الإمام المهدي - محمد بن الحسن العسكري - حقيقة تاريخية ؟ أم فرضية فلسفية ؟
المؤلف أحمد الكاتب
الدار العربية للعلوم الناشرون
الطبعة الخامسة 1428 - 2007
هل الإمام المهدي " محمد بن الحسن العسكري " حقيقة تاريخية ؟ أم فرضية فلسفية ؟
هذا سؤال مهم جدا ينبغي طرحه اليوم من أجل التقدم في عملية بناء الأمة الإسلامية وتجديدها وتحريرها وتوحيدها .
ولكن ماهو الفرق ؟ سواءا كان المهدي حقيقة ...أم فرضية ؟ مولودا أم غير مولود ؟ وماذا يهمنا من الأمر في حياتنا المعاصرة ؟ إذا كان ظهور المهدي أمرا غيبيا مستقبليا ؟
ولكن من قال ذالك ؟ ومن قال إن موضوع المهدي "محمد بن الحسن العسكري" أمر تاريخي أو مستقبلي غيبي , وليس أمرا سياسيا فكريا معاصرا ؟
صحيح ..إن فكرة المهدوية بصورة عامة مسألة غيبية مستقبلية , وإن مسألة ولادة الإمام الثاني عشر " محمد بن الحسن العسكري" مسألة تاريخية قديمة , ولكن الإيمان بهذا الإمام مسألة حيوية معاصرة تدخا في عقيدة الشيعة الإمامية الأثني عشرية , وتشكل العمود الفقري لها , كما أنها شكلت وتشكل الأرضية الإيديولوجية لفكرهم السياسي القديم والمعاصر , ومن ثم فإنها تلعب دورا كبيرا في علاقاتهم الداخلية والخارجية مع الطوائف الإسلامية الأخرى , وتدخل في صميم الوحدة الإسلامية والعملية الديمقراطية .
إن فكرة المهدوية لا تختص بشعب دون آخر , ولا بأمة دون أخرى ..فقد عرفتها جميع شعوب الأرض حتى من غير المسلمين أو الموحدين , وذلك لأن كل شعب يتعرض للظلم والاضطهاد يحلم بغد أفضل وإمام عادل "مهدي" يملأ الأرض قسطا وعدلا بعد أن ملئت ظلما وجورا .ومن هنا فقد عرف المسلمون بمختلف طوائفهم وأحزابهم كثيرا من الأئمة المهديين وأدعياء المهدوية الذين قادوا الحركات الشعبية المطالبة بالعدالة , ونجح بعضهم في تحقيق أهدافهم في الوقت الذي فشل فيه اخرون .
من مقدمة الكتاب
تحميل الكتاب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق