن عليها المنصور باطلاق  سراح افرادها، وهكذا وضع المغرب مرة اخرى حدا للتدخل المسيحي في ارض الاندلس وواصل اقرار الاسلام بتكلم الديار كما فعلت دولة المرابطين من قبل، ودولة المرينيين من بعد. وبقدر ما كانت دولة الموحدين تهدف الى اكتساب نفوذ سياسي وروحي بقدر ما كانت تعمل الاندلس على حماية رعاياها المسلمين وغيرهم واضعاف قوة الخصم الذي كان يبذل كل الجهود الممكنة لاقتطاع اطراف الوطن الاندلسي.
ولقد بلغ من ضخامة الجيش المغربي ان انتهى الى قرابة ستمائة الف مقاتل سدسهم من الفرسان ومع ذلك لا نستكثر هذا العدد اذا علمنا ان القسم الاكبر منه كان من الفرق الاحتياطية التي كانت دائما على اهبة القتال.
وفي هذا العهد انشئت اول اكاديمية عسكرية بالمغرب وربما بالعالم الاسلامي كله وليس من الغريب ان يسبق المغرب الى اشياء كثيرة في التاريخ العسكري كما هو الامر بالنسبة الى هذه الاكاديمية ولاختراع البارود في عهد بني مرين فقد عرف المغاربة منذ العصور القديمة بطموحهم وقابليتهم الخارقة للتطور والابتكار كما تشهد بذلك امثلة كثيرة ليس هنا مجال لذكرها.
وفي هذا العهد اسست ترسانة عظيمة كترسانة ابي رقراق واخرى بقصر مصمودة وهو القصر الصغير الآن، وثالثة على ضفة وادي فاس اذ كانت البواخر الصغيرة لا القوارب فقط، تقطع وادي سبو وترسو قرب فاس، وقد ظل نشاط هذا الميناء الشبيه بالمجهول في تاريخ المغرب يواصل مهمته الى عهد السعديين.
وبلغ اسطول الموحدين كما هو معلوم اربعمائة قطعة، موزعة بين موانيء المغرب العربي والجزر الشرقية التي هي البليار اليوم ولم تكن هذه القطع متشابهة الحجم والشكل ولا هي نسخة من القوارب البسيطة، فقد كان لكل منها هندسة خاصة ومهمة خاصة ايضا، وتختلف اسماؤها تبعا لذلك، ومنها الحراقات التي كانت تحمل المنجنيقات القاذفة للنفط، والتي تؤدي مهمة شبيهة بما تقوم به الدبابات اليوم، وسفن الانقاذ التي كانت تدعى بالمسطحات وهي تعمل على انقاذ السفن الصغيرة من الخطر.
ولقد كانت اكاديمية الموحدين بمراكش والتي تخلف منها على الخصوص حوضها العظيم، تلقن طلبتها كل الفنون العسكرية يومئذ، بما في ذلك الرماية والتجذيف وقيادة السفن والفروسية والمسايفة فضلا عن الثقافة العامة وما يهم المذهب السياسي والديني للدولة.. حقا لقد مثل الموحدون بهذا النظام التربوي العسكري ما لم يكتب تطبيقه لاية دولة اخرى الا في القرن الذي نعيش فيه، ولم يكتب هذه المؤسسة العظيمة خاصة بابناء الشعب فقط، بل كانت معدة اساسا للنخبة الصالحة الموجهة نحو الاطر العليا والمتوسطة في الادارة والجيش وتنخرط فيها الزاما كل الطبقات المستعدة جسميا وعقليا للخضوع في انظمتها والتي ستتحمل في المستقبل مسؤوليات الجيش والادارة وكانت المناصب العسكرية مفتوحة لكل الذين تتوفر فيهم الشروط المطلوبة بقطع النظر عن انتمائهم القبلي وان كانت مناصب رئيسية كثيرة من اختصاص امراء الدولة وهكذا عرف عصر الموحدين احد اكبر قادة الاسطول في تاريخ المغرب العربي وهو احمد الصقلي الذي ينتمي الى جربة والذي تلقى تكوينه على يد ملك النورمانديين بصقلية قبل ان يعمل على راس البحرية الملكية بالمغرب، ومن قادة الاسطول ايضا، محمد بن عطوش ويحيى الهزرجي وابن طاع الله الكومي وغيرهم.
ومن ابرز القواد العامين ابو حفص العثماني وعلى ابن عمر بن عبد المومن وابو دبوس الذي تولى قيادة جيوش المرتضى قبل ان يتولى هو نفسه كآخر ملوك الموحدين.
هذه نبذة موجزة عن الجيش الوطني في عهد الموحدين، ذلك الجيش الذي حقق لاول مرة في التاريخ وحدة المغرب الكبير وبكل ما يقتضيه معنى الوحدة. ويرجع اكبر الفضل في ذلك الى اربعة اشخاص هم المهدي بن تومرت وعبد المومن وابو يعقوب وابو يوسف المنصور.
اما في العصر المريني فقد تقوى العنصر العربي في الجيش المغربي الى جانب العناصر الاخرى التي عملت سابقا في صفوف الموحدين.
وكانت العناصر المكونة للفيف الاجنبي تتركب اساسا من الغز المسيحيين، وعددها يناهز العشرة آلاف بينهم حوالي 1550 فارس من الاغزاز و 500 قواس واربعة آلاف من المسيحيين فضلا عن نواة للحرس الاسود.
وكان الجيش اذا خرج للقتال احتفل لذلك بمحضر السلطات احتفال فخم، فتصحبه الدواب الملبسة بالديباج والقباب المزينة، وجرت العادة بان تصحب كتائب الجيش مجموعة من الفتيات والنساء يجلسن داخل  هوادج، حتى يحمسن الرجال ويثرن غيرتهم على الحريم فيضطرون الى التضحية حتى النهاية فداء لهن.
ولم يشذ المرينيون عن اتباع العادة التي سبق ان سلكها قبلهم المرابطون والموحدون اثر الانتصار في المعارك، حيث تجمع رؤوس الاعداد كتلة واحدة بعضها فوق بعض، ثم يقام عليها الاذان ويصلي المسلمون عن كتب منها، وتقضي واجبات الجهاد بتخصيص سهم واحد للرجال عند تقسيم الغنائم وسهمين للفارس، بعد استخراج الخمس لبيت المال، ويحدثنا صاحب الذخيرة السنية، ان المعركة التي قتل فيها ذونونة، حصل فيها الجيش المغربي على مائة الف راس من البقر، واما الغنم فلا تحصى، وبالرغم مما يبدو في هذا التعداد من مبالغة مفرطة، فان الجيوش المسيحية كانت تسير الى الميدان عادة وهي محملة بمؤن وافرة، مما كان يعوق تحركاتها.
وتقدم بعض العطايا للجيش قبل القتال تشجيعا له، وكثيرا ما يصحب الملك معه مجموعة من العلماء والادباء، اثناء تنقلاته الحربية، كما اشتهر عن ابي الحسن الذي صحب الى افريقية نجو اربعمائة عالم واديب غرق اكثرهم عند الرجوع.
وكما يتم عرض الجنود عند القتال يتسم استعراضهم عند الانتصار والدخول رسميا الى بلد ثم فتحه، وكان هناك مجلس رسمي للعرض يعقد يومي الاثنين والخميس يخصص كذلك للمظالم واستقبال السفراء، وموقعه برج الذهب ببستان المسرة خارج فاس الجديد.
اما عمليات الحصار فكان بنو مرين يحشدون لها الفنيين والعمال ويضيقون بها على اعدائهم مدة طويلة حتى يضطروهم الى الاستسلام في الغالب، فقد حاصر ابو الحسن تلمسان مدة عامين حتى اختط بقربها مدينة سماها المنصورة واحاط البلد المحاصر بخندق وسور جديد ونصب المجانيق والآلات واستكثر من الابراج الى ان تمكن من فتح تلمسان واستعمل المرينييون نفس الاسلحة الحربية المعروفة قبلهم، وهكذا استخدموا المنجنيقات والسيوف والنبال، وكما استعملوا الرعادت واستخدموا في موسيقاهم العسكرية، الابواق والطبول والطنابير وكان قتال الجيش الوطني في عهد الدولة عنيفا، فقد روى بعض المؤرخين ان عشرة آلاف فارس مغربي اشتركت في معركة ريو سلادو، حتى ابتلت دروعهم بالدماء، وكانوا يتصافون اثناء القتال ويطعنون بسيوفهم بمنتهى الشدة، وان هذه الصفات لتدركنا بمثيلاتها في ابعد حقب التاريخ المغربي قبل الاسلام على ما رواه مؤرخون من الرومان وكانوا شاهدي عيان.
والى عهد بني مرين يعزى اختراع البارود على يد طبيب مغربي سنة 768هـ، حيث كان يقوم بتجربة كيماوية هدته الى اختراعه كما جاء في نزهة الحادي نقلا عن ابي زيد عبد الرحمان الفاسي.
ولعبت اسرة بني عبد الحق بن عثمان دورا بطوليا رائعا في المقاومة ضد المسيحيين، حتى ان احد رجالاتها وهو عثمان بن ابي العلاء قاد او شارك في سبعمائة غزوة وظل يجاهد في الانداس حتى مات عن سن ثمان وثمانين.
وكانت قيادة الجيش توكل الى امراء من الاسرة المالكة او الموالين لها، وكثير ما قاد الجيش احد انجال السلطان كابي زيان ولد المنصور الذي عمل على تهدئة السوس وشارك في حروب الاندلس. ومن الملاحظ ان اهتمام الدولة بالنواحي الجنوبية كان بالغا اذ كانت موطنا لدولتين فيما سبق وكانت جهات السوس ومراكش ودرعة يرسل اليها كبار القادة.
ومن ابرز قواد الجيش المالكي في هذا العهد محمد بن عطوش الذي شارك في حروب المغرب والاندلس، والوزير ابن علال الذي كان من قواد بني مرين الاكفاء في المغرب الاوسط، وعمر بن السعود بن خرباش الذي ساهم في تدبير شؤون الدولة بوصفه وزيرا ليوسف وقائدا في حروب الا ندلس والمغرب.
واما الاسطول المغربي فكانت مراكزه بسبتة وطنجة وسلا، ووهران وبجاية وقابس. وكانت قطع البحرية تقوم بمناورات حربية قبل القتال وبعده، وقد تحدثت المصادر عن يعقوب المنصور الذي برزت اساطيل الجيش امامه بمرسى الجزيرة الخضراء وهو جالس بمشور قصره، فلعبوا بمراى منه في البحر وتجاولوا وتناطحوا وتطاردوا كفعلهم ساعة الحرب.
وبلغ الجيش الوطني اقصى قوته البحرية ايام ابي الحسن حتى كانت مثل عدة النصارى وعديدهم كما يقول ابن خلدون في مقدمته.
ومن كبار قادة الاسطول سليمان بن داوود واحمد بن يوسف من امراء بني الاحمر في عهد ابي عثمان ويحي الرنداحي قائد اسطول سبتة ومحمد العزفي في عهد ابي الحسن.
والواقع ان عدد جيوش بني مرين قد تضاءل بالنسبة لما كان عليه في عهد الموحدين فلم يكن يبلغ في مجموعه مائة وخمسين الفا وهو عدد يصعب معه تثبيت السلطة في مختلف اقطار الشمال الافريقي والاندلس كما كان يطمح الى ذلك بنو مرين وكان عدد الفرسان المثبتين في الديوان يبلغ اربعين الفا قبل فتح تلمسان في عهد ابي الحسن.
اما عن رايات الجيش فكان لكل كتيبة رايتها الخاصة والجميع يلتف حول راية واحدة هي راية الملك والدولة، وقد ظلت بيضاء دليلا على المسالمة وتيمنا بالبياض. وكان الملك يعقد بنفسه الرايات لمختلف الكتائب ويسلمها الى القواد، ويسمى علم الملك الخاص بالمنصور او سعد الدولة. وتحتفظ بعض الكنائس الاسبانية براية تاريخها يعود الى محرم 712، من ايام ابي سعد عثمان بن يعقوب.
ولم يكن الجيش يقطع ارضا، ولكنه يتوصل براتب شهري يتراوح بين ستة مثاقيل وستين مثقالا ذهبيا حسب الرتبة العسكرية. وكانت الاجرة تسلم من ديوان الجيش حيث تسجل اسماء الجنود النظاميين. وقد كان هذا الديوان يقوم بدور وزارة الدفاع اليوم.
وقد انشئت الابراج والمحارس في عهد كبار ملوك الدول، خصوصا ايام ابي الحسن الذي متدت المحارس والمناظر في عهده من افريقية الى ءاسفي، وكانت الاشارات فيما بينها تتم بواسطة النيران في ليلة واحدة من اقصى محرس الى اقصاه في الطرف الآخر بينما يتعين قطع هذه المسافة للقوافل في شهرين. وكان لكل محرس ساحلي، جنود ونظار وخبراء يراقبون تحرك السفن في البحر، حتى اذا ظهرت قطعة مشتبه فيها، تبودلت الاشارات النارية على الفور.
وفي عهد بني وطاس الذين يعدون في نظر اكثر المؤرخين استمرارا لدولة بني مرين، بدا استعمال المدافع والبنادق من طرف الجيش الوطني، مسايرة للتطور الحادث يومئذ، واعيد النظر في هندسة الحصون لنصلح لخزن البارود وتنقل المدافع.
وعلى الرغم مما ظهر على الدولة من ضعف في اواخر العهد المريني وايام الوطاسيين، فقد ساهمت المقاومة الشعبية بدور مشكور في النضال ضد التدخل البرتغالي الاسباني والعثماني بينما اصبحت كل الاقطار الاسلامية الاخرى تقريبا، خاضعة للحكم العثماني او عاجزة عن مقاومة التدخل الخارجي.

طرز الفن الإسلامي في بلاد المغرب والأندلس

  دعوة الحق
30 العدد
للفــن الإسلامي في بلاد المغرب والأندلس طرز أربعة لكل منها معالمه الخاصة ومميزاته الواضحة وهذه الطرز هي:

أولا: الطراز المغربيوهو الفن الذي قام به البربر في ظل الإسلام سواء كان هذا في تونس أو الجزائر أو المغرب الأقصى (مراكش) فيما بين سنتي (27-479هـ) 647-1086م) أي منذ أول اصطدام بين العرب والروم في سبيطلة وهوالفتح الأول لتونس على يد عبدالله بن أبي سرح في خلافة عثمان بن عفان حتى موقعة الزلافة وبداية ضم الأندلس للمغرب على يد المرابطين.

ثانيا: الطراز الأندلسيوهو الطراز الذي قام به المسلمون في الأندلس فيما بين سنتي (92-479) (710-1086م) أي منذ أن فتحها جيش موسى بن نصير حاكم بلاد المغرب بقيادة طارق بن زياد في خلافة الوليد بن عبد الملك الخليفة الأموي، حتى موقعة الزلاقة وبداية ضم الأندلس الى المغرب على يد المرابطين.

ثالثا: الطراز الأندلسي المغربيوهو مزيج من فن المغاربة والأندلسيين ويشمل الفنون الإسلامية التي ازدهرت في الأندلس ومراكش والجزائر وتونس فيما بين (479-898هـ) (1086-1492م) فان ضم المرابطين للأندلس سهل على الفن الأندلسي أن ينفذ إلى المغرب وأن يؤثر فيه، كما أن اتساع فتوح الموحدين قد أخضع الفن الأندلسي المغربي لمؤثرات جديدة أتته من القيروان وقلعة بني حماد التي نلحظ في فنها التأثيرات العراقية والمصرية، وقد عاش الطراز الأندلسي المغربي حتى سقوط بني الاحمر في غرناطة وذهاب ملك المسلمين في الأندلس.

رابعا: طراز المدجنين
هو فن المدجنين، وهم المسلمون الدين عاشوا تحت حكم المسيحيين، وقد نشأ  هذا الطراز في طليطلة وانتشر في كافة أنحاء اسبانيا في زخرفة الكنائس والدور وغيرها.
الطـراز المغــربي
ونستطيع الآن أن نتناول الموضوع الأول وهو: الطراز المغربي، ونعني بهذا الطراز، طراز الفن الإسلامي الذي ازدهر في بلاد المغرب، وقبل أن نمضي في عرضنا لهذا الطراز كما يتجلى لنا من التحف التي وصلت الينا، ينبغي أن نقف قليلا لنعرف أولا ما هو المقصود بالضبط ببلاد المغرب ثم نستعرض في إيجاز تاريخ هذه البلاد في العصور الوسطى الذي ازدهر فيها الفن الإسلامي.
مدخـل تاريــخي
ان بلاد المغرب هي البلاد الواقعة بشمال قارة افريقيا اذا استثنيا مصر، ولفظ افريقيا تحريف من اثكلمة اللاتينية AFRICA التي أطلقها الرومان على الاقليم الذي سيطروا عليه بعد تخريبهم قرطاجنة (ومعناها المدينة الجديدة) (264 ق.م) ومحلها الآن مدينة تونس، ثم انصرفت هذه الكلمة للدلالة على بلاد البربر أولا، ثم على جميع القارة فيما بعد. وقد اختلف مؤرخو وجغرافيو العرب في تحديد معنى (افريقيا).
ويكفي أن نشير الى بحث كلمة (افريقيا) بدائرة المعارف الاسلامي وان نعرف الآن ان افريقيا كانت تطلق عند العرب على الاقليم الذي يسمى الآن (طرابلس وتونس) وكانت عاصمته القيروان، ويعرف كذلك بالمغرب الأدنى، وانه وبلاد الجزائر أو المغرب الاوسط، ومراكش أو المغرب الاقصى، تكون معا وحدة جغرافية قائمة بذاتها تسمى بلاد المغرب، وان الصحراء الشاسعة التي تفصلها عن غيرها في الشرق والجنوب، والبحر في الشمال والغرب، جعلها في عزلة عن غيرها، ولكن انعزالها هذا لم يمنع التوسع العربي، وانما جعل للمغرب طابعه الخاص، ولهذا فقد كانت مظاهر الحضارة فيه أكثر محافظة وتمسكا بالقديم مع اتصالها بالشرق، حيث نستطيع أن ننقل حدها الشرقي الى الإسكندرية التي هي باب المغرب.
وقد كانت هذه البلاد قبل الفتح العربي خاضعة للدولة الرومانية، وما كاد يستقر الامر لعمرو بن العاص في مصر حتى دفعته همته الى السير غربا ليقضي على سلطان الروم في بلاد المغرب، ويؤمن بذلك حدود مصر الغربية.
وقد تم الفتح على دفعات متقطعة لا دفعة واحدة كما حدث في سوريا مثلا،  واستلزم الامر اتخاذ قواعد على حدود مصر، ولهذا طال دور الفتح وكان بطيئا، ولقد كان قتال العرب مع البربر والروم قتالا شاقا استغرق نحو نصف قرن تناوب فيه النصر بين الفريقين، وكان أول ذلك غزو عمرو بن العاص لبرقة وطرابلس عام 21 للهجرة في خلافة أمير المؤمنين عمر ابن الخطاب، يقول صاحب الاستقصا "فكان عمرو بن العاص أول أمير للمسلمين وطئت خيله أرض المغرب، لكنه لم يصل الى افريقيا ولا كان منه الببابر اسلام". ثم كان غزو عبد الله بن سعد بن أبي سرح لطرابلس وافريقية عام 26 للهجرة في خلافة أمير المؤمنين عثمان ابن عفان.
ثم جاء دور بني أمية وهم الذين رتبوا هذا الفتح ونظموه، فكانت غزوة معاوية بن خديج في خلافة معاوية ابن أبي سفيان عام 45 للهجرة والثانية غزوة (القيروان) على يد عقبة بن نافع الفهري سنة 50 للهجرة (670م) ويصفها ليفي بروفنسال بأنها الغزوة التي ارتكز عليها الفتح، وذلك انه حين بلغ المغرب اتخذ بها قاعدة سماها (القيروان) ومعناها المعسكر في العربية، وهي تقابل CARAVANNE بالفرنسية، وقيروان، سراي بالتركية قال صاحب قال صاحب الاستقصا: قال صاحب الخلاصة النقية:"اختط عقبة بن نافع القيروان سنة  خمسين وجعل دور سورها اثنى عشر ميلا وبنى بها الجامع الأعظم". والحق أن السلطان العربي ظل مزعزعا في تلك البلاد حتى انتزع حسان بن النعمان عام 74  للهجرة في خلافة عبد الملك بن مروان من البربر والروم، جميع ما يعرف اليوم باسم بلاد تونس، وشيد قرب قرطاجنة قرية صغيرة كبرت فيما بعد وسميت بمدينة تونس واتخذ بها دارا لصناعة الآلات البحرية، ثم استولى  خلفه موسى بن نصير عام 88 للهجرة في خلافة الوليد بن عبد الملك على معظم بلاد المغرب قال ابن خلدون:"غزا موسى بن نصير طنجة وصراء تافيلالت وأرسل ابنه الى السوس" وقد شيد  في هذا الصر مسجد الزيتونة الشهير بتونس  الذي شيده ابن الحبحاب سنة (114هـ).
وفي عهد الدولة العباسية، حكم البلاد سلسلة من الولاة كثرت توليتهم وعزلهم فضاع بذلك عنصر الثبات وساد القلق، فلم يأت القرن الثالث الهجري حتى كانت البلاد مستعدة للاستقلال ن الخلافة.
فظهر في المغرب ثلاثة أقاليم تذكر بالتقسيم الروماني وبالتقسيم الحديث واصبح  تاريخ البلاد منذ ذلك الوقت هو تاريخ الأقاليم الثلاثة في هذه المنطقة عندما نشأت دول ثلاث هي:

أولا: الدولة الادريسية في المغرب الأقصى:أسسها ادريس بن بدالله بن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم، قال ابن أبي زرع في القرطاس (ان ادريس بن عبد الله لما قتلت عشيرته بفخ (عام 169 هجرية قرب مكة) فر بنفسه متسترا في البلاد يريد المغرب). فر ادريس ابن عبدالله من وجه المهدي الخليفة العباسي وأسس دولة بالمغرب ومد نفوذه حتى تلمسان وبنى بها  مسجدا كتب على منبره "بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما أمر به الامام ادريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم وذلك في شهر صفر سنة اربع وسبعين ومائة 174هـ) قال ابن خلدون:(واسم ادريس مخطوط في صفحة المنبر لهذا العهد).
وكان مقره في مدينة وليلي قاعدة جبل زرهون حيث دفن رضي الله عنه وظل قبره محجا للمسلمين في المغرب الى وقتنا هذا.
وفي سنة 192  للهجرة بنيت مدينة فاس وهي تعتبر من أغنى مدن العالم الاسلامي بالآثار المعمارية والفنية. وقد ضعف امر هذه الدولة عندما اصبح ينازعها الملك دولة الفاطميين في تونس والدولة الاموية الغربية في الأندلس.

ثانيا: الدولة الرستمية حول تاهرت بالمغرب الأوسط: وحكامها خوارج جاءوا من فارس وهم بنو رستم الاباضيون وكانوا تابعين لقرطبة من الناحية الاقتصادية وينالون تأييدها السياسي، وانتهت هذه الدولة على يد الفواطم سنة 296هـ.

ثالثا: دولة الاغالبة بافريقية او المغرب الادنى:أولهم ابراهيم بن الأغلب، وكانت من أزهر الأقاليم عمرانا في ذلك الوقت، واسم الدولة يقترن بالقيروان، ففي عصرهم بدأ مسجد القيروان يتخذ زينته الفنية وقد درسه العالم الفذ الدكتور أحمد فكري أستاذ الحضارة الاسلامية في كتابه "المسجد الجامع بالقيروان". وكان لهم غير ذلك مدينتهم الخاصة وهي رقادة (مثل الزهراء ومن رأي في فكرتها). وأسسوا كذلك مدينة تونس وبنوا حصونا جعلوها رباطات على الساحل مثل ثغر سوس وصفاقص فنشأ فن معماري افريقي له صفته الخاصة.
ولقد فوض هارون الرشيد الى ابن الأغلب حكم البلاد والاستقلال بأمرها وتورثها نظير جزية سنوية تبلغ 000 .40 دينار، وأن تصرف الرشيد على هذه الصورة والدولة العباسية في عنفوان قوتها ليكشف عن حسن سياسته نظرا لبعد هذا الأقاليم عن مقر الخلافة وتعذر حكمه حكما حازما.
والذي تحسن الاشارة اليه ان للاغالبة أثرا ملحوظا في الحضارة التي تسود العالم اليوم لا ينبغي أن نجهله فقد عملوا على توسيع أملاكهم فأرسلوا اسطولا عظيما فتحوا به جزر صقلية ومالطة وسردينية، وغزوا به شواطئ فرنسا الجنوبية وشواطئ ايطاليا وحاولوا أن يفتحوا روما، فإذا عرفنا ان هذه الجزر وتلك البلاد هي في الحقيقة جزء منن أوربا، وإذا عرفنا أن أسرة الأغالبة تلك الأسرة المستنيرة كانت تعمل على نشر الحضارة الإسلامية في جميع البقاع التي حكمتها، اذا علمنا كل ذلك استطعنا أن ندرك أهمية هذه الدولة التي كانت همزة الوصل بين المدينة الإسلامية وبين أوربا، كما نثرت في بلاد المغرب بذور تلك الحضارة الرائعة التي تعتبر احدى الأسس القوية التي قامت عليها الحضارة الرائعة التي تعتبر احدى الأسس القوية التي قامت عليها الحضارة الأوربية التي تسود العالم في الوقت الحاضر.
سقطت دولة الأغالبة على ايدي الفاطميين الذي أسسوا مدينة المهدية (بني سوس وصفاقص) سنة 303 للهجرة (906م) في عصر أول خلفائهم عبيد الله المهدي وقد ضم هذا الميناء كما تدل آثاره وأقوال المؤرخين على اسوار وأبواب وقصرين متواجهين ودار لصناعة السفن، ومسجد المهدية هو أول المساجد الفاطمية وقد انتقلت مميزات تلك العمارة كلها إلى عمائر الفاطميين بمصر فكات واجهة للمسجد وبابه البارز هما مبعث الوحي لمهندس مسجد الحاكم بالقاهرة. وقد ظلت المهدية عاصمة لهم حتى حل محلها مدينة صبرة الزاهرة التي عرفت بالمنصورة نسبة الى مؤسسها الخليفة المنصور ثالث خلفاء الفاطميين الذي أنشأها قرب القيروان.
ولكن الفاطميين لم يستمروا في افريقية لأن هدفهم الأصلي كان مصر، وعندما نجحوا في الاستيلاء عليها في خلافة المعز لدين الله رابع الخلفاء الفاطميين تركوا افريقيا والمغرب الأوسط في أيدي حكام من البربر كانوا يدينون لهم بالطاعة فكان بنو زيري في تونس وبنو حماد في الجزائر.
وقد قام الجنرال دي بيلي DE BAYLIE بعمل حفائر في هذه المنطقة، فكشف عن كثير من الآثار الهامة التي ترجع الى القرن الخامس الهجري بقلعة بني حماد(1) وتعد هذه البقعة ثالثة البقاع الهامة  التي اشتغل فيها علماء الآثار (بعد سر من رأى والزهراء). وأهمية هذه البقاع انها هجرت من مؤسسها وظلت اسيرة الجهل رهينة الاهمال حتى كشفت عنها معاول رجال الآثار.
وقد شق بنو زيري وبنو حماد عصا الطاعة على الفاطميين وأعلنوا الخطبة للخليفة العباسي فانتقم منهم الخليفة الفاطمي المستنصر بالله فأطلق عليهم جماعات من أعراب بني هلال الذين كانوا ينزلون في صعيد مصر فعاثوا في تونس فسادا ونشروا الفوضى في كل مكان، وقد صورت حوادثهم هذه في القصة الشعبية المعروفة بقصة "ابو زيد الهلالي"، وظلت هذه الفوضى الى أن خضعت هذه البلاد أخيرا لدولة الموحدين.
وبعد فهذه صورة تاريخية نستطيع أن نسترشد بها كلما تصدينا لدراسة الفن الإسلامي المغربي أو أقدمنا على تحليل احدى روائعه الفنية الثابثة أو المنقولة مما نتعرض له في حديثنا القادم ان شاء الله.

مصادر التاريخ المغربي في المكتبات.

  دعوة الحق
العددان 194 و195
مــــــدخـل:
مصادر تاريخ المغرب المحفوظة بالمكتبات كثيرة و متنوعة، لا يزال معظمها مخطوطا في أصوله الأولى أو منقولا عن الأصول بواسطة أو سائط. و لن نتعرض في هذه العجالة للمصادر التاريخية الموجودة خارج المغرب، فهي كثيرة جدا تحتاج لبحث مستقل، و قد نشر من الوثائق المغربية في أوربا مجموعة مصادر غير منشورة لتاريخ المغرب في نحو ثلاثين مجلدا ضخما، و ما تزال وثائق أخرى منها في المركز المغربي بباريز تنتظر النشر. أما المخطوطات و الوثائق المغربية الموجودة في أفريقيا و آسيا و أمريكا فلم ينشر منها و لا عنها شيء لحد الآن.
سيقتصر هذا المدخل على ذكر أهم المكتبات العامة و الخاصة داخل المغرب المحتوية على مصادر التاريخ المغربي، سواء احتوت على النوعين التاليين أو احدهما:
أ – كتب مخطوطة الفت لأول مرة في جانب من الجوانب التاريخية، كتاريخ عصر من العصور أو إقليم أو مدينة أو زاوية، أو تراجم شخصيات علمية أو دينية، منفردة أو مجتمعية لفترات معينة، أو يشبه تراجم ذاتية في الفهارس و الأجازات. و مثلها مخطوطات أخرى في مواضيع لا صلة لها بالتاريخ في الظاهر، كالفقه و النوازل والعقائد و التصوف، و اشتملت مع ذلك على استطرادات تاريخية ذات بال.
ب – وثائق مكتوبة أو غير مكتوبة، كالظهائر السلطانية و المعاهدات الدولية و المراسلات الرسمية و غير الرسمية، و سجلات الحسابات و الأحكام، و حوالات أوقاف المساجد و المدارس و الزوايا، و عقود المعارضات و انكحة و التركات. و كذلك مجموعات النقود و لآلات و الآنية و الخراط و الصور و ما إلى ذلك. و في هذا الصنف أيضا وثائق مقحمة في كتب لا يظن أن توجد بها، من شروح و حواش و رحلات و دواوين شعرية.
أهم مكتبة في المغرب تشمل مصادر تاريخية هي:

المكتبة الملكية بالرباط.
و تجمع في حظيرتها ألاف المخطوطات التي كانت من قبل موزعة في القصور الملكية بفاس و مراكش و الدار البيضاء و دار السلام بالرباط، و من ضمنها عدد وافر من المؤلفات التاريخية بخطوط مؤلفيها.
و نقلت إليها أخيرا المكتبة الزيدانية الشهيرة بمخطوطاتها و وثائقها المنشور بعضها في الأجزاء الخمسة المطبوعة من كتاب أتحاف أعلام الناس.
و تحتوي المكتبة الملكية أكثر من ذلك على آلاف مؤلفة من المراسلات الرسمية و دفاتر الحسابات لمداخيل الدولة و مصارفها. و كم من كتاب كان يعد ضائعا أو لم تكن تعرف إلا بعض أجزائه، فوجد في هذه الخزانة العامرة. و الجهود مبذولة منذ سنوات فهرسة ذخائرها و تنظيم وثائقها. و قد تم فعلا فهرسة أكثر من عشرة آلاف مخطوط، و ترتيب آلاف الوثائق في ملفات ترتيبا زمنيا يسهل تناولها و الرجوع إليها(1). و من اشهر المكتبات العامة المشتملة على مصادر التاريخ المغربي:

1 – المكتبة ( أو الخزانة) العامة بالرباط:أسست سنة 1919 تابعة لمعهد الدراسات المغربية العليا، و لم يكن بها آنذاك غير بضع مآت من المخطوطات فهرسها ليفي بروفنسال سنة 1920، و طبع هذا الفهرس ضمن مطبوعات معهد الدراسات المغربية العليا. و ما زالت هذه المخطوطات حتى اليوم في المكتبة تحمل الأرقام من 1 إلى 531. ثم صدر ظهير سنة 1926 الذي أصبحت هذه المكتبة بمقتضاه مؤسسة عمومية ذات كيان قائم يسمى «الخزانة العامة للكتب و الوثائق» لها الصلاحية في ممارسة شؤونها الإدارية و الفنية بتسيير من مجلس إداري يضم عناصر حكومية مختلفة. و صدر سنة 1934 ظهير آخر ينص على إدخال الوثائق و المستندات الحكومية إلى الخزانة العامة. و اقتنت المكتبة مخطوطات أخرى بلغت 1189 مخطوطا سنة 1953، و هي الحاملة للأرقام من 532 أبي 1720 د، فهرسها في جزأين عبد الله الرجراجي و علوش، نشرا كذلك ضمن مطبوعات نعهد الدراسات المغربية العليا سنة 1954-1958. ز بلغ ما اقتنته المكتبة في السنوات الثلاث التالية 1954-1957 ستمائة مخطوط حملت الأرقام من 1721 إلى 2321 د، و فهرسها كذلك محمد إبراهيم الكتاني في جزأين طبع اولهما بالرباط سنة 1973، و الثاني مهيأ لم ينشر بعد.
و في المكتبة العامة قسم يختص بتاريخ المغرب يدعى قسم البيبلوغرافية المغربية يضع كشفا عاما لكل ما يكتب عن المغرب من بحوث و مقالات، يسجل في جذاذات مزدوجة مرتبة حسب المواضيع و أسماء المؤلفين، و يجمع في فهرس خاص كان يطبع أولا على الراقنة ثم على المكررة بالفرنسية، كل مجاد لسنة، ابتداء من سنة 1929. و بعد الاستقلال أصبحت البيبلوغرافية الوطنية المغربية تطبع بالعربية و الفرنسية في شكل مجلة شهرية.
و قد تطور أمر المخطوطات و الوثائق بالمكتبة العامة بعد الاستقلال، فدخلتها آلاف مؤلفة منها، بعضها و هو القليل بالشراء، و أكثرها عن طريق إلهيات أو نقل مكتبات كبرى إليها، كمكتبات الشيخ عبد الحي الكتاني، و الباشا التهامي الجلاوي، و الصدر المقري، و وزير العدل محمد المحجوب.
و منذ سنة 1969 أسست جائزة الحسن الثاني السنوية للمخطوطات و الوثائق، فعرض منها في السنة الأولى 2000 مخطوط و وثيقة، و في السنة التالية 3000 و هكذا ف يتصاعد مستمر. و اكتشف بهذه الطريقة مخطوطات نادرة وثائق غريبة صورتها المكتبة العامة في أشرطة أو أخرجتها على الورق أو اقتنتها من أصحابها.
هذه الثروة الضخمة من المخطوطات، و من بينها عدد كثير من المخطوطات التاريخية، فهرست فهرسه تقريبية و جزئية، و كذلك الوثائق و المستندات الحكومية. و يوم يتم تنظيم كل هذه المدخرات ستصبح المكتبة العامة بالرباط اكبر معين يرده المتعطشون لتاريخ هذه البلاد.

2 – المكتبة العامة بتطوان:
كانت هذه المكتبة في النصف الأول من هذا القرن تقوم في المنطقة الشمالية أو الخلفية الخاضعة للحماية الأسبانية بالدور الذي تقوم به المكتبة العامة بالرباط. وتحتوي بدورها على عدد هام من المخطوطات و الوثائق، فهرست أولا فهرسة تقريبية. و طبع فهرس المؤلفين و عناوين الكتب المحفوظة في المكتبة العامة بتطوان للمرحوم احمد المكناسي عام 1952 في 602 صفحة، كما طبع جزأين من سلسلة وثائق لدراسة تاريخ المغرب، اختص اولهما بمراسات
السلطان مولاي الحسن الأول، و ثانيهما بمراسلة وزرائه. و لما تم الفهرس الجديد المحتوي على أزيد من عشرين ألف وثيقة أصدر الأستاذان المهدي الدلير و مدير المكتبة و محمد الغازي الرويفي رئيس قسم الوثائق بها سنة 1970 سلسلة جديدة بعنوان: فهرس الوثائق التاريخية اشتمل الجزء الأول منها على السنوات العشر الأولى من عصر السلطان مولاي الحسن الأول (1291-1300هـ/1874-1883). و نشير إلى انه كان يصدر بتطوان سنويا مجلة البيبلوغرافية المغربية، من وضع بعض المثقفين هناك.

3 – مكتبة القرويين بفاس:
أقدم المكتبات المغربية و اشهرها، احتوت على بقايا مخطوطات فريدة من العصر الوسيط، و رغم ما حل بها من نهب و اختلاس في المدة الأخيرة، خاصة أيام الحماية الفرنسية، فإنها ما زالت تحتفظ بمخطوطات تاريخية قيمة. و قد فهرسها الأول مرة المستشرق الفرنسي بيل فهرسة تقريبية بمساعدة بعض المغاربة المشتغلين بها آنذاك، و طبع هذا الفهرس بفاس سنة 1918. ثم فهرسها محافظها السابق المرحوم محمد العابد الفاسي فهرسة علمية مدققة، إلا أن هذا الفهرس لم يطبع بعد. و نشر محمد العابد الفاسي كذلك دراسة قيمة عنها و عن المكتبات المغربية عموما في كتيب بعنوان: الخزانة العلمية بالمغرب، اشتمل على ذكر بعض نفائس القرويين، و ذلك بمناسبة عيد جامعة القرويين عام 1380 هـ/1960 م.

4 – مكتبة ابن يوسف بمراكش:
هي ثانية المكتبات المغربية القديمة بعد القرويين، إلا أن يد الإهمال أصابتها فيما أصاب معالم مراكش حين تخلى عنها المرينيون كحضارة لدولتهم. و تضم هذه المكتبة اليوم بين جناباتها بقايا المخطوطات التي أوقفها الملوك السعديون على مساجد مراكش و مدارسها و أضرحتها، و عددا من مؤلفات علماء و مؤرخي عاصمة الجنوب و بخاصة في القرون الأربعة الأخيرة.
فهرس مخطوطات هذه المكتبة محافظا الأستاذ الصديق بن العربي فهرسة مدققة، و طبعها على الآلة المكررة.

5 – مكتبة الجامع الأعظم بمكناس:
يكفي للدلالة على أهمية هذه المكتبة احتوائها على بقايا مكتبة السلطان العظيم مولاي إسماعيل الذي بلغت عاصمة مكناس في عصره درجة عالية في الرقي و الحضارة، و تزاحم على بلاطه السفراء و العلماء من أوربا و غيرها من أقطار المعمور غير أن مخطوطات هذه المكتبة لم تفهرس بعد، و إنما وضعت قائمة تقريبية ببعض محتوياتها.

6 – مكتبة الجامع الأعظم بسلا:
هذه المكتبة العلمية عتيقة، يرجع تاريخ تأسيسها و المسجد الأعظم و المدارس المتصلة به إلى عصر الموحدين فالمرينيين، و رغم قلة المخطوطات الباقية بها فإنها تمتاز بما تحتوي عليه من مؤلفات علماء هذه المدينة القدماء و المحدثين.
و قد جددت بنايتها ادخل المسجد الأعظم في السنوات الأخيرة، و فتحت لعموم و لو أن فهرسة كتبها غير تامة.

7 – مكتبة الجامع الكبير بتازة:
يرجع عهد الكتب الوقفية بتازة إلى عصر السلطانيين المرينيين يوسف بن يعقوب و ابنه أبي الحسن، حيث بنيا هنالك المسجد الأعظم و المدرسة العليمة و شحنا خزانتهما بالكتب. ونظرا للاتصال العلمي الوثيق الذي كان قائما طوال القرون الماضية بين تازة و تلمسان، فان هذا المكتبة حوت في جملة ما احتوت عليه مخطوطات أصيلة تاريخية أو قريبة الصلة بالتاريخ لمؤلفين تازيين و تلمسانيين.

8 – مكتبة وزان:تتصل هذه المكتبة بضريح المؤسس الحقيقي لمدينة وزان مولاي عبد الله الشريف العلمي جد الشرفاء الوزانيين. و قد بدأت حركة الكتب في هذه المدينة مع الحركة الصوفية العلمية التي أحدثها هناك هذا الشيخ و آله و ابتاعه العلماء أواخر القرن الهجري الحادي عشر -17م.
و ما تمتاز به مكتبة وزان كتب المناقب التي تؤرخ للحركة الصوفية الشاذلية بالمغرب في العصر الحديث.

9 – مكتبة المعهد الإسلامي بترودانت:
مدينة ترودانت المتواضعة اليوم على ضفاف نهر سوس، كانت في القرنين العشر و الحادي عشر للهجرة/16 و 17 م العاصمة الأولى للسعديين قبل أن ينتقلوا إلى مراكش، و ثالثة الحواضر الكبرى بالمغرب. تعددت مساجدها و مدارسها و اكتضت بالمعلمين و المتعلمين، كما امتلأت خزائنها باعلاق الكتب. و قد عدت عوادي الزمن على معظم تلك الذخائر، و جمع ما بقي منها أخيرا في مكتبة المعهد الإسلامي. و يجد الباحث في تاريخ سوس بهذه المكتبة على قلة مخطوطاتها ما لا يجده ف يغريها من المكتبات.

10 – المكتبة الصبيحية بسلا:
من أغنى المكتبات الحديثة بالوثائق و المخطوطات التاريخية، أصلها مكتبة خاصة بباشا مدين سلا المرحوم الحاج محمد الصبيحي، و أوقفها قبيل وفاته على المستفيدين من الباحثين و الطلبة، و بنى لها ولده الأستاذ عبد الله الصبيحي بناية فاخرة و أعطاها كل وقته و تفكيره تنظيما و فهرسة و إنفاقا بغير حساب. و لما كان البيت الصبيحي من اعرق البيوتات السلوية نبلا و علما و جاها، فان المكتبة الصبيحية حوت كثيرا من المراسلات السياسية المتبادلة خلال القرنين التاسع عشر و العشرين بين حكومت المخزن و رجال هذه الأسرة أو بينهم و بين ممثلي الدول الأجنبية في نطاق المهام الإدارية المنوطة بهم. كما انفدرت هذه المكتبة بوثائق و مخطوطات أصيلة لعدد من الأسر السلوية النابهة في القرنين الأخيرين و حتى في القرون السابقة لهما. و قد خص المحافظ الأستاذ عبد الله الصبيحي وثائق كل أسرة بخزانة زجاجية عرض فيها وثائقها و مخطوطاتها. و بهذه الخزانات زينت قاعة المطالعة العليا بالمكتبة.
و في ميدان المكتبات العامة بالمغرب ظاهرة تثير الانتباه، ألا و هي مكتبات في البادية لا تقل أهمية عن مكتبات الحاضرة، سواء من حيث عد المخطوطات أو محتواها. و لعل ذلك راجع إلى الحركة الصوفية المصطبغة بالصبغة العليمة التي عمت مدن المغرب و قراه في القرون الماضية. و قد أصاب هذه المكتبات إبان الحماية الفرنسية نوع من الإهمال، و انتهت من بعضها مخطوطات قيمة، في حين توفق بعض المشرفين إلى التستر على مدخرات مكتباتهم و حججها عن أعين المطلعين. و كان الفضل في إحياء هذه المكتبات وتنظيمها بعد الاستقلال لوزارة الأوقاف و الخزانة العامة للكتب و الوثائق على يد الأستاذين محمد إبراهيم الكتاني و محمد المنوني.
و سنقتصر في هذا المجال على ذكر أربعة من كبريات هذه المكتبات الوقفية القروية:

أ – دار الكتب الناصرية بتمكروت:
تقع هذه المكتبة في أسفل وادي درعة بالصحراء جنوبي زكورة، أسسه الشيخ امحمد ابن ناصر الدرعي في منتصف القرن الهجري الحادي عشر/17 م. و أوقفها في آخر حياته على طلبة العلم المتكاثرين في زاويته. و قد أضاف أبناء الشيخ و حفدته إلى هذه المكتبة عددا من مؤلفاتهم و مقتنياتهم من المخطوطات في رحلاتهم بالمغرب و المشرق. و تضم اليوم زهاء 4200 مخطوط.
فهرس هذه المكتبة الأستاذ محمد المنوني فهرسة مدققة، و كتب عنها بحثا قيما بعنوان حضارة وادي درعة: و طبع هو و الفهرس على الآلة المكررة، و نشر تباعا في مجلة دعوة الحق.

ب – المكتبة العياشية أو الحمزاوية:موقع هذه المكتبة في جبل ايت عياش بالأطلس الكبير الجنوبي ميدلت. أسسها الرحالة الصوفي الشهير أبو سالم العياشي مؤلف الرحلة الحجازية ماء الموائد أواخر القرن الهجري الحادي عشر /17م. و شحنها بمؤلفاته، و ما نسخه أو استنسخه أو اشتراه في رحلاته العديدة الطويلة. و زاد هذه المكتبة إغناء ولده الصوفي العالم حمزة الذي تنسب إليه اليوم المكتبة و الزاوية.
فهرس هذه المكتبة أيضا الأستاذ محمد المنوني إلا أن الفهرس لم يطبع بعد.

ج – مكتبة تنغملت بتادلا:توجد مكتبة تنغملت في هضاب تادلا غير بعيدة عن الشلال الشهير أزود. و تحتضن عددا من مؤلفات علماء وسط المغرب في منطقة الدير و حدود الأطلس المتوسط. و يقال أن عددا غير قليل من مخطوطات مكتبة الزاوية الدلائية الشهيرة آلت إلى مكتبة تنغملت. و انصب شر المستعمرين على هذه المكتبة أكثر من غيرها فاختلسوا منها أشياء كثيرة جعلت سلطات المغرب تغضب و تحتج على الفرنسيين باعتبار أن مخطوطات المكتبة وقفية لا يجوز إخراجها من موضعها. و وضعت قائمة آنذاك بما بقي فيه امن مخطوطات ما تزال محفوظة حتى اليوم. و قد نقل بعض تلك المخطوطات إلى المكتبة العامة بالرباط.

د – مكتبة بزو:
تقع قرية بزو على الهضاب المشرفة على وادي العبيد بين مراكش و بني ملال، و مكتبتها كمدرستها قديمة تحتوي على مخطوطات كتب لا توجد ف يغريها. ألا أنها للأسف لم تفهرس بعد، و إنما يعثر فيها بين الفينة و الأخرى على بعض النوادر.
أما المكتبات الخاصة التي تحتوي على وثائق و مخطوطات تاريخية و غيرها فلا يكاد يأتي عليها الحصر، و هي في القرى و الجبال أكثر منها في الحواضر و المدن. و كنموذج لما تزخر به مكتبات الخواص في البادية المغربية، فنحيل من يريد التعرف على المكتبات الخاصة بإقليم سوس وحده على رحلة المرحوم محمد المختار السوسي خلال جزولة المطبوعة أجزاؤها الأربعة بالمطبعة المهدية بتطوان أوائل عهد الاستقلال، فقد سجل فيها عشرات المكتبات السوسية التي زارها، و تحدث عن آلاف المخطوطات والوثائق فيها، و وصف المئات من هذه المخطوطات التي قراها أو تصفحها. ذلك أن الفرنسيين نفوا محمد المختار السوسي أيام طغيان الحماية بمسقط رأسه سوس، فمكث هنالك نحو 10 سنوات...في قرى و مداشر سوس سهلا و جبالا، و اطلع على ذخائر المكتبات و مدخرات الأسر التي تضن عادة بالإطلاع الناس عليها، و سجل كل ذلك في كتابه القيم خلال جزولة.
و سنجتزئ هنا بذكر بعض المكتبات الخاصة الغنية، إذ لا مناص من الاكتفاء بأقل القليل في هذا المجال. منها:

1 – المكتبة الفاسية: للمرحوم محمد العابد الفاسي، من أغنى المكتبات بالمخطوطات عموما، و مخطوطات الأسر الفاسية التي توارثت العلم طول قرون خصوصا. و قد آلت إلى هذه المكتبة معظم مؤلفات و كنانيش العلماء الفاسيين بخطوط أصحابها، كمحمد العربي الفاسي، و عبد الرحمن عبد القادر الفاسي، و محمد المهدي الفاسي، و أبي حفص عمر الفاسي و غيرهم كثير.و رغم أن صاحب المكتبة كان محافظ مكتبة القرويين و واضع فهرسها، فان مكتبته الخاصة غير مفهرسة، و كم كان رحمه الله يلاقي من عنت في استخراج بعض الكتب التي نرغب في الإطلاع عليها.

2 – المكتبة الاحمدية بفاس: لعبد السلام ابن سودة مؤلف دليل مؤرخ المغرب الأقصى، الكتاب الذي لا غنى عنه لمن يريد البحث في ماضي بلادنا. و ليست ثروة هذه المكتبة في العدد العديد من المخطوطات التاريخية التي كونت المادة الأساسية لكتاب دليل المؤرخ و ذيله الذي لم يطبع بعد، و إنما تتجلى أهمية المكتبة الاحمدية أيضا فيما تحتوي عليه من وثائق كثيرة تتعلق بتاريخ مدينة فاس خاصة.

3 – المكتبة الناصرية بسلا لآل الشيخ احمد بن خالد الناصري مؤلف الاستقصا، ففيها مصادر هذا الكتاب القيم، و منها مخطوطات فريدة بخطوط مؤلفيها من مختلف قرون العصر الحديث. و أغنى هذه المكتبة ولدا مؤلف الاستقصا بتأليفها التاريخية باللغتين العربية و الفرنسية، و بما اقتنياه طولب نصف قرن من المخطوطات و الوثائق المتعلقة بتاريخ المغرب عموما و مدينة سلا خصوصا.

4 – مكتبة ابن غازي بالرباط، للأستاذ محمد المنوني العالم المنقطع للبحث و الكتابة
في تاريخ المغرب منذ نحو أربعين سنة و الذي لا ينقطع عن العمل على استكشاف و اقتناء كل ما له صلة قريبة أو بعيدة بتاريخ هذه البلاد من مخطوطات و وثائق.

5 – مكتبة الأستاذ إبراهيم الكتاني بالرباط، فيها من نفائس المخطوطات التاريخية أو القريبة من التاريخ الشيء الكثير، و هي بما تحتوي عليه من مؤلفات الأسرة الكتانية العالمة شبيهة بما في المكتبة الفاسية للعلماء الفاسيين، و من ضمنها مؤلفات والد المؤلف احمد بن جعفر الكتاني، و عددها 96 كتابا كلها بخط المؤلف.

6 – المكتبة الكنونية بطنجة:
هي مكتبة العالم المغربي الشهير عبد الله كنون مؤلف كتاب النبوغ المغربي، و فيها جميع مصادر هذا الكتاب الذي كان له دوى هائل في الشرق و الغرب. و اصل المكتبة للشيخ التهامي بن المدني كنون جد عبد الله كنون.
هذه نظرية عجلى على بعض ظروف تاريخ المغرب، أما المضمون و المحتوى فذلك ما سنقدم نماذج منه بعد بحول الله.
 
(1) انظر بحث محمد الفاسي عن الخزانة السلطانية و بعض نفاسها في مجلة البحث العلمي، أعداد 3-4-5-6-7 شتنبر 1964 ابريل 1966.