الأربعاء، 30 مايو 2012

تحميل رواية نوارس الشوق والغربة بع من رسائل الصادق النيهوم تأليف سالم الكبتي

نوارس الشوق والغربة بع من رسائل الصادق النيهوم

معلومات عن الكتاب

يظل الصادق النيهوم كاتباً يثير الاهتمام لدى القارئ، وقد أثارت كتاباته، طيلة حياته أصداء ستتردد لفترة طويلة. وإحساساً بقيمة هذا الكاتب وعطائه الغزير. بادرت "دار تاله" إلى تجميع نتاج النيهوم المتناثر في عديد الصحف والدوريات، سواء في ليبيا أو خارجها. مما لم يسبق إصداره، ونشره في سلاسل تحوي أعماله كافة ورأت أن تطلق عليها اسم "مكتبة النيهوم". وهذا الكتاب هو واحد من كتب هذه السلسلة وهو يحتوي على رسائل كتبها "النيهوم" منذ مدة تقارب أربعين سنة، وقد أرسل بها إلى بعض أصدقائه في بنغازي عبر فترات زمنية متلاحقة ومتغيرة في ذات الوقت أثناء إقامته خارج ليبيا.وسيلاحظ القارئ لها أنها تشكل وجهاً آخر لإبداع النيهوم الذي عرفه كاتباً منذ أوائل الستينيات من القرن العشرين، في الصحف ثم بمؤلفاته المختلفة، وسيدرك بأن بعضها لم يكن مجرد رسائل عادية بين أصدقاء بقدر ما كان أعمالاً إبداعية تكوّن جزءاً من رؤاه. وأحلامه وأراد أن يشرك أصدقاءه فيها، وبالطبع فإن هذه الرسائل ليست هي كلها رسائله، فقد ضاع أغلبها بمرر الأعوام. وعلى هذا النحو فإنها تعد وثائق أدبية وشخصية تعين الباحث أو الدارس لسيرة النيهوم ومعرفة ما كان يجول في خاطره خلال الفترة التي أرسلت فيها، وبالتالي تكون مدخلاً، مع رسائل لأدباء آخرين ودراسة شخصياتهم وبعض ملامح الحياة الاجتماعية والثقافية في ليبيا في تلك الفترة من الزمن.

تحميل كتاب الحديث عن المراة والديانات تأليف الصادق النيهوم

الحديث عن المراة والديانات                      

معلومات عن الكتاب

يظل الصادق النيهوم كاتباً يثير الاهتمام لدى القارئ، ومنذ وفاته أواخر سنة 1994، وعديد القرّاء في وطنه ليبيا، وباقي المنطقة العربية، يتساءلون عن نتاجه الأدبي والفكري الذي تركه. فالنيهوم كان كاتباً غير عادي، وقد أثارت كتاباته، طيلة حياته، أصداء ستتردد لفترة طويلة، وإحساساً بقيمة هذا الكاتب وعطائه الغزير. وهاهي أعماله تنشر ضمن مجموعات كاملة تحت اسم (مكتبة النيهوم) وفقاً للآتي: 1-سلسلة الدراسات: وتتوخى نشر كل الدراسات الأدبية والفكرية والنقدية، 2-سلسلة المقالات: وتتوخى نشر مقالاته موزعة حسب المواضيع والقضايا التي تطرقت إليها أدبية واجتماعية وسياسية، 3-سلسلة القصص: وتتوخى نشر مجموعة القصص والحكايات، 4-سلسلة الحوارات: وتتوخى نشر الحوارات واللقاءات المختلفة التي أجريت معه سواء كانت في الصحافة أو في الإذاعة، مرئية ومسموعة، 5-سلسلة التراجم: وتتوخى نشر كامل الأعمال التي قام بترجمتها من لغتها الأصلية إلى العربية سواء كانت كتباً أو فصولاً من كتب، أو مقالات وغيرها.وهذا العمل، سيبين دون شك، عن إبداع النيهوم المتنوع، عن تجربته وشخصيته، عن أحلامه ورؤاه الفتية والإنسانية، كما سيتيح في نفس الوقت، الفرصة كاملة لمختلف المهتمين بالفكر العربي المعاصر والباحثين والنقّّاد لدراسته وقراءته بعين علمية ناقدة. والكتاب الذي بين يدي القارئ "الحديث عن المرأة والديانات" هو واحد من سلسلة الدراسات في مجموعة مكتبة النيهوم وفيه يقدم النيهوم دراسة مقارنة حول موضوع رئيسي وهو نظرة الديانات السماوية إلى المرأة، وكيف عاملتها عبر ثلاثة آلاف عام، وماذا قال الأنبياء عنها، باعتبار أن الكتب المقدسة هي المرجع الوحيد المعترف به لهذا التاريخ المعقد، وبيان قيمة الدراسات التي تقوم بها الجامعات في أوربا لموقف المرأة في الإسلام خاصة، وغايته من ذلك وضع نهاية صورة بسيطة صغيرة لتاريخ الديانات والمرأة، كما حدّت ذلك التاريخ، كما ترويه الأديان نفسها، دون إضافات من قبل الكاتب، فالدراسة المقارنة لا تحتمل غير ذلك، ولا يمكن أن تحقق أهدافها إذا أصرّت على الحياد

صدر حديثاً عن مشروع "كلمة" للترجمة بهيئة أبوظبي للثقافة والتراث كتاب"الخمسون سنة المقبلة" - مستقبل العلوم خلال النصف لأول من القرن الحادي والعشرين، مقالات لم يسبق نشرها بقلم 25 من خيرة العلماء في العالم .
ووفقاً لصحيفة "الخليج" جاء هذا الكتاب من إعداد جون بروكمان رئيس مؤسسة إيدج وناشر المنتدى الإلكتروني الخاص بكبار العلماء والمفكرين وترجمة فاطمة غنيم، ومن خلال الكتاب يقدم كوكبة متميزة من علماء العالم من أصحاب الرؤية العميقة 25 مقالة لم يسبق نشرها تدور حول ما سيشهده مجال العلوم والتكنولوجيا من تقدم ملموس يمكن أن نلحظه في حياتنا.
ويشرح العالم الفيزيائي بول ديفيس احتمالات تمكننا بحلول العام 2050 من إقامة حياة بشرية على كوكب المريخ، أما الفسيولوجي ميهالي شيكزنتميهاني فيبحث تداعيات الهندسة الخاصة بارتفاع معدل الذكاء والأطفال السعداء وراثيا، وتتناول الطبيبة النفسية نانسي إتكوف بالتفسير الأبحاث الجارية على صنع إكسسوارات تحس بانفعالاتنا وتستطيع قياس أحوالنا المزاجية .
وإضافة لم يقدمه الكتاب من تحري للإمكانات العملية للمستقبل القريب، يعمل أيضاً على تحري التداعيات الاجتماعية والسياسية التي قد تتمخض عنها تطورات العالم.

http://www.mediafire.com/view/?3zhu6xz0vzb75r2
أو
4shared.com /download/OcL5oT59/___-__.pdf?tsid=20120529-170036-b4306891

تصوير جديد .. أبيض وأسود .. حجم صغير
 
الإنسان الأول - البير كامي
كاد ان يتوه هذا النص في دائرة النسيان ، فأصبح بعد العثور عليه شاهدا على عبقرية صاحبه .. فيلسوف التمرد ..البير كامي .
يروي لنا قصة ذلك الطفل الذي اصبح رجلا بدون اب ولا عقيدة ولا قدوة
وكأنه الإنسان الأول في صحراء الحياة

نجلاء


من
النادر جدا إلا تجد بادية أو حاضرة مغربية - على حد سواء- لا تحتضن ضريحا
لولي صالح وأكثر، أو موقعا يدل عليه قد يكون جبلا، صخرة، ركاما من الأحجار،
عينا مائية…الخ. يقوم الأهالي بالتبرك به لكاريزماتية شخصيته ورمزية
مكانته، كما ينظمون له مواسم ويزورونه بين الحين والآخر. ففي أي سياق زمني
بدأت فيه نجوم الصلحاء تتلألأ في سماء المغرب؟ ما هي العوامل التي أفرزت
ظاهرة الصلاح مغربيا ؟ كيف كانت علاقة السلطة مع الحركية الجديدة وفاعليها ؟
كتاب الأستاذ نور الدين الزاهي ” بركة السلطان” الصادر عن دفاتر وجهة نظر
يتناول ظاهرة الصلاح والصلحاء من شتى جوانبها.


برزت
ظاهرة الصلاح في المغرب أثناء القرن السادس عشر في مرحلة تاريخية دقيقة
تميزت بانتقال نظام الحكم من نظام قائم على التحالفات القبلية بما يرتبط به
من عصبية، إلى نظام جديد محدد بالعامل الديني. ولم تقتصر هذه الظاهرة على
المجال الديني فحسب بل امتدت كذلك لتشمل ما هو اقتصادي وحضاري وعرقي، كما
أنها ترسخت بشكل قوي في المجال القروي مقارنة مع حضورها في الوسط الحضري.


هناك-
تبعا للمؤلف- مجموعة من العوامل وراء نشوء ظاهرة الصلاح ( المرابطية أو
الولائية كذلك) والتي اقترنت بوجود فساد عام شهده المجتمع المغربي على
أصعدة عدة: صراع حول السلطة، تهديدات أجنبية مستمرة، مجاعات وأوبئة، احتلال
برتغالي للشواطئ المغربية…بالمقابل كانت للظاهرة إفرازات تمثلت في تأسيس
مؤسسة الزاوية التي ستبصم بدورها تاريخ المغرب بعدد من الأحداث.


إن
وضع الفساد الذي ميز مغرب القرن 16، أدى إلى بروز حركية من الصلحاء الذين
عملوا على صلاح الخلق أولا متوخين خلق توحد سياسي كفيل باحتواء عناصر
الأزمة التي يتخبط فيه المغرب عندئذ.


ويحلل
المؤلف الأسباب الكامنة وراء غياب المصلحين ووجود فقط الصلحاء ضمن الحقل
الإسلامي، استنادا إلى التاريخ والمعتقد الإسلاميين واعتبارا للطابع
التوحيد للإسلام الذي لم ينشئ واسطة بين الرب والعباد حيث يغيب التفويض
والوساطة. ولأن الإسلام يربط السلطان السياسي والشريعة عن طريق قائد الأمة (
النبي، الخليفة، أمير المؤمنين، السلطان) والذي يحتل موقعا سياسيا في
علاقته مع الرعايا، وموقعا دينيا بسهره على سلامة واستمرارية العلاقة بين
الفرد والله. هاتان الصفتان الدينية والسياسية تجعلان منه موحد الأمة، ليصل
بنا المؤلف إلى كون هذا الوضع ” لا يمنح لأفراد الأمة أية شرعية دينية
لمنافسة السلطان، كما لا يمنحهم أية شرعية دينية لإعلان الإصلاح إلا تحت
نطاق وضمن دائرة السلطان وبقيادته وتوجيهه” ( صفحة45).


من
مزايا الصالح- حسب مضمون الكتاب- أنه يتمتع بسلطة يمارسها في محيطه إنتاجا
وإعادة إنتاج، يحظى بتكريم خاص من لدن جماعته نظرا لهويته الدينية القريبة
جدا من القداسة، كما أنه دائم بالفضل والصلاح والدعوة المستجابة والزهد
والخير، بنفس القدر الذي يختص فيه الصالح برأسمال رمزي يتجلى في معرفته المتصلة
بعدة مجالات: تقاليد الجماعة وأعرافها، التاريخ الإسلامي، المجال الطبيعي،
الأساطير، التصوف…إلا أن هذه الخاصية ليست قاعدة قارة لدى الصلحاء والذين
تحمل لنا سيرهم نماذج لا تربطهم بالمعرفة سوى رابطة الخير والإحسان: منهم
الصالح أبي الطيب اليحياوي المشهور بصمته المطبق وقلة كلامه وحتى إذا تحدث
علما فإنه لا يزيد على أن يقول: ”
السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا”، والصالح أبي يعزى الذي لم تكن معرفته
متجاوزة لحفظ المعوذتين، غير أن مناقبه جمعت حوله العامة والعلماء كذلك.


لدراسة
العلاقة بين الصلحاء والسلطان السياسي، توقف المؤلف عند العهد السعدي لما
أسهم الصلحاء في قيام الدولة السعدية انطلاقا من الكرامات على يد محمد
القائم السعدي، ليتم بذلك الاستنجاد بالكرامة كقوى قدسية إلهية مساعدة على
توحيد جميع الناس في دولة جديدة قامت على أنقاض المرينيين والوطاسيين.
وبالرغم من هذه المساهمة في تأسيس دولة السعديين من طرف الصلحاء، لم تكن
العلاقة بين الطرفين على ما يرام خوفا من السلطان على سلطته من نفوذ
الصلحاء الذين نهج في حق الكثيرين منهم سياسة الاغتيال والتهجير القسري.
ولأن حركية الصلحاء – لضغوط السلطان- كانت ضيقة على مستوى أفقها السياسي،
فإنهم استعاضوا عن ذلك بإنتاج الكرامات مستنجدين بالميثولوجيا كشكل لتجاوز
ضعفهم واقعيا وتاريخيا قبل أن يعملوا في فترة لاحقة على تأسيس الزوايا
كامتداد جديد لهم.

يحدد
المؤلف العلاقة بين الزاوية والمخزن - نظريا- وفق تصورين اثنين: يرى الأول
أن الزاوية تشكل طرفا في الصراع المجتمعي لحضور البعد السياسي في بنيتها
المرجعية، بينما يعتقد الثاني أنها مجرد أداة يوظفها المخزن لتثبيت سلطته
في الجغرافيا المغربية. هكذا يسجل التاريخ المغربي كون المخزن لم يتردد
برهة في الفتك تارة بالزوايا المناهضة له، وتارة أخرى في ربط علاقات وطيدة
الصلة بالأخرى الموالية له ومنحها الامتيازات العقارية وظهائر الاعتراف
السلطانية في إطار سياسة تروم الإخضاع. ومن منظور المؤلف، فإنه لولا
الزوايا لما تأسست الأحزاب السياسية بالمغرب التي كثيرا ما ينطبق عليها ما
انطبق قبل زمان على الزوايا في علاقاتها مع الدولة والمجتمع.

4shared.com /office/wfckZReQ/__-___.html?refurl=d1url
*******

بركة السلطان

لطالبة نجلاء

121951
حركية الصلاح والصلحاء في “بركة السلطان

عرض/ رشيد نجيب، نشرت هذا المقال بالجريدة الأولى وبيان اليوم
من النادر جدا إلا تجد بادية أو حاضرة مغربية - على حد سواء- لا تحتضن ضريحا لولي صالح وأكثر، أو موقعا يدل عليه قد يكون جبلا، صخرة، ركاما من الأحجار، عينا مائية…الخ. يقوم الأهالي بالتبرك به لكاريزماتية شخصيته ورمزية مكانته، كما ينظمون له مواسم ويزورونه بين الحين والآخر. ففي أي سياق زمني بدأت فيه نجوم الصلحاء تتلألأ في سماء المغرب؟ ما هي العوامل التي أفرزت ظاهرة الصلاح مغربيا ؟ كيف كانت علاقة السلطة مع الحركية الجديدة وفاعليها ؟ كتاب الأستاذ نور الدين الزاهي ” بركة السلطان” الصادر عن دفاتر وجهة نظر يتناول ظاهرة الصلاح والصلحاء من شتى جوانبها.
برزت ظاهرة الصلاح في المغرب أثناء القرن السادس عشر في مرحلة تاريخية دقيقة تميزت بانتقال نظام الحكم من نظام قائم على التحالفات القبلية بما يرتبط به من عصبية، إلى نظام جديد محدد بالعامل الديني. ولم تقتصر هذه الظاهرة على المجال الديني فحسب بل امتدت كذلك لتشمل ما هو اقتصادي وحضاري وعرقي، كما أنها ترسخت بشكل قوي في المجال القروي مقارنة مع حضورها في الوسط الحضري.
هناك- تبعا للمؤلف- مجموعة من العوامل وراء نشوء ظاهرة الصلاح ( المرابطية أو الولائية كذلك) والتي اقترنت بوجود فساد عام شهده المجتمع المغربي على أصعدة عدة: صراع حول السلطة، تهديدات أجنبية مستمرة، مجاعات وأوبئة، احتلال برتغالي للشواطئ المغربية…بالمقابل كانت للظاهرة إفرازات تمثلت في تأسيس مؤسسة الزاوية التي ستبصم بدورها تاريخ المغرب بعدد من الأحداث.
إن وضع الفساد الذي ميز مغرب القرن 16، أدى إلى بروز حركية من الصلحاء الذين عملوا على صلاح الخلق أولا متوخين خلق توحد سياسي كفيل باحتواء عناصر الأزمة التي يتخبط فيه المغرب عندئذ.
ويحلل المؤلف الأسباب الكامنة وراء غياب المصلحين ووجود فقط الصلحاء ضمن الحقل الإسلامي، استنادا إلى التاريخ والمعتقد الإسلاميين واعتبارا للطابع التوحيد للإسلام الذي لم ينشئ واسطة بين الرب والعباد حيث يغيب التفويض والوساطة. ولأن الإسلام يربط السلطان السياسي والشريعة عن طريق قائد الأمة ( النبي، الخليفة، أمير المؤمنين، السلطان) والذي يحتل موقعا سياسيا في علاقته مع الرعايا، وموقعا دينيا بسهره على سلامة واستمرارية العلاقة بين الفرد والله. هاتان الصفتان الدينية والسياسية تجعلان منه موحد الأمة، ليصل بنا المؤلف إلى كون هذا الوضع ” لا يمنح لأفراد الأمة أية شرعية دينية لمنافسة السلطان، كما لا يمنحهم أية شرعية دينية لإعلان الإصلاح إلا تحت نطاق وضمن دائرة السلطان وبقيادته وتوجيهه” ( صفحة45).
من مزايا الصالح- حسب مضمون الكتاب- أنه يتمتع بسلطة يمارسها في محيطه إنتاجا وإعادة إنتاج، يحظى بتكريم خاص من لدن جماعته نظرا لهويته الدينية القريبة جدا من القداسة، كما أنه دائم بالفضل والصلاح والدعوة المستجابة والزهد والخير، بنفس القدر الذي يختص فيه الصالح برأسمال رمزي يتجلى في معرفته المتصلة بعدة مجالات: تقاليد الجماعة وأعرافها، التاريخ الإسلامي، المجال الطبيعي، الأساطير، التصوف…إلا أن هذه الخاصية ليست قاعدة قارة لدى الصلحاء والذين تحمل لنا سيرهم نماذج لا تربطهم بالمعرفة سوى رابطة الخير والإحسان: منهم الصالح أبي الطيب اليحياوي المشهور بصمته المطبق وقلة كلامه وحتى إذا تحدث علما فإنه لا يزيد على أن يقول: ” السنة تجمعنا والبدعة تفرقنا”، والصالح أبي يعزى الذي لم تكن معرفته متجاوزة لحفظ المعوذتين، غير أن مناقبه جمعت حوله العامة والعلماء كذلك.
لدراسة العلاقة بين الصلحاء والسلطان السياسي، توقف المؤلف عند العهد السعدي لما أسهم الصلحاء في قيام الدولة السعدية انطلاقا من الكرامات على يد محمد القائم السعدي، ليتم بذلك الاستنجاد بالكرامة كقوى قدسية إلهية مساعدة على توحيد جميع الناس في دولة جديدة قامت على أنقاض المرينيين والوطاسيين. وبالرغم من هذه المساهمة في تأسيس دولة السعديين من طرف الصلحاء، لم تكن العلاقة بين الطرفين على ما يرام خوفا من السلطان على سلطته من نفوذ الصلحاء الذين نهج في حق الكثيرين منهم سياسة الاغتيال والتهجير القسري. ولأن حركية الصلحاء – لضغوط السلطان- كانت ضيقة على مستوى أفقها السياسي، فإنهم استعاضوا عن ذلك بإنتاج الكرامات مستنجدين بالميثولوجيا كشكل لتجاوز ضعفهم واقعيا وتاريخيا قبل أن يعملوا في فترة لاحقة على تأسيس الزوايا كامتداد جديد لهم.
يحدد المؤلف العلاقة بين الزاوية والمخزن - نظريا- وفق تصورين اثنين: يرى الأول أن الزاوية تشكل طرفا في الصراع المجتمعي لحضور البعد السياسي في بنيتها المرجعية، بينما يعتقد الثاني أنها مجرد أداة يوظفها المخزن لتثبيت سلطته في الجغرافيا المغربية. هكذا يسجل التاريخ المغربي كون المخزن لم يتردد برهة في الفتك تارة بالزوايا المناهضة له، وتارة أخرى في ربط علاقات وطيدة الصلة بالأخرى الموالية له ومنحها الامتيازات العقارية وظهائر الاعتراف السلطانية في إطار سياسة تروم الإخضاع. ومن منظور المؤلف، فإنه لولا الزوايا لما تأسست الأحزاب السياسية بالمغرب التي كثيرا ما ينطبق عليها ما انطبق قبل زمان على الزوايا في علاقاتها مع الدولة والمجتمع.





-الانتربولوجي كاتبا:‏
يدشن الباحث عبد الله حمودي بكتابه موسم بمكة انتقاله من الاشتغال
بالآليات والخطوات المدرسية ‏المشتركة لعلم الانتربولوجيا (إعلان الاختيار
المنهجي فالوصف الميداني، فالتحليل فالاستخلاصات) ‏إلى تصور آخر للبحث
الانتربولوجي تتخلخل فيه كل المعطيات البحثية الكلاسيكية، بدءا من لغة
‏وأسلوب البحث مرورا بالمعنى الابستيمولوجي للميدان ولنوعية العلاقة بين
الباحث والمبحوث، ‏ووصوله إلى كيفية إعادة بناء المعطيات الميدانية في شكل
نص مكتوب.‏

ضمن هذا التصور المغاير، تحضر متغيرات من نوع آخر لتأثيث الكتابة
الانتربولوجية، مثل ‏الذاكرة والطفولة والحكي والاستعارة والتجربة الوجودية
للباحث، والمراجعة الضمنية والعلنية لتاريخ ‏الباحث، لدرجة يصعب فيها على
القارئ تبين الفوارق بين لغة البحث والبحث في اللغة، أو بين ‏الواصف
والموصوف، بين الذات والموضوع، بين المعطى الميداني والمتخيل، بين التجربة
الميدانية ومذكرة ‏البحث، بين الكتابة الأدبية وإعادة البناء
الانتربولوجية.‏

وليس من باب الصدفة أن يستهل الباحث عبد الله حمودي كتابه هذا باستحضار
أحد مؤسسي هذا ‏التصور، بعمله المعروفمدارات حزينة فالسفر ليس وحده المعطى
المشترك بين ك. ليفي ستراوس ‏والباحث ع. حمودي، بل أيضا تخفيف، إن لم نقل،
فك علاقة الزواج الكاثوليكية التي ظلت قائمة بين ‏مفهوم العلمية والصرامة
المنهجية، ومن ثم إعادة توزيع العلمية والحقيقة على باقي أشكال الوصف
‏والحكي والتذكر والبوح الذاتي ... الخ.‏

يجد كتاب موسم بمكة موقعه ضمن تقليد انتربولوجي جديد، يكرسه الآن في
الحقل الانتربولوجي ‏باحثون/ كتاب من مثل كليفورد كيرتز (الانتربولوجي
كاتبا، سنة 1996) و جورج بلانديي ‏‏(الصرف ‏Conjugaison‏ سنة 1997). ومارك
أوجي (حرب الأحلامسنة 1997 والسفر المستحيل سنة ‏‏1997) وآخرون.‏

إنه تقليد يطرح على المجال الانتربولوجي سؤال الكتابة. لا بمعنى
الصياغة، ولكن بمعنى ما سماه ج. ‏بلاندنيي "أثر الكتابة" على النص والباحث
والخطاب الانتربولوجي، أو ما حدده بدقة ك. ليفي ‏ستراوس في مدارات حزينة،
أو في صيغة "العمل الانتربولوجي بوصفه نصا".

‏2-الحكاية وتجربة الحج:‏

‏"السفر إلى مكة ليس سفرا، بل أداء لفريضة. وهو يبدأ قبل فعل السفر مثله
في ذلك مثل جميع الأسفار، ‏لكن مع فارق كون مثيراته ومحفزاته يطبعها
القلق" (ص12). هذا القلق الذي يميز ‏رحلة الانتربولوجي إلى مكة هو ما يصفه
الكتاب طيلة عشرة فصول.‏

فانطلاقا من الفصل الأول وإلى حدود الفصل العاشر. لن يجد القارئ تحليلات
نظرية، بل سردا مرتويا هنا وهناك ‏بتأملات يقظة، لبداية التهيئ والاستعداد
للحج سواء على المستوى الإداري أو الديني– الشعائري.

فطيلة تهييئ الملف الإداري، يعيش الباحث محنته الصغيرة الأولى ببلده.
فالذهاب إلى الحج كما يخبره ‏لحسن، صديق ومخبر الباحث، يخضع قانونيا
للكوطا، حسب المناطق والعمالات (ص26). إنها بداية ‏الاحتكاك بالإدارة وأولى
الخطوات المهيئة إلى السفر لمكة بوصفه تجربة لا سفرا عاديا. يقول ع.
‏حمودي في ظل ذلك "أصبح الحج داخل شكي وألمي حجي أنا" (ص23).‏

وإذا ما كان الملف الإداري قد اختلطت أوراقه وتعطرت برائحة الرشوة
الصغيرة، فإن بداية التهييئ ‏الديني لأداء هاته الشعيرة سيضع الباحث
الأنتربولوجي في وضعية المبتدئ المتعلم: تعلم كيفيات أداء ‏الفريضة بكل
تفاصيلها وتعاليمها وغاياتها. لذلك يعلن الباحث بل يتيقن بأن السفر هاته
المرة لا يشبه ‏كل أسفاره السابقة. إنه يخلخل الأدوات المعرفية، ويعيد
النظر في موقع الذات وصلاتها بالمنتهى: ‏منتهى السفر، منتهى الحياة، منتهى
البحث...‏

داخل الكتاب لا نحس محنة المعايشة الميدانية، بل محنة الحكي عن مسار-سفر
المعايشة- أداء ‏فريضة قدسية يحضر في كل منعرجاتها ومحطاتها ما ينهك
الجسد، وما يتعب الرابطة الذاتية بالإسلام ‏والمسلمين، ويكشف علاقة الدين
والمقدس بالتجارة والسياسة. يقول الباحث: "في مسار البحث جاء ‏الحج في لحظة
غير عابرة. لقد قادتني أبحاثي السابقة إلى تفكير الدين. ولأنني تجاوزت
الخمسين من ‏عمري أجدني متسامحا أكثر مع المحافظين الذين يزدادون انتشارا.
دفعني بحثي الأكاديمي لمساءلة ‏هويتي. نعم لقد تعاملت مع الحج كمشروع بحث،
لكن أيضا تحت ظل رهانات وجودية لم يكن ‏بإمكاني تجاهلها" (ص186)‏

‏3-الطقس والنص:‏

لم يكتف عبد الله حمودي بالوصف على الطريقة الكلاسيكية لشعيرة الحج، بل
لون كل التفاصيل ‏المحكية والمعيشة، بلون السارد المعتمد على مخزونات الوعي
الذاتي، ولون الباحث الانتربولوجي ‏المجرب.‏

وإذا ما كان المسار البحثي للباحث قد دفعه لولوج عوالم مشروعه الجديد
بسؤال المعرفة والوجود، فإن ‏الحج سيصبح إثر ذلك تجربة ذاتية وموضوعا
انتربولوجيا.‏

إنه موضوع انتربولوجي من حيث كونه شعيرة قدسية ممتلئة بالرموز والسير
الذاتية، بالمتخيل ‏والديني، وفي نفس الوقت موطن لتأكيد المسلمين لهويتهم
الموحدة واختلافهم عن غيرهم (ص260). ‏ومجال لتشابك الديني بالتجاري
والايديولوجي، ومحطة لتبادل اللغات والثقافات والمعاني والنظم ‏الرمزية
(ص.290)‏

وإذا ما كان كلود ليفي ستراوس قد اعتبر أن المرء لا يمكنه أن يكون
انتربولوجي قبيلته فإن إقدام عبد ‏الله حمودي على هاته التجربة، سينجرف
بممارسته الانتربولوجية وكذا بعلاقته بموضوعه نحو مسار ‏آخر. يقول بهذا
الخصوص "لقد قادني الحج إلى مفترق طرق مغاير. فبينما كنت أظن أنني سأقوده
‏إلى عالم الانتربولوجيا، فقد تلقيته كحدث غير متوقع سيطبع حياتي" (ص265).
وبسبب ذلك سيعتبر ‏الباحث أن الحصيلة التدوينية لتجربته الميدانية لن تكون
في النهاية غير حكاية ‏Récit، سيجمع ضمنها ‏دور السارد ودور البطل (ص295).‏

داخل تجربة الحج هاته، من حيث هي تجربة الوعي الانتربولوجي وهو يعايش
طقسه، سيصادف ‏القارئ إلى جانب المتعة والقوة النظرية، ثلاث أنوية تمثلها
لحظة الإحرام، ولحظة رجم الشيطان ‏وأخيرا لحظة نحر أو ذبح الأضحية، وعلى
طول وصفها والحكي عنها يصعب التمييز بين الباحث ‏والمعايش والكاتب.‏

بعد وصفه للتعاليم الشرعية الخاصة بلحظة الإحرام، وبعد تعلمه لفعل ذلك
وهو بالمغرب، وأثناء ‏تدوينه لمذكرة البحث التي يتساءل عبد الله حمودي
بكيفية درامية عن قطعة الثوب الأبيض غير ‏المخيطة التي يرتديها الرجال
أثناء طوافهم على الكعبة، وكذا عن الوهن والضعف الذي يصيب الجسد ‏من جراء
تراكم الإجهاد: "ألم أتحول إلى شبح لذاتي تحت قوة وضغط التغيير؟" (ص63). في
لحظة ‏الإحرام يغاير الجسد ذاته، فهو هنا وهناك. على الأرض وفي السماء
وبحكم طبيعة رداء الإحرام ‏يتضاعف الإحساس بالنظير ‏Le double‏. إنه نفس
الإحساس الذي سجله الباحث بخصوص الاسم ‏أوالنعت الجديد (الحاج) الذي أصبح
يغلف الاسم الشخصي الأصلي (ص267).‏

مع شعيرة رجم الشيطان سيثير الباحث تجذر العنف في الطقس، وتجذر هذا
الأخير في الاستعارة (ص‏‏246). ففعل الرجم يطلق العنان للعنف والذي ليس غير
عنف محاك لعنف أصلي (ص 254)، مع ‏فارق هو أن الذهاب والإياب بين العنفين
ملموس وحسي هاته المرة. (ص254). يحاكي الفاعل ‏الطقوسي أثناء عملية الرجم
فعل سيدنا إسماعيل، لكن الحجارة هاته المرة لا تنزل على الشيطان ‏مباشرة،
بل على سارية. إن تحيين فعل إسماعيل، وكذا الفعل مثله ‏Faire comme‏ هو ما
يجعل هاته ‏الحركات الطقوسية حركات استعارية أساسا.‏

مع شعيرة الأضحية والتي تتزامن مع العيد الكبير، سيستعيد الباحث تحليلات
كتابهالأضحية ‏وأقنعتها وكذا ذكريات الطفولة والشباب. ففي منى، يشبه حجز
الحيوانات/الاكباش المعدة للنحر، ‏مخيمات الحجز والاعتقال (ص234). وإذا ما
كانت شعيرة الحج تستهدف "انقاذ حياة البشر" ‏وتطهيرها، فإنها في الآن نفسه
تجيز وتبيح قتل الحيوانات (ص234). فعملية نحر الأضحية تضع ‏حسب الباحث، حدا
لحياة متفردة مثلها في ذلك مثل حيواتنا الإنسانية. لذا يخلص الباحث إلى
كون ذلك ‏الفعل، فعل عنف أو بشكل أصح فعل قتل. (ص235).

نسخة راقية من الكبير علي فله الشكر العظيم


http://www.mediafire.com/?t3009n9bqk355g7




تتحدث
فاطمة المرنيسي عن كتابها قائلة بأن " ما وراء الحجاب" كتاب يتحدث عن حدود
الفضاء الجنسي، فهو كتاب يحاول أن يفهم الجنس كما يتجسد واقعا، كما يذوب
في الفضاء ومعه. " ما وراء الحجاب" كتاب يوضح بعدا مهما من أبعاد الدين،
بعداً طالما كان متجاهلاً. ذلك لأن الناس عادة يخلطون بين الدين
والروحانية، وكثيرا ما يختزلون الدين إلى مجرد روحانيات. غير أن الإسلام
يشكل، إضافة إلى أمور أخرى، رؤية مادية غامرة للعالم، ومكانه ليس السماوات
بمقدار ما هو الفضاء الأرضي، والسلطة على الأرض، والوصول إلى كافة الملذات
الدنيوية الصرفة بما في ذلك الصحة والجنس والسلطة. وهذا هو السبب في أن "
ما وراء الحجاب" لا يزال يكتسب أهمية ومعنى بالنسبة للطلاب والقراء
الآخرين، بالرغم من وجود كتب عديدة تتناول الموضوع ذاته: أي النساء
والإسلام. وهو لا يتناول الإسلام والنساء من وجهة نظر وقائعية،بل يحدد
واحداً من المكونات الأساسية للنظام وهو الطريقة التي يستخدم الإسلام
وفقهاء الفضاء (المكان) كأداة للسيطرة على الجنس وقيادته. ما وراء الحجاب
كتاب لا يزال يتمتع بحيوية لأنه لا يتحدث عن وقائع وتواريخ بمقدار ما يتحدث
عن مشاكل سرمدية: كيف تعالج المجتمعات الفضاء لتبني نظام الدرجات ولتخصيص
الامتيازات. من السهل على المرء أن يتعقب، من خلال مفهوم العتبة، من خلال
مفهوم الخطوط الفاصلة، من خلال مفهوم الحدود، النظام التراتبي الذي يحدد
استخدام المكان وكذلك قوانين وآليات التحكم والضبط التي تشكل أساس الإسلام
كفلسفة جنسية كرؤية للذكورة والأنوثة باعتبارهما بناءً فنيا ص مقدساً.
والكاتبة إلى هذا تفهم لماذا كان " ما وراء الحجاب" أكثر كتبها طلبا
للترجمة وإعادة الطبع (أعيد طبعه بالفرنسية عام 1983 وبالإنكليزية
والهولندية عام 1985، وبالألمانية وبالأوردو عام 1987). والسبب في ذلك هو
أن الكتاب يشكل عدسة مكبرة تري كيف يعمل النظام، مبرزاً ديناميكا
المذكر-المؤنث في المجتمع الإسلامي الحديث.

اللامساواة
بين الذكر والأنثى صفة بارزة من صفات المجتمعات الغربية والإسلامية. غير
أن مفهوم نشاط الأنثى الجنسي في التراث الإسلامي مختلف عنه في التراث
المسيحي.

في التراث الإسلامي، الأنثى كائن جنسي فاعل (نشيط) يشكل "خطراً" على المجتمع الحضاري. من هنا جاء الحجاب وأحكمت السيطرة.


في هذا الكتاب تستكشف فاطمة المرنيسي حركة الجنس في الفضاء الإسلامي الرحب:


"إذا كانت الاتصالات الجنسية المتنوعة والعديدة وكذلك الانحلال من علائم
البربرية (الجاهلية)، فإن ما تحضَّر مع مجيء الإسلام هو نشاط النساء الجنسي
فقط، أما نشاط الرجال الجنسي...".


نسخة راقية من الكبير علي فله الشكر العظيم

http://www.mediafire.com/?tlhe1a7q5l981aq



مالك شبل: عالم الأنتروبولوجيا الذي شرح الجسد في الإسلام




إذا رأيته مبتسماً دائماً، بأناقته اللافتة
وهدوئه المفرط وحديثه العذب مع الغرباء، فلا تعتقدنّ أنك صادفت شخصاً
سعيداً، التفاصيل العامة المعروفة عن حياته المثاليّة خادعة، ألا يحمل خمس
درجات في الدكتوراه؟ ويعيش بين أجمل مدن أوروبا، ويتنقّل بين بروكسل حيث
يعمل أستاذاً في الجامعة الحرّة ويسكن في باريس؟ أليست لديه زوجة جميلة
وثلاثة أطفال يفخر بهم؟ أليست كتبه بين الأكثر مبيعاً في فرنسا؟
الإجابة عن كل هذه الأسئلة هي بلى. وعندما تفصح عن مكنون أفكارك لمالك شبل،
وتسأل: هل أنت سعيد بما أنت فيه؟ يُفاجأ قليلاً، فالسؤال شخصي جداً، لكنّه
يفاجئك بالمثل حين يجيب «لا، لست سعيداً، حياتي مجرد محترف». تعود بزمن
هذا المحترف إلى الوراء، لتبحث في الحكايات المبكّرة التي تسببت بطفولة
مكسورة الجناح، هذا الجزائري المهاجر كان طفلاً مهجوراً من قبل.
توفي بلحسين والد مالك في الحرب، فعاش مع أمّه زُهرة وجدّته وهي الزوجة
الأولى بين عدة زوجات لجدّه حمّادي. كان شبل مدللاً في عائلة ممتدة ثرية،
حفظ فيها القرآن صغيراً عن ظهر قلب. وبعدما استقلت الجزائر عام 1962، صدرت
قرارات تأميم الممتلكات والأراضي الزراعية، فافتقر الجدّ وضاقت ذات يد رب
العائلة الكبيرة، وما كان منه إلا أن بدأ بالتّخلي عن بعض أفراد أسرته،
فقطع صلته بحفيديه مالك وشقيقه طيّب اليتيمين، إذ ليس من معيل لهما...
فوضعهما في دار الأيتام، حيث عاشا تحت رعاية مشرف «سادي» للدار.
هكذا كان مالك مسلوخاً عن العائلة وهو ابن تسع سنوات، يعيش بين المهمشين،
أما الدار التي أودع فيها، فقد كان يُرسل إليها المهرّبون الصغار واللصوص
أيضاً، حياة يذكرها بجنوحها المطلق عن القانون. لنقل إنّها مضت، تلك
السنوات بحلوها ومرّها، يتفوّق مالك أثناءها في مدرسة ملاصقة للميتم تسجّل
فيها، حيث التقى معلمين فرنسيّين مكثوا في الجزائر بعد التحرير، اهتموا به
اهتماماً خاصاً لما لمسوا فيه من ذكاء ونبوغ وجراح طفولة معذبة. وإن كان
القدر قد سلبه من الأهل، فقد منحته الحياة أصدقاء مدّوا له أيديهم فتشبّث
بها.
حصل شبل على منحة دراسية في قسم علم النفس في جامعة قُسنطينة وتخرّج منها
سنة 1977 لينطلق هذه المرة مهاجراً طالب علم إلى فرنسا. هناك، هل توقف عن
أن يكون عربياً جزائرياً؟ ومتى كان هذا؟ سؤال يثيره عمل شبل وكتابته بخطاب
يرى كثيرون أنّه يناسب بل يغازل الغرب، وهو أيضاً سؤال يثير حفيظة شبل:
«لماذا تظنين ذلك؟ أنا عربي مهاجر أعيش في أوروبا، ومعني بمشاكل
المهاجرين». هؤلاء المهاجرون، حسب صاحب «تشكيل الهوية السياسية»، «إما أن
يضعوا أنفسهم في موقع الضحية، ومنهم من يجد متعة ومكسباً في وضع نفسه هذا
الموضع، وفي هذه الحالة لن تحسب الدول التي تستقبلهم لواقعهم حساباً...
وإما أن تبدأ هذه الضحية بأخذ زمام أمورها من أجل الانسجام في المجتمع
الجديد».
أما من الجهة الأخرى، فيجد المهاجرون أنفسهم أقليةً في المجتمع الجديد، إنْ
أقدم شخص منهم على فعل سلبي، فستدان جماعته كلها. وإن أتى بفعل إيجابي فهو
وحده مَن يثنى عليه! هذه هي حال المهاجرين، «فلو تسلل أي أحد إلى المترو،
سيدفع ثمن التذكرة إذا أمسك به، ولكن الحال ليست نفسها إذا كان عربياً أو
مسلماً أو أفريقياً. هو في الأولى مجرد شخص، قد يكون أياً كان بلجيكياً أو
فرنسياً. لكنه في الحالة الأخرى هو من العرب أو المسلمين أو الأفارقة».
ويعود شبل إلى إصراره: «أنا أيضاً عابر بالمعنى وبالمفهوم الغربي
الأوروبي». لكنه اختار أن يأخذ زمام حياته بقوة المعرفة لا بتوجس الغريب:
سنوات الثمانينيات كانت معملاً للدراسة والبحث، فالتحق سنة 1980 بجامعة
«باريس 7» ليحصل على درجة الدكتوراه في التحليل النفسي العيادي... ثم
ألحقها بثلاث درجات أخرى في الأنثربولوجيا والإثنولوجيا وعلوم الدين من
جامعة Jussieu سنة 1982... ليزيد عليها درجة أخرى في العلوم السياسية من
معهد الدراسات السياسية في باريس سنة ... ثم يصدر في العام نفسه أّول كتبه
«الجسد في الإسلام» الذي أعيد إصداره منذ ذلك الوقت، في ثلاث طبعات.
بعد سنوات التحصيل العلمي الباريسية هذه، عاد شبل إلى الجزائر أستاذاً في
علم النفس في جامعة قُسنطينة، إلا أنّ مكوثه لم يطل. إذ وجد نفسه ممنوعاً
من الخوض في أفكاره الثورية ورؤيته الجدية للإسلام، وخصوصاً من جانب
المتدينين. إذ كان في نظرهم يتجاوز الخطوط الحمر وهي كثيرة، فحمل متاعه
وهاجر إلى فرنسا من دون رجعة.
قد تكمن خصوصيّة كتابة شبل في تلك الخلطة من المعارف التي جبلها بمفهومه
الخاص للحرية. هذا المفهوم دفعه إلى البحث في قضايا مثيرة، تلقّفها القارئ
الغربي كأرغفة ساخنة... ولا سيما أنّ هذا الأخير قارئ تسكن مخيّلته تصورات
مكرّسة عن العالم الإيروتيكي للشرق الإسلامي. وبحسب شبل، فإن الجهل بين
الشرق والغرب أمر متبادل، كلاهما لا يعرف الآخر بل يتخيّله، وأحياناً
يتجاوز الخيال الواقع أو يتجاوز الواقع الخيال.

قدم شبل قراءة جديدة للجسد والعلاقات الجنسية. كتب عن الحب والرغبة وتحرر
المرأة، وكانت معرفته بالمرأة وغرامه القديم والمتجدّد بها أساسهما اتصال
حقيقي وقصص غرام مع نساء بدّلن عالمه: عائشة، مليكة، سابرينا، فتيات جعلنه
يتعرف إلى جمال المرأة وسطوتها. حياة يفخر بها مالك، صنيع نفسه، حتى إنّ
الروائية الفرنسية جانين بواسار أصدرت أخيراً رواية بعنوان «مالك»، تروي
فيها سيرة حياة مؤلف «موسوعة الحب في الإسلام» و«التحليل النفسي لألف ليلة
وليلة».
ومن السمات الأخرى التي جعلت من كتابته محط الأنظار، محاولته بناء صورة
جديدة لإسلام تقدّمي تعددي، لكن أحادي في ما يخص شعائره، حتى اعتُبر أحد
المصلحين في هذا المجال. وخصوصاً حين قدّم في كتابه «بيان من أجل التنوير»
(2004) 27 مقترحاً لإصلاح الإسلام؛ أولها الحاجة إلى إعادة تأويل القرآن
والحديث والفقه والتشريع، ووضع الأولوية للعقل على النقل.
بعد أحداث 11 أيلول (سبتمبر) 2001، أصبح الإسلام، يثير الرعب لدى الغرب،
«لدي شعور أحياناً بأنّ المسلمين سعداء بأن الغرب يخاف منهم». ولو سألت
لماذا اختار شبل المتعدد المعارف والمصادر الإسلام موضوعاً لدراسته؟ وكيف
اكتشف إسلامه الخاص؟ سيجيبك «اكتشفت الإسلام في الغرب، حيث هو أكثر غنى من
الشرق، فالعيش كمسلمين في الشرق مسألة عادية، أما في الغرب، فنحن أقليّة
تعيش وتكتشف نفسها وحدها».
كثيرون يعادون شبل وكثيرون لا يعجبهم ما يقول... أمر يعزوه هو نفسه إلى
أنّه يقول الحقيقة، وهو بذلك يقول أموراً تجرح كثيرين: «أنا مثلاً لست
فخوراً بالعبودية في الإسلام، وأرى أنّه ضحيتها». ولكن كيف يعرف مالك شبل
أنّه يقول الحقيقة؟ «لأني أقرأ النصوص وأفهمها، ثم أحللها وأواجهها وأبحث
في ما قاله الآخرون، لا أدعي أنني أقول الحقيقة الكاملة إنما هي حقيقة
واحدة ضمن حقائق عديدة أخرى».


5 تواريخ

1953
الولادة في سكيكدا (500 كلم شرق العاصمة الجزائريّة)


1977
هاجر إلى فرنسا لإتمام دراساته العليا


1982
صدور كتابه المرجعي «الجسد في الإسلام». بعدها بست سنوات كتب مقدمة لترجمة إدوارد مونتي للقرآن، وقد صدرت طبعتها الثانية عام 2001


2003
أسس مع عدد من المفكرين، بمبادرة من رئيس المفوضية الأوروبية حينذاك رومانو
برودي، «مجموعة حكماء» تسعى إلى تعزيز التبادل الثقافي بين أوروبا وجنوب
المتوسط


2008
شارك «معرض الكتاب الفرنكفوني» في بيروت محاضراً عن «العبودية في الإسلام».
وصدر له بالمشاركة مع مالكوم كلارك، كتاب «الإسلام للجاهلين» L'Islam pour
les Nuls


نسخة معدلة من طرف علي فله الشكر العظيم

http://www.mediafire.com/download.php?78ifk9l1ngbp0ky






في هذه الكتاب يعرض الكاتب، باختصار للعلاقة الوشيجة القائمة ما بين الرجل والمرأة، الذكر والأنثى، عبر مسيرة الإنسان الطويلة المديدة، منذ نشأته حتى استيطانه إنسانياً حضارياً في مدينات عالية التطور بعد أن تهيأت أسبابها: الجغرافية والجيولوجية والبيولوجية والثقافية... فعرج المؤلف على الإنسان البدائي لينتقل بنا بعد ذلك إلى بلاد الرافدين ومن ثم إلى مصر فالهند وأخيراً إلى بني إسرائيل والإغريق والرومان ... متطرقاً إلى الحياة الجنسية في تلك المجتمعات من خلال سياقها التاريخي، الحضاري ليشكل مع الأسطورة والثقافة والبنية الاجتماعية لحمة متماسكة.

من قرأ فصول هذا الكتاب يحسّ كأنه مسافر في قطار سريع يلتزم برنامجاً صارماً، لا يتوقف إلا في الأماكن التي رسمها لنا المؤلف، فما أن يبدأ في الكشف عما تخفيه تلك العين الساحرة: الماضي، من قصص وأحداث ومشاهد، حتى يجذبنا إلى موضع آخر جديد وفي النفس، لما تزل بعد، رغبة في معرفة المزيد...

أهدي هذا الكتاب التحفة للأمير ميشكين والأميرة عبير وللقراء الأعزاء وأعتذر منكم لوجود صفحات بها فقرات وحروف باهتة وممسوحة وذلك راجع لردائة النسخة الورقية لم يكن لدي خيار أحبائي أولا لأنني لم أتوقع ترجمة لهذا الكتاب التحفة وثانيا لاتوجد سوى هذه
النسخة اليتيمة أشكركم




http://www.mediafire.com/?unc625m5ldwa663

**

صفحات مفردة

4shared.com /office/F6OYv8SX/____-__.html

أو

http://www.mediafire.com/download.php?btywrnb8abg5qhw


أن علاقة المقدس بالمجتمع في السياق المغربي تتوسط بالعنف،
التي تشكل التضحية بأسسها الدينية والمتخيلة وتجلياتها السياسية أساسه
الرئيس. وهذا التوسط الأضحوي محكوم بثلاث استراتيجيات، وثلاث مؤسسات، ثم
ثلاث قيم كبرى. وتتمثل هذه الاستراتيجيات في الإسلام النبوي باعتباره إسلام
الدولة الرسمي، ثم استراتيجية إسلام الجماعة الدينية السياسية، وأخيرا
استراتيجية الإسلام الطرقي. وكل منها يشتغل في مؤسسات، هي مؤسسة الإمام
المصلي في الأولى، ومؤسسة الإمام المضحي في الثانية، و مؤسسة الولاية
الصوفية في الثالثة. وهذه الاستراتيجيات والمؤسسات، تتمحور حول ثلاث قيم
كبرى، الشرف كانتماء سلالي “للإمارة” النبوية، والجهاد بما هو أس شرعية
الإمامة الدينية-السياسية، والبركة كقيمة مركبة ومجاوزة للقيم الأخرى، لا
تنفيهما وإنما تخضعها لسلطانها القدسي وقوتها المبهمة والسرية. إن هذه
التركيبة القدسية هي ما جعل التوتر قائما بين كل الأطراف في علاقاتهم فيما
بينهم و بالمجتمع وبالجمهور، ثم في الحقل الديني السياسي ذاته سواء في
امتداداته التاريخية العمودية أو تجلياته المجتمعية الأفقية حسب الزاهي.

من أجل الدفاع عن هذه الأطروحة، يوزع الباحث كتابه على ثلاث
فصول: الفصل الأول تحت عنوان المتخيل والمقدس، والفصل الثاني بعنوان المقدس
والطقوسي، ثم فصلا ثالثا عن الطقوسي والسياسي.


في الفصل الأول يوضح أهمية مفهوم المتخيل في فهم المجتمع من
حيث هو علاقات قوة ومعنى، مشحون حتى العظم بالثقافي، وحاملا البعد
الاجتماعي. ويشكل في نهاية المطاف أنوية الهوية الثقافية والاجتماعية
للمجتمع. لقد كان هذا الفصل بمثابة مدخل مفهومي لمحورية مفهوم المتخيل في
تحليل علاقة المقدس بالمجتمع.


في الفصل الثاني، الذي يعتبر تطبيقيا بامتياز، يرصد من خلال
طقوس عيد المولد النبوي، في المواسم المختلفة أنحاء المغرب، التي فيها يعيد
السلطان من خلال العيد إظهار شرفه وإمارته للمؤمنين. وفيه أيضا تعقد
الزوايا مواسيمها، ومن تم إعلان وإظهار شرف وبركة شيخها. وأثناء هذا العيد
يستعيد الحقل الديني-الطقوسي تاريخ الصراعات الرمزية والمادية بين سلطان
البركة و سلطان السياسة، المشيخة والإمامة، المسجد والضريح، البركة والشرف.
وأضاف الباحث أمثلة أخرى أخرى ترتبط بالأضحية في سياق الطريقة العيساوية
والحمدوشية.


وفي الفصل الثالث، يلج الباحث إلى نموذج معاصر، يمتح من نفس
التراث الثقافي الرمزي، ويعطيه أبعادا جديدة في الحقل الديني-السياسي، وهو
جماعة العدل والإحسان. فهي جماعة المريد-المضحي لأجل جماعته وطوباها
الموعودة، وإذا ما نظرنا إليها من زاوية أميرها، فيمكننا القول بأنها جماعة
المضحي باسم جماعته لترسيخ الوعد القدسي وتجسيده في التاريخ. وإيديولوجيا
فهي جماعة سياسية-دينية قائمة على رفع الحدود والفواصل بين زمن الفتنة
الأول والزمن السياسي الحالي. تحجز قراءة الزاهي لجماعة العدل والإحسان
مكانا متميزا بين مختلف القراءات التي ينتمي أغلبها إلى علم السياسة، فهذه
الدراسة باستنادها إلى المفاهيم الأنثرولوجية،مثل: المتخيل، تمكنت من فهم
الجماعة ورهاناتها السياسية بشكل أكثر ارتباطا بالحقل الثقافي الحاضن.


يخلص الباحث في نهاية الكتاب إلى سؤال جدوائية هذا التحليل في
متابعة وفهم ما يجري الآن، وهل أصبحت السوسيولوجيا بهذا الاعتبار تهتم
بالمستمر الثابث ثقافيا ورمزيا أكثر من اهتمامها بالمتغير؟ هذا السؤال الذي
يطرحه الكاتب يفسر لنا داعي إلحاق الفصل الأخير لمناقشة قضايا الراهن
الديني. يصل الزاهي أن هيمنة الاستمرارية على التغيير، وسيادة قيم النسق
الثقافي العميقة وامتدادات التاريخ في المجال السياسي والديني أفضت إلى
تشبع الحزب السياسي المغربي(وهو الامر الذي خصص له أطروحة الدكتوراه عن
الزاوية والحزب، وكذا الجماعات الدينية السياسية من مثل جماعة العدل
والإحسان، واستدخاله لقيم وعلاقات وآليات اشتغال الزوايا


4shared.com /office/ctLsMHPg/file.html?refurl=d1url
فلسفة الجسد - سمية بيدوح







http://www.mediafire.com/download.php?hvumbr22zi4cr88








لم يكن نور الدين الزاهي ليقبل يوما بتوصيف العلوم الاجتماعية على أنها ترف
فكري أو معرفة عادية و اعتيادية، إنها بالنسبة إليه أشبه ما تكون بصناعة
معرفية ثقيلة، تستلزم نفسا عميقا و قويا يفيد في بلوغ قمة الجبل، و كذا في
الرجوع منها إلى القاع الاجتماعي، حيث تكمن الحقيقة، و ينكتب الواقع. خصوصا
إذا كان لهذا الصعود و النزول انفتاح ما على تجربة جامعية غنية، يتعلم
منها المرء أولى دروس الانتماء إلى هذي الصناعة الثقيلة لا الخفيفة.
لما كان طالبا بكلية الآداب ظهر المهراز بفاس، كان منشغلا أكثر بتحصين ال
"أوطم" الذي كان قرار الانتهاء من شغبه، يطبخ على نار غير هادئة، حينها كان
يستثمر حيلة الحضور، عبر توقيع تدخل دال ينغرس عميقا، و يسعف أكثر في
المواد الشفاهية، في ظل هذه الحيلة المبررة بالغرق في النضال، كان درس
الجبل مع أستاذه عبد الجليل حليم تحديدا، فقد تدخل الزاهي معتبرا أن
التنمية لا تتحقق إلا بفعل الثورة، فما كان من حليم إلا أن أجابه باقتضاب
"ما عليك إذن إلا أن تصعد الجبل". و بتعبير دارج دال "طلع للجبل".
درس الجبل سيظل منغرسا في الرأس و الخافق، و ستتأكد أهميته مع تواتر
القراءات التي قادته يوما إلى الاعتراف بأن من يستلذ البقاء في الأعلى يرى
الناس صغارا، لكنه، و هذا هو الأهم، يبدو لهم أيضا صغيرا، فالمعرفة لا تخضع
لمقاربة خطية نمطية، و إنما هي، و في باب الصناعة الثقيلة تحديدا، تتطلب
حركة ذهاب و إياب، و دونما انتصار أعمى لسبات دوغمائي.
بعد قصة الصعود إلى الجبل و النزول منه بعدا، سيلتحق الزاهي بالدرس الفلسفي
مدرسا بالثانوي، بسيدي قاسم، أو سهل أزغار بتوصيفات الإخباريين، برفقة
صديقه محمد زرنين، الذي اختار الانشغال بالاستئراض فيما هو واصل الاهتمام
بالمقدس، و من مداخل فلسفية. الانتماء إلى هذا الدرس سيتواصل مع انتماء
مهني/ علمي إلى الجمعية المغربية لمدرسي الفلسفة، ليطلق فيها مع عزيز لزرق و
آخرين "دفاعا" مشروعا عن الفلسفة، من خلال جملة من الفعاليات التي صنعت
الحدث ذات زمن تسعيني.
الدرس الفلسفي سيستغرقه في مركز تكوين المفتشين بالرباط مرة أخرى، برفقة
الفيلسوف أحمد السطاتي الذي قدم لكتابه "الفلسفة و اليومي"، و الذي يعد في
الأصل بحث تخرجه من ذات المركز، و هو الكتاب الذي حاور فيه الزاهي مقتربات
جديدة لا تنفصل عن دفاعه عن السؤال الفلسفي ضد كل خطاب يعلن موت "محبة
الحكمة" و لا جدواها في أزمنة القطيع و الاستهلاك و قتل الأنا المفكرة/
السائلة، التي لا تمل من إنتاج الأسئلة الكبرى و الصعبة.
"الفلسفة و اليومي" سيظل من أقرب الكتب إليه، فهل لكونه يحمل "دهشة
البداية"؟ أم لأنه يعلن الانتماء الأصلي لمهاجر صوب العلوم الاجتماعية،
بقدر عال من النضال و الاجتهاد؟ أم لأنه و كما يقول الزاهي" تمرين و تقديم
للأعمال الأخرى التي تلته، الشيء الذي يجعل منه كتابا ذا قيمة و مقام خاص
لديه"؟
و على طول هذا الانتماء الفلسفي و السوسيولوجي، سيظل الزاهي مندلقا مع
اليسار النبيل، مستحضرا لذلك المثل الصيني الذي يقول بكل إشراق "إن الأسماك
الميتة هي التي تسبح مع التيار"، لكن الإنسان الشقي و المشاغب لم يمت فيه،
لهذا استمر سباحة ضد التيار مهما تعالت إمكانات التهميش و التبخيس.
و سيظل و هذا الأهم منتجا للشقي من الأفكار و الجريء منها، و ممارسا للمهمة
الفعلية للسوسيولوجيا، و هي النقد الموضوعي، الذي لا يتهيب حدودا ملونة و
لا مصالح مجزلة، وبنفس المنسوب من هذي الجرأة سيعلن أن "أوراق" عبد الله
العروي و "لعبة النسيان" لمحمد برادة، "غير صالحتين لتدرس في المدرسة على
اعتبار أن الناقد يجد صعوبة في تحليلهما، فما بالك بتلميذ يفتح عينيه على
عمل روائي بهذا الشكل!! لابد أنه ستتشكل لديه نظرة سلبية عن شيء اسمه
"رواية" وكما قال عبد الفتاح كيليطو: إذا أردت أن تقتل كتابا فادخله باب
المؤسسة المدرسية".
الانتماء إلى الفلسفة لم يسرقه من العلوم الاجتماعية، فبعد تحقيق الانتماء
إلى مهنة التدريس سيعود الزاهي إلى أستاذه حليم مقترحا عليه مشروع رسالة
لنيل دبلوم الدراسات العليا في موضوع "من الزاوية إلى الحزب"، كما سيواصل
معه ذات الرحلة الممتعة في مستوى أطروحة نيل الدكتوراه في موضوع "المقدس
والمجتمع المغربي الحالي"، و هما (الرسالة و الأطروحة)، العملان اللذان
سيبلور من خلالهما الزاهي مشروعه الفكري المشتغل على المقدس و انفتاحات
السياسي، و الذي يعتمد فيه بدرجة أعلى على خلاصات الدرس الأنثروبولوجي و
التاريخي.
التفكير في مدارات المقدس و امتدادات السياسي، بما يعنيه هذا التفكير من
مساءلة دائبة للطقوس و الممارسات و المؤسسات، هو ما اختاره الزاهي أفقا
لانشغالاته المعرفية منذ أول خطوه السسوسيولوجي و الأنثروبولوجي. فهذه
المدارات و الامتدادات يتوجب اعتبارها برأيه ك"علامات أساسية لفهم و تفهم
المجتمع المغربي بمؤسساته القديمة أو المعاصرة، و لتفهم الآثار التي تخلفها
هاته المؤسسات على المجتمع".
في "الفلسفة و اليومي" و "الزاوية و الحزب" و "المقدس الإسلامي" و "بركة
السلطان"، فضلا عن عدد من المساهمات المتميزة في كتب جماعية و دوريات
متخصصة، نقرأ أيضا المنهج التحليلي الذي يطمئن إليه الزاهي في دراساته، و
هو منهج يتأسس على الحفر الأركيولوجي و تفجير السؤال النقدي بالرجوع إلى
المتن التاريخي، لاستلهام عناصر البدء و الامتداد، و تخمين جدل القطيعة و
الاستمرار في بناء الفعل السياسي المغربي، فبحثا عن ذلك المنطق السوسيولوجي
الأعمق الذي يتحكم في شروط إنتاج و إعادة إنتاج "السياسي" و المجتمعي
عموما، يستمر الزاهي في تفكيك العلب السوداء للمقدس الإسلامي و الفعل
السياسي."فأن يؤسس الصلاح لمؤسسة الزاوية، و أن يؤسس الإصلاحيون السلفيون
المغاربة لمؤسسة الحزب، شيء لا يمكن أن يخضع للصدفة، و لا يمكن أن يفسر
بوقائع حديثة و تاريخية فقط، بل لا بد له من منطق سوسيولوجي أعمق يتحكم
فيه".
البحث عن هذا المنطق العميق سيتطلب منه النزول من الجبل إلى الميدان، حيث
تكمن الحقيقة النسبية طبعا، و سيستوجب منه قراءة عميقة لمتون من قارات
معرفية متعددة، و مصاحبة لحالات و وقائع اجتماعية لا يقدر على التقاط
تفاصيلها سوسيولوجيو المكاتب المكيفة، هنا بالضبط سنكتشف الزاهي قارئا
للموسم و الجذبة و الليلة الكناوية "فداخل فضاءات الموسم أو الليلة
الكناوية الممتلئة بالمعنى إلى حدود اللامعنى على المرء أن يفتح جميع عيونه
الجسدية لرؤية السطح العميق لنشوة الحركة، ووجد الصمت وسيلان النفس".
على درب السؤال العميق يواصل نور الدين الزاهي محاورة المسكوت عنه في
المشهد المجتمعي، وبذات النفس العلمي، الذي أهدانا بواسطته قبلا "الفلسفة
واليومي" و"الزاوية والحزب" وثلة من المقالات والدراسات الرصينة، على الدرب
إياه، يستمر الزاهي في الاشتغال على الملتهب من الأسئلة والقضايا. مؤكدا
من خلالها انشغاله الأنثروبولوجي الجاد بالرمز والطقس وما إلى ذلك من
التيمات التي يؤسسها المقدس ويتأسس عليها.
محليا ثقافة المحو هي السائدة، و الاعتراف يكون ممهورا بتوقيع الآخر في
مطلق الأحيان، لهذا لم يكن غريبا أن تعترف المصلحة الثقافية التابعة لسفارة
فرنسا بالرباط بأصالة كتابه "الزاوية و الحزب"، لتمنحه سنة 2002 جائزة
الأطلس الكبير التي ضمت في عضوية لجنة تحكيمها كلا من محمد أركون و رشيدة
ديماس وحليمة فرحات و كاظم جهاد وجميلة حسون وجاك لانغاد ونادية صلاح.
غير ما مرة ردد غارسيا ماركيز بأن "الجميع يريد أن يعيش فوق قمة الجبل، دون
أن يدرك أن السعادة تكمن في تسلقه"، أو لربما في النزول منه لتعلم معنى
الأشياء من موطنها الأصلي، من شرط انبنائها الأولي، ألهذا كان يلح أستاذه
عبد الجليل حليم على درس الجبل؟ ألهذا كان الزاهي نفسه يلح على اعتماد حركة
ذهاب و إياب بين القمة و السفح، بين المعرفة في نخبويتها و طليعيتها، و
الميدان كعيادة اختبار و تمحيص لذات المعرفة.
نور الدين الزاهي، شقيق فريد الزاهي المولع أيضا بمدارات الدرس
الأنثروبولوجي، يقدم من خلال اجتهاداته، الدليل تلو الدليل، على أن العلوم
الاجتماعية، هنا و الآن، تعد بالكثير من العطاء، بالرغم من تواتر عمليات
التهميش و الإقصاء، و بالرغم من كل حالات المحو و اللا اعتراف فإن ثمة جيل
قادم يوقع حضوره بثبات، و الزاهي بالطبع من أبرز ممثلي الجيل الجديد
للصناعة المعرفية الثقيلة.


نسخة معدلة

http://www.mediafire.com/download.php?ibfbgys5zv0btc0

الاصدقاء
اليكم هذه المجموعه من الكتب
خمسون كتابا




اسطورة سيزيف البير كامو ترجمة عبد المنعم الحنفي


الطاعون البير كامو ترجمة كوثر عبد السلام


اطفال بلا اسر انا فرويد و درثي برلنجهام


الادب اليوناني القديم س م باورا


البعوض وليم فوكنر


الحريات في الدوله الحديثه هارولد لاسكي


الحرية و الثقافة جون ديوى


الحريه جون ستيوارت ميل


الحقيقه و الوهم في علم النفس ج ه ايزنك


الحكم الخلقي عند الاطفال جان بياجيه



الحياة و الشاعر ستيفن سبيندر


الرجل الهادئ جراهام غرين


الفن و المجتمع هربرت ريد


اللسانيات التطبيقيه شارل بوتون


المجتمع ر م ماكيفر و شارلزبيج


المعنى السياسي للثوره راندولف ج ارامس


الموسيقي الاعمى ف كورولينكو


الينبوع يوجين اونيل


بداية الكون من الافلاك الى البشر جون فايفر


بول ايلوار لويس باروث و جان مارسيناك


تولستوي ستيفان ازفايج


تيشيكوف ف يرسيلوف


ثلاثة دروس في ديكارت الكسندر كواريه



جان دارك جورج برناردشو


جون استيوارت مل توفيق الطويل


حلاق بغداد الفريد فرج


حياة شاعر يوجين يفتوشنكو


دراسات في الادب الامريكي اشراف طه حسين


دفاع عن الادب جورج ديهاميل


ربيع الفكر اليوناني عبد الرحمن بدوي


سيكلوجية التفوق الرياضي مصطفى خسين و سمير عبد القادر


شرح ديون ذي الرمه غيلان بن عقبه العدوي


شكسبير وراسين وابسن في مراحلهم الاخيره كينث ميور


عالم اليوم واقعه و مشاكله بيير جورج



علاج الطفل بالتحليل النفسي انا فرويد


علم النفس الاكلينيكي جوليان روتر


فلاسفة الاسلام فتح الله خليف


فلاسفه وجوديون فؤاد كامل


فلسفة اليوجا يوجي راماشاراكا


قادة الفكر الاقتصادي روبرت هيلبرونر


كيف تفكر المراءه سيمون دي بوفوار


كيف تمثل للسينما تونى روز


لقاء ابن خلدون لتيمورلنك والتر فيشل


ماهي الماديه غارودي


مختارات غارسيا لوركا ترجمة عدنان بغجاتي


مختارات من الادب اليوناني الحديث في القصه ترجمة نعيم عطيه


مستقبل الحضاره ج د ي بويس


مهمة الناقد وليم هازلت



مغامرة ميجيل ليتين السريه في تشيلي سيناريو جابرييل جارثيا ماركيز


اصل الانواع 01 داروين ترجمة اسماعيل مظهر


اصل الانواع 02 داروين ترجمة اسماعيل مظهر


الأصدقاء إليكم مجموعه أخرى
خمسون كتاب



نيتشه فؤاد زكريا


يوريبيدس و عصره جلبرت مورى


غاية الانسان فيشته ترجمه و دراسه فوقيه حسين


فوما جوردييف مكسيم جوركي


ديوان ابن الفارض دار صادر


ملهمات المشاهير جمال قطب


دراسات فى النقد و الادب لويس عوض


الملهمات في الفن و التاريخ جمال قطب


الانسان و اليمقراطيه ادموند كان


حواتيت عم فرج نعمان عاشور



ست شخصيات تبحث عن مؤلف لويجي بيرانديلو


ابو حامد الغزالي محمد صادق عرجون


مقالات في الاشتراكيه الفابيه جورج برناردشو


فلسفه العلوم الطبيعيه كارل همبل


حكايات من الفلكلور المغربي يسري شاكر


الاحزاب السياسيه روبرتو ميشال


التلميذ بول بورجيه


اصل المجتمعات المتحضره رشتون كوليورن


ديوان امرئ القيس دار صادر


الانسان و الاخلاق و المجتمع جون كارن فلوجل


البراجتماتزم مذهب الذرائع يعقوب فام


اندرسن رائد ادب الاطفال عبد الله حسين



الزخارف و الرسوم الاسلاميه ايفا ويلسون


الكشف العلمي د م تيرنر


صورة كوكب فريدريش دورنمات


الفكر الاقتصادي الحديث فنشنزو فيتللو


الحضيض غوركي ترجمة فؤاد دواره


تاريخ علم الاجتماع جاستون بوتول


المشكلات الميتافيزيقية الكبرى فرانسوا غريغوار


هيرودوت ا ج ايفانز


تأملات في ثورات العصر هارولد لاسكي



الجسر الذهبي مختارات من الادب النمساوي المعاصر اعداد ادواف اويل


ما الانسان مارك توين



الفلسفه الاسلاميه عرفان عبد الحميد


دراسات في الادب العربي العصر العباسي محمد غلام سلام


سياسات العلاقات الاقتصاديه الدوليه جون ادلمان سبيرو


اشكال التعبير في الادب الشعبي نبيله ابراهيم


سيرة الاميره ذات الهمه نبيله ابراهيم


علم الاجتماع عند تالكوت بارسونز محمد عبد المعبود مرسي


مذاهب النقد و نظرياته فى انجلترا فائق متى اسحق


علم النفس التطبيقي رينيه بينوا


الشعر الملحمي العربي جورج غريب


في جماليات الشعر خلف محمد خلف


في النفس و العقل لفلاسفة الاغريق و الاسلام محمود قاسم


في ظلال الفن كاثرين جبسون


قاموس المذاهب السياسيه مارتن ذودج


شخصيات مشهورة و مغمورة جمال الدين الرمادي


من بدائع الادب الصيني القديم مجموعة كتاب


هربنا بجلدنا ثورنتون وايلدر


الرخاء بدون تضخم جون فيليب ديزنت

المجموعه الثالثه
خمسون كتابا للتحميل


ارض النفاق مسرحيه جايلز كوبر


الاضاءه المسرحيه محمد حامد علي


الاقتصاد السياسي ركي عبد المتعال


التربيه المقارنه و الدوليه ملكه ابيض


التطور اللارأسمالي في بلدان العالم الثالث معين صيف


التكنيك المسرحى فيليب فان تيغيم


الرؤية المعاصره في الادب و النقد محمد زكي العشماوي


السلوك التنظيمي علي السلمي


الطائر الازرق مسرحيه موريس ميترلينك


الطب النفسي عماد الدين سلطان


العقوبات المدرسيه محمد ابراهيم كاظم


العنف في امريكا جيل ديلافون




الفكر الاقتصادي فردناند زويج


الفن الزخرفي في افريقيا مرجريت ترويل


الكابوس نجيب يوسف بدوي


الماركسيه هنري لوفيفر


المرجع في مصطلحات العلوم الاجتماعيه نخبه من الاساتذه


المسرح الديني في العصور الوسطى جان فرابييه و ا م جوسار


المشاكل الانسانيه للمدينه الصناعيه التون مايو


النظريه العامه للحق محمد شكري سرور


الوارثه مسرحيه روث واوجستس جويتز


تاريخ الحضاره الاوربيه كلودديلماس


تطور الفكر الادبي الامريكي في القرن العشرين الفريد كازن


توركاريه مسرحيه ا ر لوساج


ثورة الموتى مسرحيه اورين شو



جمهورية التكنولوجيا دانييل ج بورستين


راسبوتين الراهب المحتال وليم ليكيه


سيكولوجية الضمير محمد كامل النحاس


سيكولوجية المرأه زكريا ابراهيم


شعر الرعاة في الادب اليوناني محمد خفاجه


شعر عمر بن ربيعه دراسه اسلوبيه ممدوح عبد الرحمن


شياطين الشعراء عبد الرزاق حميدة


عصر الخرافه جستاف شتلبر


علم النفس التجريبي مجموعة كتاب


علم النفس الجنائي محمد شحاته و اخرون


عن الذاتيه و الموضوعيه في علم النفس صلاح مخيمر


فلسفة التاريخ بليخانوف


فلسفة التاريخ عند ابن خلدون زينب الخضيري



فن الممثل ل كيارينى و باربارو، ا


قديسات و غانيات عميد الامام


قضايا علم الاجتماع المعاصر قباري محمد اسماعيل


كارل ماركس ايسا برلين


كتاب التجليات ابن عربي


مجتمع اوغاريت ا ش شيغمان


مسالك الثقافه الاغريقيه الى العرب اوليري


مسرح الاراجوز س ابرازوف


موجز تاريخ مجتمعات قبل الراسماليه مجموعة كتاب


نحو الاشتراكيه اليسار الجديد بيري اندرسون و اخرون


نظرية الطبقه المترفه ثورشتاين فبلن


هذه هي الدنيا مسرحيه وليم كونجريف