تاريخ الرق
خالد غاوش
خالد غاوش
تعريف الرق:
أ. لغة:
الرق
في اللغة: الرِق بالكسر هو "الملك والعبودية"([1])
، ورِق صار في رِق واسترقه فهو مرقوق ومُرق ورقيق وجمع الرقيق ارقاء([2])
، والرقيق من الالفاظ التي تقال للواحد وللجمع فالعبد رقيق والعبيد رقيق ايضاً.
وفي
تعريف آخر: "انه الانسان حراً كان ام عبداً ذهب الى استحقاق الله تعالى
والمعروف انه العبد المملوك"([3])
، وقد دلت جميع التعاريف التي تناولت الرق على انه يمثل الخضوع والطاعة.
ب. عرفاً:
الاسترقاق
عرفاً: الاسترقاق ادخاله في حالة الرق وهي حالة تملكه وصيرورته عبداً بسبب من
اسباب الاسترقاق وهي مختلفة بحسب القوانين والامم والديانات([4])
، وبذلك يحرم الانسان من حريته بجعله ملكاً لغيره([5])
، مما يحوله الى مايشبه المتاع الخاص بسيده([6])
، وايغالاً في الانتقاص من كرامته كان من حق سيده ان يبيعه او يؤجره لمن يشاء([7])
.
وتم
تناوله من مركز قانوني او واقعي دائم او مؤقت يمكن بمقتضاه ان يباشر فرد على فرد
آخر او ان تباشر جماعة على جماعة او فرد على كل او بعض سلطات حق الملكية([8])
، ويتم تجريد الفرد تجريداً كاملا من حريته المدنية فلا يجوز له اجراء أي عقد
ولاتحمل أي التزام وينزع عنه اهلية التملك ويجعله هو نفسه مملوكاً لغيره([9])
.
والرق
في اصطلاح الفقهاء عبارة عن عجز حكمي([10])
، شرع في الاصل جزاء عن الكفر([11])
، ولذلك كان من قواعده ان المسلم المولود من ابوين حرين لايجوز استرقاقه بحال من
الاحوال وقصر الاسترقاق على من كانوا حرباً على الاسلام بشروط معينة([12])
.
الرق عند الامم السابقة
للإسلام
قبل الخوض في
موضوع الرق في الاسلام لابد لنا ان نتوقف قليلاً على ما كان عليه قبل الاسلام عند
الامم المختلفة التي كان لها علاقات وصلات مع العرب وما كانت تحمله في مفهومها حول
الرق ، بعد التطور الحاصل في حياة الانسان وطريقة معيشته وكثرة احتياجاته وتشعبها
اخذت نظرة الانسان لأخيه الانسان تتغير وتتبدل باتجاه البحث عما يخلصه من عناء
العمل ومكابدته له ، وبذلك نرى ان القوي قد الزم الضعيف الاشتغال له ومن ذلك نشأ
الاسترقاق([13])
، وقد عد ذلك تقدماً عظيماً في العلاقات الاجتماعية والانسانية حين اقلع الانسان
عن قتل اخيه الانسان او اكله كما كان يفعل في السابق واكتفى من اعدائه باسترقاقهم([14])
.
وان كان ذلك النمط من العيش في ادنى
مراتب الحياة الا انه اهون وافضل من القتل الذي كان متبعاً في السابق وبشكل وحشي
وكانت الحروب التي يشتعل فتيلها لأتفه الاسباب والاطماع والاحقاد التي تجيش في صدر الانسان هي العمل الحاسم في بادئ الامر في نشأة الرق([15]).
وبعد ان اصبح للرقيق دورهم
الحيوي في تسيير امور اسيادهم والقيام بالاعمال المناطة بهم واستنزاف طاقاتهم
وجهودهم في كل المجالات ، بحيث اصبح السيد يعيش في راحة وبحبوحة ويترك العبد يكفيه
مايوفر له تلك الراحة والانصراف الى اللهو والمجون وظهرت الحاجة الى المزيد من
الرقيق لتوفير المزيد من الراحة والمتعة وبذلك اصبح الحصول على الرقيق الجدد
عاملاً في شن الحروب([16])
ونتيجة لذلك نرى ان الشعوب القديمة قد مارست الرق وانتهجته بشكل ملفت للنظر وعدته
امراً مشروعاً ومقبولا نظراً للأعداد الكبيرة التي كانت تزخر بها قصورهم ومعابدهم
الضخمة ، ولذلك لم تكن الحروب مصدراً كافياً للحصول على الرقيق بعد ازدياد الحاجة
اليه مما دفع الى ظهور مصادر جديدة للرق ومنها الرقيق المجلوب بالخطف او الشراء
بحيث تتألف عصابات في البر والبحر كانت تغير
على القوافل او المراكب التي تحمل المسافرين ، او تغير على جماعات آمنة فتأسر الرجال وتسبي النساء والاطفال وتسوقهم الى مدن بعيدة يباعون فيها ويصبحون ارقاء بعد ان كانوا احراراً ([17]) .
على القوافل او المراكب التي تحمل المسافرين ، او تغير على جماعات آمنة فتأسر الرجال وتسبي النساء والاطفال وتسوقهم الى مدن بعيدة يباعون فيها ويصبحون ارقاء بعد ان كانوا احراراً ([17]) .
الرق في العراق القديم
لقد
كان الرقيق في العراق القديم ينقسم الى ثلاثة اقسام: رقيق القصر ، رقيق المعبد
ورقيق الملكية الخاصة([18])
، وكانت الحروب الدائرة آنذاك هي المصدر الرئيس للرقيق([19])
،
وبعد
ازدياد الحاجة لأعمال الرقيق التجأ التجار الى استيراد الرقيق بعده جزءاً متمماً
لنشاطاتهم التجارية([20])
، وكانت استدانة الاموال وعدم الوفاء بالتسديد عند الاستحقاق يدفعان الرجل
المستدين الى بيع زوجته او اطفاله او يعطيهم رهينة عند المقرض ، وقد اهتمت
القوانين آنذاك بخطورة الموقف وتناولته بشكل لم يسبق له مثيل إذ أعادت الامل
لأولئك المقهورين وذلك بأن شرعت برد حريتهم في كلا الحالتين – بيعهم او ارتهانهم – بعد ثلاث سنوات من الخدمة في بيت المقرض او
ممن اشتراهم([21])
، بينما نرى انه قد وجد من يرتضي العبودية والرق طواعية في البيوتات الثرية
والنبيلة والاكثرية منهم من الغرباء الذين اغلقت في وجوههم فرص الحصول على العمل
الحر([22])
، وكانت العبودية تنزل في بعض الاحيان عقوبة ببعض الاشخاص الخارجين على الاعراف
والتقاليد الاجتماعية ذات العلاقة بالروابط الاسرية والمخالفات ذات المساس بمصالح
الافراد – كحالة الابناء الذين ينكرون آباءهم – والزوجة التي تلوث سمعة زوجها والجرائم
العامة كإتلاف حقول الاخرين وجريمة القتل والسرقة([23])
، وبدخول الفرد في العبودية عند شخص معين يصبح جزءاً من ممتلكاته يتصرف به مالكه
مثل بقية الاشياء المحازة لديه مع مراعاة بعض الجوانب الانسانية فيما يخص العبد
ومن حق سيده ان يبيعه او يرهنه او يتنازل عنه مقابل ديون ويهديه لمن يشاء ويعده جزءاً
من التركة بعد موت سيده حيث يتم تقاسمه مع الثروات الاخرى([24])
، لقد كان يوضع في عنق الرقيق لوح طيني صغير مكتوب فيه اسمه واسم مالكه ايضاً وهو
بمثابة قرص هوية([25])
، ولكن على الرغم من تلك العبودية الكاملة لأسيادهم كانوا قادرين على القيام
بالاعمال التجارية وان يمتلكوا ارقاء على حسابهم الخاص وان يوفروا لهم النقود ،
وهذا المظهر الفريد كان حصراً آنذاك على البابليين والاشوريين([26])
.
استخدم
رقيق السلطة لتنفيذ المشروعات المختلفة بوصفهم عمالاً للبناء وتطهير القنوات وفي
خدمة المعابد والباقي يباع في الاسواق([27])
، اما بالنسبة لرقيق الملكية الخاصة فقد عمل في المزارع الخاصة بهم([28])
، بالاضافة الى الاعمال الحرفية الاخرى كنجار وحداد وصناعة اغطية الرأس وأعمال
الحدائق([29])
، وبالتسبة للإماء فقد شكلن طاقة لابأس بها بالعمل الصناعي كطحن الحبوب واستخلاص
الزيت والاعمال النسيجية([30])
، كان ثراء الإمبراطوريات البابلية والاشورية يعتمد اعتماداً كبيراً على وضع الرق حيث كان الانتاج – بسبب عدم وجود الالات – يعتمد اعتماداً كليا على العمل اليدوي
ولايمكن زيادته الا بزيادة في القوى العاملة التي كانت تجد ضالتها في الرقيق([31])
.
لقد
سمح للعبد ان ينشئ اسرته عن طريق رابطة الزواج([32])
، حيث كان زواج العبد بأمة امراً مألوفاً وزواجه من حرة ممكن وذلك عن طريق شراء
عروس له من قبل سيده([33])
، ولم تغفل شريعة حمورابي الرقيق بل عدت الأمة واولادها من سيدها يحصلون على العتق
بعد موت السيد بدون قيد او شرط([34])
، ويؤخذ تعهد من ابناء الزوجة الاولى بعدم المطالبة بعبوديتهم حيث كان عاملا في
تلطيف جو العبودية وبالتالي زيادة عدد المعتقين من الاماء([35])،
وكان عتق الرقيق يعني من الناحية المبدئية تخليصه من مظاهر العبودية أي انهاء
علاقته بسيده وحصوله على حقوق الافراد الاحرار([36])
، وبذلك نرى ان الرقيق في العراق القديم كان اوفر حظاً بالنسبة لباقي الرقيق في
الاقاليم المجاورة لهم وفي الحضارات التي تلتهم.
الرق لدى المصريين القدماء
لقد
تعددت وتشعبت استخدامات الرقيق بشكل كبير وملحوظ لدى الاقوام التي سبقت الاسلام
كالمصريين القدماء حيث كانوا يستخدمون الارقاء ويعدونهم كالآلة التي تعمل على
تلبية احتياجاتهم وتوفير سبل الراحة لهم من دون كلل او ملل وكانوا يقسمونهم الى
ارقاء عمل وكانت تلقى على كاهلهم وعاتقهم مهمة القيام بالاعمال الشاقة ولذلك شبهوا
بالالات التي تعمل في الوقت الحاضر ، وكذلك ارقاء زينة الذين كانوا اوفر حظاً من
الاخرين وكانت تزين بهم قصور الملوك والحكام وكانوا يعدون من مظاهر الابهة والعظمة
في المعابد وبيوت المحاربين([37])
.
اما
بالنسبة للاسرى اللذين يكونون على العموم ارقاء للدولة فانهم يقومون بالاعمال
الشاقة التي تستلزمها حاجات البلد([38])
، من شق الطرق والبناء وقد كان للرقيق دور كبير لدى قدماء المصريين في العمل
والبناء ونقل الحجارة من اجل بناء القصور والمعابد والشواهد الحضارية الماثلة
للعيان.
الرق لدى الهنود القدماء
ليس
حال الرقيق في شريعة (مانوا) ([39])
، في الهند بافضل من سابقتها لدى قدماء المصريين وان لم تكن أسوأ حالاً منها ، حيث
كان نظام الطبقات يمارس في ابشع صوره ضد طبقة (السودار) المتمثلين بالخدم والرقيق
وهم في اسفل الهرم واما رأسه المتمثل (بالبراهمة) فهم النخبة والصفوة في المجتمع([40])
، ومن حقهم ان يسترقوا رجل السودار ووضعه في خدمتهم رقيقاً ، والقيام بالاعمال
التي يكلفه بها من دون تكلف اوتباطئ لأن هذا الانسان حسب شريعتهم ما خلق السودار
الا ليخدم البراهمة([41])
.
وكنتيجة
حتمية لتلك الفوارق الكبيرة بين تلك الطبقات حصل هنالك تصدع كبير لايمكن رأبه
بسهولة ويسر لأن اعداد السودار كبيرة بالنسبة للبراهمة الذين كانوا يتمتعون
بامتيازات كبيرة تفوق الوصف وليس لهم وازع او رادع لتصرفاتهم المنافية للإنسانية
والاخلاق ولذلك كان السودار يعاقب باشد العقوبات عند قيامه بارتكاب ابسط الاخطاء
قد تصل الى سل لسانه او وضع الزيت المغلي في فيه او إذنه ، واما اذا سرق السودار
من برهمي فإن تلك جريمة لاتغتفر بحيث يؤمر به بأن يحرق([42])
، وفي هذا دلالة بليغة على سوء احوال الرقيق آنذاك.
الرق عند اليونان
لقد سار اليونانيون على النهج السائد
آنذاك في ذلك الوقت وكثر لديهم الاسترقاق واصبح امراً شائعا في جميع البلاد
ومتعارفاً
عليه ومتبعاً بشكل كبير وبرغم كثرة الفلاسفة الذين كانت تفتخر وتعتز بهم اليونان لم ينكر احد منهم الاسترقاق او عده
مخالفاً للعدالة والاداب ومكارم الاخلاق([43]) ، والذي زاد الطين بلة انه قد جاء تأييده على لسان ارسطو الذي ايد ذلك([44]) ، وقد وقع احد حكمائهم وهو افلاطون في الرق([45]) ، وتم تقسيم الجنس البشري من قبل الفلاسفة الى نوعين: حر
بالطبع ورقيق بالطبع([46]) ، وبناء على هذا التقسيم الملفت للنظر
– لأنه جاء من فلاسفة اليونان وحكمائهم – يمكننا ان نرسم الصورة التي كان عليها الارقاء وان نتخيل مدى المعاناة والقسوة التي
كان يتلقاها الرقيق من قبل اسيادهم.
عليه ومتبعاً بشكل كبير وبرغم كثرة الفلاسفة الذين كانت تفتخر وتعتز بهم اليونان لم ينكر احد منهم الاسترقاق او عده
مخالفاً للعدالة والاداب ومكارم الاخلاق([43]) ، والذي زاد الطين بلة انه قد جاء تأييده على لسان ارسطو الذي ايد ذلك([44]) ، وقد وقع احد حكمائهم وهو افلاطون في الرق([45]) ، وتم تقسيم الجنس البشري من قبل الفلاسفة الى نوعين: حر
بالطبع ورقيق بالطبع([46]) ، وبناء على هذا التقسيم الملفت للنظر
– لأنه جاء من فلاسفة اليونان وحكمائهم – يمكننا ان نرسم الصورة التي كان عليها الارقاء وان نتخيل مدى المعاناة والقسوة التي
كان يتلقاها الرقيق من قبل اسيادهم.
ونتيجة حتمية لكثرة الحروب التي خاضتها
اليونان ضد الدول المجاورة كثر عدد الاسرى وزاد عدد الارقاء الى كميات
كبيرة بحيث غدت قوافل الرقيق تسير باعداد كبيرة وكانت مصدر زهو وفخر للقائد الذي يجلب اكبر عدد من الاسرى([47]) .
كبيرة بحيث غدت قوافل الرقيق تسير باعداد كبيرة وكانت مصدر زهو وفخر للقائد الذي يجلب اكبر عدد من الاسرى([47]) .
لقد وصل تمادي الاسياد في التعامل مع
رقيقهم الى درجة قيام السيد بافتراش المرأة التي يشتريها بكل يسر ومتى يشاء ،
وبعد ان ازدهرت تجارة الرقيق وبيعها في المستعمرات اليونانية في اسيا الصغرى صارت هذه المستعمرات تشكل سوقاً
رائجاً في البيع والشراء للرقيق([48]) ، وخير دليل على البون الشاسع بين الحر والعبد هو قول المؤرخ (بلوتارك) يصف
الحال كما كانت عليه في مدينة اسبرطة "ان الحر فيها كان اكثر الاحرار حرية وان الرقيق فيها اكثر الارقاء
استرقاقاً([49]).
وبعد ان ازدهرت تجارة الرقيق وبيعها في المستعمرات اليونانية في اسيا الصغرى صارت هذه المستعمرات تشكل سوقاً
رائجاً في البيع والشراء للرقيق([48]) ، وخير دليل على البون الشاسع بين الحر والعبد هو قول المؤرخ (بلوتارك) يصف
الحال كما كانت عليه في مدينة اسبرطة "ان الحر فيها كان اكثر الاحرار حرية وان الرقيق فيها اكثر الارقاء
استرقاقاً([49]).
لقد
عمل الرقيق بالخدمة داخل المنزل وبكل مايوكل اليه من اعمال تناط به وكان هناك
ارقاء تشتريهم الدولة من اجل اناطة
حفظ المدينة عليهم وكذلك خفارتها وهم بذلك يوفرون استتباب الامن وتوطيده من اجل تثبيت دعائم الراحة في المجتمع([50]) .
حفظ المدينة عليهم وكذلك خفارتها وهم بذلك يوفرون استتباب الامن وتوطيده من اجل تثبيت دعائم الراحة في المجتمع([50]) .
الرق عند الرومان
اما
الرومان فكانوا يؤيدون نظام الرقيق بل يعده الخطيب الروماني (شيشرون) نظاماً
ضروريا([51])
، ولذلك نرى النخاسين يتخذون الحروب الكثيرة التي اعتاد الرومان اشعالها مواسم
لتجارتهم لأنهم كانوا يصحبون الجيوش ويشترون الاسرى والمغلوبين من صبيان وبنات
ورجال ونساء بابخس الاثمان وأقلها([52]).
وبالرغم
من هذه الهمجية المتبعة مع الشعوب المقهورة على امرها الا ان النظام الروماني يمنع
استعباد الروماني لنظيره الروماني([53])
، ومن خلال هذا النظام المتبع فإن الرومان كانوا يصبون جل غضبهم وحقدهم على سكان
الاقاليم التي يسيطرون عليها في الشام ومصر وغيرها ويعدونهم رقيقاً لهم يباعون
ويشترون مع الارض([54])
، وبناء على ذلك كان في روما سوق لعرض وبيع الرقيق بالمزاد العلني وفي مكان مرتفع
نسبياً حتى يتسنى للشاري مشاهدة وجس ولمس البضاعة المتمثلة بكتلة لحمية حية وهي
عارية وليس عليها ما يستر عورتها لأن بائعي الرقيق كانوا يستعملون وجوها كثيرة من
المكر والخداع لاخفاء عيوب الرقيق الجسمانية واخراجها بصورة مغايرة لما هي عليه([55])
.
وهذا
يدل على المهانة والذل الذي وصلت اليه الاطماع الانسانية في تحقير الانسان لأخيه
الانسان واهانته وسلب كرامته وحريته بشكل غير لائق ، وكان ينصب في روما للقائد
المنتصر قوس يمر من تحته وهو ممتط حصانه ومن ورائه آلاف الاسرى ويكسب شهرته من عدد
الاسرى الذين يساقون خلفه([56])
.
الرق عند الفرس
كان
الرق معروفاً لدى الفرس بشكل واسع وكبير وقد اختلف حسب الاعمال التي يقوم بها
والواجبات التي تناط به فهنالك مثلاً نوع من الرقيق يقوم بالاعمال الشاقة التي
تحتاج الى قوة بدنية وتحمل ومشقة ، وهناك ارقاء يتخذون للزينة ومظاهر الابهة
والتفاخر التي تدل على المركز والمكانة والثروة التي يتمتع بها سيدهم([57])
، كان للاسرى الذين يقعون في ايدي الفرس اثناء الحروب دور في استصلاح الاراضي
الزراعية التي امتدت لاراضي واسعة نظراً لكثرة الاسرى واعدادهم التي دفعت الاقدار
بهم الى الرق([58])
.
لقد كانت المعابد زاخرة بالارقاء الذين
اعدوا لعمل الخبائث المستقبحة المنكرة التي قضت بها خرافاتهم ومعتقداتهم الدينية
آنذاك([59]) ، واصبحت حالة الارقاء قاسية لأنهم لايتمتعون بادنى مقومات الحياة وابسطها ، وعندها شرع واجتهد واضعوا
الشرائع عندهم في التقليل من اجحاف الموالي بمواليهم وتخفيف وطأة مظالمهم عليهم ، وان تكون عقوبة العبد في الذنب لاول
مرة يقترفه بعقاب مناسب غير مبالغ فيه من حيث الشدة والصرامة ولكن اذا عاد العبد لارتكاب الذنب بعدما اصابه من العقاب
فلسيده آنذاك ان يعاقبه بجميع مايعرف من انواع العذاب وحتى اعدامه الحياة([60]) .
آنذاك([59]) ، واصبحت حالة الارقاء قاسية لأنهم لايتمتعون بادنى مقومات الحياة وابسطها ، وعندها شرع واجتهد واضعوا
الشرائع عندهم في التقليل من اجحاف الموالي بمواليهم وتخفيف وطأة مظالمهم عليهم ، وان تكون عقوبة العبد في الذنب لاول
مرة يقترفه بعقاب مناسب غير مبالغ فيه من حيث الشدة والصرامة ولكن اذا عاد العبد لارتكاب الذنب بعدما اصابه من العقاب
فلسيده آنذاك ان يعاقبه بجميع مايعرف من انواع العذاب وحتى اعدامه الحياة([60]) .
كان حكام الفرس الذين مارسوا سياسة
التسلط على شعوبهم وعلى الاقوام المجاورة لهم ينظرون الى رعيتهم والى تلك الاقوام
المجاورة وكأنهم عبيد لهم يسخرونهم في الاعمال التي يريدونها من دون رحمة او شفقة ، وكانت الطبقات الفقيرة تعمل في
خدمة الامبراطور ومساعديه وقادته كالعبيد لأن الضرائب كانت تثقل كاهلهم وتدفع بهم الى العبودية لعدم مقدرتهم على دفعها ،
وقد كانت الجزية التي جعلها الفرس على طبقة العبيد([61]) ، بمثابة رصاصة الرحمة التي انهت كل امل بالحرية لهؤلاء
الرقيق.
المجاورة وكأنهم عبيد لهم يسخرونهم في الاعمال التي يريدونها من دون رحمة او شفقة ، وكانت الطبقات الفقيرة تعمل في
خدمة الامبراطور ومساعديه وقادته كالعبيد لأن الضرائب كانت تثقل كاهلهم وتدفع بهم الى العبودية لعدم مقدرتهم على دفعها ،
وقد كانت الجزية التي جعلها الفرس على طبقة العبيد([61]) ، بمثابة رصاصة الرحمة التي انهت كل امل بالحرية لهؤلاء
الرقيق.
الرق في الديانة اليهودية
من
المعروف عن اليهود وفي كل الازمنة والامكنة التي وجدوا فيها اهتمامهم بالاموال
بشكل كبير يصل الى حد التغني بها وجمعها بكل الطرق وبأي شكل من الاشكال ولذلك كان
الرق سائداً عندهم بشكل كبير لأنه كان يعد من اسباب الغنى والثروة والجاه عندهم([62]) ، وبناء على ذلك اباحت اليهودية الرق وعدت
الارقاء كالبهائم والمتاع ، ففي الاصحاح العشرين من سفر التثنية من التوراة قوله:
"حين تقترب من مدينة لكي تحاربها فان اجابتك للصلح وفتحت لك فكل الشعب
الموجود فيها يكون لك للتسخير ويستعبد لك([63])
.
ان
اليهود يعدون انفسهم شعب الله المختار ، وانه اختارهم وفضلهم على سائر البشر وانهم
عبيد الله ولايمكن ان يكونوا عبيداً لغيره وقد اختارهم ليكونوا سادة الناس ويكون
الناس عبيداً وخدماً لهم([64])
، واستناداً الى ذلك فإن اليهودي لايسترق واذا ما افتقر وعجز عن وفاء دينه واضطر
الى بيع نفسه الى دائنه فان كان الدائن يهودياً فعليه ان يعامله معاملة الخادم
وليس العبد وان يرفق به ويتحرر حكماً بعد ست سنوات من الخدمة ، وان كان الدائن غير
يهودي فعلى اقربائه او عشيرته ان يفتدوه ويحرروه لانه لايجوز ان يبقى عبداً لغريب([65])
، اما غير اليهودي فهو وحده الذي يجوز استرقاقه بالحرب او الشراء ويعامل بعنف
وقسوة ولايجوز تحريره او فدائه بحيث يبقى رقيقاً ابد الدهر([66])
.
ويتضح
من ذلك ان اليهودية لاتراعي الجانب الانساني في غير اليهود وهي بذلك تخنق كل صوت
ينادي بالحرية وتعمل على تقوية طوق الرق وجعله ملازماً للأعناق الى الابد.
الرق في الديانة المسيحية
لقد دعى السيد المسيح الى المساواة بين
الناس وقد عدت تلك الدعوة خروجاً على اليهودية العنصرية التي تستأثر اليهود
بالحسنى وتعامل غيرهم بالسوء والازدراء ، لكن بعد الضغوط التي تعرضت له تلك المثالية في التعامل اضطرت المسيحية
ان تتخلى عن مثاليتها وان تستسلم لواقعها المؤلم والمرير وان تصرح على لسان دعاتها بان المساواة هي بالروح فقط وان
الجسد خلق للدنيا وعليه الخضوع لكل ذي سلطان وان يتحمل مايلقى من الم وعذاب([67]) ، ودفعت تلك التطورات الكنيسة
الى الاعتراف بشرعية الرق واتبع الاباء من بعد هذا المبدأ وساروا على نهجه فاباحوا الاسترقاق لأن الرق في نظرهم كان
يعد كفارة عن ذنوب البشر يؤديها الرقيق لما استحقوا من غضب السيد الاعظم وقد زاد في ذلك القديس اوغسطين بعده الرق
جزاءً عادلاً للخطايا التي يقترفها المسترقون([68]) .
بالحسنى وتعامل غيرهم بالسوء والازدراء ، لكن بعد الضغوط التي تعرضت له تلك المثالية في التعامل اضطرت المسيحية
ان تتخلى عن مثاليتها وان تستسلم لواقعها المؤلم والمرير وان تصرح على لسان دعاتها بان المساواة هي بالروح فقط وان
الجسد خلق للدنيا وعليه الخضوع لكل ذي سلطان وان يتحمل مايلقى من الم وعذاب([67]) ، ودفعت تلك التطورات الكنيسة
الى الاعتراف بشرعية الرق واتبع الاباء من بعد هذا المبدأ وساروا على نهجه فاباحوا الاسترقاق لأن الرق في نظرهم كان
يعد كفارة عن ذنوب البشر يؤديها الرقيق لما استحقوا من غضب السيد الاعظم وقد زاد في ذلك القديس اوغسطين بعده الرق
جزاءً عادلاً للخطايا التي يقترفها المسترقون([68]) .
بعد وضوح موقف الكنيسة من الرق قام رجال
الدين في الكنيسة بدعوة الرقيق الى طاعة سادتهم تأكيداً على ماجاء في رسالة
بولص الرسول الى اهل افسس يقول فيها:
"ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك
ينال من الرب عبداً اوحراً([69]) .
بولص الرسول الى اهل افسس يقول فيها:
"ايها العبيد اطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح عالمين ان مهما عمل كل واحد من الخير فذلك
ينال من الرب عبداً اوحراً([69]) .
ومن خلال الرسائل التي بعثت بها الرسل
الى الاهالي والى تصريحات رجال الكنيسة نرى ان الرق بقي على حاله ولم تأت
المسيحية باي جديد يحسن من وضع الرقيق بل كان العكس من ذلك تماماً حيث اكدت الكنائس المسيحية بكافة طوائفها على
الرق ولم تحاول الحد منه او منعه([70]) .
المسيحية باي جديد يحسن من وضع الرقيق بل كان العكس من ذلك تماماً حيث اكدت الكنائس المسيحية بكافة طوائفها على
الرق ولم تحاول الحد منه او منعه([70]) .
الرق عند العرب قبيل الاسلام
كان
الرق معروفاً عند العرب قبيل الاسلام ، وكانت اعداد الرقيق ملفتةللنظر حتى انه قد
كان استرقاق العربي لاخيه العربي سارياً عندهم ولايجدون فيه أي حرج بعكس الرومان
الذين يمنعون استرقاق الروماني لنظيره الروماني ، لذلك كانت ظاهرة الاغارة والغزو
بين القبائل العربية امراً شائعاً ، اذ القبائل القوية تفرض سيطرتها على القبائل
الضعيفة وتفعل بها مايحلوا لها من استعباد وبيع واهداء والقيام باعمالهم واثقال
كاهلهم وذلك تحت ظروف معيشية متدنية وغير لائقة في ابسط مقومات الحياة الضرورية
للانسان ، ولذلك كان يمكن لمن يتنقل من مكان الى آخر بسبب التجارة او القيام
بزيارة الكعبة([71])
، ان يتعرض للاختطاف او الاسر ويباع في الاسواق كأي سلعة تعرض هناك([72])
.
لقد
عد قسم من العرب قبل الاسلام – البدو بالدرجة الاساس – الحرفة والصنعة من الامور المستهجنة
والحقيرة فلا يليق بالعربي الحر الشريف ان يكون صانعاً لأن الصنعة من حرف العبيد
والخدم والاعاجم والمستضعفين من الناس فلذلك نرى انه كانت هنالك أنفة عند العرب
حينذاك من الحرفة والصنعة([73])
.
ونتيجة
لتلك النظرة الى العمل كان لابد من وجود اناس يقومون بها من اجل توفير مستلزمات
واحتياجات السادة ، وقد وقع العبء الاكبر على الرقيق في القيام بالاعمال المرهقة
والشاقة التي كان العرب يأنفون من القيام بها ، وقد استخدم الرقيق في نقل المياه
لسد احتياجات اسيادهم منه([74])
.
كان
بعض السادة يكسبون بالتجارة بالجسد البشري ، وكان لبعضهم راية منصوبة في الاسواق
فيأتيها الناس فيفجرون بها([75])
، وكانت هذه الظاهرة المهينة لروح الانسان مقبولة في ذلك الوقت اذ كانت تنصب بيوت
من الشعر توضع فيها (الاماء) كما كانت تفعل قبيلة كلب في سوق دومة الجندل([76])
، واكراه إمائهم – المقصود الجواري المجلوبات – على البغاء([77])
، وكانت هناك حارة تعرف بحارة البغايا في الطائف يجتمع اليها قبل الاسلام الباحثون
عن المتعة والرذيلة من مسافرين او تجار وكانت هنالك إماء تؤدي الضريبة الى سيدها
كسمية ام زياد بن ابيه الى الحارث بن كلدة([78])
، لأنها كانت من ذوات الرايات
في الطائف([79]) ، وقد لاحظ احد الباحثين ان هؤلاء البغايا كن من الاماء وان البغاء قد اقتصر على الاماء المجلوبات من بلاد اخرى او المولدات([80]) ، وكانت تقام لهن في المدن بيوتات تدعى المواخير([81]) ، وقد نهى الرسول e عن كسب الأمة الا في اعمال محددة كي لاتجبر على البغاء ، وقد جاء عن عثمان بن عفان t في خلافته قوله: (لاتكلف الامة غير ذات الصنعة الكسب فانكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها([82]).
في الطائف([79]) ، وقد لاحظ احد الباحثين ان هؤلاء البغايا كن من الاماء وان البغاء قد اقتصر على الاماء المجلوبات من بلاد اخرى او المولدات([80]) ، وكانت تقام لهن في المدن بيوتات تدعى المواخير([81]) ، وقد نهى الرسول e عن كسب الأمة الا في اعمال محددة كي لاتجبر على البغاء ، وقد جاء عن عثمان بن عفان t في خلافته قوله: (لاتكلف الامة غير ذات الصنعة الكسب فانكم متى كلفتموها ذلك كسبت بفرجها([82]).
وأشار
احد الباحثين المعاصرين الى ان الزنا عند عرب ما قبل الاسلام كان موجوداً ، الاانه
يقر بعدم معرفتنا بمدى انتشاره ، والواقع ان العديد من الايات القرآنية قد اشارت
وجود الزنى وادانته ونددت به وبممارسيه ، ويظهر ان الزنى كان مستهجناً عند العرب
الذين كانوا يفخرون بالعفة وقد كان زيد بن عمرو بن نفيل يقول وهو مسند ظهره الى
الكعبة: يامعشر قريش اياكم والزنا فانه يورث الفقر([83])
، واستمر الاعتزاز بالعفة عند العرب بعد مجئ الاسلام وبشكل منسجم بما جاء به الدين
الاسلامي.
وبذلك
اصبحت الاماء اداة طيعة في يد اسيادهن يفعلون بهن مايحلو لهم من عبث وفسق من دون
رادع او وازع ديني ، حتى انه كان لبعض التجار جوارٍ يساعين([84])
، ويبيع اولادهن
كما
كان يفعل عبدالله بن جدعان([85])
.
بعد
ان داست اقدام ذلك الزمن على كرامة وانسانية الرقيق وجعلتها في الحضيض واستخدمت
الرقيق ابشع استخدام واحتقرته في كل المناسبات حتى الدينية منها التي كانوا
يؤدونها كما كانت تفعل مثلاً - تلبية عك – اذا خرجوا حجاجاً قدموا امامهم غلامين
اسودين
من غلمانهم فكانا امام ركبهم فيقولون: نحن غرابا عك
من غلمانهم فكانا امام ركبهم فيقولون: نحن غرابا عك
فتقول
عك من بعدهما: عك اليك عانية ، عبادك اليمانية ، كيما نحج ثانية([88])
.
ووصلت
الحال حينذاك بالنسبة الى الرقيق الى ضياع ومستقبل مظلم وتمني الموت للتخلص من
الاهانة والذل الذي يرافقه اينما حل ، والاعمال التي تناط به وتثقل كاهله دون
مراعاة لمشاعره وانسانيته التي كرمه بها الله عزوجل ، وفجأة بزخ نور في ظلمات
الحياة يبشر بحياة جديدة وكريمة لكل البشر من دون الالتفات الى الوانهم او اجناسهم
وكان متمثلا بالاسلام ، الذي بث الامل من جديد في النفوس ولذلك نرى ان الرقيق والمستضعفين
كانوا سباقين في الدخول في هذا الدين الجديد([89])
، الذي حمل معه كل معاني الانسانية وحفظ الكرامة للنفس البشرية ، وعمل على تغيير
ظروف الرقيق وفتح ابواب الحرية امامهم.
([1])
اسماعيل بن محمد الجوهري ، الصحاح تاج اللغة وصحاح العربية ، تحقيق: احمد
عبدالغفور عطار (بيروت:1987) ج4 ، ص1483؛ ابو الفضل جمال الدين بن مكرم بن منظور ،
لسان العرب ، اعداد وتصنيف: يوسف خياط (بيروت/ د. ت) مج1 ، ص1209 ؛ الحسين بن محمد
المعروف بالراغب الاصبهاني ، المفردات في غريب القرآن ، اعداد: محمد احمد خلف
(القاهرة: 1970) ص291.
([2]) ابوالحسن
المختار بن الحسن بن عبدون ابن بطلان ، رسالة جامعة لفنون نافعة في شرى الرقيق
وتقليب العبيد ، تحقيق: عبد السلام هارون (القاهرة: 1954) ص333 ؛ مجد الدين محمد
بن يعقوب الفيروزابادي ، القاموس المحيط (بيروت: 1983) ج3 ، ص3 /2370 ؛ محمد مرتضى
الزبيدي ، تاج العروس (بيروت: 1966) مج6 ، ص358 – 359.
([79]) ابي
الحسن علي بن الحسين بن علي المسعودي ، مروج الذهب ومعادن الجوهر (بيروت: 1981) ،
ج3 ، ص6 ؛ ابو الحجاج يوسف بن محمد بن ابراهيم البياسي ، الاعلام بالحروب الواقعة
في صدر الاسلام ، تحقيق: شفيق جاسر احمد (الاردن : 1987) ، ج1 ، ص77 ؛ محمد بن بكر
الزرعي الدمشقي المعروف بابن القيم الجوزية ، اخبار النساء (بغداد: 1989) ، ص211 –
212.
([85]) ابو
محمد عبدالله بن مسلم ابن قتيبة ، المعارف ، تحقيق: ثروت عكاشة (القاهرة: 1969) ،
ص576 ؛ ابو منصور عبدالملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي ، لطائف المعارف ، تحقيق:
ابراهيم الابياري وحسن كامل الصيرفي (القاهرة: 1960) ، ص128 ؛ جمال الدين ابي بكر
الخوارزمي ، مفيد العلوم ومبيد الهموم (القاهرة: 1330هـ) ، ص279 ؛ احمد محمد
الحوفي ، المرأة في الشعر الجاهلي (القاهرة: 1954) ، ص399.
([86])
عبدالله بن ابي سلول: من السادة في يثرب (المدينة) والذي اتفق عليه من قبل الاوس
والخزرج لتنصيبه ملكاً عليهم ، وذلك قبل قدوم الرسول محمد e الى المدينة بقليل ، حيث كان يتم اعداد التاج له ومراسيم التتويج
وبمجيء الرسول e الى المدينة واستلامه القيادة ، مما اثار حقد وكراهية عبدالله بن
ابي على الرسول e جراء ذلك وانظوى اليه عدد من المنافقين وكان يحاول ان يفت في عضد
المسلمين في الاوقات العصيبة ويقلل من همتهم ولكن محاولاته باءت بالفشل وذلك لقوة
وصلابة وتماسك المسلمين آنذاك ، انظر: ابو القاسم عبد الرحمن بن عبدالله بن احمد
بن ابي الحسن السهيلي ، الروض الانف ، تقديم وتعليق: طه عبد الرؤف سعد (بيروت:
1978) ، ج3 ، ص9 – 10.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق