المصادر المائية في
الاندلس .
يعد
الماء من اهم الموارد الطبيعية الذي لا يمكن الاستغناء عنه فهو سر الحياة وعصبها
ولا يمكن العيش من دونه ولا القيام باي نشاط من النشاطات البشرية من دونه وتتضح
أهمية الماء بالنسبة للكائنات الحية كافة من( انسان وحيوان ونبات ) بقوله تعالى )وَجَعَلْنَا
مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيّ( ([1]).
فضلاً
عن ذلك ان الماء احد العوامل التي تعتمد عليها الارض للارواء ([2]).
ومن ذلك قوله تعالى )هُوَ
الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ
فِيهِ تُسِيمُونَ% يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ
وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأعْنَبَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَتِ إِنَّ فِي
ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ( ([3]).
ومثلما الطعام هو غذاء الانسان فان الماء
هو غذاء النبات حيث ان البذور لا تنبت الا به ولا يكبر النبات الا به مع الاخذ
بنظر الاعتبار حاجة كل نبات الى الماء فقسم يحتاج الى ماء كثير وقسم اخر من النبات
لا يحتاج لماء كثير([4])،وتقسم
الموارد المائية على اربعة اصناف فقد ذكر ابن بصال ان المياه التي تغذي النبات
ويصلح بها اربعة اصناف هي ماء المطر وماء الانهار وماء الابار وماء العيون ([5])،"
وقد خص الله بلاد الاندلس بطيب الماء" ([6])،
"ودرور المياه ، وغدق السقيا ، وكثرة الريع ،ولذاذة الاقوات" ([7])،
وهي ابرك بقاع الارض ومن بركتها انه لا يمشي الانسان فيها فرسخين دون ماء ([8]).
ومن هذه الموارد :
1- الامطـــار :
تعد الامطار
من اصلح انواع المياه في الزراعة وفي نمو النباتات حيث ان ماء المطر لا يترك اثراً
للاملاح في التربة وان فيه من الاعتدال والرطوبة حيث تتقبله الارض قبولاً حسناً
ويغوص في داخل الارض جميعه ولا يترك اثراً عليها من ملوحة ([9])،
وهو اخفها وزناً ورقة واوفقها للناس والحيوان والنبات ([10])
.
ويتكون المطر عندما تشرق الشمس وتسقط
اشعتها على الارض والهواء فانها تكسبها حرارة ودفء حتى يتحول الهواء الدافئ الى
بخار خفيف يتصاعد الى السماء عندها يصطدم هذا الهواء الدافئ بالهواء البارد في
السماء فيؤثر عليها فيبرد هناك ويجتمع ويتغلظ ويتراكم حتى يتحول الى غيوم وسحاب
وضباب تحمله الرياح بعدها الى رؤوس الجبال ووجوه البراري والقرى فينزل المطر هناك ([11]).فللرياح اهمية كبيرة في
اثارة السحب ونقلها الى المناطق المحتاجة للسقي واكبر دليل على ذلك قوله تعالى )وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ
الرِّيَحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً
ثِقَالاً سُقْنَهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا
بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ
تَذَكَّرُونَ(
([12]). وتبين هذه الاية قدرة الله
المتحكمة بالرياح المبشرة بالمطر كونها تحمل السحاب الثقال من كثرة ما فيها من ماء
فتكون ثقيلة قريبة من الارض فيسوقها الله لبلد ميت ( أي ارض ميتة) لا نبات فيها
فتحيا هذه الارض كما تحيا الاجساد بعد صيرورتها يوم القيامة ([13]).
توزيع الامطار في
الاندلس :
يختلف
توزيع الامطار في الاندلس اختلافا كبيراً وذلك بحكم موقعها بين المحيط الاطلسي
والبحر المتوسط كما ذكرنا سابقاً وتعتمد مدن الاندلس واقاليمها على الامطار واخرى
على الانهار ([14])،
ويمكننا التمييز بين الاندلس الجافة و الاندلس المطيرة ، حيث تشمل المطيرة ابتداءً
من الشعبة الغربية لجبال البرانس ، اقليم الباسك والساحل الكنتبري والبرتغال
الحديثة ([15])،
وذلك بسبب هبوب الرياح الغربية الرطبة بفعل تأثير المحيط الاطلسي وتيار كناري
البارد فتسقط الامطار بكثرة ([16])،
حيث يتراوح سقوطها ما بين ثلاثين و خمسين بوصة موزعة طول ايام السنة ([17])،
اما حوض نهر الابرو فيتميز بقلة الامطار وذلك لان جبال البرتات تكون حاجزاً
مناخياً فاصلاً يمنع من سقوط الامطار فيها
بكثرة على عكس الجانب الفرنسي الذي يتمتع بامطار
غزيرة طول العام ([18])،
اما الاندلس
الجافة التي تشغل ما يقرب ثلثي شبه الجزيرة ([19])،
والتي تتمثل بالمناطق الجنوبية والجنوبية الشرقية والوسطى من الاندلس فتقل فيها
الامطار بفعل الرياح الجافة التي تهب عليها من البحر المتوسط الا انها تصيبها بمطر
صيفي خاصة في المناطق الشرقية حيث تقل نسبة جفاف هذه الرياح عند مرورها على مياه
البحر المتوسط ([20])،
حيث يتراوح سقوط المطر بين متوسط سنوي قدره ثلاث وعشرون بوصة وبين معدل يقل عن خمس
عشرة بوصة ([21]).
اما الفاصل بين منطقتي الامطار الغربية والشرقية هي المنطقة القليلة المطر هضبة (
استرامادورا ) ([22]) او
ما تسمى بـ ( المفازة ) بمعنى الهضبة ([23])،
وذلك لان هذه الهضبة تحول دون وصول الرياح الغربية المطيرة من المحيط الاطلسي
اليها بسبب وجود الضغط العالي على الهضبة ([24]).
وبشكل عام فان الامطار في الاندلس في النصف الشمالي اكثر من النصف الجنوبي رغم
كثرة الامطار في الجهات الشمالية الا انها لا تصلح كثيراً للزراعة لوعورتها على
عكس الجهات الجنوبية التي تصلح كثيراً للزراعة المعتمدة على مياه الانهار .
اما عن مواسم سقوط
الامطار في الاندلس : فتسقط الامطار عادة
ابتداءً من النصف الثاني من ايلول ويستمر موسم سقوطها حتى آيار وان خير الامطار
واغزرها تلك التي تسقط في اوائل تشرين الثاني حيث ابتداء فصل الشتاء في الاندلس
وهناك مناطق يستمر سقوط الامطار فيها الى مرحلة طويلة في الصيف مثلا بلاد جليقية
واشتوريش ([25])،
كما ان امطار شهر نيسان تعد خيراً على الفلاحين حيث يعتمد عليها الفلاحون في سقي
محاصيل الاندلس ([26])،
اما عن تساقط الثلوج في الاندلس فيكثر سقوطها في الاقسام الشمالية في فصل الشتاء
وهي بذلك تعد مصدراً من مصادر المياه فضلاً عن
الامطار ([27]).
ومع ذلك فان بلاد الاندلس تتميز بعدم انتظام سقوط الامطار ولذا نجد ان السقي من الانهار او
العيون هو اضمن للزراعة حيث دعت الحاجة على ضرورة وضع نظام جيد للري يضمن حصول
جميع المحاصيل الزراعية على مقدار كافٍ من الماء وبذلك تزداد المحاصيل الزراعية
وتلبي احتياجات السكان منها ([28]).
ب – الانهــار .
ان تكوين بلاد
الاندلس الطبيعي ومناخها وطبيعة تربتها التي لا ينفذ الماء فيها وعدم انتظام موارد
انهارها جعل انهارها تتميز بالجفاف الدائم في فصل الصيف وقد تميزت هذه الانهار
بخصائص وديان شمال افريقيا فهي تكون جافة كل الجفاف وفجأة نجدها غزيرة نتيجة
لامطار غزيرة لهذا لم يكن لها صفة دائمة ([29])،
والنهر هو مجرى الماء الفائض وجمعه انهار ([30])،واصل
الانهار هي سيول الامطار التي تتحول الى مياه جارية أي انهار ، ومناطق الانهار
تكون عامرة بالناس ، فيها مزارع وقرى ومدن وممالك تشجع مياهها العذبة على قيام
الزراعة فيها ([31]).
كما ان الانهار تتكون بفعل الامطار التي تغوص مياهها في المغارات والاودية أي باطن
الارض فتصبح مخزونة فتجد المنافذ الضيقة التي تخرج منها فتكون كالعيون التي تجري
منها الجداول وتتجمع مع بعضها فتصير انهاراً تجري بين المدن والقرى فتسقي الزروع
والاشجار(4) ، والاندلس متميزة بانهارها
الكثيرة حيث يشقها اربعون نهراً كباراً ([32])(5)، وتتميز هذه الانهار بالغزارة
والجريان والعذوبة وهي تسقي الشجر والثمر كمصدر من مصادر المياه (6).
-
اهم الانهار في الاندلس :
انهار الاندلس عديدة بعضها يجري الى الشرق ويصب
في البحر المتوسط و الاخر
يجري الى الغرب ويصب في المحيط الاطلسي وكلها تقريباً تنبع من جبال وسط الاندلس (7).
ومنها :
1- نهر الوادي الكبير:
وهو اعظم انهار
الاندلس اذ جل الاودية تصب فيه وتجتمع فيه (8).
وسمي هذا الوادي باسماء عديدة فسمي
بـ (نهر الوادي الكبير) في مدة حكم بني امية وكان اسمه
مـــــدة حكــــم
الــــــروم توفيـــــر ([34])،
وبيطــــي ([35])، والنهر الاعظم ([36])،
ونهر اشبيلية ([37])،
ونهر قرطبة ([38]).
وجاءت تسميته بنهر قرطبة تشريفا لمكانة قرطبة وهي دار ملك الاندلس واكبر مدنها ([39]).
وجاء الاختلاف في اسمائه هنا لان العرب كانوا ينسبون النهر الى المنطقة التي مر
النهر بحوزتها واقليمها ، على الرغم من اسمائها الجغرافية وحتى مجاري الانهار
الطويلة كانت تسمى بكل قسم يمر النهر بها كنهرنا هذا الذي يمر بقرطبة فسمي بنهر
قرطبة ثم باشبيلية فسموه بنهر اشبيلية ثم مربجيان ([40])
فسموه بنهر جيان وهكذا بالنسبة لبقية الانهار ([41])
، ومنبع هذا النهر من جبل شقورة ([42])،
حيث يخرج من عين هناك فتكون منبعه([43])،
واثناء جريانه يمر على قرطبة ثم يمر على اشبيلية ([44])،
ويصب اخيراً في البحر المحيط عند مكان يعرف ( ببر المائدة) وتكون جزيرة قادس على يسار
مصبه ([45]).
ويبلغ طول هذا النهر ثلاث مئة ميل وعشرة اميال ([46]).
ويتميز هذا النهر بتعاقب ظاهرة المد والجزر فيه كل يوم وليلة وكلما
زاد
القمر نوراً ازداد المد فيه([47]).
ويصعد المد في هذا الشهر اثنين وسبعين ميلاً ثم ينحسر ([48]).
واثرت هذه الظاهرة على ماء النهر فلم تجعله يملح ابداً بل بقى محافظاً على عذوبته ([49]).
ويصف ظاهرة المد وارتفاعها في هذا النهر احد الشعراء قائلاً :
شَقَّ النسَيمُ
عليه جيبَ قَميصه
فتضاحكَتَ ورقُ الحمام بدوحها |
|
فانسابَ منْ شَطيهِ
يطلبُ ثارَهُ
هزءاً فضم من الحياءِ آزارَهُ([50]) |
ويتميز
هذا النهر بكثرة روافده التي تزيد في حجمه حيث يصب فيه اثنان وعشرون رافداً اهمها شنيل او سنجل ([51])،
او فلوم ([52])،
الذي ينبع من سيرانيفادا ([53])، التي تغذيه في الصيف ذوبان الثلوج منها ([54])
، ويخترق هذا الرافد غرناطة فيشقها الى نصفين ([55])،
ويستمر في جريانه حتى تتصل به العديد من الاودية وفضول السقي ويستمر بالاتساع الى
ان يمر باشبيلية حتى صار عظيماً في اتساعه ([56])،
ويوجد في هذا النهر الذهب الاحمر ([57])،
وتعتمد غرناطة في سقيها على هذا النهر ([58])
الذي يبلـغ طولـه
(211كم)
([59])،
اما الرافد الاخر فهو حدرة الذي ينبع من جبل بناحية وادي آش ([60])
فيستمر بالجريان بين البساتين والمزارع الى ان يصل الى غرناطة فيدخلها ويشق
المدينة الى نصفين ([61])،
وهناك رافدٌ اخر هو آش الذي ينحدر من جبل شلير ([62])،
ويتميز هذا النهر بكثرة الجنان والبساتين وانواع الزراعة في المناطق التي يمـر
عليهـا وقـد وصفته الشاعرة حمدة الاندلسية([63])
قائلة :
أباحَ الدمع أسراري
بوادٍ
فمن نهرٍ يطوفُ بكلِّ روضٍ |
|
له في الحنينِ
آثارٌ بوادي
ومن روضٍ يطوفُ بكلِّ وادي([64]) |
ورافدٌ اخر يسمى بـ ( السوس ) الذي تقع عليه
مدينة استجه ([65]) فضلاً عن الوادي
الاحمر الذي اطلق عليه هذا الاسم نسبة الى احمرار لونه بسبب احمرار مائه ([66]).
وتقع
على هذا النهر البساتين واراضٍ خصبة استخدمت للزراعة والرعي ([67])،
فضلاً عن وقوع القرى عليها لتشكل منظراً بالغاً في الوصف ([68])،
وتكثر على جانبي هذا النهر زراعة الزيتون ومختلف انواع الثمر والشجر ([69])،
كما تنجح به زراعة الكروم بمختلف انواعها ([70]).
2-
نهـر
ابـرو :
وهو النهر المنبعث من
جبل البشكنس ويصب في البحر المتوسط بساحل مدينة طرطوشه([71])، ومخرج هذا النهر من
عين يقال لها فونت ايبرهي([72])، وتعتمد سرقسطة ([73]) على
هذا النهر بالارواء([74])،حيث
يخترق هذا النهر سرقسطة ويتميز هذا النهر بان مجراه ليس عريضا الا انه مهمٌ في
احياء المناطق التي يمر بها([75])، واثناء مجراه تتصل به العديد من الروافد او
الانهر الصغيرة منها نهر جلق([76]) وهو شرق مدينة سرقسطة
ويسقي جنات الربض هناك منه([77])
، ومخرج نهر جلق من جبال السرطانيين بعدها يخرج الى ناحية وشقة([78])،
تقع على نهر سمي باسمها يشق مدنهـا
ويجري
فيها ومنه استخدمت مياهه في سقي البساتين واقامة الحمامات([79])،
ويروي الجزء الاعلى من نهر جلق من
الصخيرة الى قنطرة سرقسطة عشرون ميلاً([80])،
وهناك رافـدٌ اخـر هـو نهـر شلـون([81])،
الـذي تقـع عنـده مدينـة سالـم ([82])ومدينـة قلعة ايوب ([83])،
ويسقي مدينة روطة ([84])حيث
يدخل سهلاً وعراً ليسقي اراضي لا يحصى عددها ، وهناك نهر اخر يعرف بـ ( بلطش ) وهو
آخذ من الغرب الى الشرق ويسقي المدن التي يمر عليها حيث تحيطه الجنات المختلفة
الزروع ، ونهر اخر يدعى ( فنتش ) وهو اخذ من الغرب الى الشرق ويستخدم ما يفيض من
مائه في سقي الجنات والثمرات التي تحيط به ([85])
، ونهر اخر تقع عليه مدينة لاردة ([86])،
على شرقي سرقسطة ([87])،وهو
نهر سنبورة ([88])
، وهناك ايضا نهر شقر مخرجه من مدينة
افراغة ([89])
على نهر الزيتون أي نهر ابرة ([90])،
وقيل ان نهر ابرة يسمى بنهر الزيتون رغم انه لم يكن مشهوراً باشجار الزيتون وانما
اشتهر بحقول القمح والكروم ([91]).
واخيراً بعد ان اكمل
هذا النهر جريانه بروافده يصبح نهراً رئيسياً وحيداً يجري باتجاه شرقي نحو البحر
المتوسط على عكس بقية الانهار التي تصب في المحيط الاطلسي ([92])،
ويبلغ طوله مائتا ميل واربعة اميال ([93]).
3-
نهر يانة او نهر آنة .
مخرجه
بشرقي الاندلس ومصبه في البحر المحيط باكشبونه ([94])،
ويبلغ طول هذا النهر ثلاث مئة ميل وعشرون ميلاً ([95]).
ويتميز هذا النهر بانه يجري في موضع ويغيب في موضع اخر حيث انه من مخرجه يجري
مسافة ثم يغيب فيخرج بالقرب من قلعة رباح ([96])،
ويستمر هذا النهر في جريانه الى ان يصل مدينة وبذة ([97])
حيث يجري بعدها بعدد كثير من القرى و
يعتمد اهلها على مياهه في السقاية ([98])،
ليغيب ويخرج تارة اخرى وهكذا مراراً وتكراراً في مواضع شتى الى ان يغيب بين ماردة([99])
وبطليوس([100]) ليبدو أخيراً ويصب في البحر المحيط ([101])، ومن تفرعات هذا النهر مناطق تعتمد على مياهه في الشرب والزراعة ([102])، وجاء وصف أحد الشعراء فيه :
وبطليوس([100]) ليبدو أخيراً ويصب في البحر المحيط ([101])، ومن تفرعات هذا النهر مناطق تعتمد على مياهه في الشرب والزراعة ([102])، وجاء وصف أحد الشعراء فيه :
بطليوسَ لا انساكَ
ما أتصل البعدُ
ولله دوحاتٌ تحفكَ بينها |
|
ولله غورٌ من
جنابكَ او نجدٌ
تفجرُ واديها كما شقَّ البردُ([103]) |
ويتميز
هذا النهر بحدوث ظاهرة المد حيث يصعد المد فيه نحو ستين ميلاً ([104]).
4
– نهـر تاجـة :
مخرج
هذا النهر من بلاد الجلالقة والوشكند ([105])
، ومصبه
في البحر المحيط ([106])،
عند مدينة اشبونة ([107])،
ويوصف هذا النهر بانه من انهار العالم ويقارب في الكبر نهر دجلة ([108])،
ويمر هذا النهر على مدينة طليطلة ([109])ويسمى
هذا النهر باسمها ([110])،
لينحدر الى سهل كبير ليكون كنيل مصر([111])،
وعند مروره بها يشقها الى نصفين ([112])،
وتعتمد عليه في سقايتها ([113])،
ويمر هذا النهر على مدينة شنترين ([114]) حتى ان النهر يسمـى
باسمهـا واحيانا باسم باجة ([115])،
واثناء مروره على مدينة شنترين يحيط بها بشكل مستدير([116])،
ويعد نهر طليطلة الذي حددناه اكبر انهار الاندلس طولاً باجماع اهل طليطلة ([117])،
حيث يبلغ طوله ستة مئة ميل وعشرة اميال ([118])
، وهناك رأي اخر ان طوله يبلغ ستة مئة ميل وعشرون ميلاً ([119]).
5-
نهــر دويـرة .
مخرجه من جبال البربونة
ومصبه في البحر المحيط بجليقية في مدينة برتقال ( برتغال ) ([120]) ، ويبلغ
طول هذا النهر من مجراه الى مصبه خمسة مئة ميل وثمانون ميلاً ([121]).
6 – نهـر منهـو .
يخرج هذا النهر من جبال
كانتبرية ويستمر في جريانه في الاتجاه الجنوب الغربي الى ان يصب اخيراً في البحر
المحيط ويكون طوله ثلاث مئة ميل وعشرون ميلاً ([122]). وهو من
الانهر الصغيرة .
7 – نهـر مرسيـة .
يعد هذا النهر قسيم نهر
اشبيلية حيث يخرج من جبال شقورة من عين هناك ويستمر في جريانه مشرقاً الى ان يصب
في البحر المتوسط عند مدينة مرسية ([123])، ويعتمد
عليه في سقي المناطق التـي يمـر عليهـا ([124])، وسمـي
هـذا النهـر بنهر شقورة ايضا ([125])،ويشق نهر
مرسية مدينة مرسية من الوسط حيث تقع ضفتيها على هذا النهر([126]).
8 – نهـر بربـاط .
يقع هذا النهر في شذونة
([127]). ويعد هذا
النهر مهماً لاهل الاندلس فقد اعتمدوا
عليه سنة 136هـ في السقي والشرب فسميت هذه السنة بسنة برباط ([128]).
فضلاً عما ذكرناه من
انهار فلقد انتشرت انهار صغيرة في شتى مدن الاندلس ففي مدينة ابليش شرقي مالقة لها
نهر وصف بانه من احسن الانهار ([129]) ، وفي
مدينة بلنسية
نهر طورية تعتمد عليه في السقي ([130]) ، ونهر بمبلونة ([131]) ومخرجه من جبـال البـة ومصبه في البحر المحيط بجليقية طوله ثلاثه مئة ميل ([132])، ولقد اعتمد على هذه الانهار في الري باقامة الترع والقنوات على الانهار وروافدهما المتفرعة في العديد من مناطق الاندلس مما جعلها منطقة صالحة للزراعة ([133]).
نهر طورية تعتمد عليه في السقي ([130]) ، ونهر بمبلونة ([131]) ومخرجه من جبـال البـة ومصبه في البحر المحيط بجليقية طوله ثلاثه مئة ميل ([132])، ولقد اعتمد على هذه الانهار في الري باقامة الترع والقنوات على الانهار وروافدهما المتفرعة في العديد من مناطق الاندلس مما جعلها منطقة صالحة للزراعة ([133]).
(4) م . ن ، مج 2 ، ص72 .
(6)ابن حوقل ،
احمد بن علي ابو القاسم النصيبي ، صورة الارض ، ط2 ، منشورات دار مكتبة الحياة ،
بيروت – لا . ت ، ص104 ؛
جواد ، ناجي ، رحلة الى الاندلس ، ط1 ، دار الاندلس للطباعة والنشر ، بيروت – 1969 ، ص21 .
([38]) الدمشقي
،نخبة الدهر، ص246،مؤلف مجهول ،ذكر بلاد الاندلس ،ص11، وقرطبة : وهي مدينة عظيمة
ازلية من بنيان الاوائل وقاعدة الاندلس وقطبها وقطرها ومستقر حكم بني امية في
الاندلس وتقع وسط البلاد الاندلسية على ضفة النهر الاعظم دورها اربعة عشر ميلاً
وعرضها ميلان . مؤلف مجهول ، قطعة من كتاب
الجغرافية ، مخطوطة محفوظة في دار المخطوطات العراقية ، بغداد ، تحت رقم ( 2181 ) ورقة
رقم 303 ؛ مؤلف مجهول ، ذكر بلاد لاندلس ، ص30
.
([63])
حمدة الاندلسية : حمدة بنت زياد المُكتَّب من ساكني وادي اش ، شاعرة نبيلة ، كاتبة
، من اهل الجمال والمال والمعارف والصوت ، وحب الادب حملها على مخالطة اهله مع صيانة
مشهورة ونزاهة موثوق بها، ولقبت بخنساء المغرب . ابن سعيد المغربي ، المغرب في حلى
المغرب، ج2، ص145 ؛ ابن الخطيب ، لسان الدين محمد بن عبد الله التلمساني ، الاحاطة
في اخبار غرناطة ، تحقيق : محمد عبد الله عنان ، مج1 ، ط2، مكتبة الخانجي ،
القاهرة – 1973 ، ص489 .
([115]) مؤلف
مجهول ، كتاب عجائب البلدان والجبال والاحجار وغير ذلك وفيه تاريخ مصر وذكر ملوكها ،
مخطوطة محفوظة في دار المخطوطات
العراقية ، بغداد ،تحت رقم (39837)
، ورقة رقم (38) ؛ البغدادي ، مراصد الاطلاع ، مج1 ، ص815 ، وباجة : تقع في غرب الاندلس
بينها وبين قرطبة مائة فرسخ وهي من اقدم مدن الاندلس . الحميري ، الروض المعطار ،
ص75 .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق